حوار مع الأستاذ العلامة / محمد بن أحمد مفتاح

نشر بتاريخ: اثنين, 10/04/2017 - 9:20م

تتشرف مجلة الاعتصام في عددها الرابع عشر الذي يصدر بعد دخول العدوان السعودي الأمريكي عامه الثالث وارتكابه المزيد من المجازر بحق الشعب اليمني الصابر الصامد المجاهد والمقاوم لهذا العدوان فأهلا وسهلا به


 

السيرة الذاتية
العلامة محمد احمد احمد مفتاح من مواليد 1967م بمحافظة صنعاء بقرية بيت مفتاح بمديرية الحيمة الخارجية تلقى تعليمه الأساسي بمدرسة الشهيد الصبري بالحيمة وكان يقوم بالخطابة في مسجد قريته وبعض مساجد المديرية رغم صغر سنه ثم انتقل إلى صنعاء لتلقي العلوم الشرعية لدى العلماء في الجامع الكبير بصنعاء ولدى العلماء في عدة مساجد وفي مجالس العلم أينما كانت مع مواصلته للتعليم الرسمي في ثانوية الكويت ثم في معهد صنعاء العلمي ثم كلية التربية بجامعة صنعاء والتي تخرج منها عام 93م ليلتحق بسلك التدريس بوزارة التربية مع انتظامه في إقامة حلقات تدريس العلوم الشرعية في عدد من مساجد وتولى الخطابة بجامع بيت سريع بمنطقة شعوب في صنعاء ثم انتقل للخطابة والتدريس في جامع التوفيق بالجراف الغربي بصنعاء ثم طلب للخطابة وتدريس العلوم الشرعية بالجامع الكبير بالروضة مع إشرافه على عدد من الأنشطة العلمية والثقافية منها الدورات الصيفية المتعددة وتولى مسؤولية الإشراف على تأهيل مدرسي الدورات الصيفية لعدوة سنوات كما تولى الإشراف على تأهيل الخطباء لعدة دورات وتنقل في مختلف أرياف اليمن ومدنه للتوعية وإلقاء الخطب والمحاضرات ومد جسور التواصل بين المدارس العلمية المختلفة من حضرموت إلى صنعاء إلى الحديدة وزبيد إلى صعدة وتعز والبيضاء وأثناء كل ذلك كان حاضرا في المشهد السياسي من خلال حضوره ومشاركته في الفعاليات السياسية وتناوله للتطورات السياسية والقضايا الوطنية في خطبه ومحاضراته وكان من أبرز من تتلمذ عليهم السيد العلامة حمود بن عباس المؤيد وصنوه السيد العلامة عبدالله بن عباس المؤيد والسيد العلامة بدر الدين الحوثي والقاضي العلامة محمد بن أحمد الجرافي مفتي اليمن وحصل على إجازات علمية من عدد من أكابر العلماء وتعرض للاعتقال عدة مرات بسبب أرائه ومواقفه وتعرض للمحاكمة بمحكمة أمن الدولة مع زميله العلامة يحي الديلمي بسبب موقفهما من الرافض للحرب على صعدة كما تعرض للإخفاء القسري ومحاولة الاغتيال لعدة مرات وشارك في تأسيس العديد من الجمعيات والمؤسسات والمنظمات والفعاليات الجماهيرية والشعبية وتم انتخابه رئيسا لمجلس شورى حزب الحق ثم استقال منه وساهم في تأسيس حزب الأمة الذي تولى فيه رئيس اللجنة التحضيرية لتأسيس الحزب ولا زال كما تم اختياره عضوا في اللجنة الثورية العليا التي تولت الإشراف على تسيير أعمال الدولة حتى تم تشكيل المجلس الساسي الأعلى له العديد من المباحث العلمية في مجالات متنوعة.


المحور العلمي والفكري

س1: أين تلقى فضيلة العلامة / محمد بن أحمد مفتاح العلم ومن هم أبرز العلماء الذين درس على أيديهم وحصل على الإجازة العلمية منهم؟

جـ: تلقيت دراستي في العلوم الشرعية بحلقات العلم بجوامع صنعاء وفي مقدمتها الجامع الكبير بصنعاء وبمجالس العلم الكثيرة لدى العلماء الأجلاء في صنعاء وغيرها.

ومن أبرز مشايخي ممن توفاهم الله الأستاذ العلامة عبد الحميد معياد والسيد العلامة علي بن عبد الحميد المتوكل والسيد العلامة علي بن أحمد الشامي والعلامة الدكتور المرتضى المحطوري والسيد العلامة محمد بن يحي الكبسي والسيد العلامة محمد بن محمد المنصور والسيد العلامة بدر الدين الحوثي والقاضي العلامة محمد بن أحمد الجرافي والسيد العلامة عبدالله بن عباس المؤيد رحمهم الله جميعا وقد يطول المقام لو استرسلنا في سرد العشرات ممن تشرفت بالدراسة لديهم منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومن مشايخي في القرآن الشيخ الحافظ أحمد الكحلاني والشيخ الحافظ محمد حسين عامر والشيخ المحقق حسين فلاح والشيخ المقرئ محمد المهدي والشيخ الحافظ المحقق يحي الحليلي والشيخ الزاهد العالم سعيد هزاع الشعبي والشيخ الحافظ عبدالله جسار وعشرات المشايخ ممن تشرفت بدراسة القرآن وعلومه والقراءات لديهم.

 

س2: من أبرز العلماء والزهاد الذين تلقيتم عنهم العلم وتتلمذتم على أيديهم السيد العلامة العابد / حمود بن عباس المؤيد فماذا تعني لكم هذه الشخصية العظيمة وما أثرها على حياتكم العلمية والعملية؟

جـ: شيخي وأستاذي وقدوتي السيد العلامة الزاهد الورع العلامة حمود بن عباس المؤيد مدرسة متميزة في الأخلاق والحكمة ونموذج فريد في حياته العلمية والعملية المليئة بالمآثر الصالحة والمساعي المباركة والمبرات الخالدة ومن أعظم نعم الله علي أن وفقني للدراسة لديه ومجالسته ومصاحبته في أسفار عديدة داخل اليمن وخارجه فاستفدت منه الكثير وتعلمت الكثير وأعتبر مجالستي له ودراستي عليه نعمة عظمى وشخصيته تعني لي الكثير مما أعجز عن سرده والتعبير عنه فهو الأب الرحيم والأستاذ القدوة والمرشد الحكيم والعالم الرباني. أرجو الله العلي العظيم أن يجزيه عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يتكرم عليه بجميل ألطافه ويحفه بعظيم عناياته ويبارك له في ذريته وفي أعماله وفي كل ما وهبه. 

 

س3: ما الصعوبات التي واجهتكم في مسيرتكم العلمية والتعليمية؟

جـ: كانت الصعوبات كثيرة من أبرزها مضايقات السلطة حينها للعلماء وطلبة العلم وقمعهم ومصادرة حقوقهم وانعدام الكتب المطبوعة وصعوبة الحصول على المخطوطات إضافة إلى الصعوبات المادية التي كانت تواجه معظم طلاب العلم متزامنة مع انعدام المرافق والمستحقات المخصصة لطلاب العلم ناهيك عن حملات التحريض والتشويه والاعتداءات التي كانت تتبناها التيارات المتعصبة الممولة والمدفوعة من قبل السعودية والمخابرات الاستعمارية. 

 

س4: كيف استطاع النظام السعودي السياسي وتياره الوهابي النفوذ إلى اليمن وغزوه فكريا وعقائديا وتحويل بعض شبابه إلى متوحشين يمارسون السحل والصلب والذبح ويفتخرون بالتبعية والولاء لنظام قرن الشيطان رغم خيانته وخذلانه للأمة وقضاياها؟

جـ: النظام السعودي صنيعة المستعمر البريطاني وأبرز أدوات الهيمنة الاستعمارية في العالم الإسلامي وهو أبرز الواجهات السياسية للهيمنة الاستعمارية، والوهابية التي يتدثر بها هذا النظام المجرم نبتة شيطانية خبيثة تسعى لتفتيت الأمة وتمزيقها وشرذمتها وتشويهها وصرفها عن دينها وهي الشق العقائدي للمؤامرة الاستعمارية على الأمة وهذا الوباء الخبيث المسمى وهابية اجتاح العالم الإسلامي كاملا ونشر جرثومته الخبيثة بين المسلمين في كل مكان يتواجد فيه مسلمون حتى ولو كانوا أقلية أو مجرد جاليات صغيرة في أي بلد وكانت اليمن من أمنع البلدان وأكثرها تحصينا أمام وباء الوهابية حتى خرج القرار السيادي اليمني من يد اليمنيين بعد 26سبتمبر 62م حيث صار القرار اليمني منقسما بين التبعية لمصر الجمهورية والسعودية الملكية حتى انهزمت مصر أمام الصهاينة عام67م فاستغل النظام السعودي ضعف مصر فاستحوذ على القرار اليمني بمفرده ومن حينها والقرار اليمني مصادر تماما وبمصادرة القرار اليمني هيمن النظام السعودي على التعليم بكافة مستوياته من روضة الأطفال إلى الجامعة واستباحت الوهابية المجتمع اليمني عبر الهيمنة على التعليم والاستحواذ على المساجد وتسخير الجهاز الحكومي بمختلف تخصصاته لخدمتهم والتغلغل الفتاك في مؤسستي الجيش والأمن وشراء ولاءات ضعفاء النفوس من مشايخ القبائل والوجاهات والمسؤولين مما مكن للوهابية من التغلغل في المجتمع بماركة رسمية ومباركة ضعفاء النفوس والمتاجرين بالشعارات.

 

س5: ما هي الأسباب الحقيقية – التي تود التذكير بها كشهادة للأجيال والتاريخ - وراء الممارسات القمعية بحقكم وسجنكم ومصادرة كتبكم إبان حروب صعدة الست وهل كان للإخوان يد في ظلمكم وقمعكم والتحريض عليكم؟ وماذا تقولون لمن يزعم بأنكم إيرانيون خمينيون مجوس إثناعشرية؟

جـ: السبب الجوهري هو تجبر القائمين على السلطة حينها وحساباتهم الخاطئة وسوء تقديرهم للأمور وانسياقهم وراء حملات التحريض وأوهام التخلد في السلطة وكراهيتهم للنصيحة الصادقة وشغفهم بالمداحين والمطبلين والمتملقين والمتزلفين وأصحاب الأهواء مما أعمى بصائرهم فعادوا الناصحين والصادقين وصار حالهم كما قال الشاعر:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم

وعادى محبيه لقول عداته ....... فأصبح في ليل من الشك مظلم

أما الأكاذيب والافتراءات والتفاهات التي روجوا لها كتبرير لقبائحهم فقد دحضها الواقع... 

 

س6: ما هي العلاقة بين العلم والجهاد أو العكس وهل نظرية الفكر الزيدي الداعية للخروج على الظلمة والطغاة ومقارعتهم تنطبق على النظام السعودي؟

ج- العلاقة بين العلم والجهاد كعلاقة الروح بالجسد فالعلم روح والجهاد تجسيد لهذه الروح والجهاد لا ينحصر في القتال بل بذل الجهد والوسع في كل ما يرضي الله ويرفع راية الحق والجهاد بلا علم ولا معرفة قد تنزلق إلى أعمال عبثية تصادمية ضارة.

 

س7: ما هي رسالتكم لمن لم يتحرك من العلماء والخطباء والدعاة ضد العدوان حتى اليوم وهل هناك أعذار حقيقية لهم تبرر حيادهم وانعزالهم أمام ما يتعرض له أبناء الشعب اليمني من عدوان أعراب الخليج وحليفتهم أمريكا؟

ج- لا أوضح من مظلومية الشعب اليمني ولا أبين من خبث وبشاعة المعتدين عليه ومن يدعي الحياد من فئة أو شريحة فهو إما جبان يتستر بالحياد وإما عميل للعدوان يخفي عمالته ويتستر بالحياد أيضا أما أن يدعي الحياد من هو محسوب من أهل العلم فهي طامة كبرى! إذ كيف يحايد من هو قدوة وفي دماء وأشلاء عشرات آلاف من الأبرياء المبغي عليهم ظلما وعدوانا وتجبرا على خلق الله واستكبارا على عباده واستهانة بحرماته 

 

س8: الحرب الفكرية وحرب المصطلحات: كيف يمكن وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها أمام من يسمي جنود وجيوش الارتزاق والخيانة والعمالة جيش وطني ومقاومة شعبية ومحررين؟

ج- الباطل دائما يبهرج نفسه ويبالغ في تزييف الوعي وتضليل الشعوب ويسعى لتجهيل المجتمعات وتلك من أعظم المصائب ففرعون كان يزعم أنه حريص على دين الناس من التبديل وكان يقدم نفسه ناصحا شديد الحرص وكذلك كل الطغاة والمجرمين يرفعون شعارات براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ولكن الحق واضح وبين ولا يمكن أن يخفى على من أراده مهما كانت بهارج الباطل ومع هذا فلا بد من خوض معركة التوعية بكل استبسال وإظهار الحجة ودحض الأباطيل من كل قادر ومتمكن حتى يزهق الباطل لأنه لا يزهق إلا عندما يأتي الحق أما عندما يغيب الحق فالباطل يطغى ويهيمن.

 

س9: ما هي الخطوات الممكنة على المدى القريب والبعيد للنهوض بالجانب العلمي والمعرفي والفكري على مستوى المساجد والهجر العلمية الزيدية والشافعية وعلى مستوى العملية التعليمية والتربوية في المدارس والجامعات باختصار؟

ج- بداية أنا لا أهتم كثيرا بالمسميات المذهبية وأرى بأن الارتقاء بالمجتمع تبدأ من تأهيل القائمين على العملية التربوية والتعليمية علميا وأخلاقيا وثقافيا ومهنيا وتطوير المناهج وتبسيطها وتنقيتها من الحشو والتشوهات الفكرية والأخطاء العلمية وتقديمها في أفضل قالب وأنصع أسلوب والعناية الفائقة باحتياجات القائمين على العملية التعليمة والتربوية من ناحية توفير المرتبات المجزية والتدريب والتأهيل المتواصل والمتجدد والضبط الإداري واحترام القيم والمعايير العلمية في التعيين والتوظيف والأداء الإداري.

 

س10: ما هي الوسائل المتاحة التي يمكن من خلالها إعادة الاعتبار والدور للهوية اليمنية الجامعة والأنموذج اليمني الفريد والمتميز في التعايش والتسامح بين كافة أبناء اليمن شمالا وجنوبا؟

ج- أولا: يجب على القوى السياسية أن تتحمل مسؤوليتها نحو المجتمع فهي المؤثر الأول على أداء أجهزة الدولة وتوجهات المجتمع وتقدم البرامج الفكرية والثقافية والسياسية التي ترتقي بالمجتمع وتوجهه نحو الاعتزاز بهويته والحفاظ على أهم مصادر قوته وهي الخصوصية اليمنية الفريدة في التعايش المجتمعي القائمة على التجانس الكامل بين كافة أفراد المجتمع إذ لا يوجد عندنا مشكلة عرقية ولا قومية ولا طائفية ولا طبقية فنحن مجتمع متجانس تاريخيا ولنا إرث حضاري مشرق ووهاج فمن المهم أن تقوم القوى السياسية عبر خطابها التوعوي بتقديم النموذج الأمثل في التوعية والتأهيل ونشر ثقافة لكوادرها ولكافة أفراد الشعب ثم على جهاز الدولة أن يقوم بوظيفته الحيوية بتجسيد الشراكة المجتمعية التي تصل بكافة أفراد المجتمع للشعور بالرضا والاطمئنان ولن يتأتى ذلك إلا في ظل دولة مؤسسات تسود فيها العدالة ويطبق فيها النظام والقانون للجميع وعلى الجميع وتكون المعايير العلمية هي من يحكم الحياة وليس الأمزجة والعصبيات الفئوية والحزبية والقبلية والطائفية والعرقية.


المحور السياسي

س1: لماذا يصر النظام السعودي ومعه إخوان اليمن ممثلا بحزب التجمع على القول بأن هذا التحالف العربي والعدوان على اليمن هو للحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي وقطع أيادي إيران في اليمن والمنطقة والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية السنية لليمن؟

ج- لأنهم رضوا أن يكونوا مجرد أداة قذرة للمستعمر الغربي وربيبته الدولة الصهيونية المغتصبة لفلسطين فهم مجرد بوق يردد ما يملى عليهم حتى وإن كانوا مقتنعين بكذبه وبطلانه. فهم قد باعوا أنفسهم وكرامتهم وارتهنوا ارتهانا مطلقا لأسيادهم في واشنطن ولندن وتل أبيب فلا يتوقع منهم أي عاقل أن يفعلوا أو يقولوا غير ما يمليه عليهم سادتهم والواقع بأنهم قد نسفوا الأمن القومي العربي تماماً بانبطاحهم لقوى الهيمنة الدولية وتسخير مقدرات شعوب المنطقة لخدمة مشاريع الهيمنة الغربية والعربدة الصهيونية.

أما الشعب اليمني فهو شعب مظلوم أراد أن يتحرر من تسلط الأمريكان وأذنابهم السعاودة والخلايجة وأدواتهم في الدخل اليمني فاستنفروا كل ما بأيديهم من أدوات الفتك والإجرام لقمعه ووأد تطلعاته واختلقوا الأكاذيب لتبرير جرائمهم النكراء بحقه ولكنهم فوجئوا بصموده واستبساله واستماته في الدفاع عن شرفه وكرامته بل وصدموا بالبطولات والملاحم الأسطورية التي يسطرها مجاهدوه الأبطال رغم الفارق الذي لا يقارن في القوة المادية وتطور العتاد والإمكانات المادية والغطاء السياسي والامبراطوريات الدعائية والتضليلية.

أما أيران فهي بلد جار ومحادد لكل دول ما يسمى مجلس التعاون الخليجي إما برا أو بحرا وهم يعرفون ذلك ونحن الدولة الوحيدة في الجزيرة العربية التي ليس بينها وبين إيران حدود فإذا وجد تمدد لإيران فهو لديهم هم أما نحن فليس لدينا مشكلة مع إيران كدولة بل نعتبرها دولة صديقة للشعب اليمني ولم تتورط في جريمة حرب الإبادة التي يشنها تحالف الإجرام بحق الشعب اليمني بل كان موقفها إيجابيا وتكرموا مشكورين بمعالجة عدد غير قليل من جرحى إجرام مخابرات التحالف في جامعي بدر والحشوش وأعداد من جرحى همجية طائرات التحالف الإجرامي أما الفرس كقومية فنعتبرهم مع غيرهم من القوميات كالترك والأكراد والبربر شركاء للعرب في الحضارة الإسلامية بل هم أبرز الشركاء في الحضارة الإسلامية والمكتبة العربية والإسلامية تفخر بإسهاماتهم العلمية الجبارة ولولا جهود العلماء الفرس لكانت المكتبة العربية والإسلامية صحراء إلا من النزر اليسير.

 

س2: كيف تفسرون التبعية العمياء والارتماء الرخيص لحركة الإخوان المسلمين في اليمن في أحضان الخليج عموما والسعودية وقطر خصوصا رغم إلصاق شماعة الإرهاب بهم والتعامل معهم بدونية واحتقار؟

ج- حركة الإخوان اليمنية مسيطر عليها من مخابراتهم ومسيرة بإرادتهم وقد باعها رموزها بثمن بخس لأذناب مشرع الهيمنة الغربية وللأسف فإن حركة الإخوان في معظم بلدان العالم صارت لعبة بأيدي المخابرات الغربية والصهيونية وما تصريحات رئيس تركيا أردوغان بأن حماس مستعدة للتخلي عن مقاومة الاحتلال الصهيوني والاعتراف بدولته المغتصبة لفلسطين والانخراط العلني في مشروع تصفية القضية الفلسطينية إلا دليل قاطع على ارتهان حركة الإخوان في اليمن وفي العالم لمشروع الهيمنة الاستعمارية مهما وصموهم بالإرهاب أو قتلوهم أو حتى أذلوهم وامتهنوهم كما حصل بأفغانستان ومصر وغيرها.

 

س3: هل نجحت أم فشلت ثورات الربيع العربي ولا سيما ثورة الحادي عشر من فبراير في اليمن ومن الذي تآمر عليها وتاجر بها وأجهضها ولماذا فشل وسقط المشروع الإخواني بهذه السرعة في مصر واليمن وما الدروس والعبر من هذا السقوط؟

ج- انتفاضات وثورات عدد من الشعوب العربية التي سماها الغرب بالربيع العربي تم احتواؤها وحرفها عن مقصدها وتحويلها إلى كوارث بسبب اختراق المخابرات الاستعمارية للقوى السياسية التي التفت عليها وبالتأكيد معظمها فشلت مرحليا من إحداث التغيير الإيجابي بل وتحولت إلى مصائب كبرى بحق الشعوب ولكنها على المدى البعيد ستؤتي ثمارها إذ أنها كشفت للشعوب من هو الذي يعبث بها؟ ومن هي أدواته الإجرامية؟ وفتحت عيون الأحرار على أصل الداء ومكمن الدواء وأنا متفائل خيرا خاصة أن ما يجري في اليمن صمود أسطوري وتصد شرس للعدوان قد لفت أنظار الشعوب وأيقظ سباتها ودرس اليمن سيؤتي ثمرته غير بعيد بإذن الله.


العدوان على اليمن يدخل عامه الثالث

س1: بعد مرور عامين من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تحت عنوان وذريعة إعادة الشرعية وتحرير صنعاء من الانقلابيين كما يزعم المعتدون ومرتزقتهم: هل هذا هو الهدف الحقيقي من العدوان أم أن له دوافع وأطماعا مخفية في اليمن؟

ج- الهدف الحقيقي هو إغراق الشعب اليمني في صراعات دموية وفوضى عارمة وإلحاق هزيمة نفسية ومعنوية كبيرة به وبجميع شعوب المنطقة وزرع اليأس والإحباط في نفوسهم حتى لا يفكروا في انتزاع قرارهم وتوحيد شعوبهم والنهوض بها إضافة إلى دوافع استعمارية خاصة باليمن أهمها السيطرة على باب المندب كأهم ممر ملاحي دولي والسيطرة على الجزر والسواحل اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية ونهب خيرات الشعب اليمني المتمثلة في ثروات سمكية وبحرية هائلة وثروات معدنية كبيرة للغاية وأطماع أخرى.

 

س2: كيف تجرأ حزب التجمع الإخواني على إصدار بيان أيد فيه التحالف والعدوان على اليمن وكذلك جناحه الـديني الذي أصدر بيانا باسم علماء اليمن يؤيد فيه هذا التحالف ويعتبره فريضة شرعية حتى وصلت الجرأة بالبعض للقول بأنه بأمر الله ويتمنى أن يستمر؟

ج- تجرأ حزب تجمع العمالة والارتهان على التورط المباشر في العدوان على اليمن وصار أهم فصيل سياسي يتبنى العدوان ويقاتل تحت لوائه ويقدم الإحداثيات لجرائمه على مدار الساعة ويستدعي كل مجرمي العالم للمشاركة فيه. وبيان التأييد للعدوان ليس إلا أحد نماذج الدجل والتضليل التي يمارسها قادة هذا الحزب المشبوه وكونهم يعتبرون العدوان فريضة شرعية دليل على مستوى الانحراف الأخلاقي والعقدي الذي يتمرغون فيه

 

س3: ما سر الصمود الأسطوري للشعب اليمني وكيف يمكن تعزيزه؟

ج- أعظم سر للصمود هو ثقة اليمنيين بالله وقناعتهم المطلقة بمظلوميتهم ويقينهم بمعية ربهم وحسن رعايته لهم وشعورهم بالواجب الديني والوطني والأخلاقي والإنساني بضرورة مواجهة غطرسة المعتدين. ويمكن تعزيزه بمزيد من التلاحم ومواجهة الدسائس والشائعات والمسارعة لمعالجة الأخطاء والسلبيات ومكافحة الفساد والجريمة والانحرافات واستشعار كل فرد بأهمية دوره في ذلك ورفد الجبهات ومعسكرات التدريب والتأهيل بالرجال والمال والتواصي بالصبر والحق واتمثل قول الله سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}.

 

س4: ماهي المسؤولية الدينية والوطنية والتاريخية الملقاة على عاتق الشعب اليمني في دحر المعتدين وقتال الغزاة والمحتلين الجدد؟

ج- مسؤولية تاريخية كبرى لا عذر لمن يتقاعس والله قد قال لنا: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }.

 

س5: ما هي رسالتكم لأبناء الجيش واللجان الشعبية في جبهات الشرف وما رسالتكم للعسكريين والجنود والضباط الذين ما زالوا قابعين في البيوت تحت مبررات واهية؟

ج- رسالتي للمجاهدين في الجبهات: أنتم أمل الأمة بعد الله سبحانه وأنتم كهفها وعزها وفخرها وعليكم بعد الله ينعقد الأمل في الانتصار للأشلاء الممزقة والأجساد المحترقة والحياة المدمرة ظلما وعدوانا وتجبرا فثقوا بالله واركنوا إليه واذكروا الله كثيرا واثبتوا واحرصوا على اليقظة الدائمة ولا تخشوا بأس العدو مهما امتلك من أسلحة فتاكة وكثيرة فمعكم بأس الله ورعاية الله وهو خير حافظا وخير ناصرا وبيده ملكوت كل شيء وإياكم أن تفكروا ولو لحظة واحدة بفرار من وجه العدو ففيه الهلاك العاجل والخسران في الدنيا والآخرة. أما رسالتي للعسكريين القابعين في البيوت ولم يتحركوا للدفاع عن بلدهم وشعبهم تحت مبررات وذرائع متعددة أقول لهم يا سبحان الله! أين شرف الجندية؟ وماذا تنتظرون إن كنتم تنتظرون الترتيبات الكلاسيكية للجيوش فسيطول انتظاركم فالمؤسسة العسكرية تعرضت لمؤامرة كبيرة حالت بينها وبين ترتيب أوضاعها بالطريقة المعهودة إضافة إلى الوضع المادي الحرج للدولة ولكن يسعكم ما يسع اللجان الشعبية والوحدات المتواجدة في الجبهات وعار عليكم أن يتعرض شعبكم لكل هذا العدوان الإجرامي وأنتم لم تعملوا أي شيء.

 

س6: رسالتكم بعد عامين من العدوان للقبائل اليمنية الأبية والوجاهات الاجتماعية والقوى السياسية وقنوات الإعلام؟

ج- بيض الله وجوهكم وكثر الله خيركم بيضتم وجه رسول الله بمواقفكم المشرفة ورفعتم رؤوس اليمنيين عالية. بارك الله فيكم...

 

س7: ما هي الخيارات المتاحة التي يمكن أن تردع النظام السعودي وتسهم في رفع معاناة الشعب اليمني وفك الحصار الخانق والتجويع القاتل لأبناء اليمن؟

ج- الصبر والثبات والمصابرة وتصعيد الرد ورفد الجبهات بالمال والرجال ومعالجة الأخطاء والاختلالات وضبط أداء أجهزة الدولة ووقف مهزلة التعيينات العبثية وإلزام كافة موظفي الدولة بكافة مستوياتهم باحترام الوظيفة العامة.

 

س8: ونحن نعيش الذكرى الثانية لفاجعة تفجير جامعي بدر والحشحوش. فمن المسؤول عن هذه الفاجعة؟ وما هي دوافعه لاستباحة أعظم المقدسات وهي حياة عشرات آلاف المصلين للجمعة في بيوت الله وأمانه؟

ج- نعم إنها لفاجعة عظمى حلت بالأمة ولم يكن يتصور أحد أن يقدم أي مجرم مهما كان خبثه على جريمة بهذه الصفة وهذا الحجم! وبالتأكيد مخابرات تحالف عاصفة الحقد هم من يقفون ورائها مهما تقنعوا بقناع الجماعات الإجرامية وكل الدلائل تتجه نحوهم خاصة وقد كانت جرائم تفجير المصلين توطئة لحرب الإبادة التي يشنونها منذ عامين على الشعب اليمني ودوافعهم هي نفس دوافعهم المستمرة في كل جرائمهم المتواصلة بحق التجمعات المدنية في الأعراس والمآتم والأسواق والمدارس والمشافي والطرقات العامة وغيرها وهي محاولة تركيع الشعب اليمني بإثخان القتل في صفوفه وقد خيبهم الله وباءوا بالعار والخسران


القضية الفلسطينية

س1: من السبب في تحويل بوصلة العداء والصراع العربي الإسرائيلي إلى عداء قومي: عربي فارسي؟

ج- بالتأكيد الأنظمة العميلة وفي مقدمتها السعاودة والخلايجة وأدواتهم وأذنابهم من تنظيمات وأحزاب الارتهان والعمالة هم وراء هذا الانحراف الخطير بمشاعر العامة وإلهائهم بالترهات والأكاذيب.

 

س2: لماذا يتصافح ويتصالح الخليجيون مع إسرائيل ويقدمون لها مبادرات السلام على طبق من ذهب بينما يتعاملون مع جيرانهم اليمنيين وإخوانهم في سوريا وإيران بلغة الحرب والعداء ومشروع التآمر ونظرية المؤامرة؟

ج- هذا الدور المرسوم لهم من أسيادهم الأمريكان والبريطانيين والصهاينة ولا ينبغي أن نتوقع منهم غير ذلك.

 

س3: طالما ردد الإخوان: خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود وقادمون يا أقصى! فهل لا زال للإخوان جيش محمدي قادم لتحرير الأقصى من اليهود وهل لازالت القدس قضية كل مسلم وفق أدبيات الإخوان ومرجعياتهم؟

ج- انتهت رحلة الدجل الخداع والتضليل والمتاجرة بمشاعر البسطاء وهاهم اليوم يقاتلون تحت الراية الصهيونية في سوريا وبكل وضوح وهاهم ينفذون المشروع الأمريكي الصهيوني لتفتيت وتمزيق شعوب المنطقة.

 

س4: من يتحمل مسؤولية تغييب وتصفية المظلومية الفلسطينية وحصار غزة وكيف يمكن إعادة قضية الأقصى والشعب الفلسطيني إلى الصدارة في واقع الأمة العربية والإسلامية؟

ج- الأنظمة العميلة ولتغيير هذه المعادلة يجب تحرير القرار الفلسطيني ودعم الصادقين من القوى الفلسطينية لتمكينهم من حمل راية المقاومة للعدوان الصهيوني المستمر.