العدوان الصهيو -سعودي .. خلاصة الخبث الإنساني

نشر بتاريخ: اثنين, 12/10/2015 - 7:05م

منذ الجريمة الأولى التي راح ضحيتها عدد من الأطفال والنساء بمنطقة بني حوات جنوب العاصمة صنعاء من قبل طيران التحالف المأزوم واليمن تشهد عدواناً بربرياً ظالماً ومباشراً بقيادة أمريكا الشيطان الأكبر وعبر أدوات صهيونية وهابية استعمارية تحت مبررات ساذجة بعيدة كل البعد عن معاني الحق والحقيقة ومجافية للمنطق والعقل بل يستشف منها جميع معاني الاستكبار والغطرسة وليّ عنق الحقيقة للإبقاء على حضورهم وهيمنتهم التي فقدوها عقب قطع دابر المفسدين في النظام السابق العميل والذي يعتبر واحداً من أدواتهم في المنطقة بعد نجاح ثورة 21سبتمبر وسيطرة اللجان الشعبية والقوى الثورية على صنعاء وما أعقبها من استقالة الحكومة وفرار المنتهية ولايته هادي إلى الجنوب. مهما حاولنا جاهدين لتقصي كبد الحقيقة والتي تعطي لتحالف العدوان الحق في شن هذه الحرب غير المتكافئة علينا فلن نستطيع إلى ذلك سبيلاً لا لأننا قد سيطرت علينا نوازع الكراهية والحقد الأعمى على المعتدين حتى طمس على قلوبنا فأصبحنا بذلك لا نستطيع إلى ذلك سبيلاً ولا نستوعب ما حاول المعتدي أن يبينه للعالم من مبررات خاصة وهو من يمتلك جميع وسائل الإعلام والدعاية التي تمكنه من إيصال مبررات بسهولة ويُسر ليس لليمنيين فقط بل للعالم بأسره. اليوم كل عقلاء وحكماء وأحرار العالم يقولون بصوت واحد إن هذا العدوان وهذا التحالف العشري والأممي رغم ما سوّق له من مبررات إلا إن جميعها لم تصب كبد الحقيقة والحق، ونطقت بكل لغات الكذب والتضليل والزيف والخداع، وسوّقت لنفسها فقط تلك الأعذار الوهمية الواهية لتشن هذا العدوان علّها تخرج من مسؤولية جناياتها وجرائمها ضد الإنسانية في اليمن.

 ولنبتعد قليلا عن التحاليل السياسية التي طفحت بها الفضائيات ووسائل الإعلام المحلية والدولية وتحدثت عن جوانب النزاع من حيث القوة والضعف والمواقف الاستراتيجيات التي يقف عليها وينطلق منها طرفا النزاع كما يسميه المحللون..

يجب علينا ونحن نخوض كشعب يمني معركة الكرامة بتصدينا للعدوان الغاشم أن نقف في زاوية بعيدة كل البعد عن زوايا المحللين السياسيين والأمنيين والاقتصاديين ذات الطابع الدنيوي المحض ونغوص في زوايا الحق والباطل ونضع الأمور في نصابها ليميز عندنا الخبيث من الطيب ونتعرف على أي من الأطراف يمثل الإيمان كله وأي يمثل الشرك كله.

منذ خلق الله آدم عليه السلام كخليفة في الأرض ونحن كموحدين نعيش لحظات الحوار القرآني بين الخالق والملائكة والتي ذكرت الملائكة أن الإنسان يفسد في الأرض ويسفك الدماء ولكننا نستشعر حكمة الله وإرادته والتي جعلت الإنسان هذا مختاراً مكلفاً قادراً عالماً متمكناً ليكون الخليفة على هذه البسيطة بل زاد الله عز وجل أن جعل وذلل له ما في الأرض جميعاً غير أننا لا نغفل عن حقيقة نوازع الخير والشر بداخله والتي مضت به نحو إدارة حياته عبر صراعات المصالح الدنيوية وابتعدت به عن حقيقة وجوده كخليفة وعابد لله.

لقد بدأت حكاية صراع الخير والشر بالتعنت الشيطاني ورفضه للسجود وطلبه للإنظار إلى يوم البعث ليكيد للإنسان ويحرفه عن حقيقة وجوده فكان العدو الأول والبقية نعلمها وكيف أديرت معركة الشيطان والإنسان إلى يومنا هذا وكيف ظهرت خلال تلك المعارك معالم الفساد في الأرض وسفك الدماء وكيف يعزز الله عند حالات الانحراف البشري بالرسل والكتب ليستمروا في حالات الاستخلاف والعبودية المطلقة لله عز وجل وصولاً إلى الرسالة الخاتمة والنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله ورغم كل تلك التعزيزات الإلهية إلا أن المفسدين كانوا يطورون من خبثهم وإجرامهم وانطلقوا بجميع فئاتهم ( مشركون - يهود -نصارى - منافقون - ظالمون -..... إلخ ) للقضاء على تعاليم الدين الخاتم وضرب قداسته رغم ما في تعاليمه من معالم تجعله صالحاً لكل زمان ومكان ورغم وضعه لقواعد الاهتداء عند الاختلاف بمن هم حماته وحراسه الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمجاهدين في الله حق جهاده والذين لن يزيغوا ولن يحرفوا حتى يردوا الحوض يوم القيامة ولكن هيهات لمثل تلك التعاليم أن تثني المفسدين ذوي النفوس الخبيثة لأن تعيش وتسلم للخير.

اليوم العدوان السعودي الأمريكي يمثل خلاصة الخبث والشر الآدمي الذي تناقلته النفوس الأمارة بالسوء عبر مراحل التاريخ البشري والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة فقد اجتمع في هذا العدوان الظالمون والمنافقون واليهود والنصارى والمشركون وكفار التأويل وكانت غايتهم ووجهتهم واحدة وهي إركاع وإخضاع اليمنيين لهيمنتهم واستكبارهم ولو بحثت في حقائق جميع المتحالفين المعتدين لما خرجوا عن تلك الأصناف بعمومياتها سواءً كانت دولاً أو جماعات أو أحزاباً أو أفراداً بل دخل ضمنهم المنظمات الأممية التي تلبست بشعارات الإنسانية وتم حرفها بثمن بخس ومصالح ضيقة وانحازت للعدوان وغضت الطرف عن جرائمه وبوائقه.

اليوم العدوان إذا تحدث كذب وشواهد إعلامه بارزة للعيان وإذا وعد أو عاهد أخلف وشواهد خرقه للهدن الإنسانية غير مخفية وواضحة وإذا أؤتمن خان وما فعلته لجان الإغاثة المشكلة من المعتدين ليست ببعيدة وإذا خاصم فجر فهل بعد هذه الجرائم من فجور؟ وإذا عاهد غدر وما تفعله قوى المرتزقة والدواعش وما تسمى المقاومة وما تضرب به الغارات أليست كلها من علامات الغدر والنذالة؟.

اليوم العدوان جمع الصهيونية والوهابية في خندق واحد ومفضوح وأمام الملأ ونحن نعرف أن كليهما وما تحملانه من أفكار قد أنشئت بهما دولتي السعودية وإسرائيل الغاصبة وهما صنيعة الاستعمار والاستكبار العالمي للحفاظ على مصالحهم وللقضاء على الدين الخاتم في منطقة الشرق الأوسط والعالم ألا يدل ذلك على أن تحالف العدوان يحمل لذوي الحقد والكراهية للإنسانية جمعاء وليس اليمن فحسب فالصهيونية حركة عنصرية مدمرة والوهابية حركة منحرفة شاذة خرجت عن تعاليم الدين الخاتم بفكر التكفير الذي تبناه واعتقده ابن حران ( ابن تيمية ) عن فكر سلفي

جعل من سنة معاوية وجماعته قدوته ومنهاجه ومنه انطلقت الوهابية وتطور المسوخ البشرية وظهر الأفغان العرب وطالبان مروراً بالقاعدة وأخواتها وصولاً اليوم إلى داعش آخر الوحوش المستنسخة والتي تعد عصارة الخبث المنحرف في هذه الأمة منذ أن نوزع أهل الحق عن حقهم واستشهد شاعرهم بقوله:

لعبت هاشم بالملك فلا

              خبر جاء ولا وحي نزل

 اليوم اجتمع الوهابي والصهيوني لكن بإدارة أخرى هي إدارة الاستعمار والاستكبار العالمي ومن مراكز ومعاهد أبحاثه الاستخباراتية ليقاتلا في خندق واحد ولهدف واحد ولخدمة مشروع واحد لا تحكمهما ضوابط الإنسانية والأخلاق والقيم والمثل بل هما مسوخ بشرية تشبهت بالسباع الضارية لا ترعوي ولا يردعها رادع.

بل إن الصهيونية العالمية استطاعت أن تدفع بالمسوخ الداعشية للمقدمة لتكون السلاح الذي يبيد العباد والبلاد أهل الحكمة والإيمان في اليمن وبسلوك هند وأفكار بني صهيون بينما الاستكبار والصهيونية العالمية يجنون مكاسب سياسية واقتصادية تعزز من نفوذهم وتحكمهم في مصير البشرية جمعا.

بعد ما ذكرناه ألا يتضح للقارئ الكريم أن اليمن بالفعل يواجه عدواناً من قبل خلاصة الخبث البشري بأكمله غير أن من يجب أن يتصدوا له ومنهم بعض اليمنيين لازالت تتجاذبهم التحليلات والتفاسير ولم يحسموا أمرهم إلى جانب الإيمان كله لان التاريخ يعيد نفسه ويذكرنا تحالف اليوم بأحزاب الأمس وعدوان اليوم بابن ود الأمس وبالأمس برز الإيمان كله للشرك كله فيا أبناء الحكمة والإيمان ألا تمتثلون الإيمان كله وتصدوا الشرك كله وتخلصوا البشرية من خبثهم أم لا زلتم شاكين في أنكم مع الحق والحق معكم؟. والله من وراء القصد