الإيمان الواعي سر الانتصار على تحالف دول العدوان (وأن الله مع المؤمنين)

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 02/07/2019 - 8:14م

 

(وأن الله مع المؤمنين)

قال تعالى(...وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)وقال سبحانه(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) وقال جل وعلا (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)

أربعة أعوام والشعب اليمني يشاهد بالبصر ويرى بالبصيرة تجليات العون والمدد والمعية الإلهية أمام تحالف دولي يمتلك أعتى العتاد وأكثر العدد والعدة , ويتحكم في الجو بطائراته التي سنشاهدها تسقط قريبا بإذن الله أو تتوقف عن التحليق فوق يمننا بقوة الله وتوفيقه فلا عجز ولا إحباط ولا يأس مع الإيمان بالله تعالى فهو القائل للمؤمنين(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) والواعد لهم بالنصر وأن يكونوا هم الأعلون ما دام الإيمان محبوبهم وأنسهم وزادهم المعنوي قال تعالى (وكان حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فالإيمان الواعي هو سر الانتصار على تحالف دول العدوان طيلة السنوات الأربع وسيبقى كذلك ما دام العدوان وما دام المجاهدون محافظين عليه ملتزمين به على وعي بأهميته وفاعليته في تغيير المعادلات وصنع التحولات في ميدان المعركة العسكرية والناعمة التي تستهدف الإيمان والقيم وتسعى لحرف المؤمنين والمؤمنين والمؤمنات عن طريق الاستقامة والإيمان والنبل والطهارة والعفاف والحياء إلى السقوط في مستنقع الرذائل والغرائز والشهوات المحرمة وتجاوز الخطوط الحمراء.

أربعة أعوام كاملة مرت منذ إعلان العدوان والحصار على الشعب اليمني برا وبحرا وجوا من قبل أمريكا وحلفاءها الأعراب وغير الأعراب ممن أعطى أمريكا وإسرائيل صك التولي ,ووقع معهما اتفاقية الولاء والشراكة , وأبرم معهما عقد التحالف والتعاون على الإثم والعدوان وإسقاط القيم الإيمانية التي صنعت رجالا كانوا ولا زالوا عند مستوى التحدي لا يزيدهم استمرار العدوان إلا إيمانا بالله وقناعة بصوابية القضية والموقف وقداسة المشروع والهدف الذي يتحرك المجاهدون من أجل تحقيقه بدافع الاستجابة للنداء الإلهي بالنفير في سبيل الله تعالى و نصرة المستضعفين المظلومين من أبناء الشعب اليمني وحتى يكون المؤمنون هم الأعلون بعلو الإيمان والأعزاء بعزته أمام من يريدون لأمريكا ومن والاها وتحالف معها أن تكون كلمتها في اليمن هي الفصل ,وقرارها هو المعمول به ,ومصالحها هي المقدمة على كل المصالح ,وأمنها القومي هو المقدم على كل أمن ,ومن هذا الباب وتحت هذه المبررات أعلن ما يسمى بعاصفة الحزم للمحافظة على الأمن القومي الأمريكي وتأمين ظهر الكيان الصهيوني من قبل اليمن وحماية الملاحة البحرية وتأمين مرور النفط إلى أمريكا وأوروبا عبر المحافظة على الأمن القومي الخليجي الذي يعتبر امتدادا للأمن القومي الأمريكي والصهيوني وجزء لا يتجزأ منه وعن مثل هذه العلاقات الحميمية والتحالفات التاريخية والاستراتيجية بعيدة المدى تكلم القرآن و قال تعالى(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13)

 إن المحميات والمشيخات الخليجية هي الحليف والصديق والشريك الوفي لأمريكا وبريطانيا والساهر أو الحارس الأمين على مصالح اليهود والنصارى وليس على مصالح الشعوب الإسلامية فنجد هذه المشيخات تدور معهم حيثما داروا وتخرج معهم أينما خرجوا وتقاتل معهم في جبهة واحدة كما هو الحال في اليمن وغيرها وأمام هذا الواقع المخزي والمذل نتذكر دلالة وبعد النص القرآني السابق ونستضيء بنوره لمواجهة النفاق الصريح وتعريته إن  الآية السابقة  تنطبق على منافقي اليوم نصا ومضمونا كما انطبقت على منافقي الأمس من المحسوبين على الإسلام وممن كانوا يصلون خلف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويصومون ويتمظهرون بالانتماء للإسلام والولاء للمسلمين إلا أن القرآن الإلهي والدستور الرباني كشف زيف انتماءهم ووصف حالتهم النفاقية ووثق قولهم القبيح والشنيع في القرآن وكشف عن النفسية النفاقية الخبيثة التي جعلتهم إلى الأعداء من أهل الكتاب –اليهود والنصارى- أقرب وأكثر ولاءا ومودة وحميمية إلى المستوى الذي عبر عنه ووصف تلك العلاقات النفاقية بالعلاقات الأخوية بين أناس أو أنظمة أو مشيخات محسوبة على الإسلام وبين أناس ودول وأئمة كفر هم أعداء للإسلام وهذا ما يستوجب من كل المؤمنين والمؤمنات الحذر من عناوين المنافقين وكشف مظاهرهم النفاقية وتحركاتهم الإفسادية فالنفاق داء العصر يوصل أصحابه إلى مستنقع التولي الصريح لرأس الكفر أمريكا والمحبة لها لها كحب الله بل صارت المحبة لها  أشد من الله تعالى بدليل مسارعتهم فيها وحرصهم على مودتها ,وطلبهم للعزة والنصر من قبلها ,وتلبيتهم لنداءها حين تنادي حلفاءها وشركاءها وأصدقاءها في السعودية والإمارات ومصر وقطر والأردن والمغرب وباكستان أوما يسمى بدول الناتو السني ودول التحالف الإسلامي التي تتعامل مع أمريكا كحليف استراتيجي وصديق تاريخي وتراها قوة عظمى ودولة كبرى وتحسب لها ألف حساب وتتعامل معها كند لله تعالى في قوته وعزته وهيمنته وعظمته مع الأسف ومثل الانحراف والانحدار عبر عنه الله التعبير الصريح بقوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) 

التولي لأمريكا يتناقض كليا مع حقيقة التوحيد

من يؤمن بقوة أمريكا ويتعامل معها كقوة عظمى ,ودولة كبرى فهذه القناعة النفاقية و النظرة اللاواقعية لها أثرها الخطير وبعدها السلبي على التوحيد والإيمان و نفسية أصحابها وعقلية المتبنين لها والمقتنعين بها من الأنظمة الحاكمة أو الشعوب المسلمة التي تصلي وتصوم وتحج وتذكر الله وتؤمن نظريا بالله وتردد كثيرا أسماءه الحسنى هذه الأسماء العظيمة التي تعزز في نفوس المؤمنين الثقة المطلقة بالله وتجعل ما دون الله القوي ضعيفا , وما دون الله العزيز ذليلا ’ وما دون الله العظيم حقيرا وما دون الله الغني فقيرا , وما دون الله المهيمن مهيمنا عليه ,وما دون الله الغالب مغلوبا قال تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) وقال سبحانه (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)  وقال جل جلاله (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) فمن الأهمية بمكان تنمية الإيمان وربط الشعب اليمني بهويته الإيمانية وتربية أبناءه عليها حتى يتبوؤا الإيمان كما تبوئها أجداهم الأنصار ليكونوا أهلا للنصر قال تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9).

تنمية الإيمان يسهم في محاصرة النفاق

إن تنمية الإيمان في واقع الحياة, وتعزيزه في النفس و الوجدان كفيل بتحصين الجبهة الداخلية من النفاق والارتزاق , وستسهم التوعية بعظمة الإيمان وأثره في محاصرة المشروع النفاقي والتضييق على أدواته التي تستقطب كثيرا من الجهلة وضعاف الإيمان تحت عناوين وشعارات براقة ظاهرها إيمان وباطنها نفاق فحملة المشروع الإيماني اليماني في سباق مع حملة المشروع النفاقي النجدي فإما أن يكون السبق لأهل الإيمان أو لقرن الشيطان وحزبه قال تعالى (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) وقال عن حزب المؤمنين (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) فيجب على المؤمنين أن يكونوا أكثر سعيا , وأكثر نشاطا وجدا في توسيع دائرة الإيمان فكلما توسعت دائرته كلما ضاقت دائرة النفاق والعكس صحيح.

 لا بد أن يكون التحرك لتنمية هذه الإيمان وغرس قيمه وتعزيزها تحركا واعيا ومدروسا ومنظما ووفق منهجية تربوية وأسس دينية ونقطة الوصل وحلقة التواصل لإيصال القيم الإيمانية بجاذبية أن تكون عبر شخصيات صادقة يقتدى بها, ورجال نبيهين ونزيهين يصلون إلى قلوب الناس ويملكون مشاعرهم ويؤثرون فيهم بالقول السديد ,والتعامل الرشيد ,والكلمة الطيبة والعرض الجذاب والراقي لمحكمات وتعليمات القرآن لا سيما فيما يتعلق بالصراع مع اليهود والنصارى ومن تولاهم من المنافقين وبهذا ستصلح كثير من الأعمال وتصحح كثير من الاختلالات ونكون أقرب إلى الفوز والسداد والرشاد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إن التحرك لتعزيز قيم الإيمان سيسهم في محاصرة النفاق وكشف المافقين  وسيشكل التحرك الإيماني الواعي ثورة على مشروع النفاق والعمالة والارتزاق لأن آيات الإيمان تحرج المنافقين ,وتؤنبهم ,وتصدمهم صدمات إيجابية تجعلهم أمام خيارين إمام المراجعة والتصحيح وإما الانكشاف والفضيحة والخزي والسقوط في مستنقع الخيانة كما قال تعالى(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31).

 

الدلالات: