الشعب اليمني ودع في هذا اليوم رجلا عزيزا عظيما من خيرة رجال اليمن، كان وفيا وصادقا وصامدا وثابتا، وتحرك في موقعه في المسؤولية، وأدى واجبه على نحو مشرف وعظيم، رحمة الله تغشاه، وقوى العدوان التي ارتكبت هذه الجريمة هي الخاسرة، شعبنا هو يقدم التضحيات، لكنها هي تضحيات في محلها، تضحيات ضمن واجبه، ضمن مسؤولياته كشعب يدافع عن نفسه، يدافع على حريته واستقلاله، أما أولئك الطائشون المعتدون المجرمون الذين يتحركون تحت المظلة الأمريكية والعباءة الأمريكية بإشراف أمريكي ودفع إسرائيلي، فيما هو خطر على المنطقة بكلها وخطر عليهم هم في الأخير، هم عندما يستكمل العدو حلبهم واستكمال ما في خزائنهم من أموال، هو سيعلمهم وسيعرفهم طبيعة نظرته إليهم وما الذي يريده منهم،
أهداف العدوان من الاستهداف
وكان الأعداء يأملون من وراء ارتكاب هذه الجريمة بعضا من آمالهم وأوهامهم وخيالاتهم التي يحلمون بها، مثلا، واحدا مما كانوا يأملونه من هذه الجريمة أن تكون من نتائجها المباشرة والعاجلة، كسر الإرادة والروح المعنوية لدى شعبنا العزيز، أن شعبنا يتحطم، وتنهار معنوياته، ويضعف، واحد أيضا من آمالهم وأحلامهم وأوهامهم التي أملوها من وراء هذه الجريمة أن بالإمكان أن يكون من النتائج لهذه الجريمة حدوث مشكلة سياسية في بلدنا في سد الفراغ، وأن المجلس السياسي الأعلى سيختلف ولن يصل إلى نتيجة في سد هذا الفراغ، وتصاب مؤسسات الدولة بالشلل والتعطيل ويحصل مشاكل كبيرة وأزمة سياسية داخلية، واحد مما كانوا يأملونه أيضا أن هذه الجريمة وهي استهدفت شخصا وفاقيا ومقبولا بين الجميع، عند جميع المكونات، وشخصية تمثل قاسما مشتركا بين المكونات السياسية في البلد، الجميع يرتاح لهذه الشخصية، يتفاعل مع هذه الشخصية يتفاهم معها، يتأثر بها، يتقبل منها، شخصية قريبة من الجميع، أنه سيؤثر على مدى التلاحم السياسي والروابط السياسية بين المكونات السياسية في البلد،
فشل العدوان من الاستهداف
إرادة شعبنا في الصمود والثبات هي اليوم أقوى وأعظم، هي اليوم متجذرة في العمق، وأكثر من أي وقت مضى، شعبنا اليوم أعظم وأقوى إرادة وتصميما وثباتا، وروحيته المعنوية هي ازدادت بفعل تضحية الشهيد الرئيس الصماد رحمة الله تغشاه، الشهيد الرئيس صالح الصماد بتضحيته في سبيل الله تعالى، وفي الدفاع عن شعبه وعن بلده ترك أثرا وجدانيا عظيما كله إرادة، كله استعداد للتضحية، كله صمود، كله إباء، أحيا ورفع من منسوب مشاعر العزة، ومشاعر الإباء، ومشاعر الغضب على المعتدين وقوى العدوان والغزو، وعزز إرادة الصمود والثبات وقوّى الموقف، أكثر من أي وقت مضى، هذا شيء جلي وواضح، جماهير الشعب منذ علمت وأعلن نبأ الشهادة، شهادة الرئيس الصماد رحمة الله تغشاه، والفعاليات والتحركات الشعبية وصولا إلى اليوم في التشييع المهيب، كل ذلك يشهد، وكل ذلك تجلى فيه أن الأثر الوجداني والنفسي والمعنوي لهذه الشهادة أثر عظيم، وأثر كبير وأثر إيجابي يدفع شعبنا نحو الإقدام والاستبسال في ميدان المواجهة وفي التصدي لقوى العدوان، وجدد العزم، وجدد الهمة، وأحيا في المشاعر المزيد من استشعار المسؤولية، هذا هو الذي حدث، ولكن قوى العدوان أغبياء لا يشعرون، صم بكم عمي، هذه مشكلتهم.
هذا على مستوى الإرادة والحالة والروح المعنوية، التي عندما ازدادت تعاظما، الحالة الوجدانية فيما يتعلق بالاستعداد العالي للتضحية في هذه النقطة أيضا بالذات وصلت لدرجة عالية جدا، وفي تقديري لأثر هذه الشهادة أنه أحيا مشاعر الإباء والعزة والاستعداد للتضحية، واستفز شعبنا العزيز كما كانت المسألة في بداية العدوان،
التأثير الكبير أحد ثمار التضحية
الوعي العالي للمسؤولين
هذا فيما يتعلق بالروح المعنوية، أما فيما يتعلق بالآمال والأوهام والخيالات لأولئك المعتدين، مثلا فيما يتعلق بالجانب السياسي، فيما يتعلق بمؤسسات الدولة، بحمد الله سبحانه وتعالى وبالوعي العالي الذي تمتع به المسؤولون في مؤسسات الدولة، بدءا بأعضاء المجلس السياسي الأعلى، وأعضاء الحكومة، وأعضاء مجلس الدفاع الوطني، وغيرهم، الجميع بوعيهم العالي، بإحساسهم بالمسؤولية اتجهوا بشكل فوري وعاجل إلى سد الفراغ، إلى تحمل المسؤولية، وكان تماسكهم وتفاعلهم واستمراريتهم كل هذا يقدم رسالة مهمة هي رسالة الصمود، ورسالة الثبات في مواجهة هذا التحدي، ومهما كان مستوى التحدي، مهما كانت المخاطر، مهما كان حجم التضحيات، هذا لن ينعكس بشكل سلبي على هذه المؤسسات، لأن الجميع اليوم في موقع المسؤولية يتحرك بناء على أداء الواجب، التحديات قائمة منذ بداية العدوان، والمخاطر قائمة، والاحتمالات كلها مفتوحة، والجميع يتوقع الشهادة، حتى كل أعضاء المجلس السياسي، كل أعضاء الحكومة.
حق الشهداء كبير
طبعا حديثنا عن الشهيد لن يفيه حقه، حق الشهداء أكبر من أن يحيط به كلامنا، كلام الناس. وقدرهم وتقدير عطائهم وتضحياتهم هو عند الله سبحانه وتعالى.
الشهيد الصماد أخ عزيز
أخونا العزيز الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رحمة الله تغشاه هو بالنسبة لنا أخ عزيز، هو أخ عزيز ورفيق درب، منذ زمن طويل، رفيق درب في كل المراحل الماضية، ولكن لا يتسع لنا الحديث لنتحدث عن المراحل الماضية، يمكن أن نتحدث عنه في هذه المرحلة القريبة، يمكن أن يكون للحديث مقامات ومناسبات أخرى أيضا بشكل تفصيلي وواسع، نحن نتحدث عنه اليوم من موقعه في المسؤولية في مرحلة حياته الأخيرة، ومحطته الأخيرة، منذ أن أصبح رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، المجلس السياسي الأعلى هو في موقع رئاسة هذا البلد، بحسب الاتفاق السياسي الذي أقره البرلمان، الرئيس الصماد رحمة الله تغشاه منذ البداية عندما وقع الاختيار عليه في أن يكون هو من يرأس المجلس السياسي الأعلى بالتوافق، لم يتحمل هذه المسؤولية من واقع الطمع والشغف بالسلطة ولهث وراء المنصب، وهو منذ اللحظة الأولى كان يطلب منا أن نكلف غيره، أن نختار غيره، أن ننظر غيره، وإذا أردتم اختيار أي شخص، أو ترون في أي شخص أنه أجدر فأنا أرغب بأن تختاروه بدلا عني، فلم يكن ذلك اللاهث وراء السلطة، أو الطامع في المنصب، وهذه حالة إيجابية وإيمانية وعظيمة يمتاز بها كل الرجال الصالحين الأوفياء.
انطلق بدافع إيماني
عندما تحمل هذه المسؤولية تحملها بدافع إيماني، وبدافع مسؤول ليؤدي واجبا في خدمة هذا الشعب، الذي يؤمن به صالح الصماد بأنه يمن الإيمان، وأنه شعب جدير بالخدمة، وجدير بأن يعمل من أجله أي شيء إلى درجة التضحية بحياته، وينطلق في هذا المنطلق بدافع إيماني، هو إنسان مؤمن، مؤمن بالله سبحانه وتعالى، يلتزم بالقيم الدينية، والمبادئ الدينية، والدوافع الدينية هي التي تحركه.
لم تغيره السلطة
ومنذ أن تبوأ هذه المسؤولية وهذا الموقع تحرك بإخلاص بصدق بهذا الدافع الإيماني، بتواضع، واهتمام كبير وكنا على تواصل مستمر به، نناقش معه الكثير من المسائل والقضايا، وامتاز بعدة مواصفات في أدائه لهذه المسؤولية، نحن مع ما بيننا وبينه من صلات وأواصر وروابط عظيمة تتيح لنا أن نعرفه أو نعرف أي تغير يطرأ في نفسيته أو في مشاعره، أو في واقعه السلوكي والعملي، بيننا وبينه أخوة وروابط قوية وعميقة ومعرفة كبيرة جدا، لم نلمس فيه أو نلمس أو نلحظ فيه أي مشاعر من مشاعر السلطة والزهو بالموقع والمنصب، أبدا، كنا نرى فيه ذلك الصماد الذي نعرفه من أيام نشاطه في صعدة، إلى أيام تحركه في صنعاء، من أيام هو يعمل في العمل الثقافي، من أيام هو ينشط في شتى المجالات، من أيام شِعب بني معاذ، إلى حين أصبح في دار الرئاسة، تلك الروحية المستمرة المطبوعة بطابع الإيمان والتقوى، بروحانيته تلك التي كانت تدفعه ما إن يُذَكّر بشيء من كتاب الله أو توجه إليه النصائح، أو ينبه على مواضيع حساسة إلا وذرف دموع الخشية من الله سبحانه وتعالى، فلم يزهُ بالسلطة، لم تتغير مشاعره فيصبح مفتخرا ومتغطرسا وطاغيا، كما هو حال الكثير من الناس، البعض بمجرد أن يتبوأ منصبا في أي مستوى من المستويات، خلاص ما عاد يتماسك، يصبح حسب تعبيرنا المحلي “منخط” من التعبيرات المحلية في بلدنا اليمن، “ينخط” أو بحسب المثل “يسكر من زبيبة”، أبسط منصب البعض خلاص ما عاد يتماسك، يصبح متعاليا، ومتغطرسا، ويبتعد عن الناس، يتعالى عليهم مزهوا بمنصبه، أما هو فكان ذلك الأخ العزيز الذي حافظ على روحيته الإيمانية، وعلاقته بالله سبحانه وتعالى، وخشيته من الله، وتواضعه، إن ذكر استعبر وتذكر، إن نصح تأثر، وهكذا يعني، إنسان تقي حافظ على روحيته، لم تتغير روحيته، فيصبح مغرورا، بعض نحن عرفنا في مشوار حياتنا الكثير من الناس، سواء في المراحل الماضية، أو في المراحل في الوقت الراهن، ممن يعميهم الغرور، ويطغى بهم الغرور، إذا أصبح لهم مكانة وأهمية، يشار إليهم بالبنان، يحظون بالمكانة الاجتماعية والسياسية، فأول ميزة من ميزاته أنه لم يطغَ في السلطة، ولم يزهُ بالسلطة، ولم تغير مسؤوليته وموقعه في المسؤولية لم يغير من مشاعره، ومن واقعه النفسي والسلوكي، هذه إيجابية كبيرة ومهمة، الآخرين كما قال الله ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ) كثير من الناس يُصاب بآفة الطغيان، فهو حافظ على روحيته الإيمانية هو ذلك الذي حافظ على علاقته الوطيدة والوثيقة بالقرآن الكريم، كانت له علاقة حميمية بالقرآن، يحفظ القرآن يتلو القرآن يكثر من تلاوة القرآن وارتباط وجداني عميق ومؤثر في القرآن الكريم.
نزاهة الشهيد
من الإيجابيات المهمة التي حافظ عليها النزاهة، يعني هو لم يتأثر بموقعه في المسؤولية من حيث الجانب النفسي والمعنوي عندما يسمع الآخرين يقولون الرئيس الصماد فخلاص ، لا، لم يتأثر على المستوى النفسي والمعنوي والوجداني والسلوكي، بقي ذلك الخاشع الخاضع لله المتواضع مع عباد الله، وذلك الذي يشعر بأنه واحد من أبناء الشعب اليمني، إن أُضيف شيء في واقعه فهي مسؤولية عليه يخشى الله في أن يفرّط فيها.
الشهيد لم يسع إلى المناصب
الرئيس الصماد منذ أن تبوأ هذه المسؤولية ووصل إلى هذا الموقع في المسؤولية لم يكن همه ولم يسعى فعلياً وعملياً إلى أن يحصل من وراء هذا المنصب على أي مكاسب مادية، فلا هو أصبح صاحب أرصدة في البنوك ولا هو أصبح له مؤسسات وشركات تجارية، وليس له قصور ولا فلاّت ولا منشآت ترفيهية ولا أي شيء أبداً، بل لم يسعى لأن يمتلك من موقعه هذا في السلطة حتى منزلاً عادياً لأسرته وأطفاله، إلى هذه الدرجة، بل لم يسعى لأن يحصل على أي شيء، مرتبه البسيط المتواضع إن توفر ما يحصل له في واقع حياته في ما كان عليه من قبل أن يصل إلى المنصب ويكتفي بذلك، لم يذهب من هنا ومن هنا ومن هنا ويدبّر له الحيل والالتفافات والأساليب التي عملها كثيرون كثيرون.
وفعلاً له الشرف وله الفضل – وهو أبو الفضل هذه كنيته – له الفضل وله الشرف أنه لقي الله شهيداً نظيفاً عزيزاً سليماً لم يخن شعبه في فلسٍ واحد ولا في دولارٍ واحد، لم يسطو على الأراضي ولم يأخذ من هنا ومن هنا ومن هنا كما صنع الآخرون الذين يحاولون دائماً أن يفرضوا أنفسهم على هذا الشعب وأن يتمننوا حتى على هذا الشعب دائماً وأبداً، البعض منهم اليوم في صف العدوان يتحركون بكل ما يستطيعون وبكل ما أوتوا من قوة يسعون لفرض أنفسهم من جديد على هذا الشعب بعد أن عرف هذا الشعب ما وصلوا إليه من يوم وصلوا إلى السلطة وهم “مناتيف” في البداية فقراء يعني، يعرفهم أهالي مناطقهم ثم كيف أصبحوا الآن أصحاب ثروات هائلة وطائلة وممتلكات وقصور وفلاّت وأراضي والحكاية طويلة جداً عن ما قد حازوه واستأثروا به وحصلوا عليه.
الشهيد سيلقى الله نزيهاً
الشهيد الصماد هو تشرّف وفاز وأفلح أن لقي الله نزيهاً لم يسرق على هذا الشعب لا فلساً ولا قطعة أرض ولم يجني من موقعه في المسؤولية أي مكاسب مادية على حساب هذا الشعب أبداً، هذا شرف وهذا هو النموذج الراقي، هذا هو النموذج الراقي الذي تقدمه المدرسة التي ينتمي إليها الرئيس الشهيد الصماد-رحمة الله تغشاه- مدرسة علي بن أبي طالب، مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل التي لا تجعل للسلطة في أعلى موقع فيها قيمة الحذاء, قيمة النعل, إذا لم تكن وسيلة لإحقاق حق وإماتة باطل وخدمة الأمة التي ترى أن على المسؤول كلما كبرت مسؤوليته أن يكون أقرب في حياته حتى المعيشية من واقع فقراء بلده وفقراء أمته كي يستذكر على الدوام معاناتهم كي يعيش همهم وأوجاعهم و آلامهم كي لا تكتض به البطنة فلا يتذكر الآخرين أبداً، لا.
هذه المدرسة نموذجها الصماد الذي لقي الله شهيداً لم يأخذ شيئا من أموال الشعب لا في أرصدة و لا في تجارة و لا في مساكن و لا في عقارات و لا في مزارع و لا و لا و لا هذا نموذج راقي يفتخر به الشعب اليمني وهو النموذج الذي هو اليوم قدوة لكل المسؤولين, على كل المسؤولين اليوم في كافة مستويات المسؤولية في الدولة من أبسط مسؤولية إلى أعلى مسؤولية أن يحتذوا حذو الصماد, أن يحرصوا على أن يكونوا أوفياء مع شعبهم و أمناء على مسؤولياتهم وما بأيديهم وأن يكونوا نزيهين سليمين وبعيدين عن الفساد, هذا النموذج الراقي والمتميز يفتخر به شعبنا اليوم وسيظل في الوجدان الشعبي والذاكرة الشعبية موجوداً لا يُنسَى وقدوة وأسوة ومفخرة للشعب اليمني.
كان قريباً من الناس
أيضاً النموذج الذي يهمه أن يضحي بنفسه من موقعه في المسؤولية في خدمة شعبه كيف يفعل الآخرون الذين ينتمون إلى مدرسة الطغيان، الذين ينتمون إلى مدرسة الطغيان يستعد أن يضحي بشعبه بكله من أجل منصبه من أجل سلطته من أجل مصالحه الشخصية ألا نرى اليوم المرتزقة ! ألا يقدمون هذا النموذج ! ما عنده مشكله يقل لك يا أخي طبيعي يقتل 24 مليون ويبقى مليون24 مليون يقتلوا يقل لك يُقضَى على معظم الشعب اليمني المهم يصل إلى السلطة، أما هذا فهو يذهب ينزل إلى الميدان وهو كان في غاية القرب من الناس وهذه ميزة كبيرة يحرص على أن يكون قريباً من الناس كثير اللقاء بهم كثير التحدث إليهم كثير التفقد لهم والتلمس لأحوالهم، ويعيش معهم أوجاعهم و آلامهم.
الرئيس الشهيد مقارنة بمن سبقه
أنتم يا أبناء تهامة الشرفاء عشتم التجربة المريرة في الماضي مع كثير من الشخصيات في الدولة من مواقعها في السلطة من أعلى موقع إلى مواقع أخرى وأنتم عرفتم كيف كان الآخرون ينزلون إلى محافظة الحديدة ليس ليقدموا أرواحهم في خدمة والدفاع عن أبناء محافظة الحديدة وليس ليخوضوا البحر دونهم، إنما كانوا ينزلون إلى هناك فيسطون على الأراضي وأصبح لمشاهير المسؤولين في الدولة أصبح لهم في محافظة الحديدة مزارع ومنشآت وتجارة وأراضٍ كبيرة وتلك المزرعة التي هي مسافة 13 كيلو للمسئول الفلاني والمزرعة التي هي 5 كيلو لفلان والتي هي 8 كيلو لفلان، مناطق شاسعة جدا وتلك الأراضي التي أصبحت من نصيب فلان أو علان ووو إلخ.
المباني والمنشآت الترفيهية الخاصة تعرفون الحكاية عنها الصماد لم ينزل يوما ما إلى الحديدة ليقتطع له أرضا يجعل منها مزرعة له مزرعة تجارية كبيرة أو يبني له فيها فيلا أو قصرا فخما أو منشأة ترفيهية لم ينزل ليأخذ بل نزل ليضحي ويقدم ويعطي حتى حياته وروحه في سبيل الله وفي فداء هذا الشعب وفي الدفاع عن هذا البلد وعن أبناء تهامة، لا ينبغي لأبناء تهامة أن ينسوا للشهيد الصماد هذا العطاء، هذه الروح العظيمة التي لم يسبق لهم أن عرفوها لا عن فلان ولا عن علان.
الشهيد الصماد نزل يحمل روحه بين كفيه لم يرغب ولم يقبل لنفسه أن يبقى بعيدا عن تلك المخاطر التي تحيط بكم يا أبناء تهامة، نزل إليكم عاش معكم المخاطر التي تعيشونها والتحديات التي تواجهونها وقدم روحه في سبيل الله وفداءً لكم أنتم وكل أبناء اليمن وفي سبيل الدفاع عن وطنه وفي سبيل النهوض بمسؤوليته لم يتردد بأن يخوض هذه المخاطر والتحديات وأن يضحي.
لم يغتر بالسلطة
هذا هو النموذج الراقي الذي ما فكر إلا بأن يعطي وما فكر إلا بأن يضحي وما خطط إلا لأن يعمل في سبيل كيف يضحي وكيف يقدم وماهو أعظم ما يمكن أن يقدم، الظروف التي عانى فيها شعبنا اليمني على المستوى الاقتصادي وقلت الإيرادات المالية نتيجة السيطرة من قوى العدوان ومرتزقتها وخونة البلد على المنشآت النفطية في مأرب في شبوة في حضرموت في بقية البلاد، سيطرتهم على أغلب المنافذ والتدمير الممنهج والتأمر الكبير والضربات الاقتصادية بكل الوسائل والأساليب لكن هذا الرجل اليوم قل ما يمكن أن يقدمه لشعبه قدم روحه قدم حياته هل هناك شيء أغلى من الروح والحياة؟ هذا هو النموذج الذي لم يغتر بالسلطة لم يتكبر لم يطغى لم يفقد روحيته الإيمانية ومشاعره الإنسانية وإحساسه ووجدانه الشعبي والمسؤول والإنساني من موقع السلطة وكان نزيها ومتورعا عن الحرام ونظيفا وخرج لقي الله سبحانه وتعالى مضحيا بهذه النزاهة، ومن المهم جدا أن يكون هذا النموذج هو النموذج الذي نركز عليه في موقع المسئولية والسلطة ويقتدي به الأخوة المسئولون في مواقع المسئولية كافة.
أنصار الله يقدمون الشهداء
منذ بداية العدوان وإلى اليوم هناك الكثير من الشهداء ومن البديهي والمعروف في واقعنا الشعبي أن أكثر فئة تقدم الشهداء وأكبر رصيد من الشهداء هم من جانب أنصار الله ضمن هؤلاء أعداد كبيرة من القيادات من مختلف المستويات من الصف الأول إلى كل المستويات.
كل هؤلاء الذين منحهم الله الشهادة يذهب وعليه دين نسعى لتسديد ما بقي عليه من ديون لأن الكل يفكر ما الذي يعطي ما الذي يقدم ما الذي يبذل، البعض يحاول أن يشعب أن يتسلق من على أكتاف الآخرين فلا هو يعمل ما عليه أن يعمله من موقعه في المسئولية، البعض وزراء يعني في مستوى وزير، لكن يجلس يتحدث يتحدث يسيئ إلى الآخرين يسيئ يسيئ كلما استشهد شهيد لم يكن وراءه إلا رصيد عظيم من العطاء، لم يكن لديه أي شيء مما يقوله الآخرين.
نموذجنا صالح الصماد
الآخرون ممن لهم تأريخ أسود في الفساد والنهب والسيطرة على مصالح هذه الشعب والاستغلال لمناصبهم ومواقعهم في المسئولية هم أكثر الناس إساءة وحديث وكما قلنا في كلمات سابقة يذرفون على الشعب دموع التماسيح نهبوا ثرواته وبكوا عليه ويجلسون يتحدثون بالسوء عن الآخرين.
نقول لكم نموذجنا هو هذا النموذج، نموذج صالح الصماد، نموذج الشهداء من كل المستويات وهم بأعداد كبيرة ممن غادروا هذه الحياة وهم وراءهم رصيد عظيم من التضحية ولكن ليس لديهم أي رصيد لا في بنك ولا في أي مكان عطاء عطاء وتضحية وبذل في كل شي حتى الروح.
الوفاء للشهيد
المقام ليس مقام عتاب ولكن تذكير بالمسئولية، الذين هم في موقع المسئولية من كل المكونات كل مسئولي الدولة من أي مكون كان عليهم أن يتقوا الله، إن من الوفاء لهذا الشهيد أن تتقوا الله في النهوض بمسئولياتكم بأمانة بجدية بصدق بحرص بإخلاص وأن تراعوا تقوى الله فوق كل شي وخدمة هذا الشعب.
ليست المرحلة مرحلة مزايدات ولا تلاعبات ولا مكاسب شخصية، المكاسب الشخصية ما الوقت وقتها أبدا، الوقت وقت عمل ومسئولية وتضحية هذا ما على الجميع أن يركز عليه ، والبعد عن الفساد والحرص على النزاهة والجد في بلورة مشروع يد تبني ليأخذ مساره العملي ويد تحمي.