ترجمة الفقيد السيد العلامة عبدالرحمن بن عبدالله الهادي

نشر بتاريخ: أربعاء, 02/05/2018 - 5:44م

نسبه الشريف :

هو السيد العلامة المجتهد ، والخطيب الواعظ ، وإمام المحراب الخاشع ،   عبد الرحمن بن عبد الله بن الإمام الهادي إلى الحق الحسن بن يحي بن علي بن أحمد بن علي بن قاسم بن حسن بن علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن زيد بن محمد بن أبي القاسم بن الإمام علي بن المؤيد بن جبريل بن المؤيد بن أحمد بن يحي بن أحمد بن يحي بن يحي بن الناصر بن الحسن بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب   سلام الله عليهم أجمعين  -----------

 

نشأته المرضية :

لأنه أحد أحفاد  ( الإمام الهادي الحسن بن يحي القاسمي المؤيدي  آخر أئمة بني المؤيد .  فقد نشأ مع غيره من أبناء أعمامه أحفاد الإمام في ظل تلك الأسرة العلوية الطاهرة  { أسرة آل الهادي } التي عرفت وتميزت بالتقوى والورع والعلم الغزير والتمسك بنهج أسلافهم من  أهل البيت الكرام ، حيث كان جميع آبائه  أولاد الإمام الهادي الحسن بن يحي القاسمي  علماء حلماء كرماء أتقياء ذاع صيتهم وفاقت شهرتهم بين العلماء وعند عامة الناس وعلى رأسهم  والده [  علامة عصره ، وفخر أقطاب الإسلام في زمانه وشيخ علماء آل محمد  /  عبد الله بن الإمام الهادي الحسن بن يحي القاسمي .  المعروف والشهير في أوساط العلماء والباحثين - بعلامة العصر عبدالله بن الإمام  -

فلأن والدنا السيد العلامة عبد الرحمن عبدالله الهادي نشأ في ظل هذه الأسرة المباركة فقد نشأ نشأة مرضية على التقوى والورع والزهد في متاع الدنيا مع شغف بتحصيل علوم الدين وفهم مسائل التشريع،  فتلقى العلوم الشريفة مع إخوته منذ الصغر على يد والدهم  علامة عصره عبدالله بن الإمام الهادي .  ولا غرو  أن من كان معلمه وشيخه  علامة عصره عبدالله بن الإمام الهادي  سيصير  عالما فذا، وجهبذا مجتهدا  . كما كان له تحصيل علمي جيد عند أخيه العلامة الحافظ  ( محمد بن عبد الله بن الإمام الهادي )   ثم تابع تحصيل العلوم مع إخوته لدى أخيهم الأكبر  العالم الرباني والعلامة المجتهد المطلق ( حسن بن عبد الله بن الإمام الهادي الحسن بن يحي القاسمي المؤيدي)  وهكذا ترقى في درجات العلم والكمال حتى صار عالما بارزا ومرجعا ظاهرا  مع أخيه وأبناء أعمامه ضمن علماء تلك الأسرة الطاهرة المباركة التي تموج بالعلم من جميع فروعها وجهاتها كالبحر يموج من جميع جهاته ...

ولم يكتف  عليه السلام  بتحصيل العلوم وتدريسها بل كان باذلا نفسه منذ الشباب لطاعة الله ودعوة الناس إلى الخير لذلك انبرى لإرشاد الناس وهدايتهم من خلال خطبة الجمعة وإمامة الصلاة فقد كان خطيبا واعظا وإماما للمحراب خاشعا في جامع جده الإمام الهادي بمدينة باقم في الجهة الشامية من محافظة صعدة حيث هو أكبر جامع في المديرية وكان في السنين المتقدمة المسجد الوحيد الذي تقام فيه صلاة الجمعة  حيث يتوافد المصلون من جميع قرى وأرياف المديرية لأداء صلاة جمعة موحدة  لحبهم له وتعلقهم بمواعظه من خطب ومواعظ آبائه السابقين ، ويكفيه فضلا أنه ظل إماما للصلاة خاشعا وخطيبا للجمعة واعظا أكثر من أربعين عاما لا يغيب عن ذلك أبدا إلا لسفر نادر كالحج وغيره ..

 

دوره في إصلاح مجتمع المؤمنين :

كآبائه وأخيه  تحمل مسؤولية الإصلاح بين الناس بالحق والعدل  نزولا عند ترغيب الله تعالى في ذلك حينما قال تعالى (  لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو  إصلاح بين الناس )  كانت أسرة الإمام الهادي تحتل مكانة رفيعة وتحظى باحترام زائد في جميع الجهات الشامية من محافظة صعدة ولا سيما مديرية باقم لما لمسه الناس من كثرة علمائها وبركة علمهم  وحسن  نواياهم في إصلاح قضايا الناس وحل مشكلاتهم ، لذلك لجأ الناس إليهم كقضاة علماء  تميزوا بالعدل وقول الحق ولذلك كان السيد العلامة عبدالرحمن عبدالله الهادي قاضيا حاكما بالعدل رغم عمله في المسجد كإمام وخطيب ومعلم  ، ولجأ الناس جميعا إليه في خصوماتهم ونزاعاتهم  منذ وقت مبكر  وتزايد دوره في القضاء بين الناس لا سيما بعد وفاة أخيه العلامة الكبير  والمجتهد البصير ( حسن بن عبد الله الهادي في عام 1413 )  حتى صارت تفد إليه قضايا كثيرة ومن جهات مختلفة وبعيدة  بل من جميع مناطق محافظة صعدة  لما تميز به من قدرة في قضائه وعدله فصار أحد أهم مراجع القضاء والعدل في محافظة صعدة  ، وأبرز مصادر الفتياء في اليمن عموما..

 

تواصله بالعلماء :

كان له سلام الله عليه تواصل بالعلماء والقضاة في عموم المحافظة وعلى رأسهم السيد العلامة المجتهد - عبد الرحمن حسين شايم  فدائما ما يتزاوران لمناقشة قضايا الناس وحل خصوماتهم ونزاعاتهم  وكذلك كان متواصلا مع علماء كثر  وقد تحقق له بفضل الله أن اجتمعت القلوب عليه فكان محل اتفاق عند حدوث أي تفرقة أو مماحكة بين الجهات العلمية لذلك كان نقطة التقاء وسلام بين الجميع نظرا  لسعة صدره وكثرة حلمه ..

 

بعضا من صفاته الكريمة :

تميز سلام الله عليه بأخلاق نبوية محمدية ، وسجايا علوية عرفه بها الجميع وشهد له بها القريب والبعيد   ولعل أهمها  كرمه وجوده وسخاؤه  فقد كان كريما جوادا سخيا  يجود بماله وبما يستطيع فعله ولم يكن يخلو بيته من الضيف أبدا وقد لمس الناس رغبته في ضيافة الضيف نظرا لما كان يبديه من انبساط لضيفه وتبسم في وجهه وتبادل للحديث معه.

وأيضا فقد كان أبا رحيما لجميع أرحامه وأقاربه  حيث كان يغمرهم بعطفه ويسدي إليهم عطائه ويشعر كل واحد منهم أن له مكانة خاصة عنده ..

 

 كرمه وجوده :

 كرمه وجوده يمنعانه أن يرد ظعيفا أو يمنع سائلا ....

 وله نخوة ومروءة تجعله يبادر عند سماعه بحدوث رزية لأخ أو صديق أو صاحب ..

وقد أخذ من صفات الأنبياء التواضع   فهو ذلك العالم الجليل الذي يجلس ويتحدث مع الصغير والكبير ومع القوي والضعيف ولم يكن تواضعه تكلفا ولكن سجية وخلقا ...

 هكذا قضى والدنا العلامة الحجة  -  عبد الرحمن عبد الله الهادي  رحمه الله  - حياته كلها وفي جميع مراحلها تقيا نقيا ورعا عابدا خاشعا ، عالما ومعلما ، واعظا ومرشدا ، قاضيا ومصلحا .. حتى اختاره الله تعالى إليه بعد 88 عاما من عمره قضاها في طاعة الله ونشر العلم والإصلاح بين الناس ، فكانت وفاته مع طلوع فجر يوم الأحد الموافق 19 جماد الأول 1439  وشيع المسلمون جنازته الطاهرة بعد أداء الصلاة عليه  في جامع الإمام الهادي إلى الحق  يحي بن الحسين  عليه السلام  بمدينة صعدة  مركز المحافظة  في جمع غفير  وحشد مهيب  من العلماء وطلبة العلم وعامة المؤمنين ،  وقد نعت وفاته جميع المراكز العلمية في اليمن وعلى رأسها  بيان نعي لوفاته صادر من رابطة علماء اليمن ، وكذلك نعاه المجلس الزيدي الإسلامي الأعلى، وبيان نعي صادر من رئاسة الجمهورية .

  وقبر في مقبرة ضحيان  بجوار كوكبة من العلماء والشهداء ....


صور السيد العلامة عبدالرحمن عبدالله الهادي مع طلابه