خمسة اعوام .. على عدوان الحقد وطغيان الشر

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 31/03/2020 - 6:40م

 لم يكن احد يتخيل أويظن أن العدوان السعودي الامريكي الإماراتي سيتسمر في عدوانه الظالم على اليمن وأنه سيتجاوز الشهر أو الشهرين وهذا الاعتقاد ليس من منطق القوة و موازين القوى ولكن من الناحية الإيمانية و الاخلاقية والإنسانية وحق الجوار بين اليمن والسعودية وما بينهما من معاهدات واتفاقات ومصالح مشتركة وجوار متداخل وكان المجتمع اليمني يحسب أن النظام السعودي لن يغامر بفتح جبهة عسكرية بهذا الاتساع وبهذه الهمجية والتوحش مع دولة جارة بينه وبينها أكثر من الف كم من الحدود إن لم تكن أكثر ومشترك تاريخي يشمل الارض والإنسان وكان يكفي النظام السعودي لكي يفكر في مخاطر عدوانه على مستقبل استقراره وتماسك وحدته الداخلية أن يعود الى الوراء عدة عقود ليدرك أن ٣٠٪ من اراضية لوقت قريب كانت ارض يمنية وجزأ كبير من شعبه أصله وتاريخه مرتبط باليمن وأن المدينة المنورة ارض يمنية للأوس والخزرج وكادت ان تصبح مملكة ماقبل هجرة المصطفى وأن مكة المكرمة أنشأها اليمنيون الذين صاهروا وناصروا نبي الله إسماعيل عليه السلام وكانوا أول من حج البيت الحرام وظل تحت حمايتهم وحكمهم خمسمأة عام وليسألوا كتب التاريخ عن قبيلة جرهم اليمانية ثم كان عليهم ان  أن يتذكروا أن الحجاز كان مرتبط باليمن في كثير من عهوده ومكة يحكمها الإشراف السادة الى بداية القرن العشرين ولولا بريطانيا العظمى ما وصل ال سعود الى حكم الحرمين الشريفين ٠

كل هذا التاريخ تجاوزه حكام السعودية وشنوا هجومهم وعدوانهم على اليمن في خطة متهورة أدخلت النظام السعودي في نفق مظلم لايستطيعون الخروج منه الا بتكلفة كبيرة سوف يدفعها ال سعود كأسرة حاكمة ونظام ملكي مستبد

 

من واشنطن كانت البداية

من أول لحظة تم فيها الأعلان من واشنطن عن العدوان على اليمن كان عنوانه ورسالته بامتياز أنه عدوان أجنبي وبتحالف دولي

أساسه أمريكا والسعودية ثم الإمارات ، فقد صرح وزير خارجية السعودية حينها بأن السعودية تشاورت مع أمريكا ومع مؤسساتها  لأكثر من اربعة أشهر حول العدوان وان التشاور ضم دولا أوروبية وهاكذ بدأ العدوان بتحالف عربي أمريكي إسلامي مكون من ١٧ دولة كان في مقدمته دول الخليج باستثناء سلطنة عمان ومصر والسودان والأردن والمغرب وتركيا وماليزيا وباكستان وبريطانيا وفرنسا ويشاركهم العدو الإسرائيلي ، وقد مر تحالف دول العدوان بعدة مراحل نظرا لصمود الشعب اليمني وإنكشاف اهداف العدوان الظالمة فانسحبت كثير من الدول المشاركة حتى لم يبق في التحالف سوى السعودية والإمارات بشكل فعال وأمريكا والعدو الصهيوني ، وبريطانيا وفرنسا وأخيراً أعلنت الأمارات انسحابها في خطوة تكتيكية لانعلم الى أين ستسوقها ولم تبق سوى السعودية في الميدان التي ستتحمل مع امريكا وإسرائيل كافة المسؤلية القانونية والاخلاقية والإنسانية

الأهداف المتوحشة للعدوان والحصار

 ١- القضاء على حركة انصار الله كقوة عسكرية واخراجها من المشهد السياسي والسيطرة على اليمن واحتلاله وبناء نظام سياسي في اليمن موالي لامريكا وعميل للسعودية بحيث تصبح كل مقدراته من النفط والغاز والمعادن خاضعة لسياسة دول التحالف والعدوان وسائرة في فلكها

٢- قتل الإنسان اليمني كإنسان لذاته وإباحة دمه أين ما كان لقتل إرادة المقاومة ومواجهة العدوان في أعماقه

سوى في معسكر أو في مسجد في مدينة أو في قرية في بيت ومنزل أو مجمع سكني في طريق عام أو في جامعة في منشأة صناعية أومدرسة تعليمية في سوق عام أو مستشفى على جسر أو تجمع عرس على قارب صيد أو على ناقلة عمومية ولافرق لدى العدوان في أن يستهدف بالقتل طفلا أو إمرأة شاباً أوعجوز رضيعاً أوفتى مجموعين أو متفرقين

 

٣- القضاء على مقومات حياة الأنسان اليمني وتدميرها على كل الأراضي اليمنية أين ما وجدت الأمر الذي يجعل الانسان اليمني يشعر أن الموت الجماعي قادم لا محالة لكل اليمنيين مع إستمرار التدمير اليومي لمصادر وأسباب حياته من قبل العدوان والذي  سيؤدي الى حالة إحباط عامة ويأس تجعل الشعب اليمني يشعر انه غير قادر على الصمود والصبر في مواجهة العدوان 

سواء بقصف وتدمير المطارات والموانئ أو بقصف محطات الكهرباء وخزانات الماء أو بقصف صوامع الغلال ومصانع الأدوية أو بقصف الجسور والطرقات أو الناقلات أو بقصف المزارع ومحطات الغاز والبترول والديزل أو بقصف المستشفيات أو مخازن التجار والمواد الغذائية

 

٤- القضاء على مظاهر حياة الإنسان اليمني واستهدافها حتى تُشلّ الحياة العامة وتتعطل كل أسبابها ويصبح المواطن غير قادر على الحركة والوصول الى أماكن عمله وممارسة نشاطه العام و البقاء فيه بأمان  

وقدتم ذالك بقصف واستهداف المدارس والمعاهد والجامعات والأسواق العامة أين ماكانت والطرقات والتنقلات والمصانع والمزارع والمؤسسات ووسائل السفر بمختلف أنواعها، والتجمعات أياً كان نوعها ٠٠٠٠٠ الخ ،

 

٥- تدمير مقومات الجيش اليمني والقوات الجوية والأجهزة الأمنية ومصادر قوتها ليفقد اليمنيون القدرة على الدفاع عن أنفسهم وعن سيادة بلدهم أوالمحافظة على دولتهم ٠ وليفقد الشعب اليمني أمنه العام وإستقراره وسكينته الأجتماعية ٠ وذالك بالقصف المكثف

 

٦- القضاء على مستقبل اليمن بتدمير كل قدراته ومقومات وجوده وقصف كل أسباب بقاء الدولة وبما يمنع اليمنيين من إمكانية القيام بأي حالة نهوض يتجاوزون بها ذالك التدميرالذي أصابهم سواء في المستقبل القريب والمنظور أوإقامة دولة قوية مستقلة تملك قرارها والسيادة على بلدها 

 

مالذي حققه العدوان

رغم القتلى والجرحى والمفقودين من النساء والأطفال والشباب والشيوخ وبالرغم من الحصار القاتل والنزوح بالملايين والتدمير الشامل لكل مقدرات اليمن واليمنيين وانتشار الاوبيئة والامراض وقطع المرتبات والحصار الاقتصادي العام وإستهداف الهوية الوطنية والإيمانية للشعب اليمني واستخدام كل وسائل واساليب العدوان المختلفة والمعروفة بحداثتها وتقدمها لدى الدول الطاغوتية والتي تم تسليطها على الشعب اليمني الصابر والمجاهد ، فعند الرجوع الى الأهداف التي عملت على تحقيقها على الأرض أو تلك  الاهداف السياسية التي رفعتها كشعارات تضليلية لتغطي بها أهدافها الحقيقية سنجد الأتي :

٠ لم تستطع دول العدوان القضاء على المسيرة القرأنية خلال الخمسة الأعوام الماضية أوتمس مصدر من مصادر قوتها على أي مستوى من المستويات بل الذي حصل هو العكس فقد أدى العدوان الى تنامي قدرات انصار الله ، والى تجذير شعبيتهم ، واتساع دائرة المناصرين لهم والمجاهدين معهم ،والى تقوية قدراتهم العسكرية والتسليحية وليس هناك مقارنة بين قوة ومقدرات انصار الله في اليوم الاول من العدوان وبعد خمسة اعوام مضت عليه وهذا بدوره قد انعكس على مكانتهم السياسية وقدرتهم في ادارة مؤسسات الدولة بل أن دول العدوان منحت المسيرة القرأنية فرصة للتدرب والتجربة في مجال السياسة والاعلام والأمن والاقتصاد ما كان لهم أن يحصلوا على هذه التجربة لولا هذا العدوان الجائر ولعل عمليات توازن الردع الاولى والثانية التي كان اخرها شُل نصف انتاج النفط السعودي بضربة واحدة لشركة ارامكوا لخير دليل على ماوصلت اليه مسيرة انصار الله من القدرة والأقتدار ، وهاكذ خسرت دول تحالف العدوان أول أهدافها وبدلا من القضاء على مسيرة انصار الله أصبحت هذه المسيرة قوة أقليمية مؤثرة تخشى منها الدولة الصهيونية وتحسب لها دول الخليج الف حساب ويكفي للدلالة على ذالك خوف الإمارات التي شاركت في العدوان  بكل ثقلها وفي الأخير وعندما شعرت أن صوا ريخ مسيرة انصار الله وطائراتها المسيرة يمكن أن تقصف دبي وأبو ظبي ومؤسساتها الحيوية فضلت الانسحاب من البقاء في اليمن ومواجهة انصار الله

٠وهاكذ بقية اهداف العدوان بدأ من الإنسان اليمني الذي لم يزده طغيان العدوان وهمجية قصفه ووحشية حصاره الا تمسكا بالدفاع والمواجهة لهذا العدوان وربما سيذكر التاريخ صمود وصبر ومقاومة الشعب اليمني كأسطورة يصعب على الشعوب الأخرى إستيعابها أو التصديق بحدوثها ولاشك إن هذا الصمود المعجز سيكون له الأثر الكبير في استنهاض الأمة العربية والإسلامية ولو بعد حين ، أما اذا تم الحديث عن القدرات التي أبداها الشعب اليمني في مواجهة الحصار وكيف استطاع التغلب عليها وكيف برزت القيم الأنسانية والأخلاقية بين ابناء أمة الإيمان والحكمة ومانتج عنها من تعاون وتراحم وأنفاق وعطاء وكيف ظهرت قدراته في ابتداع الحلول من الموارد المتاحة والقليلة جدا فتلك معجزة أخرى ويمكننا القول بكل ثقة أن تحالف الشر والطغيان قد فشل في تحقيق كافة اهدافه وفي مقدمتها الحسم العسكري والدفع بالشعب اليمني للإستسلام أوالخضوع  او الثورة والفوضى على مسيرة انصار الله التي تقود معركته في مواجهة العدوان

مالذي خسرته والسعودية والإمارات

يكفي السعودية من الخسارة التي جلبتها على نفسها جراء جريمتها بالدخول في عدوان ظالم على جارتها اليمن أنها ربطت مستقبل بقاءها كدولة بنتائج هذه الحرب ورهنت كأسرة حاكمة إستمرارها في حكم المملكة بالمعركة في اليمن

وخلقت عداء تاريخياً لشعب يتجاوز تعداده ثلاثون مليون انسان لايمكن محو والتخلص من أثاره كما أن مشروعهاالاقتصادي المعروف ب ٣٠/٢٠ مرتبط باستقرارها وبشركة ارامكو وانتاجها من النفط وبمشاريعها العملاقة التي تبدأ من جيزان وتنتهي بالمنطقة الشرقية وكلها مهددة من قبل أحفاد الأنصار وطائراتهم المسيرة وصواريخهم المجنحة ، أما ماأصاب  الاسرة السعودية الحاكمة من التفكك وما أصاب مؤسساتها الدينية والحلف التاريخي بين الوهابية وملوك ال سعود والاحتقانات المناطقية والنقمة الداخلية فتلك لن تظهر اثارها الأبعد أن يتوقف العدوان السعودي ، وأذا ما أخذنا ما أصاب مجلس التعاون الخليجي من إنقسام حتى صار الحديث عن إلتأمه من جديد من الماضي وماواقع بين دوله  من صراعات وإختلافات سواء بين السعودية وقطر أو الامارات وقطر كل ذالك ماهو الا إحدى نتائج العدوان على اليمن المظلومية التي اصابت الشعب اليمني وليس ببعيد أن تكون هذه المظلومية هي التي ستقضي على الدولة السعودية وإمارة الخليج الضبيانية

 

 مستقبل العدوان على اليمن

لايحتاج المتابع أو السياسي أن يعرف حقيقة نهاية العدوان السعودي الامريكي الإماراتي على اليمن فكل المؤشرات وكل مراكز الدراسات وكل السياسين والهيئات والمنظمات تقول جميعها بان السعودية قد أخطأت التقدير بشنها العدوان على الشعب اليمني المعروف ببأسه وشجاعته والمعروفة ارضه في التاريخ بانها مقبرة الغزاة وان على السعودية وتحالف العدوان أن تبحث عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها وتخرج وبسرعة من اليمن وتعمل على تعويض اليمن وتتعهد بعدم التدخل في شؤونه في المستقبل لكي تسلم في مستقبلها وأستقرارها وكل ذالك لاشك بفضل الله ورعايته لهذا الشعب اليمني منبع الأيمان والحكمة والقوة والبأس الشديد

الدلالات: