فلسطين ويمن الإيمان صمود مستمد وعزيمة لن تلين

نشر بتاريخ: أربعاء, 13/04/2016 - 11:41ص

اختص الله الإنسان بالاستخلاف في الأرض ليقوم بعمارتها وفق مراد الله جل وعلا، يقول الحق سبحانه وتعالي: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:30]

فيفهم من استفهام الملائكة عليهم السلام أن ثمة فسادا قد سبق خلق آدم عليه السلام وسفكا للدماء في الأرض، كما فهم أيضا من سياق سؤالهم أن الغاية من خلق الخلق بمن فيهم الملائكة هو التسبيح لله والتقديس له سبحانه وهو لب العبادة ومن سياق قصة خلق آدم يتضح لنا سبب الفساد وسفك الدماء في قوله سبحانه {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34]

فبينت الآية الكريمة أن الكبر والاستعلاء هو سبب مؤد إلى الفساد في الأرض وسفك الدماء، حيث يتفرع عن الكبر الحقد والحسد وجميع آفات القلب، بالتالي تتسبب تلك الآفات منفردة أو مجتمعة إلى شيوع الفساد في الأرض بشتى أشكاله وصوره، و إذا ما شاع الفساد في الأرض بدأ الصراع بين الناس ويتطور ذلك الصراع إلى سفك للدماء، وإذا ما عدنا إلى كلام الله سبحانه في قوله مجيبا على الملائكة {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:30]

فسنجد ان جواب الله سبحانه وتعالى على الملائكة جاء مسكتا لهم و دالاً على أن حكمة الله وعلمه بالغيب، اقتضيا ذلك فعلمه أوسع من علمهم، و يستوحى من سياق الآيات أن الفساد في الأرض وسفك الدماء سيواجه بالخليفة الذي سيجعله الله في الأرض لأن الغاية من خلقه هي عمارة الأرض، فإذا وجد الفساد فإن هناك من سيقف في وجهه مؤيدا بنصر الله وهو الخليفة و المؤمنون الصادقون من خلص خلقه، و بذلك جرت سنة الله منذ خلق آدم عليه السلام، و ستظل باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، و وفق جرت سنة الله وعلى مر العصور وتعاقب الأزمان كلما ظهر الفساد هيأ الله من عباده من يواجه ذالك الفساد ويحاربه متكفلا بنصرة عباده إذ يقول سبحان { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}

ويقول سبحانه {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}

 

و يقول سبحانه {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص:5-6]

           

{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105]

 

فهذه هي سنن الله في الخلق، أن ينصر من نصره.

و كما وعد سبحانه بنصرة الحق و تأييده، كونه الحق الذي دعا الخلق إلى اتباعه، أخذ على نفسه سبحانه أيضا أن ينصر المظلوم، لأنه قضى سبحانه بتحريم الظلم على نفسه وجعله بين خلقه، محرما وأخذ على نفسه أن ينصر المظلوم ولو كان ذلك المظلوم غير مؤمن لأن هذا هو عدله سبحانه،

وفي تاريخ الشعوب من هذا القبيل نماذج كثيرة تدل على نصرته للمظلوم، كفيتنام مثلا ذالك الشعب الفقير الضعيف، لما استقوت عليه و قامت باحتلاله و أذاقت أهله الهوان، تحرك بإمكانياته المتواضعة و واجههم حتى تغلب عليهم وانتصر لمظلوميته و استطاع أن يخرج المحتل من أرضه. ولكنن ذلك لم يكن ليحدث لولا التضحية والتحرك والكفاح المسلح، و انتصر المظلوم أخيراً على الرغم من عدم إسلامه، و هذا من مصاديق عدل الله و رحمته، و غيره من الشعوب الكثير و الكثير، و في تاريخنا العربي أو الإسلامي نماذج كثيرة جدا كالشعب الجزائري وسائر الشعوب العربية التى كانت خاضعة وخانعة تحت الاحتلال التركي و بعده البريطاني والايطالي والاسباني والفرنسي، فتحركت الشعوب وانتصرت كونها مظلومة .

و هاهو ذا الشعب الفلسطيني نموذج عال من الجهاد والفداء والتحرك والانطلاقة الجادة في مواجهة المحتل الغاصب، وهو -أي المحتل- ألأم خلق الله وأشدهم عداوة للمسلمين كما وضح ذلك الله في كتابه و هم اليهود

فمنذ إعلان اليهود قيام دولة إسرائيل في فلسطين المحتلة قبل سبعة عقود تقريبا مارس المحتل أبشع الجرائم ضد شعب فلسطين الأعزل كالتهجير والطرد من البلاد والحبس والتعذيب وجرف المزارع وقلع الأشجار وتهديم البيوت ومنع المصلين من الصلاة في الأقصى الشريف وتحويل لمساجد عامرة إلى كنائس كما صنع في جزء كبير من الحرم الإبراهيمي، بل حول بعضها في الأراضي المحتلة إلى ملاهي واصطبلات للخيول هذا فضلا عن التنكيل والقتل بعد أن جرد الفلسطينيين من كل أنواع السلاح و منعهم من امتلاكها أو حملها، و جعل منه شعبا أعزل لا حول له و لا قوة، يمارس المحتل ضده كل التصرفات المهينة لكرامته، وفي المقابل يسمح للمحتل والمستوطن اليهودي يحمل السلاح الذي يريده دون منعه أو مساءلته، فظن المحتل أنه بسياسته و تصرفاته هذه سيوهن من عزيمة هذا الشعب العظيم

ولكن ظنه ذلك كان خائبا و سيظل خائبا بإذن الله، حيث لم يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي و لا متفرجين و ما استسلموا و ما استكانوا بل هب الجميع صغارا وكبارا ذكورا وإناثا لمواجهة المحتل بشتى الوسائل المتاحة وظل الشعب يواجه بصورة مذهلة و صبر و بتحمل عجيب، فمنذ الوهلة الأولى لإعلان الكيان الصهيوني قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية تحرك الفلسطينيون بالكفاح و المواجهة، و استمروا كذلك حتى تفجرت ثورة الحجارة في أواخر الثمانينيات، فضرب أروع الأمثلة في مواجهته وصبره

وأقلق المحتل وهز عرشه وزلزل كيانه وظل الشعب الفلسطيني يواجه ويجاهد حتى مكنه الله من امتلاك السلاح فطوروا من إمكانياتهم حتى وصل بهم الأمر إلى تصنيع الصواريخ وأطلقوها إلى أعماق الأراضي المحتلة

إنه صمود عجيب واستبسال رهيب وصبر عظيم وثقة بالله كبيرة إن دلت على شيء فإنما تدل على عظمة هذا الشعب وأصالته وإيمانه الصادق بالله بل هو نموذج صادق على تحقق وعد الله لعبادة ونصرته للمظلوم.

 

ومن ذلك الشعب العظيم المؤمن، استمد الشعب اليمني صبره وجهاده وصموده و تضحياته في مواجه العدوان الغاشم والمرتزق الخائن،

نعم لقد تأمل اليمانيون في صمود هذا الشعب على رغم من انعدام السلاح والحصار الخانق أمام جامعة عربية تدير ظهرها و تصم آذانها وتصمت أمام جرائم يندى لها الجبين، وأمم متحدة تنفذ أجندات المحتل بأريحية و بأياد عربية

و لسان حال كل يمني يقول: لإن صمد شعب أعزل وحقق تلك الأهداف فإنني قادر على الصمود والمواجهة مئات السنين وعبر الأجيال القادمة ، كوني مؤمنا وثقتي بالله كبيرة و أمتلك السلاح الذي لايمتلكه الفلسطينيون والعتاد والمال والرجال وإلى جانب ذلك أشارك أخي في فلسطين المظلومية وعدالة القضية..
 تأمل ذلك كله الشعب اليمني فهب مستعينا بالله ومتوكلا عليه هبة رجل واحد إلى ساحات الكرامة دفاعا عن الدين والأرض والعرض والحرية فسطر أروع الملاحم أمام أعتى وأجلف قوى العالم وأغناها، تلك القوى التى حسبت اليمن وشعبه لقمة سائغة فاشتروا الذمم والمواثيق الدولية واستعانت بشذاذ الآفاق وفراعنة العصر

و وفرت لهم أحدث الأسلحة المتطورة ولاتزال تعقد الصفقات تلو الصفقات من الأسلحة لكي يوهنوا

فقط من عزيمة المجاهد اليمني في كل الجبهات!!

ويأبى الله إلا أن ينصر عبده ويهزم الأحزاب وحده، نعم لقد تأمل الشعب ما يحدثه الصاروخ الفلسطيني من دمار وذعر في أوساط أحفاد القردة والخنازير على تواضعه فهب !! بعزيمة وهمة عالية وثبات منقطع النظير فيرمي بما لديه من سلاح ستيني ليواجه به السلاح الألفيني وما بعد الألفيني

ولكنه يرمي ولسانه يلهج بذكر الله و يتلو قوله وسبحانه {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى}

فيحقق الله الأهداف فينبهر العالم من انتصارات هذا الشعب العظيم.

تأمل اليمني ما يفعل الحجر بحفدة القردة والخنازير!!!!! فتحرك وانطلق متوكلا على الله فوجه وضرب ضربته المؤيدة من الله فأحدث في شذاذ الآفاق من بلاك ووتر والجنجويد الأفاعيل

فاهتزت عروش الطغاة واسودت وجوههم، و فروا من المعارك منكسرين وعليهم سيما الذل والهوان، و هم يبكون و يتعاوون، بينما يزداد جند الله من الجيش واللجان الشعبية عزة وكرامة و ثباتا و فرحا بنصر الله و تأييده {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (الروم:4-5) وكلما كذب الأعلام المعادي

ازداد اليمانيون قوة وتماسكا واستبسالا وشوقا الى خوض المعارك طلبا منهم لإحدى الحسنين النصر أو الشهادة، و كلما تحقق له نصر خر المجاهد لله ساجدا شكرا له على تأييده،

وكلما سقط منهم شهيد زفوه بالزغاريد إلى روضات الشهداء كأنما يزفون عروسا معاهدين له أن يكونوا على إثره سائرين، في درب الحرية و العزة و الإباء.

نجوم السماء كلما غاب كوكب

بدا كوكب تأوي إليه كواكبه

 

و أخيرا رسالة من كل يمني حر أبي إلى شعب فلسطين المجاهد و إلى كل الشعوب المظلومة

أن اصمدوا و واصلوا نضالكم فمنكم استمددنا الصمود.

و رسالة من كل الأحرار الشرفاء في كل سهل و واد في ربوع السعيدة، و من ساحات الشرف و الكرامة ،،،،

إلى أولئك الأقزام من المرتزقة

و إلى من وصفهم رسول الله و سماهم و صدق صلوات الله عليه و على آله حين قال عنهم ( الحفاة !!! العراة !!! رعاء الشاء !!! العالة)!!!

و وصفهم بأنهم (قرن الشيطان)

و إلى من اشتروا ذممهم من شذاذ الأفاق!!!

 

و إلى أسيادهم من اليهود و النصارى إسرائيل و أمريكا

إليهم جميعا رسالة من الشعب اليمني مفادها

أن اجمعوا فسيهزم جمعكم

و اعقدوا الصفقات و لينفقوا فستكون عليكم حسرة.

و تقدموا و توغلوا في أرضنا فلن تخرجوا منها إلا جثثا هامدة.

هاماتنا صعبة المرقى

و لحومنا مرة المذاق

و قلوبنا قاسية عليكم أقسى من الصخور الصماء

بتوكلنا على الله سننتصر

و بدماء الأطفال و النساء و كل الأبرياء سننتصر

و بعزيمة مجاهدينا و بسالتهم سننتصر

لأن ذلك هو وعد الله لعباده و الله لا يخلف الميعاد

و الله غالب على أمره

الدلالات: