يزيد يعود في ثوب الوهابية الداعشية

نشر بتاريخ: اثنين, 17/09/2018 - 10:41م

لماذا قتل الإمام علي ومن بعده الإمامان الحسن والحسين عليهم السلام من قبل من يسمون أنفسهم مسلمين؟ هل كان هؤلاء الأئمة على باطل مثلاً؟ بالتأكيد لا فكل من شارك في مواجهتهم يعرفون فضلهم ومنزلتهم في الإسلام ولا ينكرون أن النبي صلوات الله عليه وآله قال فيهم الكثير والكثير من الأحاديث كحديث «علي مع الحق والحق مع علي» وحديث «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » !!

هناك أسباب كثيرة للإجابة على السؤال لكني سأتحدث عن أحدها لما له صلة بواقعنا وما نعيشه اليوم ونعاصره خصوصا في مرحلة العدوان الأمريكي السعودي على اليمن .

إنه الحقد الذي ظهر بشكل أكبر في حركة النفاق التي تمكنت من مقاليد الأمور في الأمة الإسلامية بعد الإنحراف الذي حدث بعد وفاة رسول الله صلوات الله عليه وآله..

حيث كشفت عن حجم حقدها وما تكنه من عداءٍ لآل بيت رسول الله من خلال محاولتهم للقضاء عليهم وتشريدهم وتعذيبهم وقتلهم وقتل أطفالهم ونساءهم وتحريض أبناء الإسلام ضدهم وتشويههم بكل ما يمتلكون من وسائل وأساليب وصولا إلى شن الحروب العسكرية عليهم.

ولعل أبرز موقف يدل على هذا ما قاله يزيد بن معاوية بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام

 ليت أشياخي ببدر شهدوا         جزع الخزرج من وقع الأسل

 لأهلوا واستهلوا فرحــا          ثم قالوا يا يزيد لا تسـل        

          قد قتلنا القرم من ساداتهم           وعدلناه ببدر فاعتدل                 

        لست من خندف إن لم أنتقم     من بنى أحمد ما كان فعل              

لعبت هاشم بالملك فلا            خبر جاء ولا وحى نزل       
 

حركة النفاق لم تقدم على قتال الإمام علي والحسن والحسين وقتلهم إلا بعد أن هيأت الأمة لمواجهتهم من خلال التشكيك والتحريف لمعاني الآيات والأحاديث التي وردت في فضلهم والعمل على تشويههم والتحريض ضدهم وساعدهم في ذلك قلة الوعي لدى بعض المسلمين الذين انجروا وراء حركة النفاق ووصلوا إلى مرحلة المواجهة مع الإمام علي والحسين بالرغم من أنهم  يعلمون حق اليقين ويعرفون حق المعرفة أنهم على الحق لكن التبعية العمياء والسطحية هي التي جرتهم لارتكاب أعظم جريمة بحق آل بيت رسول الله وبحق الأمة منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم.

ما جرى للإمام علي والإمام الحسين له علاقة بواقعنا اليوم وما نعيشه في ظل الصراع مع اليهود والنصارى وأدواتهم من المنافقين فالتاريخ يعيد نفسه حيث نرى حركة النفاق ممثلة بآل سعود وآل زايد ومن والاهم يتحكمون بأمور الأمة العربية والإسلامية ويصوبون سهامهم تجاه آل بيت رسول الله مسخرين كل إمكانيات الأمة ووسائل العصر الحديث لخلق سخط تجاه عترة رسول الله وتشويههم وتنفير الناس من حولهم حتى نجحوا في التغرير بكثير من المسلمين واستخدامهم كجيوش ضد الإمام الخميني و الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ويتخذون نفس الأسلوب في مواجهة المسيرة القرآنية وقائدها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

ومع التطور التكنلوجي الحديث سخرت حركة النفاق كل الوسائل الإعلامية التلفزيونية والإذاعية والصحفية والإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي لبث سموم حقدها ضد آل البيت في أوساط العامة من المسلمين ومن الوسائل والسياسيات التي تتخذها في ذلك ما يلي:

-    السعي لطمس فضائل آل بيت رسول الله وكل ما ورد فيهم من الآيات والأحاديث بتحريفها عن معانيها ومدلولاتها الصحيحة أو بتقديمها على أنها عنصرية كما يطلقون على ذلك العنصرية الهاشمية.

-    طمس معالم وآثار آل البيت بتفجير قبورهم وهدمها كما يحدث في اليمن وحدث سابقاً في السعودية وغيرها من البلدان العربية.

-    تشويه مبدأ الولاية لآل البيت بالحديث السلبي عن الإمامة وأصحاب الحق الإلهي وووالخ.

-    تحميل كل المصائب والمشاكل والحروب التي تحدث داخل الأمة لتلك القيادات وأنهم السبب ورائها لأنهم صدعوا بالحق في مواجهة الظلم والطاغوت ومحاولة خلق وعي عام بأن كل تلك الحروب يريدون من وراءها الاستيلاء على الحكم كما يقولون اليوم " أن الحوثي يريد الإستيلاء على السلطة " .

-    استخدام مصطلحات تعمل على تنفير الناس منهم كالسلالة الكهنوتية ومخلفات الإمامة والقناديل والزنابيل...إلخ.

-    يركزون على تشويه القيادات التي برزت وواجهت أمريكا وإسرائيل بشكل ممنهج ومدروس للحط من قدرهم والاستهزاء بهم والسخرية منهم كالإمام الخميني والسيد حسن نصر الله والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بينما يعظمون ويجلون قيادات اليهود والنصارى أمثال ترامب وشميون بيريز ويطلقون عليهم الألقاب العظيمة كالسيد ترامب والسيده  كوندليزا رايس لكنهم يعترضون أشد الإعتراض عندما تطلق كلمة السيد على السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ولم يكتفوا عند هذا الحد فقد أظهر العدوان على اليمن حجم الحقد الذي أوصلهم للتطاول حتى على الإمام علي عليه السلام وسمعنا قنواتهم وكتابهم يتحدثون ويسيئون للإمام علي عليه السلام، فما كنا نقرأه في كتب التاريخ عن عهد رسول الله وعهد الإمام علي وتحركات المنافقين ورفضهم للتسليم والإيمان بالرغم من أنهم كانوا يشاهدون المعجزات تتحقق على يد رسول الله هاهم منافقوا اليوم يقربون الصورة ويعكسون واقع أولئك بما نشاهده من تحركاتهم وخبثهم وحقدهم على شعب الإيمان والحكمة.

دائماً تحاول حركة النفاق تقديم صراعها مع آل بيت رسول الله على مر التاريخ بأنه صراع على السلطة وأن بعض أئمة آل البيت خرجوا عن طاعة الحاكم ووووالخ وهذا غير صحيح تماماً فمشكلتهم الحقيقية هي مع إرادة الله الذي أمر بتولي آل البيت عليهم السلام في قوله تعالى ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ وهذه هي الحقيقة فهم لا يريدون الحق وليس لديهم الاستعداد حتى لسماعه لكنهم  يسارعون في موالاة أعداء الله من اليهود والنصارى ويتخذونهم أولياء حتى أنهم يقبلون على أنفسهم أن تنطبق عليهم الآية الكريمة ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ ولا يجدون حرجاً في ذلك فاليوم نراهم كيف يدينون بالولاء والطاعة لأمريكا وإسرائيل وينفقون المليارات للإدارة الأمريكية ليحصلوا على رضاها ويعملون على إقامة العلاقات مع العدو الإسرائيلي بكل وضوح ودون خجل لكنها تثور ثائرتهم ويحاربون إحياء فعاليات دينية إسلامية كالمولد النبوي الشريف وعيد الغدير وذكرى عاشوراء !!!

ولو سخر كل حقدهم ونشاطهم وعملهم الدؤوب والأموال التي ينفقونها ضد أعداء الأمة لتغيرت الظروف لصالح الشعوب العربية والإسلامية لكنهم يسخرونها ضد كل الأحرار ممن يقفون في وجه أمريكا وإسرائيل، ويعملون بكل إخلاص مع أعداء الأمة ثم يتحدثون بأنهم يمثلون الإسلام والسنة النبوية الشريفة ويدافعون عن الصحابة !!!

الدلالات: