بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) والقائل جل وعلا (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) وصلاة الله وسلامه على خير الأنام سيدنا محمد وآله الغر الكرام، ورضي الله عن أزواجه وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة وبعد..
فإن رابطة علماء اليمن تتابع بكل ألم مرير وأسف شديد ما وصل إليه حال الأمة الإسلامية بشكل عام والشعب اليمني بشكل خاص من الضعف والهوان نتيجة الاقتتال والتناحر والفرقة والشتات ونبز بعضها البعض والحقد والشحناء والبغضاء، وتصدّر البعض ممن كان يرجى منهم أن يكونوا القدوة الحسنة لتمثيل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته الحسنة للنيل من رموز هذه الأمة وأعلامها الهداة ، والطعن فيهم وتنقيص قدرهم وتشويه صورتهم إسهاماً في شق عصا المسلمين وزيادة في فرقتهم ووغراً لصدورهم، وجرحاً لمشاعرهم من خلال مواقفهم المشينة وأطروحاتهم السيئة ومقالتهم الخبيثة التي ينشرونها بين الحين والآخر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي لا تزيد الطين إلا بلة، ولا الخرق إلا اتساعاً، ولا النار إلا اشتعالاً، ولا القلوب إلا تباعداً، بينما الأمة تمر بأسوأ أحوالها وتعيش أخطر مراحلها..
وإن رابطة علماء اليمن إذ تعبر عن أسفها وحزنها لكل ذلك إذ تدين مثل هذه التصرفات الحمقى التي تدل على فقد أصحابها لعقولهم، وبعدهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وتستنكر صدور مثل هذه الأفعال ممن يدعي تمثيله للإسلام الصحيح، وهو يمارس أبشع التصرفات ويقترف أفدح الأخطاء بحق دينه ووطنه وشعبه حين ألقى بنفسه في أحضان تحالف العدوان على الشعب اليمني وبرر جرائمهم التي ارتكبوها ولازالوا يرتكبونها بحق شعبهم وأبناء جلدتهم طيلة أكثر من خمس سنوات، وحصار ودمار وجرائم حرب وهم يغضون الطرف عنها بل ويباركونها ويلتمسون الأعذار لمرتكبيها، وحين عبروا عن حقدهم لأئمة الهدى ومصابيح الدجى من أهل البيت عليهم السلام أمثال الإمام الهادي إلى الحق وغيره سلام الله عليهم بطعنهم فيهم ، وسبهم وشتمهم واستحقارهم بدلاً أن يحفظوا وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم وقد علم من الدين بالضرورة وجوب محبتهم وأولوية اتباعهم والتبرؤ من أعدائهم.
وإن رابطة علماء اليمن لتدعو هؤلاء القوم إلى التوبة إلى الله والاستغفار مما جنوه وارتكبوه وتصحيح أخطائهم وتصويب مسارهم؛ لأنهم على خطر عظيم ما داموا على هذا النحو من الفجور في الخصومة كما تدعو الجميع إلى جمع الكلمة ووحدة الصف وحسن القول وتفويت الفرصة على المتربصين سوءاً بالإسلام والمسلمين إذ (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) والوقوف صفاً واحداً لمواجهة الخطر الأمريكي الصهيوني الداهم والمحقق على الأمة، وتوجيه الألسنة والأقلام ووسائل الإعلام والطاقات لكشف مخططاته وإفشال مؤامراته مع حلفائه من المتصهينين والمنافقين العرب.
وفي الأخير نسأل الله تعالى أن يحفظ اليمن وأهله وسائر بلاد المسلمين من مكر الماكرين، وكيد الحاسدين، وبغي الظالمين، وأن يجمع كلمتهم ، ويوحد صفهم، وينصرهم على أعدائهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين..
صادر عن رابطة علماء اليمن
يوم الأحد
بتاريخ 22 شوال 1441هـ
الموافق 14 / 6 / 2020م.