مؤتمر علماء اليمن بمشاركة علماء من دول عربية رفضا لصفقة ترامب

نشر بتاريخ: جمعة, 21/02/2020 - 12:17ص

 

نظمت رابطة علماءاليمن صباح اليوم الخميس 20 /2/2020م بقاعة جامعة اقرأ مؤتمر علماء اليمن بمشاركة علماء من دول عربية تحت عنوان (رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني)..

وقد افتتح المؤتمر بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ محمد الكباري.. عقبها افتتحت كلمات المؤتمر بكلمة للشيخ الدكتور عبدالباسط الحميدي أوضح فيها أن هذه الصفقة ليست بغريبة على المسلمين وأنها تعتبر امتداد لسلسلة تاريخية تمتد منذ حصول الغزو الصليبي لبلدان المسلمين، مبيناً أن الامتداد الصهيوني اليوم ليس إلا امتداداً للصليبيين ، وموضحاً أن هذه السلسلة التأريخية ماهي إلا ابتلاءات ليميز الله فيها الخبيث من الطيب ويكشف فيها دغل كثير من الخونة من الدول العربية، مشيراً إلى الدور الأمريكية في حراسة الصهيونية العالمية.

 وأكد الشيخ الحميدي بأن هذه الصفقة وغيرها لا تساوي لنا شيئاً نحن المسلمين لأن مسيرة الجهاد لتحرير أرض فلسطين مستمرة لن تنتهي حتى تعود لفلسطين عزتها وكرامتها، وحتى لا يبقى يهودي فيها إلا في ظل الإسلام.

وأضاف أيضاً: مازال المسلمون متمسكين براية الجهاد من أجل تحرير الأوطان من المستعمر الغربي والعربي الذي يعمل له بالوكالة ، مؤكداً أن المسلمين لن ينتصروا على العدو والعملاء إلا براية الجهاد والاستشهاد وحب الشهادة.

وقال الشيخ الحميدي مخاطباً من سارع إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني بقوله: لو كانوا يعقلون لما نسوا التاريخ، وكيف أن الكثير من الدول العربية استعمرت من الدول الصليبية كالجزائر والمغرب وليبيا وتونس وجنوب اليمن وغيرها من البلدان ثم خرجت من جميعها تجر أذيال الخيبة والهزيمة مرجعاً سبب ذلك إلى وجود المؤمنين المجاهدين الذين جعلوا المستعمرين يتهاوون رغم ما كانت تملكه من قوة.

واستعرض الحميدي ما ذكره أحد المؤرخين الفرنسيين الصليبيين بأن أسباب نصر المسلمين تعتمد على ثلاثة عوامل والتي تتمثل في تسلح المسلمين بالسلاح الأخلاقي، والوحدة بين الأقطار المختلفة، والقيادة السياسية ذات الالتزام والكفاءة..

كما نبّه الشيخ الحميدي إلى خطورة كلام نتنياهو في الأيام الأخيرة الذي أشار فيه إلى علاقاته الوطيدة مع دول عربية وإسلامية وإلى أنه لم يبق منها إلا عدد قليل جداً لم يطبّع معهم، وأن المكشوف من الخيانات العربية يشكل 10% مما يحدث في أرض الواقع ، محذراً الحميدي من صمت الشعوب العربية مما يعمله زعماؤها وملوكها الذين رضعوا من لبن الخبث والخيانة الصهيونية ودرسوا في جامعاتهم.

وقد اختتم كلمته بما تحدث به شمعون بيريز بأن أمن إسرائيل يعتمد على خمود سيف الإسلام وأن ما دام الإسلام شاهراً سيفه بالجهاد فلا أمن ولا اطمئنان لديهم مؤكداً على أن فلسطين إلى على أكتاف المجاهدين الذين ذكرهم رسول الله وأنهم مازالوا على الحق ظاهرين في بيت المقدس.

بعدها تحدث من العراق عبر الدائرة التلفزيونية الشيخ خالد الملا رئيس تجمع علماء العراق والذي رحّب في بداية كلمته بالمؤتمر المنعقد وتمنيه حضوره لولا الحصار الخانق على اليمن، معرباً عن ألمه وحزنه على أوضاع اليمن..

وعن المشروع الأمريكي في المنطقة قال الشيخ الملا: أمريكا اليوم عندها مصالح وأهداف تعرفونها، الهدف الأول في المنطقة هو زرع التفرقة والخلاف والشقاق بيننا، والهدف الثاني في المنطقة هو نهب الثروات على بلداننا العربية والإسلامية، والهدف الثالث والأسمى هو ضمان وجود الكيان الصهيوني.. منوهاً في آخر كلمته بأن المجازر التي يقوم بها الكيان الصهيوني أو حلفاؤه إنما هو لضعف هذه الأمة، حتى تكون منقسمة ومتخلفة وضعيفة وهذا يؤدي بدوره إلى ترعرع وجود الكيان الصهيوني..

ومن أرض فلسطين كان هناك مشاركة من القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار الذي ألقى كلمة عبر الدائرة التلفزيونية والذي شكر في مستهلها الشعب اليمني وثمّن مواقفه في رفضهم للتدخلات الصهيونية العربية ووقوفهم الدائم مع الشعب الفلسطيني.

وعن التطبيع مع الكيان الصهيوني قال الدكتور الزهار: التطبيع ليس شيئاً من الطبيعة ، هذا شيء شاذ، الاحتلال جسم غريب، والجسم الصحيح يلفظه مخاطباً كل من سارع إلى التطبيع بقوله: سيحاسبكم ربنا سبحانه وتعالى على أنكم قبلتم باحتلال أرض إسلامية وعربية، سيحاسبكم أن بررتم لهذا المجرم الاحتلال الإسرائيلي أن يقتل أبناءنا، سيحاسبكم على تدنيس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، ولذلك اعرضوا بضاعتكم على الله حتى تعلموا أنكم خرجتم عن الصف وأنكم ستخسرون الدنيا وستخسرون الآخرة..

كما تطرّق الزهار إلى قضية الأخوة الإسلامية وقال: المسلم أخو المسلم في أي مكان عربي أو إسلامي لا يخذله ولا يسلمه ولا يتوانى عن نصرته ، متأسفاً عما يصدر من علماء السلاطين في رفضهم وتنازلهم عن الثوابت وعن حق الإنسان العربي المسلم مختتماً كلمته بأنّا سنبقى متمسكين بالعقيدة والثوابت إلى أن يحين موعد الانتصار في معركة وعد الآخرة وتحرير فلسطين كل فلسطين..

وتكلم من بيروت الشيخ حسين غبريس مسؤول العلاقات العامة والسياسية بتجمع العلماء المسلمين في لبنان والذي بارك فيها وقفات الشعب اليمني مع لبنان ومع فلسطين مع كل قضايا الأمة مؤكداً على دورها في قطع الطريق أمام المطبعين والمهرولين والمتسابقين إليه من قبل الأنظمة المتهالكة..

وأشار الشيخ غبريس إلى ما ظهر في الآونة الأخيرة من سقوطٍ لبعض المعممين في السعودية وغيرها ولجوئهم لإقامة صلاة عند نصب الهولوكوست المزعوم في بولونيا، منوهاً إلى أن هذه المواقف ماهي إلا صادرة عن ضعف وجبن سيسقط أصحابها عاجلاً أو آجلاً، مؤكداً إلى أنّا سنعمل جميعاً وبشكل مستمر لإسقاط هذه الصفقة وإنهائها إلى الأبد.

ثم ألقيت كلمة للشيخ علي عبدالله صومل أحد علماء الحديدة الذي أكد فيها على أهمية وحدة واعتصام الأمة الإسلامية موضحاً بأن ما تعانيه الأمة اليوم يرجع إلى الفرقة الموجودة بين المسلمين ، وأنها أدت إلى استعمار البلدان ووجود المشاكل والفتن معللاً ذلك إلى عدم التمسك بكتاب الله وإلى تقصير العلماء في التبيين وعدم توجيه أبناء الأمة إلى مناهضة الظلم مؤكداً إلى أن العالِم يستطيع أن يجيّش أمة بتحركه ، أو يخمدها بسكوته.

وخاطب الشيخ صومل في كلمته دول الاستعمار والاستكبار والدول التي طبّعت وتحالفت معها بقوله: ادرسوا التاريخ وارجعوا إليه ، كل الاستعمارات انتهت ، فالمستعمر لا يبقى بل يزول، ودائماً ما يقيّض الله رجالاً يذودون عن حياض الإسلام. مشيراً إلى أن ما وجده المستعمرون في ذلك الزمن سيجدونه عند الشعب اليمني الذي اختصه الله بخصال ووصفه النبي بأنه شعب الإيمان والحكمة..

كما وجّه الشيخ صومل رسالة في كلمته إلى العلماء في كل مشارق الأرض بأن يتحركوا جميعاً ضد أمريكا والكيان الصهيوني وكل من طبّع معهم مبيّنا حرمة الاستعانة بالكافرين على المسلمين، وحرمة موالاتهم والوقوف إلى جانبهم ومباركة أعمالهم والثناء على كلامهم محمّلاً المسؤولية كل العلماء الذين لم يبلّغوا رسالات الله وقصّروا في أداء واجبهم.

بعدها شارك الشيخ ماهر حمّود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة بكلمة من بيروت بيّن في بدايتها خطأ تسمية الصفقة ب بصفقة القرن؛ كون الصفقة تكون بين طرفين والذي أعلنها لم يكن إلا طرف واحد هو الأمريكي الصهيوني.. مؤكداً على أن الطرف الآخر لا يمكن أن ينفذها وهي غير قابلة للتطبيق.

 ثم تحدث الشيخ حمّود عن حركة التطبيع العربية الآثمة قائلاً: نتوقف عند حركة التطبيع العربية الآثمة التي ألقت خلف ظهرها كل القيم، والمبادئ بل تلقي الإسلام نفسه، مستشهداً بقوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده) وقال: نعم هذه الآيات قد جربناها وكانت شعاراً واجهنا به انتخاب بشير جُميّل ومجيئه إلى الرئاسة اللبنانية على الدبابات الإسرائيلية وماهي إلا عشرون يوماً حتى قضى الله قضاءه ، فجاء الفتح سريعاً.. ثم خاطب المطبعين قائلاً: ونقول لهؤلاء المطبعين على جميع المستويات سيأتي فتح الله أو أمر من عنده فستصبحون قريباً نادمين على ما تسارعون به من أجل إرضاء اليهود والنصارى..

كما أدان الشيخ حمّود ذهاب أمين عام رابطة العالم الإسلامي إلى بولندا من أجل أن يعتذر لليهود عن محرقة هتلر قائلاً: عندما يذهب رئيس ما يسمى رابطة العالم الإسلامي أو أمين عام إلى بولندا، إلى أوشفتز من أجل أن يعتذر لليهود عن محرقة هتلر ومن أجل أن يصلي كما زعمة لراحة أو يشارك اليهود في الصلاة على أنفسهم لراحة أنفسهم كما يزعمون ، وهو لم يطلب بالمقابل أن يعتذر اليهود عن مذابحهم من دير ياسين إلى قانا وما بينهما وما سيأتي، وهي لائحة تطول.. وأضاف: ونقول له هذه الصفقة الخاسرة ستودي بك إلى نار جهنم إلا أن تتوب، وستفضحك الدنيا قبل الآخرة، أنت مثلك كمن اتخذ العجل من دون الله تعالى ، أنت مثلك كمن عبد الصنم من دون الله تعالى، لأنك تهمل اقرأ القرآن أيها الجاهل.

مؤكداً في نهاية كلمة إلى أهمية أن تتضافر جهود الناس لرفع الذل عنهم وتتوحد الصفوف، محذراً المطبعين والخائنين والمتاجرين في الدين من نهايتهم المخزية .

ومن أرض سوريا ألقى الدكتور بدر الدين حسون مفتي الجمهورية العربية السورية  كلمة ناقش فيها أوضاع اليمن والشام ومأساة فلسطين ، مؤكداً على أن الهدف لم يكن يمناً ولا شاماً، بل الهدف كان القدس ومكة في أن تصير في ظلال يتحكم فيها أعداء الله وأعداء الإسلام..

موضحاً أن الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم هو نسياننا لخطاب الأمة الواحدة ، حتى صرنا نقسم في حدود سياسية وعرقية وقبائل متقاتلة ومذاهب وطوائف متشاحنة..

كما عوّل الشيخ حسون على علماء اليمن في نشر الإسلام وتبليغ الرسالة ومؤكدا أن اليمنيين سينتصرون على من جاؤوا ليأخذوا طريقاً إلى الخليج ليصدروا بترولهم من أرضهم، موضحاً بأن اليمن والشام ستبقى مشرق النور والإيمان والإسلام والرافضين لكل ما يخطط للقدس وما يخطط للأمة.

وأدان الشيخ حسّون ما يقوم به بعض الأعراب الذين يذهبون إلى ألمانيا وأوروبا ليمسحوا مسحة الحنان على قلب الصهاينة بما دمّروه وبما حرقهم به هتلر.. قائلاً لهم: أنسوا الصلاة في ربوع فلسطين التي ذبح فيها الآلاف من أبناء المسلمين، وهدّمت مساجد وكنائس يذكر فيها اسم الله.. متسائلاً: لماذا ذهبوا يتباكون هناك؟ ويسمحوا لطيران العدو الصهيوني أن يمر في أجوائهم ولا يسمحون لطيران صنعاء أن ينقل الجرحى إلى عمّان، ولا يسمحون لطيران بلاد الشام أن يمر فوق أرضهم.

واختتم كلمته بقوله: أقسم لكم أن اليمن سيبقى فيه نفس الرحمن إلى يوم القيامة، يحمله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يحمله رجال مؤمنون صادقون ، لا يخونون، ولا يبيعون..

واختتمت كلمات المؤتمر بكلمة لمفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين والذي شكر فيها حضور ممثلي حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين وشكر العلماء المشاركين من العراق وسوريا ولبنان.. كما شكر اللجنة التحضيرية للمؤتمر ووزارة الأوقاف والإرشاد ..

ثم تحدث العلامة شمس الدين عن ابتلاء الأمة ما ابتليت به الأمم الماضية وأن قضية فلسطين مما ابتلى الله به الأمة ، مبيناً وضوح الحق وصفاءه ومع ذلك تفرقت الأمة وتفرق العلماء.

وعن قضية فلسطين وصفقة ترامب قال العلامة شمس الدين: قضية فلسطين وصفقة ترامب هي مجرد حبر على ورق لكنه أوكلت الأمة إلى قوم يراودون القوم كمراودة زليخا حتى استعدوا أن يدفعوا ملايين الدولارات لتمرير هذه الصفقة، مشيراً إلى موقف ملك السعودية الأخير من كلامه حول موقفه الثابت من القضية الفلسطينية موضحاً بأن موقف السعودية اليوم هو موقفها السابق الذي حرره الملك عبدالعزيز بقلمه في عدم ممانعته بأخذ كل أرض فلسطين، وذكر العلامة شمس الدين بعض الشواهد التي توضح خطوات التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني بدءاً بما صرّح به أنور عشقي ومحمد سعود ومروراً بجلبهم الإسرائيليين إلى أرض الحرم وإدخالهم المسجد النبوي ، وظهورهم في مواقع التواصل الاجتماعي يرقصون مع محمد سعود، وذهاب بعض علمائهم ليصلوا على أرواح اليهود في بولندا.. كما أشار العلامة شمس الدين إلى ما يعمله النظام السعودي من فتحه للملاهي وتحليل الخمر والديسكو واستئجار المغنيين والراقصات في الوقت نفسه الذي حرموا الدخول إلى المسجد الحرام، مستنكراً ممن لم يتضح له الحق من الباطل وما زال يستشف دليلاً.

كما أوضح العلامة شمس الدين الموقف الأخير لرئيس السودان عبدالفتاح البرهان في التطبيع مع الكيان الصهيوني قائلاً: كنا نؤمل خيراً لثورة السودان والخروج من تحت العباءة الأمريكية والإسرائيلية والسعودية والإماراتية، وقد قال بعض المحللين السياسيين ولبئس ما قالوا: إنه لا يمكن الوصول للبيت الأبيض إلا عبر إسرائيل، ونسوا رب العزة القوي العزيز.. مؤكداً أن الأمة تمر بأزمة ثقة مع الله فالسودانيون ظنوا أنهم لن يخرجوا من قائمة الإرهاب ومن الضائقة الاقتصادية إلا إذا طبّعوا مع الكيان الصهيوني وحصلوا على مليارات الدولارات فسارع القوم إلى اليهود والنصارى..

وقال العلامة شمس الدين: نحن لا نمانع عقد السلام مع أي طرف لكن بشروط ، أن يحترمونا ويحترموا عقيدتنا ومبادئنا؟. لكن ما يحصل الآن هو تدليس، لأنهم نسوا ما فعل الإسرائيليون من إخراج للفلسطينيين، واحتلال لأراضيهم، وقتل وتشريد لأبنائهم.

كما نوّه العلامة شمس الدين إلى أهمية الالتفاف حول القيادة الصادقة والمؤمنة والشجاعة مؤكداً أن الأمة اليوم مطالبة أن تكون مع المؤمنين الصادقين لأنه قد تبين الكاذبون وتبيّن منهم تحت عباءة الأمريكيين والإسرائيليين.. محذراً من العلماء الذين جعلوا طاعة الله تسير وفق طاعة السلطان مذكراً إياهم بقول النبي (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق) داعياً العلماء أن يتحدثوا ويبينوا للناس ما نزل إليهم.

واختتم المؤتمر بقراءة البيان الختامي وإليكم نصه: