أقامت رابطة علماء اليمن والمجلس الزيدي الإسلامي ندوة بعنوان :- (الإمام الهادي إلى الحق دولته العادلة وإرثه الحضاري)

نشر بتاريخ: جمعة, 25/09/2020 - 2:37ص

أقامت رابطة علماء اليمن والمجلس الزيدي الإسلامي صباح اليوم الخميس السابع من صفر 1442هـ الموافق 24 / 9/ 2020م ندوة في جامعة اقرأ بمناسبة ذكرى دخول الإمام الهادي إلى اليمن تحت عنوان (الإمام الهادي إلى الحق دولته العادلة وإرثه الحضاري) وقد افتتحت الندوة بآيات من الذكرى الحكيم تلاها الشيخ هلال الكليبي
وقد قدمت في الندوة ثلاث أوراق عمل حيث قدم الورقة الأولى العلامة أحمد الكحلاني تحت عنوان (مقدم الإمام الهادي عليه السلام وشهادات المنصفين) وتحدث العلامة الكحلاني عن تأثير الإمام الهادي قبل أن يحكم حيث تنقل بين العراق وطبرستان والمدينة المنورة واستقر أخيراً في اليمن بعد أن علا ذكره وعرف عدله فذهب إليه حكماء اليمن ليدعوه ليكون حاكماً عليها.
موضحاً أن الإمام الهادي قد عاد إلى المدينة المنورة نتيجة خذلانهم للإمام الهادي ورفضهم من إقامة حد من حدود الله على أحد الوجهاء مفنداً مزاعم من يقول بأن الإمام الهادي ل جاء طمعاً في خيرات اليمن، أو لتأسيس مشروعٍ شخصي وهو الذي ترك قيادة الدولة وقفل عائداً إلى بلاده الرس غاضباً لدين الله،


ثم تحدث العلامة الكحلاني عن شهادات المنصفين من العلماء والمؤرخين سواء ممن عاصر الإمام الهادي أو ممن تأخر عنه إلى المعاصرين أمثال أبو الحسن الهمداني الشافعي المعروف بالحروري  والزركلي وتقي الدين التبريزي المصري وابن حجر وابن حزم الظاهري وأبو زهرة والقاضي الشماحي وغيرهم وقد شهدوا بعلمه وعدله وحسن سيرته وطريقته في الحكم ، مبيناً أكاذيب المتعصبين والمفلسين الذين ينشرون الأكاذيب في هذا الزمن متغافلين هذه الشهادات من قبل علماء وأئمة من جميع طوائف المسلمين.

 

 


بعدها قدم  الدكتور العلامة حمود عبدالله الأهنومي ورقته والتي كانت بعنوان (جهود الإمام الهادي إلى الحق الحضارية في اليمن) حيث احتوت ورقته على جهود الإمام الهادي العلمية والتعليمية ، وجهوده الفكرية والعقائدية ، وجهوده السياسية والإدارية، وجهوده الجهادية والعسكرية.

موضحاً في جهوده الإمام العلمية والتعليمية إقباله على طلب العلم والدرس وتفرغه في صباه لطلب العلم حتى بلغ مبلغاً عظيماً في العلم ولم يصل عمره سبع عشرة سنة وتحدث عن رحلة الإمام الهادي إلى بغداد وطبرستان ولقاءات مع العلماء أمثال أبي القاسم البلخي. كما تكلم الدكتور الأهنومي عن نشاط الإمام التعليمي وترداده (أين الراغب؟ أين من يطلب العلم؟) والذي كان يجعل كل يوم وقتاً للتدريس ، مبيناً نتاج الإمام الهادي العلمي والأدبي في علوم القرآن وأصول الدين وأصول الفقه والفقه وغيرها.
ثم تحدث عن جهوده الفكرية والعقائدية وردوده على المجبرة والأباضية وغيرها ، كما تحدث عن جهوده الإمام السياسية والإدارية وإطفاء النائرات والثارات بين القبائل اليمنية مؤكداً على أن همُّ الإمام الهادي وهدفه هو إصلاح واقع الأمة وإقامة الدولة العادلة التي تكْرِمُ الإنسان وتعينه على أن يعيش في ظل مجتمع الإسلام الفاضل. موضحاً أعظم إنجاز وهو إقامة الدولة العادلة واتباعه نظاماً صارماً في اختيار الولاة على المخاليف، وإنشائه جهازاً ونظاماً قضائياً فاعلاً وعادلاً وقوياً.


بعدها ألقى العلامة خالد موسى ورقته والتي كانت بعنوان (أهمية المسؤولية ومجالاتها عند الإمام الهادي) متحدثاً عن عظمة المشروع الذي تحرك به الإمام الهادي عليه السلام تتجلى في سيرته العادلة وحرصه الكبير على تخليص أهل اليمن من علماء السوء كما فعل الإمام زيد عليه السلام وبما قدمه من إرث حضاري أسهم تحرير أهل اليمن من ظلم وتسلط وبطش تلك الأدوات التي كانت تخدم الدولة العباسية الفاسدة و الظالمة ومؤكداً أن مدرسة الإمام الهادي عليه السلام فاعلة في الساحة اليمنية بفاعلية إصلاحها الفكري والسياسي والتربوي والإيماني الذي ظل محفورا في تاريخ وذاكرة ووجدان أهل اليمن رغم تعاقب القرون على رحيلها ، كما حذر العلامة موسى من المتنسكين والعباد الجهلاء قائلاً: إن من أخطر الأمور على ديننا ودنيانا هَمّ أولئك المتنسكون والعُبّاد الجاهلون الذين يأخذون من الدين الإسلامي الشكليات والقشور وبما لا يهدد مصالحهم ولا يمس راحتهم ولو تطور الأمر وعظم البلاء وكبرت المحنة وطلب من هؤلاء المتنسكين أن يتركوا الصلاة لقبلوا بتركها.

كما أوضح بأن مثل هذه المناسبات التي نحييها يجب أن تنتقل من التنظير إلى التطبيق ونستلهم الدروس والعبر من الرسول الأعظم والأئمة عليهم السلام.
منتقداً بعض المفاسد الموجودة في الواقع وناصحاً للمسؤولين بقراءة سيرة الإمام الهادي.


بعدها تحدث نائب رئيس رابطة علماء اليمن السيد العلامة عبدالمجيد الحوثي في كلمته عن أهداف إقامة مثل هذه الفعاليات والمناسبات ووجوب أن تكون الأفعال دائماً مطابقة للأقوال مستشهداً ببعض المجالات التي اهتم بها الإمام الهادي والتي هي غائبة في واقعنا حيث قال: أين الجهة التي تبني العلماء العاملين الربانيين المجاهدين الذين يدافعون عن حرم الله؟ أين مراكزنا العلمية ؟ متسائلاً كم هم العلماء وكم هم المتعلمون؟ وأين الذي يقفون في مواجهة الأفكار الضالة ، مؤكداً على أهمية وجود مراكز الدراسات والأبحاث التي تعنى بذلك، مشيراً إلى دور القنوات التي تنشر الإلحاد والعلمانية والنصارنية دون أن يكون لنا دور في الرد عليها ؟ كما تحدث عن دور النشر والتحقيق وغيابها عن الواقع وعدم وجود تحقيق للتراث قائلاً: مازالت القدوات الراقية مطوية في رفوف المكاتب يغطيها التراب وتأكلها الدود.

 

ثم تحدث العلامة الحوثي عن موضوع إقامة الدولة العادلة مصنفاً الحكام إلى حكام يحكمون بالمبادئ ولا يهمون النتائج، وحكام همهم الوصول إلى غايتهم الشخصية وإن تركوا المبادئ والقيم معبراً عنهم بالانتهازيين الذين يقدمون المصلحة الآنية على المبادئ .
ثم أشار إلى فساد القضاء والنيابات وأقسام الشرطة وكذلك بعض الدوائر الحكومية قائلاً يجب أن يكون الجميع تحت حكم النظام والقانون وإقامة العدل ويجب أن يطبق شرع الله لأنه الطريق الوحيد إلى الدولة العادلة.
وإن العدل والنظام والقانون لن يكون إلا بتضحيات ، موضحاً أن أي فساد موجود في دوائر الدولة يعتبر خيانة لدماء الشهداء الذي يضحون بأرواحهم من أجل إرساء العدالة وقيم الدين الإسلامي.
حضر الندوة جمع من العلماء وطلاب العلم الشريف.