بيان نعي عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن العلامة المجاهد /محمد بن عبدالله الشرعي

نشر بتاريخ: اثنين, 03/06/2024 - 9:37م
العلامة محمد بن عبدالله الشرعي

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان نعي عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن السيد العلامة المجاهد/ محمد بن عبد الله الشرعي
الحمد لله: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً *فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي
والقائل: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: (موت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين
وبعد
بقلوب مكلومة يعتصرها الألم الكبير ونفوس حزينة راضية بحتمية الفناء المكتوب على الخلائق تنعي رابطة علماء اليمن للشعب اليمني والأمة الإسلامية رحيل السيد العلامة المجاهد القاضي/محمد بن عبد الله الشرعي رحمه الله رحمة الأبرار الذي وافته المنية فجر يومنا الاثنين بعد صبر جميل على المرض وبلاء عسير وتمحيص واجهه بثبات وإيمان .
لقد تأسست حياة الفقيد على الفضيلة والتقوى، وفتح عينية على العلم والتعليم ونهل من علوم العترة الطاهرة منذ نعومة أظفاره، وجالس العلماء الأعلام ودرس عند أكابر علماء اليمن وأجازوه حتى صار عالما مبرزا في شتى فنون العلوم الدينية الأصيلة من مصادرها النقية.
تميز الفقيد بالعلم والتحرك العملي في ميدان الحياة العلمية والفكرية وكان له صولات علمية وجولات فكرية ومنازلات معرفية مع الفكر الوهابي الدخيل الذي غزى اليمن وحاول جرف هويته الأصيلة إلا أن حضوره القوي في تبيين عوار وبطلان الوهابية وعقائدها الشنيعة حسم الكثير من البطلان والشناعة .
تميز الفقيد بحضوره الدعوي والإرشادي وممارسته الخطابة وتبليغ دين الله بكل شجاعة وحكمة وله السبق في تأسيس الحركة العلمية وتشجيع طلاب العلم وبناء العلماء وله بصمته في تأسيس الجمعية العلمية للجامع الكبير .
ومن حقيق القول فقد كان للفقيد الحضور الكبير والمبارك والمشهود في تأسيس رابطة علماء اليمن والاهتمام بالنهوض بها وحضور مؤتمراتها وندواتها ولقاءتها الموسعة والمشاركة بالدراسات والأبحاث القيمة والنفيسة التي تستنهض الأمة وتسهم في إصلاح واقعها.
عُرفت حياة الفقيد بالجهاد والصدع بكلمة الحق والحرص على تبليغ رسالات الله والخشونة في ذاته وتشهد له مواقفه التاريخية الجريئة في حروب صعدة الست التي تحرك فيها مناصرا للمسيرة القرآنية وقائدها الشهيد ولم يأل جهداً في بيان زيف الإشاعات وبطلان الدعايات الحاقدة الموجهة ضد أنصار المشروع القرآني وكان له الدور الكبير والسعي الحثيث في إصدار بيان علماء الزيدية الكاشف لأكاذيب السلطة البائدة ومبرراتها الزائفة في شن الحرب على الشهيد القائد رضوان الله عليه.
عُرف الراحل بموقفه الإيماني والجهادي ضد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي منذ البداية وكان صوته حاضراً بقوة في المؤتمرات والندوات المناهضة للعدوان .
للفقيد الراحل إسهاماته الفاعلة في القضاء وإقامة العدل وحل الكثير من القضايا الشائكة والمعقدة بحكم خبرته القضائية الواسعة وتبحره العلمي واطلاعه الواسع .
كان للفقيد نتاجه الفكري الفريد فقد قدم للأمة كثيرا من المؤلفات النفيسة والأبحاث المفيدة التي تزيد على أربعة عشر كتابا وبحثا.
قدم الفقيد النموذج المتكامل للعالم العامل والسياسي الصادق وخاض غمار الواقع السياسي ولم يتهرب من الواقع أو ينعزل عن قضايا الأمة وهمومها وقضاياها الكبرى كما يصنع بعض العلماء.
وأمام هذا المصاب الفادح الجلل تدعو الرابطة أعضاءها وكافة الحواضن العلمية للتشمير عن ساعد الجد وتحمل المسؤولية الدينية أمام الله بصدق وإعادة ترتيب الأولويات والعمل الجاد والمنظم على بناء كوادر علمية وقضائية تكون خير خلف لخير سلف وتسهم في ردم الفجوات وسد الثغرات التي يتركها رحيل العلماء الربانيين والقضاة العادلين وعلى الدولة وجهاتها المعنية بدعم العلم والعلماء وأن تقوم بواجبها كما يجب وتبادر لتفقد العلماء الأحياء ليستمروا في عطائهم العلمي حتى لا نكون شيعة أموات.
نسأل الله أن يرحم الفقيد رحمة واسعة وأن يغفر له مغفرة جامعة وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يخلفه على أهله وأولاده وطلابه ومحبيه بأحسن خلافة وأن يرفعه في فراديس الجنات بجوار النبي العظيم وآله الطاهرين .
ملاحظة: سيصلى على الفقيد التاسعة صباحا في جامع الحشحوش ويشيع منها إلى مقبرة الحشحوش.
صادر عن رابطة علماء اليمن بتاريخ 26- ذو القعدة- 1445هــ الموافق 3-5-2024م