عُقدت بالجامع الكبير في صنعاء اليوم ندوة بعنوان "وليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات"، نظمتها رابطة علماء اليمن.
وفي الندوة التي حضرها مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، ونائب وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالله المؤيد، أشار أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، إلى أهمية فريضة الحج لما لها من مدلولات ومعاني في حفظ الهوية الإيمانية.
وتطرق إلى منافع الحج التي لا تقتصر على هذه الفريضة فحسب، وإنما لكل فريضة منفعة في الدنيا والآخرة .. مشيراً إلى أن من أبرز منافع الحج، ارتباط الإنسان المسلم بربه وانتمائه لدينه وعقيدته والبيت الحرام.
وأكد العلامة الحاضري، أن هذه الفريضة، تذوب فيها الانتماءات الفكرية والحزبية والمذهبية الضيقة، وكل التمايزات من خلال أداء مناسك الحج .. مبيناً أن فريضة الحج فضحت من يدّعون الإسلام ويناقضونه بأعمالهم بتوليهم لليهود والنصارى.
وقال "إن الأعداء يخشون من هذه الفريضة باعتبارها مؤتمراً إسلامياً جامعاً، يجتمع فيه الحجيج من كل فج عميق لأداء مناسك الحج بكل سهولة سواء في الطواف حول البيت أو المسعى أو النفير إلى عرفات الله ومزدلفة ورمي الجمار وغيرها".
وجدد أمين عام رابطة علماء اليمن استنكاره للاعتقالات التي يمارسها النظام السعودي بحق المعتمرين والحجاج، وآخرها اعتقال البحريني الشيخ جميل الباقري، لافتاً إلى منافع الحج الاقتصادية والاجتماعية وإعلان البراءة من اليهود والنصارى في هذا المؤتمر الإسلامي.
من جانبه أوضح عضو رابطة علماء اليمن عبدالملك الشرقي، أن من منافع الحج اهتمام القائمين على المسجد الحرام، بتهيئة المشاعر المقدسة لضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج والاستفادة من فوائده في مختلف الجوانب.
وأفاد بأن الله سبحانه وتعالى جعل للبيت الحرام خصوصية يتقرب العباد فيه إلى الله عز وجل .. مشيراً إلى الصفات التي لا بد من توفرها للقائمين على البيت الحرام، ومنها توفير الأمن والأمان وتطهير بيت الله حسياً من النجاسات ومعنوياً من المعاصي.
وأكد الشرقي، أن النظام السعودي غير مؤهل لإدارة بيت الله الحرام، ولا تتوفر فيه الصفات التي تتطلب لإدارته، نظراً للسماح لليهود والنصارى بتدنيس المشاعر المقدسة ودخولهم مكة المكرمة والمسجد النبوي.
وعرّج على المنافع الاجتماعية لفريضة الحج والمتمثلة في التعارف والالتقاء من مختلف الجنسيات وكذا منافع سياسية في إعلان الوحدة الإسلامية والتبرؤ من أعداء الإسلام إلى جانب منافع دينية ودنيوية في التزام الإنسان بالتربية الروحية.
وأكد بيان صادر عن الندوة، أن من يروجون للتطبيع والعمالة تحت عنوان اتفاقيات إبراهام ويسارعون في تولي اليهود والنصارى باسم خليل الله إبراهيم عليه السلام الذي أعلن براءته من الشرك والمشركين، هم أبعد الناس عن ملة إبراهيم وتعاليم الأنبياء والمرسلين.
وندد البيان بأساليب ووسائل تعقيد وعرقلة النظام السعودي لأداء فريضة الحج وتعطيل دور المسجد الحرام واستغلاله سياسياً ومذهبياً في التضليل وتخدير مشاعر الأمة الإسلامية تجاه قضاياها الكبرى وعلى رأسها قضية فلسطين.
واستنكر بيان الندوة سياسة إخافة واعتقال الآمنين في البيت الحرام والتعامل الأمني القمعي والاستخباراتي للنظام السعودي مع الحجاج والمعتمرين بذرائع واهية .. مؤكداً أهمية اضطلاع النخب والمؤسسات والهيئات العلمائية بمسؤوليتها في التحرك الفاعل لتوعية الأمة بمنافع الحج الروحية والتربوية والسياسية والاقتصادية.
ودعا البيان الجميع إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومناصرته بالمال والرجال والعتاد ومواجهة كل أشكال وصور التطبيع مع العدو الصهيوني المؤقت ودعم حركات الجهاد والمقاومة معنوياً ومادياً وفضح مشاريع وخطوات التولي مع اليهود والنصارى.
وحث المشاركون في الندوة أبناء الشعب اليمني إلى المزيد من التكافل والتراحم وتوسيع دائرة الإحسان للفقراء والمساكين ومواساة الأسرى المتعففة، لا سيما خلال عيد الأضحى .. مطالبين بالاستعداد والجهوزية لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة في استغلال ثرواته وإيقاف العدوان ورفع الحصار.