لقاء موسع لعلماء تهامة تحت عنوان : وجوب صد الغزو الأجنبي للساحل الغربي

نشر بتاريخ: اثنين, 18/06/2018 - 4:22م

أقامت رابطة علماء اليمن لقاء موسعاً لعلماء تهامة ، يوم الأثنين بتاريخ 18/6/2018م الموافق 4 شوال 1439هـ ، في وقت من أصعب الأوقات وأخطرها والعدوان على الساحل في أشده ..

وقد حضر اللقاء جمع غفير من علماء وخطباء ودعاة تهامة الأبرار ، وكان لقاء مثمراً وعكس رسالة قوية رفعت المعنويات وأيقظت الغافلين وقهرت الأعداء ..     

ابتدأ اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ / آدم أمين .

تلاها كلمة ترحيبية للشيخ / منصور علي الحلبي ..

دعا في مستهلها إلى ضرورة صد هذا العدوان البربري الغاشم الذي يقوده التحالف السعودي وقوى الاستعمار ، ورفد الجبهات بالمال والرجال ..

وأشار إلى أن تحالف العدوان اليوم يتخبط في أمره ، وأن النصر بات قريباُ ..

خاتماً كلمته الترحيبية بدعوة علماء تهامة خاصة وعلماء اليمن عامة أن يكونوا يداً واحدة في مواجهة العدوان .

تلاها كلمة الشيخ / علي عضابي كبير"نائب كلية العلوم الشرعية وعضو دائرة الإفتاء بالحديدة" ..

تحدث فيها إلى أن هناك ظاهرة خطيرة لابد أن يتنبه لها الناس وهي أن أمريكا ودول الغرب يستقطبون الشباب من المسلمين ليقاتلوا بهم في الدول الإسلامية لتحيق أهداف لهم كما حدث في افغانستان والعراق واليمن مؤخراً .

وأَرجَعَ السبب إلى ذلك : غياب العلماء من الساحة الإسلامية حتى صار الناس غثاء كغثاء السيل .

وأشار إلى أن العلماء لابد أن يقوموا بواجبهم من خلال التذكير المستمر حتى يستيقظ الناس من غفلتهم ، ولكي نحصن مجتمعاتنا فكرياً وعقائدياً واخلاقياً وأرضاً من أي غزو خارجي .

ختم كلمته بقوله : الكل يعلم أن أمريكا متدخلة لاستحلال الساحل ، لكن أكثر الشباب ينكرون ذلك إذا حدثتهم بذلك ، ويقولون : أين هي أمريكا .. وذلك راجع إلى غياب العلماء وعدم التوعية المستمرة لأمثال هؤلاء الشباب .

كما دعا علماء اليمن عموماً وعلماء تهامة على وجه الخصوص أن يتوحدوا لتوعية المجتمع وتحذيرهم من خطر هذا التحالف على أبناء الشعب اليمني دون استثناء .

تلاها كلمة العلامة / ابراهيم البطاح "خطيب الجامع الكبير بمدينة زبيد" ..

تحدث فيها إلى أن الله قد حمّل العلماء الأمانة ، والأمانة تتجلى في مثل هذه المواقف الذي يتعرض فيه اليمن لأبشع عدوان على مر التاريخ ..

وأشار إلى أن معركة الساحل معركة مصيرية ، فإذا ما تحملنا مسؤوليتنا تجاه هذه المعركة فإن الله لا شك سينصرنا ..

ثم قال : إننا نعيش الآن في مرحلة الاستهتار ، ويتجلى ذلك من خلال تلك الدول التي تدّعي أنها إسلامية وتحافظ على الإسلام وهي في نفس الوقت تساعد الكفار لاستعمار الأرض وتحريف الدين .

خاتماً كلمته بدعوة العلماء إلى التوحد والتكاتف لتبليغ الناس وتوعيتهم بما يجري في واقع اليوم .

تلاها كلمة الشيخ منصور واصل "عضو مجلس النواب بمديرية الجراحي" ..

تحدث فيها إلى أن شعب اليمن جسد واحد ويد واحدة ، ومن أتى من هنا أو هناك فهو محتل سواء كانت السعودية أو أمريكا أو بريطانيا أو أذنابهم .

ثم وجه دعوته إلى أولئك المخدوعين بمال التحالف قائلاً لهم : إن من جاء ليغزونا إنما هم شرذمة معتدون جاءوا ليمزقوا هذا الجسد الواحد .

خاتماً كلمته بدعوة اليمنيين أن يكونوا أمة واحدة تسير على وفق القرآن الكريم في مواجهة هذا العدوان الغاشم .

 الكلمة الختامية مع السيد العلامة / شمس الدين محمد شرف الدين " مفتي الديار اليمنية " ..

تحدث في بدايتها إلى أننا لا بد أن ندرك سر وجودنا في هذه الحياة ، وأن وجودنا في هذه الدنيا هو من أجل الابتلاء فإن أحسنا أدخلنا الجنة ، وإن عصينا أدخلنا النار. . فمن هو الأحمق الذي سيؤثر النار على الجنة ، وبالتالي فهل سيؤثر علينا ذكر الجنة ويجعلنا نتخذ الموقف المرضي لله ولا نتخاذل .

ثم تساءل : لماذا نتخاذل؟ ، ونحن نعلم أننا نمر بنفس الابتلاء الذي مر به الأنبياء .

مشيراً إلى أن الوقائع كلها تشير إلى أننا على حق وإن كان هناك تقصير، ومن هنا فالمسؤولية علينا كبيرة .

كما تحدث إلى أن هناك من الخطباء من لا يتعرض في خطبته لذكر العدوان أو حتى الدعاء على العدوان ، وكأنهم يخشون أن يتعرضوا للقصف .. داعياً لهم أن يستشعروا مسؤوليتهم أمام الله ويكشفوا سوءة العدوان وحقيقتهم ، وخصوصاً أن الحقيقة باتت واضحة للجميع وليس فيها أي لبس أو غموض . 

  ثم استعرض مسألة الاستعانة بالمشركين عند علماء المسلمين ، منوهاً أن الاستعانة بالمشركين لقتال المسلمين لم يقل به أحد من علماء المسلمين .

 تساءل بعد ذلك : لماذا نرى أبناءنا يذهبون إلى العدوان ونسكت بعد ذلك .. فهلا وضحنا لهم وأرشدناهم إلى خطر ذلك كما نحدثهم عن الوضوء والأخلاق ونحوها من أمور الشريعة .

ثم تحدث إلى فتنة الأحلاس التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي ستدخل إلى كل بيت ، قائلاً : لم ير فتنة تدخل إلى كل بيت كما في هذه الأيام ، ولهذا فالناس مطالبون أن يتخذوا موقفاً إيجابياً ولو كان مقيلاً على متكاه .

مشيراً إلى أن الفلسطينيين اليوم يطالبون بالعودة إلى أرضهم التي هي ملكهم ، ولم نسمع بعاصفة حزم .. فهلا تكلمنا عن هذا ؟

خاتماً كلمته بقوله : إن بوادر النصر للامة الإسلامية ستظهر من اليمن إن شاء الله تعالى ، دعياً للعلماء أن يتحركوا في سبيل الله ، وخصوصاً أن المعركة فاصلة بين الحق وبالباطل ، وأن النصر يلوح في الأفق القريب .

أختتم اللقاء بقراءة البيان الختامي .. قرأه الشيخ / جبري إبراهيم ..

وهذا نصه :  

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) والقائل سبحانه (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً القائل ( الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان ) وبعد ،،،
فقد تداعى علماء تهامة لتدارس التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية عموما الساحل الغربي خصوصاً والذي يتعرض لغزو أجنبي إمريكي بريطاني فرنسي صهيوني مباشر مسنود بأنظمة العمالة والخيانة وعلى رأسهم النظام الإماراتي والسعودي ومن تحالف معهم والمرتزقة .
وأمام ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان غاشم وحصار آثم على مدى اكثر من ثلاث سنوات والتي ارتكب فيها _ وما زال _ خلالها العدوان آلاف المجازر الوحشية والجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية وقياماً بالوجب الديني الذي وجبه الله على الناس وفي مقدمتهم العلماء وقولا لكلمة الحق اجتمع علماء تهامة في لقائهم بشأن التطورات المشار اليها وخروجاً بالبيان التالي :

أولاً : يدعوا علماء تهامة كل أبناء تهامة وكافة أبناء الشعب اليمني الى الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى والاستغاثة والاستعانة به والتوكل عليه والإلتجاء إليه واليقين بنصرة فهو القائل سبحانه ( إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) والقائل سبحانه ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) .

ثانياً : يدعوا علماء تهامة الجميع للاعتصام بحبل الله تعالى ووحدة الصف وجمع الكلمة والحافظ على الروابط الإخوية والنسيج الاجتماعي وتعزيز روح التعايش والتسامح والتآلف ورفض النعرات المذهبية والطائفية والمنطقية .

ثالثاً : يؤكد علماء تهامة أن العدوان على الشعب اليمني عامة وفي الساحل الغربي خاصة أجنبي أمريكي بريطاني فرنسي صهيوني مسنوداً إقليمياً بالنظام السعودي والإماراتي ومرتزقتهم يهدف إلى احتلال اليمن ونهب ثرواته والهيمنة على مقدراته ومصادرة سيادة واستقراره استعباد أبنائه مما يستوجب على الجميع الوعي واليقظة وشحذ الهمم والنفير العام لمواجهة هذا الغزو الأجنبي .

رابعاً : يؤكد علماء تهامة أن جهاد الدفاع اصبح فرض عين على كل قادر على حمل السلاح فقد وصل الغزاة إلى مياهنا الإقليمية واحتلوا أجزاء من وطننا الحبيب وقتلوا أطفالنا ونسائنا بطائراتهم وبوارجهم ومرتزقتهم وجهاد الدفع في هذه الحالة اتفاق بين علماء الامة ومعلوم من الدين بالضرورة ، وان من حق الشعب اليمني ان يدفع عن نفسة المعتدي بكل وسيلة مشروعة .

خامساُ : يحذر علماء تهامة من خطورة التخاذل في مواجهة الغزاة والمحتلين فما حدث في المناطق المحتلة من اغتصاب للنساء وانتهاك للأعراض وسفك للدماء وإهلاك للحرث والنسل الإخير شاهد ودليل على خطورة القعود والتخاذل يقول الله تعالى (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) 
ويقول تعالى حاكياً عن بلقيس ملكة اليمن ( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ) .

سادساً : يدعوا علماء تهامة الى مقاطعة قنوات العدوان والفتنة والتي دئبت الكذب والتضليل وبث الإرجيف وتزييف الوعي وصنعة الانتصارات الوهمية ويدعون الى الحذر واليقظة من المرجفين والطابور الخامس ويؤكدون على حرمة التعاون مع الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم باي شكل من الاشكال وان ذالك يعد خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين .

سابعاً : يدعوا علماء تهامة المغرر بهم الى مراجعة حساباتهم والعودة الى جادة الصواب والى حضن الوطن وان لا يكونوا وقوداً لقوى العدوان الأجنبي والإقليمي كما يدعوا فائت الصامتين والمحايدين الى تحمل مسؤوليتهم والقيام بواجبهم الشرعي في مواجهة العدوان التي لا تبرأ ذممهم إلا به .

ثامناً : يهيب علماء تهامة الخطباء والمرشدين الى القيام بواجبهم الديني بحث الناس على الجهاد ودفع الصائل وارشاد الناس وتبيين الحق لهم كما اوجب الله تعالى بقوله: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ولأن السكوت في مثل هذا الظرف بعد خيانة للأمانة العالمية وما أوجبه الله على العلماء من البيان والبلاغ .

‏تاسعاً : يثمن علماء تهامة الهبة الشعبية من مختلف المحافظات استجابة لدعوة السيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي لصد لغزو الأجنبي للساحل الغربي ، ويؤكدون أن أبناء تهامة سيكونون في مقدمة الصفوف بجانب إخوانهم من أبناء الجيش واللجان الشعبية وانباء القبائل اليمنية وكل أبناء الشعب اليمني .

عاشراً : يحيي علماء تهامة الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الأبية على ما يقدمونه من تضحيات ويسطرونه من بطولات في الساحل الغربي وفي كل الجبهات كما يباركون الضربات المسددة للقوة الصاروخية والبحرية وسلاح الجو المسير .

حادي عشر : يؤكد علماء تهامة ان أبناء تهامة وكافة أبناء الشعب اليمني سيكونون أوفياء لدماء الرئيس الشهيد الصماد ورفاقة وكل الشهداء حافظين لوصيته مقتفين اثره .
وختاماً : يقابل علماء تهامة وأبناؤها السيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظة الله ونصره الوفاء ويؤكدون له أنهم سيكونون عند حسن الظن ومستوى المسؤولية .
ويسألون الله تعالى أن يحفظ اليمن وأهله وسائر بلاد المسلمين من مكر الماكرين وكيد الحاسدين وبغي الظالمين وأن يؤيد المجاهدين بنصره المبين وأن يكسر شوكة المعتدين ويردهم على أعقابهم مدحورين نادمين وأن يتغشى الشهداء بواسع الرحمة وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وأن يفك الأسرى ويرد المفقودين وأن يختم لنا بالإيمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
صادر عن لقاء علماء تهامة الموسع
المنعقد بمحافظة الحديدة
بتاريخ 4 شوال 1439هـ
الموافق 18/6/2018م


 

الدلالات: