يتساءل الكثير من أبناء الشعوب العربية والإسلامية عن مصداقية أن "القضية الفلسطينية" هي القضية الأولى والمركزية للأمة الإسلامية فيعتبر البعض أن القضية لا تعنيهم أساساً لا من قريب ولا من بعيد ولديهم من القضايا الخاصة ما شغل كل مساحة اهتماماتهم كشعب أو دولة أو نظام أو حركة أو فئة.
والبعض يقول إن أصحاب الشأن الفلسطينيين قد وقّع بعضهم معاهدات اعتراف بإسرائيل، وأنهم مختلفون فيما بينهم فليتحمّلوا مسؤوليتهم وليهتموا بقضيتهم التي تخصهم باعتبار الموضوع شأن فلسطيني داخلي.
والبعض يرى أن اعتبار القضية الفلسطينية القضية الأولى والمركزية هو فقط للمزايدة السياسية والإعلامية وأن مصداقية ذلك يتطلب ممن يُعلن ويتبنى ذلك أن لا يتفاعل مع الأحداث الداخلية لكل بلد وأن لا يثير المشاكل لأن أصحاب هذا الرؤية يعتبرون الخطوات العملية تجاه القضية الفلسطينية في حد ذاتها عبث وعبء ومشكلة بل ويقفون ضد هذه الخطوات ويشتغلون بالمجان لصالح الكيان الصهيوني وكأنهم وكلاء عنه.
والبعض يعتبر أن القضية الفلسطينية قد عفا عليها الزمن وأن إسرائيل أصبحت أمراً واقعاً لا يمكن تغييره ولا بد من أن نعيش الواقع وأن نتعامل معه.
والبعض قد ينظر للقضية من زاوية أخرى ويقول إن واقع كثير من الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية لا تعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى والمركزية بل يسارعون في التطبيع مع الكيان الصهيوني حتى أصبح من الغريب أن يتبنى أحد القضية الفلسطينية بل يصبح من يعتبرها قضيته الأولى والمركزية مذنباً ومتهماً وأنه عميل لإيران التي تتبنى ذلك بشكل رسمي ومعلن حتى أصبحت المقاومة الإسلامية الفلسطينية نفسها تُتهم بذلك جهاراً نهاراً.
والبعض يعتبر نصرة القضية الفلسطينية من باب التفضل ، ولا يعتقد أن له علاقة بها وأن ليس عليه أي ضرر ولا خطر من وجود إسرائيل، وأنه بعيد جغرافياً عنها.
والقليل يعتقدون أن قضية فلسطين قضية جامعة قضية دين وأمة ومصير ومواجهة شاملة ومفتوحة وحضارية مع أعدائنا التاريخيين المذكورين في القرآن الكريم وواجب شرعي ويستشعرون خطورة وجود الكيان الصهيوني على دينهم ودنياهم، فيتحركون عملياً وميدانياً متحمّلين للمسؤولية من منطلق إسلامي.
ومن باب توضيح مصداقية أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الإسلامية الأولى والمركزية ولماذا هي كذلك حقيقة سنتناول ذلك في محورين:
من الأهمية بمكان أن نرجع إلى التاريخ وما جرى فيه من أحداث تتعلق بفلسطين لكي نفهم من خلاله كيف نشأ الكيان الصهيوني ولماذا نشأ ونفهم أيضاً طبيعة هذا الكيان وأهدافه ونسترشد من ذلك كيفية التعامل الصحيح معه استناداً إلى التوجيهات الإلهية في القرآن الكريم الذي قدم رؤية متكاملة واستراتيجية عملية لمواجهة اليهود والنصارى واليهود على وجه الخصوص والذين يتمثلون في هذا العصر في دول على رأسها أمريكا وإسرائيل.
ومن أبرز المحطات التاريخية الفارقة في قضية فلسطين انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897م والمشهور بمؤتمر بازل وهو المؤتمر الافتتاحي للمنظمة الصهيونية، والذي دعا إليه الصحفي اليهودي تيودور هرتزل لمناقشة العمل على إقامة وطن قومي لليهود وكانت الاقتراحات أن يكون هذا الوطن في الأرجنتين أو أوغندا (كينيا حاليًا) أو فلسطين، وقد خرج المؤتمر باختيار فلسطين بدعوى أنها الأرض التي كتبها الله لهم وأنها أرض الميعاد حسب زعمهم واتخذ المؤتمر خطوات عملية لتشجيع اليهود للهجرة إلى فلسطين وربطهم بالحركة الصهيونية واتخاذ السبل والتدابير للحصول على تأييد دول العالم للهدف الصهيوني وتشكيل المنظمة الصهيونية العالمية، وخرج المؤتمر بتشكيل الجهاز التنفيذي (الوكالة اليهودية) لجمع الأموال في صندوق قومي لإرسال مهاجرين يهود لإقامة مستعمرات في فلسطين عبر شراء الأراضي الزراعية من الفلسطينيين.
وفي عام 1907م أي بعد مؤتمر بازل بعشر سنوات عقدت بريطانيا مؤتمر كامبل بانرمان برئاسة رئيس وزرائها آنذاك هنري كامبل بانرمان والذي تسمى المؤتمر باسمه، وضم هذا المؤتمر الدول الاستعمارية في ذلك الوقت ونخبة كبيرة من المفكرين والسياسيين الأوربيين وكان المؤتمر يهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية واستعراض الأخطار التي تهدد الدول الاستعمارية والحضارة الغربية فتوصلوا بأن الخطر الأكبر هو العالم العربي والإسلامي، والعربي بالذات لعوامل عدّة يملكها منها وحدة التاريخ واللغة والثقافة والدين والهدف والآمال وتزايد السكان.. ورأى المؤتمر ضرورة العمل على استمرار وضع المنطقة العربية متأخرا، وعلى إيجاد التفكك والتجزئة والانقسام وإنشاء دويلات مصطنعة تابعة للدول الأوروبية وخاضعة لسيطرتها. ولذا أكد المؤتمر على فصل الجزء الأفريقي من المنطقة العربية عن جزئها الآسيوي، وضرورة إقامة الدولة العازلة عدوّة لشعب المنطقة وصديقة للدول الأوروبية. وخرج المؤتمر بقرارات تضمنتها وثيقة كامبل الوثيقة الصادرة عن المؤتمر وكان من ضمن القرارات محاربة أي توجه وحدوي في العالم العربي ولتحقيق ذلك أقر المؤتمر إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من الوطن العربي عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة الشعوب العربية.
بعد مؤتمر كامبل بانرمان بتسع سنوات أي في عام 1916م حصلت اتفاقية سايكس بيكو، وهي اتفاق وتفاهم سري بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب (العراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين ) بين فرنسا وبريطانيا، وقد وقع الاتفاقية من جانب بريطانيا مارك سايكس ومن جانب فرنسا فرانسوا جورج بيكو. وسُميت هذه الاتفاقية بأخذ لقب ممثل بريطانيا (سايكس) ولقب ممثل فرنسا (بيكوا) فأصبحت (سايكس بيكو) وبموجب الاتفاقية تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا ومنح بريطانيا مينائي حيفا وعكا فيها.
بعد اتفاقية سايكس بيكو بعام أي في عام 1917م صدر وعد بلفور المشؤوم وهو عبارة عن رسالة من وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد اليهودي البريطاني، ليونيل روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين".
بعد وعد بلفور المشؤوم بشهر واحد احتلت القوات البريطانية القادمة من مصر فلسطين وفي 9 ديسمبر1917م دخل قائد القوات البريطانية الجنرال أدموند أللنبي مدينة القدس وقال قولته المشهورة (الآن انتهت الحروب الصليبية).
بعد ذلك بأربع سنوات في عام1921م الانتداب البريطاني على فلسطين .
بعده بستة وعشرين عامًا في 1947م قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وتبقى القدس وبيت لحم تحت وصاية الدولية.
وبعدها بسنة في يوم 14 مايو عام 1948م إعلان انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وبدأ خروج البريطانيين منها وإعلان قيام دولة "إسرائيل" في نفس الوقت وهو ما بات يُعرف بالنكبة. وقد اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي آنذاك بإسرائيل في نفس اليوم .
وبعدها بتسعة عشر عاماً في 1967م احتل الصهاينة مدينة القدس في ستة أيام في حرب مع الفلسطينيين ومصر وسوريا والأردن واحتلوا أيضاً سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان وزادت وتيرة بناء المستوطنات وتوسع الاحتلال لكثير من الأراضي الفلسطينية وهو ما بات يُعرف بالنكسة.
تخلل كل هذه المحطات التاريخية الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالتزامن مع تهجير الفلسطينيين وارتكاب المجازر والتطهير العرقي بحقهم.
ومن خلال ما سبق يتضح الآتي:
ونستنتج أيضاً:
واستناداً لما سبق تتجلى الحقائق التالية:
اختلاف مواقف الدول العربية من فلسطين وحملات المسارعة للتطبيع من إسرائيل من قبل بعض الأنظمة وفي مقدمتها الدول الخليجية وعلى رأسها النظام السعودي والإماراتي وكيف أن أغلب أصحاب هذه المواقف المخزية هم أنفسهم من شهدوا قبل سنوات عديدة بخطورة العدو الصهيوني وانحرفوا عن الخط الإسلامي الأصيل وهو ما يؤكد أن موقفنا كشعب يمني بشكل خاص أو كمحور للمقاومة بشكل عام هي مواقف أصيلة ومبدئية، ليست طارئة ولا مؤقتة.
وسنستعرض بعض قرارات القمم العربية التي عقدتها الجامعة العربية والتي ستفسر لنا خلفيات تحوّل وانحدار وانحراف الموقف العربي العام من القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
أبرز قرارات القمم العربية منذ أول قمة عربية في عام 1946م وحتى عام 2019م فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية:
يمكن تقسيم هذه القرارات حسب مبدئيتها وتحولها وانحرافها إلى أربعة أقسام:
خرجت أول قمة عربية بأنشاص بمصر 1946م بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضايا القومية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، مع اعتبار أي سياسة عدوانية ضد فلسطين من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كافة دول الجامعة العربية والعمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي لمواجهة أي اعتداء صهيوني داهم.
وخرجت قمة القاهرة في عام 1964م بتشكيل قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية في كنف الجامعة، وذلك رداً على ما قامت به إسرائيل من تحويل خطير لمجرى نهر الأردن.
وفي قمة الخرطوم عام 1967م التي عُقدت بعد احتلال الصهاينة القدس فيما بات يُعرف بالنكسة وحضرتها جميع الدول العربية باستثناء سوريا التي دعت إلى حرب تحرير شعبية ضد إسرائيل، خرجت القمة بمجموعة من القرارات أهمها: اللاءات العربية الثلاث ( لا للاعتراف، لا للتفاوض، لا للصلح مع الكيان الصهيوني)
في قمة الجزائر عام 1973م والتي انعقدت بعد حرب أكتوبر 1973م بإقرار شرطين للسلام مع إسرائيل: الأول: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة في عام 1967م وفي مقدمتها القدس. الثاني: استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة.
وخرجت قمة الرباط عام 1974م بالدعوة إلى التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو/حزيران 1967م وتحرير مدينة القدس وعدم التنازل عن ذلك واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.
وفي قمة بغداد عام 1978م والتي عُقدت إثر توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل برعاية أمريكية ورفضت القمة الاتفاقية وقررت نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس وتعليق عضوية مصر ومقاطعتها
وفي قمة تونس عام 1979م خرجت القمة بأن الصراع مع إسرائيل طويل الأمد، وهو عسكري وسياسي واقتصادي وحضاري، وتجديد الإدانة العربية لاتفاقيتي كامب ديفيد واستمرار إحكام المقاطعة للنظام المصري.
وفي نفس العام قامت الثورة الإسلامية في إيران ضد الحكم الملكي الذي كان على عرشه الشاه محمد رضا بهلوي رجل أمريكا في المنطقة وصاحب العلاقات الوطيدة بإسرائيل وشرطي الخليج وكان له علاقات قوية مع مصر وعلاقات بالمملكة السعودية، وكان من أهداف الثورة الإسلامية دعم القضية الفلسطينية حيث بعد أيام فقط من انتصار الثورة استضافت طهران الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حيث سلمت له مفاتيح أول سفارة فلسطينية في العالم بطهران والتي كانت سابقًا مقرًا للسفارة الإسرائيلية قبل الثورة، ودعمته كحركة تحرير ، ومن ذلك الوقت والجمهورية الإسلامية تدعم حركات المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والسياسة والإعلام والخبرات والتدريب وكل أشكال الدعم.
وفي قمة فاس بالمغرب 1981م قدمت السعودية مبادرة سلام مع إسرائيل وقد قدمها ولي العهد السعودي آنذاك فهد بن عبد العزيز آل سعود وقد رفضت سوريا المبادرة وسادت الخلافات مما اضطر المشاركون في القمة تأجيلها إلى العام التالي والذي تجدد فيه انعقاد القمة في نفس المدينة عام 1982م والتي انعقدت بعد اجتياح العدو الصهيوني للبنان حتى وصل إلى بيروت وقد اعترفت فيها الدول العربية ضمنيًا بوجود إسرائيل حيث أقرت إقرار مشروع السلام العربي مع إسرائيل والذي تضمن انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلها عام 1967م وإزالة المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي التي احتلت بعد عام 1967م وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتعويض من لا يرغب بالعودة
وفي هذا العام بدأ تشكل المقاومة الإسلامية في لبنان(حزب الله).
وفي قمة عمّان الأردن عام 1987م خرجت القمة بالتمسك باسترجاع كافة الأراضي العربية المحتلة والقدس الشريف كأساس للسلام. وضرورة بناء القوة الذاتية للعرب.
وخرجت قمة بغداد 1990م بالتحذير من تصاعد موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطورتها على الأمن القومي العربي وأكدت على عدم شرعية المستوطنات، وأدانت قرار الكونغرس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل([1]).
وفي العام 1993م وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أو معاهدة أوسلو مع إسرائيل في أمريكا وتتضمن الاتفاقية اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل على 78 في المئة من مساحة فلسطين أي كل فلسطين ما عدا الضفة الغربية وقطاع غزة وتمنع المقاومة المسلحة ضدها مقابل اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ومنحها حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة ليس على شكل دولة مستقلة ذات سيادة لديها جيش ونتج عن ذلك السلطة الوطنية الفلسطينية أما موضوع القدس واللاجئين والمستوطنات فبعد ثلاث سنوات تبدأ المفاوضات بشأنها، وكان محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية اليوم هو من وقّع عن الجانب الفلسطيني حيث كان أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير.
وخرجت قمة القاهرة 1996م بالتأكيد من جديد على شروط السلام الشامل مع إسرائيل وهي الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م بما فيها القدس، ومن الجولان والجنوب اللبناني، والتوقف عن النشاط الاستيطاني.
في قمة القاهرة 2000م التي انعقدت بعد تحرير حزب الله لجنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وعقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد أن دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرييل شارون الحرم القدسي الشريف، وسميت بقمة الأقصى. خرجت القمة بإنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس برأس مال 200 مليون دولار لدعم أسر الشهداء، وإنشاء صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني.
وخرجت قمة عمان الأردن 2001م بتأكيد التمسك بقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس.
وفي قمة بيروت 2002م التي انعقدت أثناء اجتياح قوات العدو الصهيوني للبلدة القديمة بنابلس قدمت فيها السعودية مبادرة للسلام مع إسرائيل قدمها ولي عهد السعودية آنذاك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، تضمنت المبادرة السعودية والتي تُعرف اليوم بالمبادرة العربية للسلام والتي تعرض على إسرائيل انسحابا كاملا من الأراضي التي احتلتها في 1967 مقابل سلام شامل وتطبيع كامل في العلاقات مع الدول العربية، وقد رفضت إسرائيل المبادرة في اليوم نفسه.
وخرجت قمة الجزائر 2005م بتجديد القادة العرب الالتزام بمبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي باعتبارها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.
وخرجت قمة الخرطوم 2006م بتجديد طرح مبادرة السلام العربية مع إسرائيل باعتبارها خيار استراتيجي.
وبعدها بما يقارب خمسة أشهر شن العدو الصهيوني عدوانًا كبيراً على لبنان في شهر تموز استمر 34 يومًا انتصر فيه حزب الله عليه وهي الهزيمة الثانية له بعد تحرير جنوب لبنان عام 2000م
وخرجت قمة الرياض 2007م بتفعيل مبادرة السلام العربية كونها الخيار الاستراتيجي بعد خمس سنوات من إطلاقها ومناشدة إسرائيل القبول بها.
وبعد القمة بما يقارب أربعة أشهر انتصرت الثورة الشعبية اليمنية في 21 سبتمبر 2014م والتي من أدبياتها ومواقفها واستراتيجياتها العداء لأمريكا وإسرائيل والمتمثل في شعارها: (الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام) وحملة المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية
في قمة شرم الشيخ 2015م والتي انعقدت تحت شعار (سبعون عاماً من العمل العربي المشترك) بعد يومين فقط من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خرجت القمة بتأييد ومباركة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
وخرجت قمة الأردن 2017م بتجديد القادة العرب تأييدهم ومباركتهم للعدوان على اليمن وأبدوا في نفس الوقت استعدادهم لتحقيق "مصالحة تاريخية" مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967م، وطالبوا دول العالم عدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وبعد القمة بما يقارب ثمانية أشهر أعلنت أمريكا برئاسة دونالد ترامب رسمياً القدس عاصمة لإسرائيل وبدأ إجراءات نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وقد تخلل القمم أحداث كثيرة وكبيرة كحرب الخليج الأولى والثانية وغزو أمريكا للعراق واحتلاله وما سُمي بالربيع العربي والعدوان على سوريا وغزو ليبيا.
من خلال استقراء قرارات جامعة الدول العربية وتقسيماتها نستنتج الآتي:
([1]) لم أجد مصدر أن الكونجرس الأمريكي اعتبر القدس عاصمة لإسرائيل قبل عام 1990م والمشهور أنه عام 1995م والموضع بحاجة إلى بحث.