في هذا العدد الخاص من مجلة الإعتصام نتشرف بإجراء هذا الحوار الهام مع السيد العلامة المجتهد المحقق/ أحمد بن لطف الديلمي عضو الهيئة الاستشارية لرابطة علماء اليمن وأحد علماء الآل الكرام المشهورين المعروفين بمواقفهم العظيمة وجهودهم الكبيرة في نشر العلم وخدمة التراث وأحد الهامات التي عملت في مجال القضاء، فهو القاضي العالم المفكر الأديب الشاعر المؤلف الذي أثرى المكتبة اليمنية بمؤلفاته العظيمة والنافعة التي رد بها شبه ودعاوى المبتدعين وغلوّ الغالين وتطرف التكفيريين من حَمَلَة الفكر النجدي وحملاته المستهدفة للتراث الإسلامي الأصيل في اليمن، تعرض في سبيل الدفاع عن مذهب الآل للكثير من الأذى والمضايقات والمتاعب لكنه ظل شامخاً شموخ الجبال الرواسي، ومنارة يهتدي بنورها الجيل المعاصر من علماء وحكماء اليمن فإلى مضمون الحوار.
س1: بداية لو أعطيتم القارئ الكريم نبذة مختصرة عن حياتكم العلمية مرحلة الطلب للعلوم الشرعية وأبرز المشائخ الذي درستم على أيديهم ونلتم الإجازة العلمية منهم؟
ج1: كان بحمد الله مبدأ الطلب بذمار مسقط الرأس وبعد إتقان القرآن بدأنا في قراة الآجرومية وغيب المتون كالملحة والألفية والتلخيص والأزهار والمشرف على هذا كله والدي رحمه الله، ثم شرعنا في قراءة الآجرومية مرة ثانية ثم القطر مع مراجعة حاشية السجاعي وبعدها ابن عقيل مع مراجعة حاشية الخضري وحاشية الخضري لدى العلامة أحمد أحمد سلامة رحمه الله، ثم قراءة كافل لقمان قراءة تحقيق لدن الوالد العلامة عبدالله محمد السوسوة مفتي ذمار والفرائض مع شرحها لدن الوالد العلامة عبدالله بن محمد الصادق رحمه الله، والأخ علي بن أحسن الديلمي ومفهوم منطوق في الأزهار لدن العلامة ابن العلامة زيد بن علي الأكوع، وهو أخذه عن والده علي بن محمد الأكوع بعد إكمال ما ذكرنا تعين والدنا قاضياً بدمت ومعنا في هجرة الذاري بيت قديم سكنت فيه مع عائلة الوالد وأخذت عن العلامة عبدالوهاب بن أحمد الوشلي في شرح الأزهار وعدنا لقراءة الفرائض والقطر إلى نهايتها وأجازني فيهن إجازة عامة تحررت أخيراً بقلم عبدالرحمن بن حمود الوشلي، وتعمدت من حاكم يريم في حينه ثم رحلت إلى صنعاء وجرى اختباري بمحضر جماعة من العلماء وكان المباشر للسؤال القاضي العلامة عبدالواسع الواسعي ثم أُحِلْت بعد الاختبار إلى الشعبة الثامنة حيث كانت المدرسة العلمية تتألف من اثنتي عشرة شعبة الثانية عشرة هي الغاية وبعد استكمال المنهج أعطاني مشائخ العلمية شهادة وإجازة ثم تعينت أحد مشائخها أيام البدر محمد بن أحمد حميد الدين وأجري لي سبعة وعشرون ريالاً وقَدَحَان من الطعام وفي خلال دراستي في العلمية درسنا خارجها عند علماء التحقيق منهم القاضي العلامة عبدالله بن محمد السرحي، ومنهم شيخنا الفاضل العلامة محمد صالح شمس الدين البهلولي، ومنهم علي بن عبدالله بن إبراهيم، وعلي بن عبدالله أبو طالب، وفي دار الإفتاء تطبيقاً للفروع والفرائض، ومنهم العالم الكبير أحمد محمد زبارة في الروض النضير، والكشاف، قراءة تحقيق ثم أجازني إجازة عامة في جميع مقروءاته ومسموعاته.
س2: لمحة موجزة عن مؤلفاتكم المطبوعة والمخطوطة والدواعي والأسباب لتأليف كل كتاب؟
ج2: الكتب التي تم لي تأليفها بتوفيق الله وتيسيره أولاً: »تجريد أحاديث الحلية من السند تقريباً لطالبها«، ثم »المقاصد الشرعية«، ثم »الزيدية بين محبٍ غال ومبغضٍ قال«، والداعي لذلك وجود كتب تضع من جانب المذهب الزيدي وتضلل أتباعه وتنفي وجود الزيدية وعلاقتها بزيد، ثم »كشف النقاب عن مذهب قرناء الكتاب«، والدافع إلى تأليفه هو أن كتاباً نزل بعنوان »نظرة الزيدية إلى الإثناء عشرية«، فاتصلت بي إحدى فاعلات الخير وقالت نزل كتاب فيه كذا وكذا وهو المشار إليه ردوا عليه، قلت: قد اكتفينا بالزيدية، قالت: لابد من الرد عليه وعليَّ تكاليف الطبع، فتم ذلك، ثم تأليف »ترياق ذوي الأبصار من سموم فتوى الدار « وذلك حينما نزل كتاب من العلامة يحيى الدار يجيز فيه معاملة الربا وقد تناولته الأقلام من قبلي ولم يفوا بغرضي المقصود حتى قمت بتأليف هذا الكتاب وقرضه العلماء واستحسنوه وكان سداً لكل خصاصة دخل منها العلامة الدار، ثم تأليف »تحفة الأسرار في تحرير لا تدركه الأبصار« وهو كتاب صغير بحجم عظيم الفائدة لأني جعلت محور النقاش اللغة العربية.
ثم تأليف »الجني الداني في مناقشة الشوكاني« وقد تناول الرد على »وبل الغمام« من أوله إلى آخر الحضانة، والدافع إلى ذلك رد تحامل الشوكاني على أهل البيت وعلى مؤلفاتهم وادعائه أنهم ليسوا من الكفاءة في شيء وأنهم يقدمون كلام علي على كلام رسول الله، فعزمت على تأليفه مستعيناً بالله فكان موافقاً لغرض كل منصف، ثم (استنباط الدقائق المحجبات من مقدمة الثمرات) للفقيه يوسف ثم (التعليق المنيف على تعريفات نُسبت إلى الشريف) ولنا تعليقات على (المناهل الصافية) في الصرف وأخيراً (الإرتشاف في مناقشة الكشاف) ولم يزل قيد التحصيل، نسأل الله الإعانة على إتمامه وطبعه.
س3: أسرة الديلمي أسرة علمية مشهورة أنجبت عشرات العلماء والقادة والحكام الذين ساروا على منهج الآل وخدمة العلم والأدب والتراث فهل تأثرت كغيرها من الأسر العلمية بالمد الوهابي الوافد وبالغزو الفكري؟
ج3: بحمد الله أسرة آل الديلمي الذين منهم الحقير إلى الله أحمد لطف الديلمي أسرة متعلقة بالعلم والتعليم متمسكة بالمذهب الشريف وقد ترجم للكثير منهم أعلام المؤرخين كالعلامة الشجني في كتابه »التقصار« لجدنا الحسين بن يحيى تراجم وافية، وهو مؤلف »العروة الوثقى في أدلة ذوي القربى« كما ترجم له العلامة الشوكاني في »البدر الطالع« وترجم لجدنا عبدالوهاب بن الحسين بن يحيى، وترجم لابنه حسن بن عبدالوهاب، وترجم للكثير منهم مؤرخ اليمن محمد بن محمد زبارة، كما ترجم في رجال القرن الثالث عشر للكثير منهم وفي الأبناء وتحت عنوان (بيت الديلمي) قال ومنهم في عصرنا العلامة الجهبذ الكبير زيد بن علي الديلمي المتوفى سنة 1366هـ وقد رثيته بمقطوعة أولها:
الله أكبر مات في صنعاء معجزة اليمن
ثم أورد أبياتاً فيها للإمام يحيى رحمه الله مدح بها جدنا رحمه الله منها:
زيد وما زيد فقد زادت به أم اليمن
قاض القضاة وسيد السادات من أبناء الحسن
علامة العلماء من حاز الكمال على فنن
كشاف كل المشكلات ملاذ من يخشى الحجن
س4: بينكم وبين أخيكم عبدالوهاب بون شاسع ما الذي في نظركم أثر في كل منكما وهل لهجرته وتحزبه دورٌ في اتساع الخصومة الفكرية؟ وهل للنشأة والبيئة دور في التأثر والتأثير؟
ج4: الذي أثر في أخي عبدالوهاب أنه لم يكن على قدم راسخ من مذهب أهل البيت وكان له جلساء ربما ومشايخ متهمين بالنصب لا أريد أن أسمي أحداً منهم ثم كانت هجرته إلى المدينة المنورة حماها الله من كل شر وصلواته وسلامه على خير ساكن فيها، فالتحق بجامعة محمد بن سعود وهناك كانت الطامة الكبرى نسأل الله لنا وله الهداية.
س5: يجد الناس اليوم حيرة في معرفة العلم النافع والعالم الرباني ما هي في نظركم مواصفات العالم الرباني؟ وكيف يمكن الإهتداء إلى العلم النافع؟
ج5: الظاهر أن من حق السؤال بعض الناس يجد حيرة وتردداً في معرفة العلم النافع من غيره، نعم الحيرة هذه منشؤها عدم الدخول في العلم النافع وعدم الاقتداء بعلماء أهل البيت الصالحين فهو لهذا يقدم رجلاً ويؤخر أخرى والقول الفصل أن العلم النافع هو النور وهو ما يكسبك دوام الاتصال بالله والمخافة منه وعلمك بأنه رقيب عليك فتؤدي له كل فريضة وتبتعد عن كل ما نهى عنه، والاقتداء بالصالحين العارفين، والعالم الرباني قد قيل إنه المصحوب بتوفيق الله وتسديده، ولهذا نسب إلى الرب وقيل أنه الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كبارها، نعم وقد قلت: أنه يمكن الجمع بينهما فهو عندما يصير معلماً أو مؤلفاً يمنحه الله توفيقه وعندما يعلم يعلم الناس صغار العلم قبل كبارها.
س6: كيف يمكن أن يحافظ أهل اليمن على تراثهم الفكري والحضاري في ظل هذا الهجوم والغزو الفكري؟
ج6: الحفاظ على تراثنا الفكري والديني هو الإرتباط بالعلماء العاملين ودراسة كتب أئمتنا المعتمدة عند علماءنا وعدم الإصغاء لأعداء الدين والوطن.
س7: هل عرفت اليمن من قبل صراعاً مذهبياً بين المذاهب السائدة فيها؟ كيف كانت العلاقة بين المذهب الزيدي والشافعي؟ وهل تأثرت بالأحداث والظروف الطارئة؟ وما هي السبل الكفيلة بالحفاظ على التعايش المذهبي؟
ج7: أنا لا أعرف أنه حصل نزاع بين أهل اليمن إلا ما كان في التصنيف والتأليف وإن كان يرجع بعضه إلى التعصب والغلو، أما إني أعرف نزاعاً فلا أعرف.
س8: يبرر الشباب اليوم توجههم إلى الحركات والتيارات الدخيلة بأن الدين لا يواكب الحياة؟ ترى ما هي الأسباب التي أسهمت في هذه الفكرة وفي تغلغل الأفكار الوافدة؟
ج8: الحركات والتوجهات ضرورية لأن الزمن هو الذي يدفع إليها إلا أنها يجب أن تكون مبنية على حسن الفهم والتفهيم وبانية غير هادمة، وجامعة غير مفرقة مع التمسك بقواعد الدين.
س9: ما هي في نظركم السبل الكفيلة بإعادة دور الهجر العلمية وإعادة المدارس الإسلامية وحلقات العلم الشهيرة في اليمن؟
ج9: الذي يلزم ويجب لإعادة الهجر التي كانت مورداً للعلم النافع ومنهلاً صافياً لكل من أرادها هو التوجه بإخلاص وتقدير إلى العالم المعلم الذي سيقوم بها وإعطاءه طلباته من دون أن يحوج إلى طلب، وكذلك الطلبة الذين سيقومون بالهجرة لكل الهجر يعطون كل ما تحتاجون إليه.
وكأنا قلنا لهم: أعطيناكم كل ما تحتاجون فأعطونا كلكم، أما إذا كان العالم منظوراً إليه بعين الازدراء والسخرية، والطالب يبحث عن قيمة كتاب وليس له فراش ولا مأوى فنقول لا قوة إلا بالله.
س10: مرت اليمن في عصركم بمراحل وأنظمة سياسية متعددة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، برأيكم ما هي مواصفات النظام الذي يكفل لها الأمن والاستقرار؟ وماهي السبل التي توصل يمن الحكمة والإيمان إلى الأمن والأمان؟
ج10: ما صلح به أمر السلف كفيل بأن يصلح أمر الخلف، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: »جئتكم بخير الدنيا والآخرة« وقال: »تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها« وقد تعين النظام وهو الإسلام ولا يتم الإسلام إلا بجميع ما جاء به.
س11: ما هي حدود الطاعة أو الاستجابة للسلطة السياسية أو ما يطلق عليه في الإسلام بـ(ولي الأمر)؟ ومتى يجب عصيانه وإسقاط ولايته أو شرعيته؟
ج11: الناس مع رؤسائهم خاضعون للتوجه الذي لا يجوز الخروج عنه، فبقدر تمسك الرئيس أو القائد بالدين يكون استجابة الناس له؛ لأن طاعته حينئذ طاعة لله، أما إذا كان طامعاً في الدنيا وجعل أموره على الهواء فالأمر مختل.
س12: ما هي الأسباب التي تجعل بعض المحسوبين على العلم يأتون أبواب السلطان ويبررون لهم ما يمارسونه من فساد وظلم وتولي صريح لليهود والنصارى؟
ج12: الدنيا حلوة خضرة والعاجل محبب إلى كثير من الناس لاسيما إذا جمعت له بين مال وسلطة، والدافع هو ضعف الإيمان وحرصه على الدنيا مع علمه بسوء عاقبتها وقبح تأويلها قال المتنبي:
وهي معشوقة على الغدر لا تـ
حفظ عهداً ولا تتم وصلا
شيم الغانيات فيها فلا أد
ري لذا أنث اسمها الناسُ أم لا
س13: يحلو للبعض تقسيم الإسلام إلى إسلام سياسي وإسلام أصولي وإسلام وسطي معتدل وإسلام متطرف، كيف تنظرون إلى هذا التقسيم وهل أسهمت الحركات الإسلامية في إيجاد المبررات لهذا التقسيم؟
ج13: نضعه تحت قوله صلى الله عليه وآله وسلم: »كل أمر لم يرد عليه أمرنا فهو رد، وكل محدثة ضلالة وكل ضلالة في النار« فالإسلام هو الحاكم في شأنك وفي شأنك مع غيرك، وفي علاقتك مع الله، وفي علاقتك مع الدولة، وفي المعاهدات، لأنك تقولك إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله، ويقول الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّـهِ﴾.
س14: بحكم عملكم وتجربتكم الكبيرة في مجال القضاء ما هي المعوقات التي حالت دون أن يؤدي القضاء دوره هل لتدخل السلطات والأحزاب دورٌ في عرقلة تحقيق العدالة وتأخير وإطالة حل القضايا؟
ج14: لا أعرف بحمد الله أن عائقاً عاقني في أي قضية اتضحت لي وتبخترت فيها الحجة وتضاءلت فيها الشبهة لأني كنت بحمد الله صارماً لا أخشى أحداً وأحس أن القضية تعنيني حتى إنه ذهب بعض المحامين إلى وزير العدل إسماعيل الوزير فقال له: أنا محتسب على الديلمي، فقال له الوزير: لماذا لأنه لا يضحك لك، قال: لا لكنه يحكم وكأن الإمام أحمد في تعز.
س15: ما هي الخطوات المتاحة أمام علماء الأمة الإسلامية التي يمكن أن تقارب وجهات النظر بين عقلاء السنة والشيعة وتحدّ من الخطاب الفتنوي الطائفي الذي يقع فيه الغلاة من الطرفين؟
ج15: أولاً لابد من لقاءات بين علماء أُخذ عليهم وعُرف عنهم الإنصاف وعدم التعصب وإذا حصل ذلك فشقة الخلاف قليلة، وقد لمست هذا حينما رحلت إلى العراق مع سيدي محمد بن محمد المنصور والعلامة التقي سيدي حمود المؤيد وشيخنا محمد حسين عامر وكان لنا لقاءات ومذاكرات وذلك أيام حسن البكر، ومن المؤسف أنها لم تسجل، وكانت دليلاً واضحاً على حصول التقارب المذهبي وإمكانه وكان ذلك على عهد رئيس المجلس الجمهوري عبدالرحمن الإرياني.
س16: يزعم الكثير من القيادات الدينية والسياسية في حزب التجمع اليمني أن السعودية والإمارات جاءت لإنقاذ اليمن وحمايته من الخطر والتمدد المجوسي وإعادته كما يزعمون للحظن العربي ما حقيقة هذا الطرح والادعاء؟
ج16: نعم جاءت الحكومة السعودية ومن في حبالها تنقذنا كما أنقذت سوريا وليبيا والعراق وهي كما قلت:
ما فتنة في ديار المسلمين غدت
إلا وهم قادة الضراء والضرر
هم قرن إبليس إذ جاء الحديث به
وهم بكل نعوت المجرمين حَري
وإياك أن تتوهم أن القرن قرن ثور أو معز إنما المراد به الجماعة والأمة والأعوان، فهم جند إبليس وأعوانه، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِين﴾ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: »خير القرون قرني«.
س17: هل كانت القيادات الإخوانية مجبرة أو مضطرة للخروج من اليمن وافتعال هكذا حرب وتبرير هكذا عدوان؟
ج17: موقفهم الأسود لا يخفى على أحدٍ إلا على رجل قد تبنى الجدل وولع بأن يكون خصيماً للظالمين، والله تعالى يقول:﴿وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا﴾ أي خصيماً عنهم، وقد حكم الله عليهم بالنفي من البلاد والقتل لجريمة المحاربة وهي كما قلت:
جرائر جرت الجاني لمصرعه
بعد النذير فلا عذرَ لمعتذر
س18: رسالتكم أو نصيحتكم للمغرر بهم من حزب الإصلاح المؤيدين للعدوان والمنتظرين عودة قياداتهم على الدبابة أو الطائرة السعوأمريكية؟
ج18: قد جرت النصيحة بكلا اللسانين وقد أرسلت بالنت وكذا ما توجه منا لأخينا عميد جامعة الإيمان وعميد الإصلاح ولكن إذا اتبع الهوى عصى الناصح.
س19: ماهي المسؤولية الدينية والتاريخية الملقاة على عاتق العلماء والخطباء إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد وإغلاق واستباحة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل واعتقال وحصار؟
ج19: هذه القضية لا يتوقف تعلقها على إفتاء وليست بالخفاء بحيث لا تظهر إلا على لسان العلماء فالأمر فيها ظاهر.
س20: لماذا نرى مبادرات للسلام والصلح والتطبيع مع إسرائيل من قبل الأنظمة الخليجية وفي مقدمتها النظام السعودي ولا نرى مثل هذه المبادرات الداعية للسلام بين العرب والمسلمين أنفسهم؟
ج20: مثل هذا بيِّن فالأمر الجامع الديني وحيث تولوا من نهى الله عن توليته وجعلهم منهم إذا تولوه خاضوا فيما يدعم إخوانهم ودعموه بكل جهد لأن المنافق أخو الكافر، ألا ترى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُون﴾.
هذا ما وفق الله إليه، فإن أصبنا فله الحمد، وإن أخطأنا نستغفر الله في ذلك.
وما أبرئ نفسي إنني بشر أسهو وأخطئ ما لم يحمني القدر