حوار مع السيد العلامة / عبدالواحد محمد الأشقص

نشر بتاريخ: أربعاء, 13/04/2022 - 3:49ص

س1/ من هو السيد العلامة عبد الواحد الأشقص؟ وأين كانت دراسته درس؟ ومن هم أبرز العلماء الذين تتلمذ على أيديهم؟

ج1/ الفقير إلى الله/ عبدالواحد محمد علي الأشقص.

من مواليد حوث شعبان سنة 1397هـ

بدأت مشوار الدراسة في القرآن الكريم والنحو على يد والدي الشهيد/ محمد بن علي الأشقص رحمه الله والذي كان بدوره حريصاً على تعليمي منذ الصغر ويوصلني بنفسه إلى بعض العلماء رحمهم الله.

انتقلت بعده لدراسة القرآن الكريم لدى شيخ القرآن في مدينة حوث القاضي العلامة/ علي بن محمد الرضي رحمه الله ولدى السيد العلامة عبدالرحمن أحمد جاحز رحمه الله.

ودرست في الفقه والنحو لدى العالمين الزاهدين الفاضلين السيد العلامة/ زيد بن علي الكبير، والسيد العلامة/ علي بن محمد أبو علي، وكذا لدى السيد العلامة/ علي بن محمد ساري في الفقه والفرائض، والسيد العلامة/ محمد بن يحيى الشرعي حفظه الله.

وأكثر دراستي في العربية والأحكام والروض كانت لدى سيدي العلامة حسن بن أحمد أبو علي رحمه الله.

وعند هجرتي إلى صعدة عام 96م وإلى 2000م أخذت على يد القاضي العلامة/ يحيى بن حسين الحشحوش حفظه الله ولدى العلامة الشهيد حمود بن هادي الصيلمي رحمه الله.

وقد وفقني الله آخر أيّام الطلب ومع بداية ظهور المشروع القرآني المبارك أن هاجرت لدى سيدي العلامة ترجمان القرآن ونبراس الهداية المولى المجاهد/ بدر الدين بن أمير الدين الحوثي سلام الله عليه.

وكانت تلك الفترة على قصرها مليئةً بالبركة، وجدت نفسي أمام علم من أعلام الهداية يروي من حوله من ينبوع إرشاده وحكمته بطريقة آبائه الطاهرين مقدّمًا للدين بكماله وجماله وهم يربون الأمّة على منهاج العلم والجهاد ورفض الطغاة وأرباب الفساد.

رحم الله من مضى منهم ولطف بمن بقي وألحقنا بهم صالحين.


س2/ ما العلوم التي درسها السيد العلامة/عبد الواحد الأشقص وما أهم العلوم أو المعارف الدينية التي لا يسع أي مسلم ومسلمة جهلها؟

ج2/ القرآن الكريم والفقه واللغة العربية وأصول الدين والسيرة والتاريخ ونهج البلاغة والتيسير في التفسير وهدي القرآن من ملازم السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وبعض الإطلاع على علوم متفرقة.

وأهم العلوم والمعارف التي لا يسع أي مسلم ومسلمة جهلها هي علوم الهداية وعلى رأسها القرآن الكريم عبر قرنائه أعلام الهداية فهي علوم مصدرها عالم الغيب والشادة وكتابه المحكم وما يفيض به على قرناء كتابه من أعلام الهدى الذين يغير الله بهم واقع عباده من السابقين بالخيرات، والذين تفيض بركاتهم على الناس من بركات ما قرنهم الله به.

وكذا الإحاطة بسيرتهم وتأريخهم الحافل بالعلم والجهاد والصلاح والإصلاح للعباد والبلاد كما قال تعالى عن جدهم وعنهم ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد﴾.


س3/ كيف يكن المواءمة بين الخط العلمي والخط الجهادي ونزع فتيل قنبلة التصادم المفتعل بينهما وتغليب أحدهما على الآخر؟

ج3/ المواءمة بين العلم والجهاد هي سنّة إلهية قائمة وهي دعامة إقامة مشروع الله في أرضه الذي استخلف الله الإنسان لإقامته حيث قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيز﴾[الحديد:25].

بل إن الإيمان بالله قائم على اتخاذ الموقف والبراءة والمعاداة للطاغوت وحزبه وأوليائه وهذا يحتم وجود الصراع معهم وجعل إنزال الحديد أحد غاياته لنصرة دين الله في مواجهة أعدائه.

وإن التفريق المفتعل بين العلم والجهاد هو صناعة الأهواء الزائغة عن سنّة الله وفطرته التي كان عليها أنبياء الله وورثتهم من أعلام الهداية واستعذب هذا النهج المتنصلون عن المسئولية الجهادية هروباً إلى العلم من الجهاد ورسالة الإمام زيد خير علاج لهذا الداء.


س4/ كيف تقيمون مناهج المدارس والهجر العلمية اليوم ، وما طبيعة التقييم والتطوير التي تحتاج إليه؟

ج4/ مناهج المدارس والهجر العلمية اليوم هي بحاجة ماسّة إلى تبنّي نهج المواكبة لما تحتاجه الأمّة اليوم في مواجهة الجاهلية الكبرى والمواكبة هي سنّة إلهية في الهداية ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد﴾ لأن الضلال والباطل يتلوّن ويتنوّع أسلوبه ووسائله وإمكانياته من زمن إلى آخر، ونحن بحمد الله بين يدينا كتاب أحكمت آياته يهدي للتي هي أقوم وفيه من الهداية والبصائر والفرقان ما يزيد على حاجة العالمين وزيادة على حاجتهم وبمعيته أعلام الهدى من قرنائه.

ومن يتتبع سيرة أعلام الهدى عبر تاريخ الإسلام يجد بوضوح أن كلّ إمام يواكب نوعاً آخر من الضلال والمضلين والطغاة والمفسدين وذلك ملحوظ في تنوّع أساليب المواجهة بالجهاد المعرفي والتأليف والردود أو بالمواجهة الميدانية المسلحة التي دأب عليها المجدّدون من أعلام الهداية عبر تاريخ الإسلام.

كما أنّ حمَلَة الحق وأتباع الثقلين في هذا العصر محتاجون إلى كل العلوم والمعارف التي تبني واقعهم العلمي والثقافي والتصنيعي والعسكري لتستطيع الأمّة الوقوف على قدميها في مواجهة زحف الجاهلية الأخرى والتي يتزعمها أشد الناس عداوة للذين آمنوا.

وأيضاً لابد أن يلحظ أتباع أهل البيت هوية العدو الذي نواجهه في هذه المرحلة كي يتجلَّى للناس من هو السابق إلى الخيرات من أهل البيت والذي شخص داء هذا الزمان ووصف دواءه الحكيم من القرآن الكريم.


س5/ لكم خبرة وباع طويل في مجال العلم والتعليم وتتميز بيئتكم بالعلم فمن المسؤول عن إحياء الهجر والمدارس العلمية ،وما هي الأسس أو المرتكزات التي يجب أن تسهم في إعادة دورها العلمي والمعرفي والحضاري؟

ج5/ أصحاب الخبرة والباع الطويل في ذلك هم غيرنا أما نحن فمقصرون ونسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة.

نعم هناك الكثير من العلماء الأفاضل كان على أيديهم الحفاظ على الحركة العلمية والتنويرية في الهجر العلمية في مدينة حوث وغيرها من هجر العلم.

وعلى الرغم من تأثر هذه المدارس والهجر العلمية بأحداث ثورة 26 سبتمبر سنة 1962م وما حصل فيها من التراجع والاقتصار على بعض العلوم التي لا تثير حفيظة المتسلطين الذين أنتجتهم تلك الثورة والسلطة التي حظيت بدعم مملكة الوهابية المحاربة لنشر علوم آل محمد.

ولكن الجهود المبذولة من أبرز علماء القرنين العشرين والحادي والعشرين حافظت على الهوّية الزيدية المستقاة من نهج القرآن والعترة الطاهرة ومن واقع معايشتي لأحداث الوحدة اليمنية وما بعدها من التعددات الحزبية وانفتاح نافذة من الحرية الفكرية لأتباع أهل البيت في اليمن انتقلت هذه الهجر إلى مرحلة النشاط والتجدّد نظراً لانشغال النظام بمواجهة خصومه الجدد في جنوب اليمن فحصلت انفراجة نوعاً ما.

وهنا شهادة لله من واقع عشته في مدينة حوث أجد أنّ الفضل الذي قد يتنكّر له البعض يعود إلى مشروع المراكز الصيفية في التسعينات والتي كانت أحد الأنشطة التعليمية التي ترافقت مع النشاط السياسي الذي واكب تأسيس حزب الحق على أيد كبار علماء الزيدية في حينه وكان الشهيد القائد والدكتور أحمد شرف الدين على رأس هذه الكوكبة التي صاغت نظام هذه المراكز والمدارس بمعية وإشراف كبار العلماء رحمة الله عليهم جميعاً. فعبر تلك المراكز والمدارس تعرّف الناس على العلماء المغمورين في حينه والتفّ حولهم طلّاب العلم وتوسعت أنشطة التعليم والتأليف والتحقيق والنشر.

وشهادة أخرى لله أشهد بها لسيدي العلامة المجاهد بدر الدين الحوثي سلام الله عليه أنه كان متصدراً للدفاع عن مذهب آل محمد وعلومهم في مواجهة العاصفة الوهابية التي اجتاحت اليمن مدعومة بحكومة العمالة ومشائخ الدفع المسبق ولهذا تم استهدافه من قبلهم أكثر من مرّة.


س6/ ما هي رسالتكم لطلاب العلم والمرشدين البعيدين عن آلام الأمة وقضاياها وما يتهددها من أخطار؟

ج6/ لا توجد رسالة في ذلك أبلغ من رسالة الإمام زيد عليه السلام ففيها الحجج الدامغة والبراهين الساطعة.

ولله الحمد فقد تجلّت الحقائق للكثير من العلماء والمتعلمين الأفاضل وهاهم يقومون بمسئوليتهم في مواجهة الأخطار التي تواجه الأمّة والمسئولية علينا جميعاً أن يكون لنا دور توعوي وإرشادي للمخدرين بثقافة التثبيط والتخذيل عن مواجهة أعداء الأمّة والتي تخدم بدورها هذا العدوان الغاشم على اليمن وأهله خصوصاً وعلى الأمة عموماً، ولدينا في تراث أهل البيت ما يكفي ويشفي من السيرة الجهادية على أصل من أصول ديننا (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).


س7/ كونكم أحد أبناء الفكر الزيدي وتلامذة مدرسته : هلا ذكرتم مميزات أصول الفكر الزيدي،وما هي مسؤوليات المنتمي للزيدية والإمام زيد اليوم لا سيما أمام الخطر والتهديد الأمريكي والغربي؟

ج7/ أهم شيء يتميز به الفكر الزيدي يكمن في مصدره الفكري وهو القرآن الكريم وأبرز ما في ذلك عالمية وشمولية واتساع هذا الفكر المنبثق من القرآن وقرنائه.

ولذا نجد فقهاء وعلماء المذاهب الإسلامية كانوا يدينون بالولاء والبيعة لأئمة الزيدية لأنهم وجدوا فيهم مبتغاهم من تحقيق العدالة والحرية والكرامة، ولما يلمسه أحرار هذه الأمّة في رموز الفكر الزيدي من صفاء ونقاء وطهارة سنده وحملته وتعفف أئمته من مخالطة ولاة الجور وسلاطين الفساد.

بل وإقامة دعامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتضحية من أجل إقامة هذه الفريضة التي وصل على متنها إلينا دين الإسلام بعظمته.

وكذلك تبنيه لقضايا الأمة الكبرى والمنافحة عن دينها وكرامتها ضد أعداء الداخل والخارج كونه ينطق ويجسد روح الإسلام.

وكذلك ومن ما يميز الفكر الزيدي أنه لم يغرق فقط في تفريعات علوم الرواية والدراية كغيره من مدارس الفكر الأخرى مع غض الطرف عن واقع الأمّة الذي كان يصنع مآسيه النمط السياسي القائم على الملك والجاه والثروة بل إن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعل أعلام هذا الفكر يتساقطون عظيماً بعد آخر لتقديم الشهادة على أن هذا الإسلام لا يقبل الهزيمة وأن عظمته لديهم جعلتهم يرخصون أرواحهم ودماءهم في سبيل نصرته ومواجهة أعدائه.

ولذلك فإني أنصح نفسي أولاً وجميع المنتسبين إلى هذا الفكر القرآني العظيم أن نكون بمستوى هذا النهج في تقديمه للأمّة بكماله وجماله وأن نجسّد قيمه ومبادءه في واقعنا الشخصي والمجتمعي وأن نحافظ على رصيدنا الفكري والحضاري والإنساني الذي خطه لنا أعلام أهل البيت بدمائهم الطاهرة وأروحهم الزكية وأن نستشعر عظمة هذه الفرصة التي نعيشها في هذه المعركة المقدّسة التي نخوضها عن الأمة كلها في مواجهة أعدائها كلهم من أئمة الكفر والنفاق تحت قيادة العلم القائم المنصور بالله سيدي ومولاي/ عبدالملك بدر الدين الحوثي أيده الله ونصره.


س8/ ما هي المؤهلات الإيمانية والتربوية والسياسية التي ينبغي أن تتوفر فيمن يرشد الأمة ويدعوها إلى الله؟

ج8/ إن من يرشد ويدعو إلى الله وينطق باسمه وباسم دينه وباسم رسوله يجب عليه أولاً أن يعرف عظمة من يدعو إليه حق المعرفة وأن تتجلّى فيه مواصفات الحب لله ولرسوله من خلال تجسيد الصفات التي دلَّت عليها آيات كتاب الله في مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون﴾[الحُجُرات:15]، وقوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم﴾[المائدة:54]، فالمعلم والمرشد الذي لا يستجيب لنداءات كتاب الله وبدون استثناء وانتقاء ليس جديراً بأن يرشد غيره وهو بعيد عن الرشد الذي جعله الله ممكن الحصول لمن استجاب لأوامر الله كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون﴾[البقرة:186].

فمن لا يستجيب لمئات الآيات التي تدعو للجهاد في سبيل الله فهو بعيد عن الرشد وأنّى يرشد غيره.

وكذلك من يربي الأمّة تربية دينية يجب أن يعدّ جنوداً لله وأنصاراً لله كما هو نهج الأنبياء ﴿حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ﴾،﴿مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ﴾، ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ﴾، ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ﴾، ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ﴾.


س9/ البعض يتحجج ويبرر قعوده بأن البصيرة التي دعا إليه الإمام زيد مطلوبة وشرط للتحرك الجهاد:

فما هي البصيرة التي دعا إليها الإمام زيد؟ وما هي البصيرة التي يجب أن يكون عليها المجاهد والمرشد على حد سواء؟

ج9/ البصيرة التي دعا إليها الإمام زيد عليه السالم هي شرط في التحرك الجهادي وليست عائقاً أو لغزاً مبهماً يتمترس خلفه الرويبضة الذين انتهجوا نهج الرافضة في عصر الإمام زيد عليه السلام.

وإنما البصيرة هي كما قال الشهيد القائد (أن نعرف من نحن ومن هم) وكما قال السيد القائد أيده الله (أن نعي من نحن ومن هم أعداؤنا ولماذا نقاتلهم وماذا يجب أن نفعل وأين يجب أن نكون).

وقد ترجم الإمام زيد عليه السلام مصاديق تلك البصيرة في مثل قوله: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت وما كره قوم قط حر السيوف إلّا ذلّوا) وقوله: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني) وغيرها.


س10/ من هو المسؤول عن إحياء تراث اليمن الأصيل، وما هي العلاقة بين الهوية والتراث؟

ج10/ المسؤول عن إحياء تراث اليمن الأصيل هم من يجسدونه في واقعهم قولاً وعملاً، علماً وجهاداً، هم من يحملون الراية التي حملها زيد والهادي ومالك وقيس وعمّار، والذي لا يتبنى هذا المسار الجهادي فأي تراث سيحييه؟ ولنا في هذه المسيرة المباركة آيةٌ واضحة فيما أحيته من قيم ومبادئ وأعراف دينية وقبلية أصيلة جعلت هذا الشعب الصامد الصابر مهوى الأفئدة لأحرار العالم وبرز على السطح من أصول تراثنا الإيماني والقيمي جهاداً وإنفاقاً وشعراً وأدباً وثقافة ومواقف أدهشت العالم القريب والبعيد.


س11/ أسهمت بعض المؤسسات في طباعة ونشر التراث اليمني الأصيل إلا أن طباعة ونشر التراث تراجع كثيرا رغم الحاجة لكثير من المخطوطات المهمة والمفيدة لأئمة أهل البيت وشيعتهم، فما هي الوسائل التي يمكن من خلالها أعادة إخراج المخطوطات اليمنية الثمينة وتقديم التراث الأصيل للدراسين والباحثين؟

ج11/ نحن لسنا في أزمة مطبوعات ولكنّا نفتقر إلى وعي سليم بالحاصل بين أيدينا وعلى رأس ذلك كتاب الله الكريم وما وصل إلينا من أعلام الهدى قرناء القرآن وأنه يترافق مع ذلك وعي بالمرحلة واستيعاب لما نحن في أمسّ الحاجة إليه، وهذا لا يمنع من إخراج التراث المخطوط والمغيّب، بل ستكون نتيجة متلازمة مع بناء دولة ترفع راية الحق والمحقين وتخفظ راية الضلال والمضلين.


س12/ أصبح لمراكز الدراسات والأبحاث حضورها ودورها الاستراتيجي في توجيه الشعوب والتأثير على النخب والتلاعب بالأمة وأفكارها، فمتى سنرى مراكز دراسات وأبحاث تواكب المستجدات وتواجه التطورات وتقدم العلم النافع في كل الميادين والمجالات التي تنهض بالأمة في دينها ودنياها؟

ج12/ عندما يقدّم الحق من يأخذونه بقوّة ويقدمونه بقوّة أيضاً وستكون النتيجة محتومة بقوله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾[الإسراء:81].


س13/ أصبح لمراكز الدراسات والأبحاث حضورها ودورها الاستراتيجي في توجيه الشعوب والتأثير على النخب والتلاعب بالأمة وأفكارها، فمتى سنرى مراكز دراسات وأبحاث تواكب المستجدات وتواجه التطورات وتقدم العلم النافع في كل الميادين والمجالات التي تنهض بالأمة في دينها ودنياها؟

ج13/ المفهوم الصحيح للسياسة في الإسلام هي حسن إدارة وتدبير وتربية ورعاية لشئون البشر والعالمين على أساس من هدى الله المنزّل في كتبه كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾[الحديد:25]  فالذي يخوض غمار السياسة وهو يقصر دورها على إدارة السلطة والمال والجيش فقط فليس أهلاً لذلك، وهذا المبدأ الإلهي القرآني لا يتوفر إلَّا في خط الولاية الإلهية بولاة أمر يشدُّون إلى الله ورسوله وينحدرون من الله ورسوله بحيث يربُّون الناس ويهدونهم كما قال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد﴾ وهذا لا يكون في الواقع السياسي إلَّا على يد هؤلاء الصفوة، وما نجده في قيادتنا الحكيمة القرآنية المتمثلة في سماحة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي من حرص دائم على تزكيتنا وتربيتنا وهدايتنا وتبصيرنا لدليل على أن هؤلاء الأعلام هم من يسوسون الناس على أساس من هدى الله لإقامة دينه وقسطه في أرضه.


س14/ سعى الإمام علي إلى إعادة الأمور إلى نصابها وبناء دولة عادلة وهادية تقيم العدل والهدى فواجهته عقبات ومحن من الناكثين والقاسطين والمارقين فكيف يمكن اليوم لأولياء الإمام علي في اليمن أن يقدموا نمموذج الدولة العادلة والهادية لا سيما في ظل القيادة القرآنية المباركة؟

ج14/ أولياء الإمام علي عليه السلام في اليمن لديهم أكبر رصيد من ميراث علي بن أبي طالب عليه السلام، وكذلك أخصب بيئة لتجسيد ذلك لما عرف من اليمانيين من ارتباط وثيق بعلي عليه السلام وأهل بيته، ولنا مثلاً نموذج دولة الإمام الهادي عليه السلام التي قيل عنها أنها أشبه دولة بدولة رسول الله صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ، ونحن اليوم وتحت راية هذه القيادة الربانية الحكيمة نلمس أن تكالب أئمة الكفر والنفاق علينا هو لإفشال ثورة 21 سبتمبر كي لا تقوم دولة على هذا الأساس وعلى نمط عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر.


س15/ كيف يمكن أن تبقى القدس وفلسطين حاضرة في وجدان الشعوب كقضية أمة لا كقضية أنظمة؟ وما هي مسؤولية العلماء والخطباء والمرشدين تجاه هذه القضية؟

ج15/ هذه رؤية مخالفة كليًّا لسنة الله ونهج رسله وهل أنزل الله شرائعه وكتبه إلّا لتساس شئون عباده على أساس من قسط الله وعدله ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.

وما معركة الأنبياء والأولياء وإزهاق الأرواح وسفك الدماء في ميدان الصراع مع الشيطان وحزبه الذين قال الله لنا عنهم: ﴿فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾[النساء:76] إلّا دليل حاسم على أن أهم مسئولية على أنبياء الله وأوليائهم هي إزالة سياسة الظلم والبغي والفساد عن طريق مواجهة حملتها ورعاتها وإبدال ذلك بما قال الله عنه ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين﴾[القصص:5]، والذين يتحاشون التدخل في السياسة ويعزلونها عن الدين والعلم والإرشاد هم يتجاهلون أنهم يمارسون أسوأ مسارات السياسة وهي تلك التي يسيل لها لعاب ساسة الظلم والإفساد؛ لأن هؤلاء المدجنين يقدمون الأمّة خولاً على صحن من ذهب ليعيث الظالمون في الأرض فساداً، والبسطاء مخدرون برهبنة الذين يحنطون الأمة ويحولون بينها وبين أن تكسر قيودها وتنال عزتها وسعادتها.