رسالة عاجلة ....من ناصح محب ...... إلى إخواني الصوفية

نشر بتاريخ: أحد, 06/11/2016 - 4:16م

ترددت كثيرا في إطلاق ندائي إلى اخوتي وأحبائي من الذين جعلوا حياتهم للذكر والعرفان والشوق والوجدان من أبناء الطائفة الصوفية الطاهرة الزكية

ولما رأيت آيات الله واضحة وحججه قائمة وشرائعه بينه في وجوب القيام لمقارعة الظالمين ومناهضة المعتدين القاتلين من صبوا جام حقدهم الدفين بعنف لا يعرف اللين للنساء والبنين والابرياء والمستضعفين والاولياء والصالحين فنبشوا القبور وشهدو الزور وأقاموا على الفسق والفجور وجعلوا سكاكينهم على النحور وينتظرون بذلك ثوابا من الجنان والحور

وهيهات هيهات فقد انكشف المستور وأصبح بغيهم وظلمهم أوضح من الشمس وأبين من الأمس

وهل رأيتم مثلهم قومايسبون الموتى وينبشون قبورهم ويقتلون الأحياء ويكفرونهم

وليس لضحاياهم ذنب إلا أنهم أحبوا الله وأحبوا أوليائه وأوقفوا حياتهم له فداوموا على ذكره وشكره وهاموا في حبه وقربه

فواصلوا الليل بالنهار والآصال بالأسحار وليس لهم شغل إلا حبيبهم ومولاهم الذي أجابوه حين دعاهم وهو المطلع على سرهم ونجواهم ومطلوبهم ومناهم

ولكن مع مرور الزمان وصل اليهم قرن الشيطان الذي حذرهم  منه سيد ولد عدنان صلى الله عليه وآله

فاقبل إليهم الشيطان النجدي بمناهجه ومدارسه وهواجسه ووساوسه قبل أن يقدم بمعاوله ومدرعاته ومتارسه 

فامتلأت بلاد اليمن من دعاة النكير والفسق والتكفير فأقاموا على نشر سمومهم بعد كل صلاة فريضة وفي كل لافتة وعريضة ثم بعد كل درس قرءان غسلوا أدمغة الصبيان وشحنوهم الزور والبهتان بأن الناس غير الله يعبدون ويتقربون ويذبحون ويزورون ويتبركون وهم بذلك عندهم مشركون

متناسين أن يمن الإيمان لاينسب إليه الشرك والبهتان كيف وقد وصفه رسول التوحيد بانه قلعة الإيمان والفقه والحكمة والعلم والعرفان

وكيف لوافد من قرن الشيطان ومنبع الفتن أن يصحح إيمان أهل اليمن وهم الذين اليهم الإيمان ينسب، ومنهم الفقه الشرعي يطلب، وقد شهد لهم بالعدالة شاهد الرسالة بأنهم مهد الايمان ووسمهم بأشرف الخصال بأنهم خير الرجال، أسلموا بغير قتال، وقبلوا بشارته بلاعطاء ولانوال

ومع اني اكتب لكم  سادتي الصوفية هذه الكلمات بكل ألم واحتراق وأعرف تمام المعرفة أنكم تعرفون هذا الاختراق الذي فرض علينا وعليكم ولم يستثن أحداً منا ومنكم فإننا لم نكد نصح من سباتنا إلا وأبناءنا في مدارس التكفير وجمعياتهم ومعاهدهم وجامعاتهم فتركناهم ليصيبوا حظا من الدنيا ولم نحسب للعاقبة حساباً، ولم نقدم لهم سؤالا ولا جوابا

وما استفقنا من نومتناوغفلتنا إلا وداعيةالتكفير فوق رؤوسنا، بعد أن انتشر ذلك في طروسنا ودروسنا وبيوتنا ومناهجنا، فأصبح الأبناء الذين تأثروا بهم لبعض آبائهم أعداء ولإخوانهم الِدّٓاء لا يزعهم وازع ولا يردعهم رادع، الحق ماقالوه والصواب ما نقلوه عن أشياخ قرن الشيطان دون غيرهم من أئمة الهدى في سائر البلدان في كل زمان ومكان، وكانت تلك نتيجة حتميه لتهاوننا وتفريطنا وعجزنا عن تحصين أبنائنا وحياطة أجيالنا عن دعاة السوء وباعة الأديان من مدارس الفرقة الوهابية التي تدرس الحقد وتزرع الكراهية وتؤجج الصراعات الطائفية والخلافات المذهبية، أوليس قد حدثنا الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله عن صفاتهم وسماتهم بافصح البيان وأصدق اللسان، بقوله في وصف نجد ورجال قرن الشيطان (تحقرون صلاتكم الى صلاتهم وصيامكم الى صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلون أهل الايمان ويدعون أهل الأوثان.

وقال عن مجابهتهم ( لئن أدركتهم لأ قتلنهم قتل عاد وإرم )

فيا إخوتنا وأبناء ملتنا هاهي حجة الله لنا قد وضحت والنبوءات قد تحققت في وصف عصابة الطغيان وقرن الشيطان فماذا نحن فاعلون بعد ان طالت أيدي التكفير بلداننا وقيمناو أخلاقنا فأصبح يمن الايمان منسوبا الى الكفر بحسب هذه العصابة المارقة؟

وأصبحت السكاكين والسواطير على رؤوس البشر في البوادي والحضر وفجرت أضرحة أولياء الله بدعوى الحفاظ على دين الله وأخرجت الجثث والرفات نكاية بالأحياء والأموات وفجرت المساجد وفيها المئات من النسمات بحجة انها حوزات أوحسينيات.

وأحرقت دور العلم والمكتبات بدعوى أنها تحوي البدع والضلالات والكفر والشركيات

فما مقامنافي هذه الحياة  ونحن لا ننتصر لأحيائنا ولا نحفظ كرامة موتانا ولا ندرك ما تبقى من تراثنا، ولم يعد لنا حتى حق تربية أبنائنا ولا إنكار او تغيير ما غيرصفونا وكدر عيشنا وهدم مجتمعنا وأوجب القطيعة فيما بيننا

سيقول أحدهم إن الامام الفقيه المقدم  في العصر الغابر الأقدم كسر السيف إشارة الى ترك القتال  كما فعله الامام زين العابدين وبعض الأئمة المهتدين

فنقول له يا أيها المستدل علينا ببيانه والمقبل علينا بالضعيف من برهانه  أوليس لكل عالم ظروف زمانه وما يتلائم مع مجتمعه وأوانه  فالإمام الحسين (ع) خرج ضد الطغيان مع أولاد أخيه الحسن الذي داوى بالصلح الفتن، ولكن خصمه لم يكن بالمؤتمن، ثم خرج من صلب الامام زين العابدين  الامام الثائر زيد الشهيد فقارع الطاغية هشام كما وقف جده الحسين للطاغية الفاسق يزيد  ولم يخف من صلبان ولا قيد ولا عتاد ولاعديد.

ثم إنه لا يكاد يخلو زمان من ثائر من آلِ محمد عليهم السلام يقف أمام الظلمة والطغاة وقوف الأبطال الأباة الذين لا يخافون في الله لومة لائم فان لم تنتصر سيوفهم انتصرت دمائهم وقيمهم ومبادئهم، حتى بقي  في الصالحين ذكرهم، وفي الأحرار والعظماء مجدهم وفخرهم، وإذا أردتم  أن تستوضحوا أكثر فانظروا كيف خلد التاريخ صفحاتهم وكيف أمات ذكر الظالمين من أعدائهم

فعاشوا حياتهم لله وماتوا لله فنالوا إحدى الحسنيين وليت شعري أيقعدنا ما روي عن بعض أئمتنا الذين تركوا القتال برهة من الزمان ليعلموا العلم ويدعوا الناس الى الحق ثم لا يلبث أن يثور في وجه الظلم ثائرهم لا يرده عن ذلك علم فقيه ولا ارجاف سفيه 

وأخبروني بالله عليكم وأود سماع الإجابة منكم وليس من غيركم ممن كانوا قبلكم وقد قرأتم ما قال ربنا وربكم هل هذا القعود الذي ورد  يعطل أمر الله بالقتال والجهاد  وهل يوجب علينا الذلة والخنوع على العباد وقد أمرنا الله بذلك  وقال (كتب عليكم القتال وهو كره لهم ).

وهل يا ترى نستطيع أن نتفرغ لتعليم الناس كما كان من ذكرتم من  أسلافنا وعدونا يكفر كل شيء من حولنا ويفجر دور عبادتنا وأضرحة صالحينا ويغير مناهجنا ويطمس معالم ديننا بدينه المزيف المحرف الذي جعل من المسلمين عدوا وترك اليهود من هم أشد الناس عداوة لهذه الأمة؟ بل إنه اتخذهم  صديقا وولياً وناصراً ومعينا، ناهيك عن أنه يقتل أهل الايمان ويدع أهل الأوثان، ويسعى الى ما يسميه تحرير كل البلدان، وخاصة تلك التي لم تخنع لليهود والأمريكان، و رفضت الظلم والهيمنة والطغيان، تاركاً ارض فلسطين لليهود الغاصبين، بل إننا نراه موغلاً في قتال المسلمين مستعيناً  بتحالف الشياطين من اليهود والأمريكيين والأوربيين لتحرير صنعاء ودمشق وبغداد وحضرموت وأضرحة الأولياء والصالحين وزوايا الصوفية الذاكرين

الا يكفي هذا عباد الله لان نخرج عن صمتنا ونواجه المتربصين بنا وبأمتنا وديننا وأرضنا وعرضنا، أخبروني بالله عليكم إذا لم نقم في هذا الوقت فمتى سنقوم؟ وأي ضعيف بعد نساءنا وأطفالنا سننصر؟ وأي بلد بعد بلدنا سنحمي ونحرر؟ وعن اي حمى بعد حمانا سنذود؟

واي عدو بعد اليهود والأمريكان وعملائهم من ال سعود ومرتزقتهم سنقاتل؟

و من لم يغر على أرضه وعرضه فعلام سيغار؟

 فإلى متى سنؤخر غضبتنا وغيرتنا والعدو المتربص بنا على مشارف الديار هل نكذب على أنفسنا ونكسر سيف عزتنا ونمنح العدو رقابنا وأوطاننا وأجيالنا ومدارسنا ومساجدناوحاضرنا ومستقبلنا؟

هذا والله عار، ما بعده عار يتبعه ذل وانكسار، وخراب لكل الديار والأمصار، فتداركوا مافات من أمركم واستنهضوا مابقي من عزائمكم، ولا تقعدوا مع الخالفين الذين خذلواهذا الدين، وسلموا رقاب المسلمين لاتباع مدارس الشياطين، فغيروا معالم الدين وكفروا العامة من المؤمنين.

أتمنى أن أكون لكم الناصح المحب وليس الفاضح الممقت فإني والله لا أريد إلا استنهاض عزائم الحق فيكم والنصح والتذكير لحق الله الواجب علينا وعليكم (وستذكرون ما أقول لكم وافوض أمري الى الله ان الله بصير بالعباد)

( وما أريد ان أخالفكم الى ما أنهاكم عنه إن أُريد الا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب  )

والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين