فتح مكة الحدث والزمان

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 07/07/2015 - 5:28م

فتح مكة ويسمى أيضاً (الفتح الأعظم) وكان في اليوم العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة، لما وقع صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وبين مشركي قريش من جهة أخرى في السنة السادسة للهجرة اقتنص رسول الله الفرصة لصالح الدعوة الإسلامية وتثبيت أركان الدولة ونشر الرسالة السماوية وإيصال صوته إلى أطراف الأرض وإلى أغلب ملوك العالم ، ومن ضمن الجوانب التي اهتم بها رسول الله هي قمع المتمردين والمفسدين وقطاع الطرق وشذاذ الآفاق من الأعراب الذين لم يدخلوا في هذا الصلح ، ومن أهم ما ركز عليه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في ظل هذا الصلح اقتناص الفرصة لكسر الكماشة التي أراد أعداؤه أن يضعوه فيها لأن أعداءه أرادوا أن يجعلوا رسول الله وأتباعه بين فكي سبع، وهذان الفكان هما المشركون في مكة ومن حولهم من العرب والآخر خيبر ومن حولهم من اليهود وبعض العملاء والمنافقين ، ولكن رسول الله بحكمته وحنكته سارع في فترة الصلح لكسر الفك الأخطر وإن لم يكن الأقوى وهي حصون خيبر ، وهذا الأسلوب بمثابة درس لكل المسلمين في استغلال كل فرصة سانحة لصالح دينهم وتقوية دعائم دولتهم، ودائماً اقتناص الفرص يقلل من دفع الأثمان.

صلح الحديبية كان نقطة التحول وفتح من الفتوحات العظيمة وترتب عليه الفتح الأعظم والنصر الأكبر الذي هو فتح مكة ، كُسر وتحطم أكبر عائق أمام الدعوة الإسلامية وإرساء دعائم الدولة الإسلامية..

أسباب الفتح:

وكان سبب فتح مكة أن خزاعة دخلت في حلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعهده وبنو بكر دخلت في حلف قريش وعهدها ، ولكن المشركين نقضوا العهد وقتلوا من دخل في حلف رسول الله، فكانت هذه الأحداث هي الأسباب لأعظم فتح وأكبر انتصار ، وإيذاناً بغروب شمس الكفر والشرك من جزيرة العرب.

التأريخ:

في العاشر من شهر رمضان المبارك وقيل في العشرين كان فتح مكة ..

نعم.. رمضان وإن كان شهر التوبة والإيمان والرحمة والمغفرة وقراءة القرآن فهو في نفس الوقت شهر تجيش فيه الجيوش ، وتخاض فيه المعارك فغزوة بدر كانت في السابع عشر من شهر رمضان ، وكانت من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي، والجهاد المحمدي، وسماها ربنا سبحانه وتعالى يوم الفرقان، وكذلك توجت المسيرة الجهادية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأهم وأعظم وأكبر انتصار ، ألا وهو فتح مكة في شهر رمضان.

فكأن شهر رمضان يقول للمؤمنين ؛ يا من أذعنتم لأوامر الله ، وعملتم بالتكاليف التي كلفتم بها ، وعرفتم قدر شعائر الله ، وانتصرتم على أنفسكم الأمارة بالسوء، وتجردتم من ذواتكم ، وتركتم شهواتكم، واتقيتم الله حق تقاته، في هذا الشهر ، فأنتم جديرون بأعظم المكافآت وأجل العطايا والهبات، فاحملوا أسلحتكم وأنتم في هذه الحالة من الطهر والصفاء والتنزه من الشهوات وأعلى درجات التقوى، فخذوا هذه المكافأة، ألا وهي الفتح الأكبر والنصر الأعظم على أعداء الله وأعداء دينكم من يصدون عن سبيل الله ويفسدون في أرض الله ، فهبوا لاستئصال شأفتهم ، وإطفاء نار فتنتهم ، فأنتم في هذه الحالة أجدر ما يهبكم الله نصره وتأييده ، ويذيقككم النصر على أعدائكم مقابل انتصاركم على أنفسكم ، فهذا الجزاء يأتي قبل أجر الآخرة ، {والآخرة خير وأبقى}.

جاء حلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن غدر بهم بنو بكر وأعانتهم على ذلك قريش وقتلوا منهم أكثر من عشرة، جاء سيد خزاعة عمرو بن سالم في أربعين رجلاً إلى المدينة والنبي في المسجد بين الناس فأنشده أبياتاً:

يارب إني ناشد محمداً

إلى أن قال

هم بيّتونا بالوتير هجداً

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

 

وقتلونا ركعاً سجداً

 

 

إن هذا الأسلوب من قبل المشركين في ذلك الزمان الغدر والخيانة ونقض العهود وقتل الركع السجد ، يجعلنا نربط بين واقع المتطرفين اليوم من القاعدة وداعش وأخواتهم وبين المشركين في عهد رسول الله ، فالسلوك السلوك ، والمنهج المنهج ، والطريق واحد ، وإن أتى هذا بصبغة دينية ، وسيأتي الفتح والنصر على هؤلاء كما نصر المؤمنين على أولئك ، بعد أن سمع رسول الله ما قاله عمرو ، قال: نصرت يا عمرو بن سالم، وقام يجر رداؤه وهو يقول : لا نصرت إن لم أنصر بني كعب ، مما أنصر به نفسي.

أدركت قريش حجم الورطة التي وقعت فيها ، فأرسلت أبو سفيان بن حرب لتجدد العهد وتطيل المدة ، وصل إلى النبي وحاول أن يتوسط ببعض الصحابة من أجل الوصول إلى ماجاء به ولكن أحداً لم يجبه إلى ذلك ؛ لأن رسول الله قال له : هل بدر منكم أي شيء؟

قال: لا.. قال النبي: فنحن باقون على صلح الحديبية، فعاد خالي الوفاق ، ولم يشعر أن رسول الله قد عزم على نصرة خزاعة ، فأمر رسول الله بتجهيز الجيش ، احتشد في المدينة عشرة آلاف مقاتل ، لبوا دعوة رسول الله، ولمّا قرر رسول الله التوجه إلى مكة ، كتب حاطب إلى قريش يخبرهم بزحف عارم وأرسل الكتاب مع امرأة وضعته في ظفائر رأسها ، نزل جبريل من السماء ليكشف دور الخونة، ولكن حاطب بعد أن كشف أمره وعاد الكتاب إلى رسول الله ، شعر بالذنب فتاب فتاب الله عليه.

أما خونة اليوم فقد خانوا بلدهم وباعوا أوطانهم وأهلهم وشرفهم من أجل فتات مرجو ، ولم يتوبوا ولم يندموا، إن كان ذلك الرجل ارتكب هذا الخطأ خوفاً على عياله وماله، فهؤلاء باعوا كل شيء ولم يبقوا على شيء ، ولكن الله لكل خائن بالمرصاد..

أخلاق النبي الفاتح

مواقف النصر والفتوح تستبد بالقادة الفاتحين وتستولي على نفوسهم ، فيكون فيها فخرهم وعلوهم ، ولا يقدر فيها على التواضع إلا أقل الرجال، وما حفظ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رغم كثرة فتوحاته وانتصاراته أنه اغتر أو تكبر بنصر ، بل ازداد تواضعاً إلى تواضعه ، وفي هذا اليوم العظيم يوم الفتح الأكبر ، دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة وهو خافض رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله من الفتح حتى إن لحيته تكاد تمس ظهر الرحل، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح ، مستشعراً نعمة الفتح وغفران الذنوب وإفاضة النصر العزيز ، فهذا الفتح يذكره بماض طويل الفصول ، وكثير المحطات ، يذكره بوقتٍ خرج فيه مطارداً وكيف اليوم يدخل منصوراً مؤيداً.

سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أحد أصحابه يقول وهو ينظر إلى الجيش العظيم : اليوم يوم الملحمة،  اليوم تستحل الحرمة ، اليوم أذل الله قريشاً ، وكان هذا القائل أحد القادة الكبار ، أرسل إليه النبي وأخذ منه اللواء ، وأعطاه غيره ، وقال النبي: اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله قريشاً ، ويعظّم الكعبة.

أين هذه الأخلاق؟ ممن يتلبسون اليوم بسنة رسول الله ، مَن يدخلون المدن بالسكاكين والأحزمة الناسفة ، والسيارات المفخخة، والعبوات الناسفة والذبح وأكل الأكباد، ويبررون هذه الأعمال بأحاديث يروونها عن رسول الله.

ويفعلون هذه الأعمال من قتل وتنكيل في أبناء الأمة ويتركون أعداء هذه الأمة وفي أكثر الأحوال يتحالفون معهم ويقومون بأداء أدوارهم ، أين هم من أخلاق رسول الله يوم الفتح؟.

من دروس الأخلاق يوم الفتح ، أنه عندما أكمل النبي طوافه بالكعبة دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ، ففتحت له ، ودخل وفي جوف الكعبة أصناماً وصوراً لبعض الملائكة فحطمها وخرج، وكان قد طلب منه المفتاح يوماً قبل أن يهاجر إلى المدينة فأغلظ عثمان له القول ونال من النبي فحلم عنه ، وقال : يا عثمان لعلك ترى هذا المفتاح يوماً بيدي فأضعه حيث شئت ، فقال: لقد هلكت قريش يومئذ وذلت. فقال: بل عمُرت وعزت يومئذ، لمّا دخل رسول الله الكعبة تذكر عثمان الأمر وظن أنه سيصير إلى ما قال ، فلمّا خرج رسول الله قال الإمام علي بن أبي طالب: يارسول الله ، اجمع لنا بين الحجابة والسقاية ، فقال رسول الله: أين عثمان بن طلحة؟ فدعا له فقال: هاك مفتاحك يا عثمان ، اليوم يوم بر ووفاء ، خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، هذا هو عفوه ، تواضعه ، أخلاقه ، شيمته، لايريد أن يستأثر، ولا أن يؤسس للاستئثار، بل يريد أن ينزع هذه الثقافة من نفوس أتباعه.

النبي في طليعة من حطم الأصنام

عندما دخل النبي مكة يريد فتحها ؛ لأن فتح مكة كان يمثل أهمية قصوى لديه ولكن المصطفى أهمّ من فتح مكة هذه القرية الظالم أهلها ، كان يركز على فتح قلوب أهلها بأخلاقه ، بمعاملاته، بتصرفاته، ويريد أن يوصل لأصحابه وأتباعه رسالة هي أن أهم من فتح المدن ، فتح قلوب أهلها ، وإن حطم هبل واللات والعزى التي بجوار الكعبة، فقد حطّم قبل تحطيم هذه الأصنام القدر والمهابة والمكانة لهذه الأصنام من قلوب الناس، بعد هذا العمل أمر النبي بلالاً أن يصعد على الكعبة ليرفع الأذان من على سطحها ، {قل جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً}

يريد رسول الله أن يعلن للناس أنه لا صوت بعد اليوم فوق صوت (الله أكبر) وهذا المكان الذي كان يحاط بالأصنام بالشرك ، بالإلحاد، اليوم ترفع منه كلمة التوحيد؛لأنه في الأساس مكان إعلان كلمة التوحيد،

اختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبلال ، ليس عفوياً ، وليس على سبيل الصدفة ، وإنما أراد بهذا الاختيار إيصال الكثير من الرسائل ، وتحطيم الكثير من المفاهيم الراسخة في أفهام الناس ، رسالة إلى من تبقى من صناديد قريش ولايزال معانداً لهذا الدين ، أن هذا الدين الذي حورب واستضعف أهله ، أصبح اليوم عزيزاً وهذا بلال أحد أتباع هذا الدين الذين كنتم تسخرون منهم وتتفنون في تعذيبهم يصعد على ظهر الكعبة ليرفع كلمة التوحيد ، وحطم رسول الله مفاهيم العصبية والعرقية وأذاب كل المعاني التي تبعث الكبر في النفوس {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. في فتح مكة بلال وإن كان عبداً حبشياً وإن كان أسود البشرة ، وإن كان من أفقر الناس، لكنه بصفاء القلب وقوة الإيمان والمعرفة بالله سبحانه وتعالى مؤهل لهذا المنصب الشريف، قيل إن زنجياً في أمريكا دخل كنيسة للبيض فهرع إليه الكاهن يطلب منه أن يخرج وأعطاه بطاقة فيها عنوان كنيسة السود. وهذا محمد يأمر بلال الحبشي الأسود أن يطأ الكعبة بقدميه الشريفتين وأن يصدح بالأذان في أعظم محفل إسلامي ، وأغلى مناسبة ، وأطهر بقعة على وجه الأرض، يؤكد بعد ذلك وهو آخذ بحلقة الكعبة ليسمع أصحاب العنصرية والمنفوخون من بقايا الجاهلية بمبدأ المساواة ، (كلكم لآدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى).

نعم .. التقوى وحدها معيار التفاضل عند الله سبحانه وتعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

النبي لا يقبل الخطأ

بعث رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم خالداً إلى أسفل تهامة داعياً ولم يبعثه مقاتلاً فوصل إلى بني جذيمة ، فلما رآه القوم أخذ السلاح ، فقال خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا، فلما وضعوه أمر بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم ، صنيع خالد من المنغصات المؤلمة ، وصورة قبيحة من بقايا ثارات وأحقاد الجاهلية، والله ورسوله ودينه الإسلامي السمح بريء من هذا العمل ولو ثبت للنبي تعمده لأقاده بهم، ولذلك قال النبي : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد.. فدعا علياً فقال له: اخرج إلى هؤلاء القوم ، فانظر في أمرهم ، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك، فخرج ومعه مال من النبي ، وأعطاهم ديات قتلاهم ، وعوضهم مما أصيب من أموالهم، حتى طابت نفوسهم وبقي معه مال كثير ، فقال لهم: اعطيكم هذه البقية احتياطاً لرسول الله مما يعلم ولا تعلمون ، فلم يعد علياً إلا وقد داوى الجروح الغائرة، وجبر الخواطر الكسيرة، وحسّن صورة النبي التي شوهتها ثقافة الجاهلية، ودعهم علي وهم يلهجون بالثناء على الله، والصلاة على رسول الله، وهكذا فلتحل المشاكل، وتعالج الأزمات بعلي وأمثاله ، لا بعواصف الحزم والطائرات والبوارج، وتعقيد الأمور أكثر مما كانت عليه.

عندما نقرأ السيرة النبوية ونقرأ أحداثها نجد فيها الدروس الكثيرة فما أحوج الأمة اليوم لأن تعود إلى تاريخ نبيها وأخلاقه ومعاملاته، الأمة التي يجثم على صدرها حكام جور، وطواغيت الأرض، وعملاء اليهود والنصارى من حكام آل سعود وغيرهم، ممن يشوهون صورة أولياء الأمر الذين أمرنا الله سبحانه وتعالى بتوليهم، فهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير مثال لولاة الأمر في كل زمان ومكان ..

يا أمة محمد هذا رسول الله يصارع الباطل في بداية أمره وحيداً، لكنه كان مستقوياً بالله واثقاً بنصره ، تآمر عليه قومه وأرادوا قتله فنجاه الله وأعز دينه ونبيه، فعاد فاتحاً عزيزاً متواضعاً خاشعاً ، لم يأت لينتقم وإنما رسم أعظم صور العفو والسماحة والكرم قائلاً لمن حاربه وآذاه وفي حالة الظفر والنصر والقدرة على أخذ الحق: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

أتى اليوم ليعلن للعالم أجمع أنه بعث رحمة للعالمين ، ولم يأت بالذبح كما تصوره القاعدة وداعش صنيعة أعداء الإسلام ؛لقصد تشويه هذا الدين، لم يرض بأي تجاوز أو أي خطأ.. وصل إليه خبر من أحد أصحابه أنه تبع رجلاً من المشركين فلمّا أدركه الصحابي قال: أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فقتله، فغضب النبي غضباً شديداً وقال: قتلته وقد قالها، فقال الصحابي مبرراً: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السيف، فقال له المصطفى: وهل اطلعت على سويداء قلبه، فكيف بمن يقتل المسلمين اليوم بالجملة، بالطائرات والبارجات وقاذفات الصواريخ ويحاصر شعباً بأكمله ، لا من أجل شيء ، وإنما خدمة لأعداء الأمة، والآخر يأتي بالعبوة الناسفة والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ليقتل أبناء الأمة الإسلامية ، ركعاً سجداً في بيوت الله وهم يرفعون شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، أين هؤلاء من سنة رسول الله؟!. أين هؤلاء من كتاب الله؟!. أين هؤلاء من لا إله إلا الله؟!. فالله بريء منهم ورسوله والمؤمنون،

وفي الأخير نقول لأتباع رسول الله أبشروا بالفتح الأكبر والنصر الأعظم على اليهود والنصارى وحلفائهم وعملائهم ، فهذا وعد الله وهذه سنته مثلما نصر نبيه وأعز جنده بفتح مكة ، سيأتي النصر إن شاء الله ، يقول ربنا سبحانه وتعالى : {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}،.

الدلالات: