سقوط دولة آل سعود من سنن الله تعالى

نشر بتاريخ: أربعاء, 29/06/2016 - 4:47ص

إن الهيمنة الاستكبارية التي عليها نظام آ ل سعود ليست وليدة صدفة أو جاءت على غير موعد لكنها امتداد تاريخي وثقافي لمشروع الاستكبار عبر العصور الذي ابتدأه إبليس بقوله: {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ} ومن بعده أحد ابني آدم بقوله {لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِين}.

وبلغ هذا المشروع الاستكباري أوج قوته وغاية جبروته في زمن فرعون الذي أصبح رمزاً لكل طاغية جبار عبر العصور، وقد جاء في بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصف أحدهم أنه فرعون هذه الأمة، وإذا تدبرنا آيات الله تعالى لوجدنا أن كتاب الله قد حدد لنا معالم مدرسة الاستكبار على أنها ليست مجرد ظاهرة وقتية بقدر ما هي ثقافة انحرافية لها أفكارها وأقطابها لا يخلو منها عصر ولا يسلم من شرورها جيل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا}.

وتكمن أهمية تبيين الله تعالى للسلوك الاستكباري في كون ذلك باعثاً حثيثاً يجعل المسلم قوياً في مواجهة الظلم ومستعداً لمصارعة الاستكبار واللحاق بركب الأحرار المستضعفين من المؤمنين الصادقين الذي وعدهم الله بالنصر والتمكين ، ونجد أن الله تعالى قد ذكر لنا نماذج الاستكبار في كل تلك العصور السابقة فمنها ما بقي فكراً وسلالة كما نجد في اليهود ، ومنها ما بقي مجرد فكر وثقافة أخذت به أنظمة حاكمة وأسر ظالمة كما هو الحال في نظام وأسرة آل سعود التي هي بحق إحدى صنائع القوى الاستكبارية والأنظمة الاستعمارية العالمية في المنطقة لسلب قرارها ونهب خيراتها وضمان قيام حكومات فاشلة وعميلة، فما استيقظ العرب والمسلمون إلا وهذا النظام جاثم فوق صدورهم رغم دعاواهم الزائفة بالاستقلال عن القرار الغربي واحتفالاتهم بطرد الاستعمار والذي تبين مؤخراً أن المنطقة لا زالت مستعمرة ومسلوبة القرار وأنظمتها تحت الطلب خانعين لسيدهم الأمريكي ومن حاول رفع رأسه تم تأديبه عبر حارس الأمريكان في المنطقة وهو النظام السعودي العميل.

ولكي نتبين أن ساعة سقوط هذا النظام العميل قد قربت كما هي سنة الله تعالى في هلاك الظالمين علينا أن نتعرف إلى الخطوات الاستكبارية الفرعونية التي مر  بها  هذا النظام فكما أن الله تعالى يقول {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ}.

فنجد أن الاستكبار بني على أمور عدة منها.

العلو والاستكبار النابع من الغرور اللا متناهي والذي جسده فرعون نفسه بقوله {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} وقال أيضاً: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ}.

وتبعه في تلك الغطرسة  الاستكبارية ملوك النفط العربي الذين استهانوا بشعوب المنطقة واحتقروهم وعملوا على إذ لا لهم وانتقاصهم وأخذ حقوقهم سواءٌ في الحجاز أو في الخليج أو في اليمن أو في العراق وغيرها من البلدان.

كما عملوا على ترسيخ الكراهية عبر مشاريع التفريق والتمزيق وتجزئة المجزأ وهي سياسة استعمارية مارسها الإنجليز تحت عنوان فرق تسد، وسار على هذا النظام السعودي عبر جناحه الوهابي ومدارسه التكفيرية التي عمل على نشرها في اليمن والمنطقة والعالم حيث تم رصد أموال طائلة لهذا المشروع التمزيقي تحت عنوان إسلامي طائفي لكنه يبرز إسلاماً مشوهاً وبعيداً عن قيم التعايش والتسامح الإنسانية فضلاً عن القيم الإسلامية النبيلة.

وأدى ظهور هذا المشروع إلى دخول منطقتنا العربية في أتون فتنة طائفية مقيتة تغذيها مدارس سعودية وهابية تبث ثقافة التكفير وإلغاء الآخر وتنشر الكراهية بكل وسائل الاتصال المتاحة بالصوت والصورة والكتاب والمحاضرة والخطب والأشرطة وقنوات إعلامية تضليلية تملأ مساحة الفضاء الإعلامي العربي والإسلامي.

وإن وقوع بلاد الحرمين تحت سلطة هذا النظام ومدارسه الوهابية كان عاملاً مهماً لنفاق السلعة البائرة والبضاعة المزجاة المتمثلة بالثقافة الانحرافية حيث تم استخدام مواسم الحج والزيارة أسوأ استخدام عبر بث الفكر الوهابي التكفيري وتصديره عبر الحجاج والزائرين إلى كل أنحاء العالم.

وينجلي ذلك الاستخدام السيء لبلاد الحرمين في منح ملوك آل سعود لقب خادم الحرمين ظانين أنهم بذلك سيغطون على كل انحرافاتهم عن منهج الله وتوليهم لليهود والأمريكان فحاولوا التستر وراء هذه الألقاب مضافة إليها دعاوي عمارة البيت واستضافة الحجيج ولكن الله تعالى لم يترك ذلك هملاً فقد وضح مثل هذه الحالة أيما توضيح فقال سبحانه: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ ...} الخ . {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}.

وهنا يبدو الوصف الإلهي دقيقاً وواضحاً لا يحتاج إلى تفسير أو بيان.

فمع كل تلك الدعاوي التي جاء بها نظام آل سعود بخدمة الحرمين تجد مماراستهم في استغلال مواسم الحج والزيارة وفي كل ما يفرق الأمة ويورثها الذلة والانكسار.

هذا وإن استخدامهم لموسم الحج والزيارة كمصدر ارتزاق لم يمنعهم من استخدامه في المواقف السياسية التي لا علاقة لها بالشرع أو الدين.

ويبرز ذلك في منعهم للحجاج اليمنيين في الموسم الماضي من أداء فريضة الحج وهو خلط للسياسة بالدين وصد عن سبيل الله تعالى، وقد ذكر الله ذلك بقوله {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ..}فالجزاء الإلهي واقع لا محالة.

وليس خافياً على أحد استهتار هذا النظام بأرواح الحجيج والزائرين حيث أريقت دماء الآلاف منهم تحت ذرائع وأسباب متعددة عنوانها الإهمال واللا مبالاة بدماء الزائرين لبيت الله مع ما  يتبرزه استهداف طائفة بعينها ودولة بعينها من توجيه أصابع الإتهام إلى النظام السعودي العميل لإذكاء نار الفتنة الطائفية حيث كان لحجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية النصيب الأكبر من الشهداء الذين سقطوا في تدافع غامض الأسباب في مكة المكرمة العام الماضي، ولا يخفى على أحد ما يتعرض له الحجاج والزائرون من مضايقات من قبل العسس الوهابي الذين يعملون على فرض الفكر الوهابي على كافة الزوار كنوع من الاستبداد الفكري والتعصب المذهبي المقيت، وهذا الظلم في حرم الله ذكره الله بقوله

{ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم} فالعذاب وارد لا محالة.

هذا وإن ما يفرضه النظام السعودي من سياسات منحرفة عن منهج الله في موسم الحج الأكبر يعد خدمة لأعداء الأمة من دول الاستكبار إعاقة لصحوة الأمة الإسلامية الذي أبرزه قول الله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} فهو أمر إلهي يجب أن يتم العمل بمقتضاه في مهرجان الإسلام الأعظم عنوانه الرئيس هو البراءة من أعداء الله، ولكن هيهات أن نجد هذا في نظام قبلته البيت  الأبيض الأمريكي وإن تستر بخدمة البيت الحرام  وبهذا يكون نظام آل سعود كغيره من أنظمة الاستكبار قد عمل على تعطيل الأمر الإلهي الذي أراده الله في موسم الحج الأكبر بل وزاد على ذلك أن يقوم خطيب الحرم المكي ويضع مبررات للتحالف السعودي الأمريكي في قصف وتدمير وقتل الشعب اليمني الذي نسب الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإيمان بقوله «الإيمان يمان» أليس كل ذلك يعد انحرافاً عن منهج الله واعتداء على حرم الله، ولا يخفى أن خطباء النظام السعودي وعلماءه قد أفتوا بتدمير دول إسلامية أخرى كسوريا وليبيا وغيرها من الشعوب المظلومة التي تنزف كل يوم شلالات من الدماء وعشرات الجنائز من الشهداء بسبب المال السعودي والفكر الوهابي خدمة للمشاريع الاستعمارية في المنطقة، ومع كل ذلك فهم يدعون أنهم يسعون إلى ما فيه مصلحة الأمة، فهم يفسدون الحرث والنسل ويقتلون الشيخ الهرم والمرأة والطفل ، ويهدمون المنارات والمدارس والمصانع {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُون}.

وأخيراً لا ننسى أن نلخص تجاوزات آل سعود التي تنذر بهلاكهم وسقوط دولتهم وهي بشائر نصر الله إلى كل المستضعفين بإذن الله فهي كما يلي:

  • توليهم لليهود والنصارى.
  • صدهم عن سبيل الله.
  • صدهم عن المسجد الحرام.
  • ظلمهم للحجاج والزائرين في البقاع الطاهرة.
  • قتلهم للحجيج.
  • تعطيل موسم الحج من غاياته العظمى وهي البراءة من أعداء الله.
  • استخدامهم الموسم لنشر ما يفرق بين الأمة عبر كتب التكفير الوهابي وتصدير كل ذلك إلى كل دول العالم.
  • مسئوليتهم الحصرية عن معظم جماعات الإرهاب والقتل والذبح في العالم بدءاً بداعش واختتاماً بالقاعدة وبوكو حرام وغيرها.
  • استخدامهم للمال في زعزعة الدول الإسلامية والعربية وعدم استقرارها.
  • تنفيذ مشروع الاستكبار العالمي في تدمير المنطقة وسلب قرارها وجعلها مرتهنة للغرب والأمريكان.
  • إنشائهم تحالفاً عربياً لقتل الشعب اليمني أصل العروبة.
  • إنشائهم تحالفاً  إسلامياً تحت مسميات طائفية لخلق حرب سنية شيعية تعصف بكل المنطقة.
  • تحالفهم مع اليهود والأمريكان والإنجليز وغيرهم والاستعانة بقواتهم وأسلحتهم وخبرائهم في حرب ضد بلد مسلم هو اليمن وتشن فيه آلاف الغارات وتقتل فيه وتجرح عشرات الآلاف من المدنيين وتدمر  كل بناه التحتية لمدة عام كامل ولا زال العدوان مستمراً حتى اللحظة.
  • قيامه بتدمير دولة ليبيا المسلمة وهي الآن بيد الجماعات المتطرفة الوهابية المدعومة سعودياً.
  • محاولتهم تدمير الشعب السوري عبر إرسال المال والسلاح للجماعات التكفيرية التي سيطرت على أجزاء واسعة فيها وفي بلد العراق الجريح.
  • إيذائهم لزوار المصطفى صلى الله عليه وآله في الروضة الشريفة.
  • هدمهم لأضرحة الصحابة وآل البيت وأمهات المؤمنين وطمس معالم الإسلام مع احتفاظهم المتواصل بآثار اليهود ومدنهم كحصن مرحب وغيره.
  • تشويههم للإسلام المحمدي عبر مدارس التكفير ودعم المنظمات الإرهابية ولمراكز السلفية الوهابية في أوربا والعالم، كل ذلك أدى إلى الإساءة إلى الإسلام حيث ظهرت ما يسمى بـ(الإسلام فوبياً) الخوف الشديد من الإسلام.
  • اعتدائهم على الشعوب المظولمة وقهرهم لشعوب الحجاز لعقود من الزمن وقد بلغ هذا العدوان ذروته في الحرب على اليمن ودعم الحرب على سوريا وتدمير ليبيا والعراق وغيرها.
  • محاربتهم لحركات المقاومة الإسلامية خدمة للكيان الصهيوني وعملهم على إدراج حزب الله في قائمة الإرهاب.
  • استقدامهم الأمريكان إلى المنطقة وإنشاء القواعد العسكرية الأمريكية في الحجاز وجعل القرار السعودي تحت خدمة سيده الأمريكي.
  • أخيراً أليس كل ذلك كفيلاً بانهيار مملكة الرمال ونظام العمالة والاستكبار هذا وقد أفسد في كل الأرض وأراق الدماء في كل بلد وحارب الله ورسوله والمؤمنين وتولى اليهود والنصارى والمشركين؟

لا شك أن سقوطه بات وشيكاً وتلك هي سنة الله في هلاك الظالمين ولن تجد لسنة الله تبديلا.

الدلالات: