حوار مع وزير الإعلام الأستاذ / ضيف الله الشامي

نشر بتاريخ: أحد, 25/04/2021 - 10:44م

س1/  ما هي سياسة ورؤية وزارة الإعلام لتطوير الأداء الإعلامي والنهوض به بما يتناسب مع متطلبات الواقع وينسجم مع الرسالة الإعلامية الهادفة والنبيلة؟

ج/ بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية نرحب بالأخوة في مجلة الاعتصام وكذلك بالسادة العلماء في رابطة علماء اليمن ونشكرهم على الاهتمام وإعطاء مساحة كبيرة جداً في مجلتهم الرائعة للإعلام.

بالفعل الإعلام مر بمرحلة صعبة جداً باعتبار أن الإعلام كما يقال "محرقة المال" فنحن الآن نكابد من أجل الخروج من هذه النظرية القائمة باعتبار أن الإعلام كان يوضع لمن يدفع مالاً، وكذلك لسياسات معينة أو مختلفة، لذلك نحن اليوم نسعى إلى أن يكون الإعلام ذو رسالة صادقة وأن يكون أبرز ما فيه هو الصدق، والتعامل بالصدق، وأن يمثل سلطة حقيقية، سلطة رابعة كما يقال، يقيّم الأداء، ليكون حلقة الوصل بين المجتمع وبين المسؤول، يعمل على ضبط القواسم المشترك بين الإعلام الرسمي والإعلام الخاص، يعمل على توعية الشعب بمتطلباته وما يجب عليه وما يلزمه خصوصاً في مرحلة مواجهة العدوان، لذلك: الإعلام اليوم مر بمرحلة صحبة جداً، وهناك كوادر إعلامية تعمل بشكل كبير جداً وبجد وبإخلاص منقطع النظير، بالرغم من انعدام الإمكانيات، حيث كانت وزارة الإعلام مثلاً ميزانيتها مع مؤسساتها كانت تصل إلى خمسة عشر مليار ريال في السنة، اليوم لا يتجاوز مع المؤسسات مع أسعار البث الفضائي مع الأقمار مع كل شيء لا يصل إلى المليار، الوزارة نفسها –ديوان عام الوزارة- ميزانيته مليون ومائتين ألف شهرياً، ليست إيجار الفراش سابقاً، لكن نلاحظ أن هنالك نقلة في الإعلام من حيث الرسالة، وهي الأهم، المصداقية في القول، والمصداقية في نقل الحقيقة والصورة والتحليل، هذا هو الذي نبني عليه، فنحن نبني رسالتنا في تطوير الأداء إلى أن يكون هنالك إعلام يحمل رسالة صادقة ويحمل رسالة وعي، ويعمل على تحفيز وتعبئة الشارع اليمني وتعريفه بقيمه وانتمائه وهويته الإيمانية والوطنية من أجل أن يكون قادر على مواجهة أعدائه في كل المجالات التي يستهدفه فيها.


س2/ ما هي ملامح الإعلام الإسلامي الملتزم الذي يمكن من خلاله تعزيز القيم الدينية؟

ج2/ أعتقد بأن  الإعلام عندما يأخذ الرسالة الحقيقية ويعتمد على الرسائل التي جاء بها الله سبحانه وتعالى في هذا المجال عندما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا﴾ وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا﴾ والآية الثالثة والمرتكز الثالث ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ﴾ لذلك هذه الأهداف الأساسية وهذه الآيات الثلاث هي الرسالة التي ننطلق على أساسها من أجل أن يكون هنالك إعلام يحمل رسالة قيمة، يحمل رسالة تحافظ على القيم؛ منها القول السديد، التبيّن في مواجهة الشائعات ومواجهة الحملات المضللة والتضليل والخداع ومحاولة التفرقة بين الناس، النقطة الثالثة وهي أن لا ندخل في أشياء قد تضر بالوطن أو قد تضر بالهوية تحت أي عنوان أو تحت أي مسميات يتحدثون عنها، سواءً مسميات انفتاح أو حرية كما يتحدثون عن حرية الصحافة وحرية الرأي، نحن نقول إن حرية الرأي ليست ممنوعة لكن يجب أن يكون لها ضوابط، لها حدود، لها التزامات، لا تخل بالقيم ولا بالمبادئ ولا بالثوابت الدينية والإيمانية، ولا تنتقص من هويتنا كيمنيين وهويتنا كمؤمنين بدرجة أولى، لذلك نحن نحرض في الإعلام على تعزيز هذه الجوانب وعلى إيصال هذه الرسالة ليكون لدينا إعلام واعي، إعلام يحمل هدف، يحمل قضية، يحمل مشروع.


س3/ ما هي العقبات والمصاعب التي تواجهها الوزارة في ظل العدوان؟؟

ج3/ بالطبع الوزارة هي تعرضت لكثير من التدمير، ففي العام 2015م تحديداً في 27 مارس، في يوم 26 مارس بدأ العدوان بأول غارة في بني حوات، ثم أتت الغارات الأخرى لتضرب محطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني لما لهذه الجبهة من أهمية كبيرة، ضُربت "محطة الصباحة" ضُربت "محطة الإذاعة" بجوار وزارة الإعلام، ضُربت "محطة المراوعة" التي كان يبث عليها إذاعة صنعاء البرنامج العام إلى كل العالم، أيضاً تم استهداف محطات الإرسال التلفزيوني، وضُربت أكثر من 14 محطة تلفزيونية، ضُربت مباني القنوات الفضائية بكاملها واحترقت بكامل ما فيها، نحن اليوم نبني من الصفر، كل الإمكانيات احترقت ودُمرت، كل الإمكانيات ضُربت بالطيران، بنينا ونبني إعلام الآن من لا شيء، نستطيع أن نقول بأننا نواجه المكينة الإعلامية العالمية بإمكانيات بسيطة وبإمكانيات متواضعة، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وجهود المخلصين والعاملين في المجال الإعلامي في كل المجالات، سواءً المجالات الصحفية، والمجالات الإخبارية، أو المجالات الهندسية، في كل المجالات يعملون ويتحركون في هذا الإطار.

في ظل العدوان نحن نعاني، وهنالك معوقات كبيرة جداً، لكن التصميم كما يقال "خنجر في قلب المستحيل" ونحن صممنا على أن يكون للإعلام دوره، وأن يكون له رسالته من تحت الركام، ونشتغل من بين القصف، يسقط منا الشهداء، سواء في محطات الإرسال سقط شهداء، سواءً في الميدان وهم في أثناء التصوير، سواءً في الميدان وهم يقدمون، قدمنا شهداء كثير في مجال الإعلام، حصل رفد كبير جداً عندما تم التنسيق بين الجهات الإعلامية بشكل كامل وحصل تعاون وبروز كبير جداً ونجاحات بفضل الله سبحانه وتعالى، لذلك المعوقات هي كثيرة وأبرزها المعوقات المادية، لكن نستطيع القول بأننا سنستطيع إذا كان هنالك إرادة وإدارة فسنستطيع تجاوز العقبات بإذن الله تعالى ونصل إلى ما نسعى إليه وبتعاون الجميع.


س4/ كلمة الإعلامي سلاحه ، وحروفه طلقاته التي يمكن أن يجاهد بها أمام العدوان والاستكبار العالمي ، فما هي مسؤولية الإعلاميين والإعلاميات أمام هذا الاستكبار والإجرام؟

ج4/ طبعاً المسئولية كبيرة جداً كما يقال: "أول الحرب كلام" أحياناً كلمة تشعل حرباً، وكلمة أخرى تطفئ حرباً، فنستطيع القول بأن الإعلامي إذا حمل قضية وحمل مشروع فهو يستطيع أن يخمد فتنة، أو أن يوقف حرباً، وأن يقوم بواجبه ومسئوليته، لذلك الإعلام هو يحمل استشعار مسئولية، إذا لم يكن لدى الإعلام استشعار للمسئولية لم يكن لديه روح إيمانية وروح قائمة على العطاء والبذل والمصداقية الكاملة وفق الأسس القرآنية التي وضعها الله في القرآن الكريم فسيكون خارج إطار المسئولية، لذلك نحن اليوم نقيم دورات وورشات تربوية تثقيفية دينية مهنية من أجل أن نربط القضايا المهنية إذا أردت أن تكون صحفياً مهنياً فعليك أن تعتمد هذه المنهجية القرآنية لأن الله سبحانه وتعالى وضع حتى المنهجية الإعلامية في القرآن الكريم بشكل كبير جداً وبشكل مفصل على كل المستويات في كل المجالات، في مجال الإذاعة، في مجال الصحافة، في مجال الكتابة، في مجال التوثيق، في مجال التصوير، كل شيء أوجده الله في القرآن الكريم كمنهجية، لذلك نحن اليوم نحرص على بناء الإعلاميين وتدريب الإعلاميين على المدرسة القرآنية في المجال الإعلامي بعيداً عن المدرسة الأمريكية والمدرس الرومنسية والمدرسية الفرنسية التي كانت تتعمد أن يكون الإعلامي كاذباً، ويتحركون حتى على قاعدة كما في المناهج أنه يجب أن تكتب خبراً وأن تقنع المستمع والقارئ بأن "رجلاً عض كلباً وليس كلباً عض رجلاً" يعلمونهم على الكذب، على هذه القاعدة، لكن نحن اليوم نريد أن يكون الإعلام إعلاماً صادقاً، الإعلام ينطلق من استشعار مسئولية، فإذا استشعر الإعلامي مسئوليته سيكون لكلمته وقعها، وستتحول كلماته إلى سلاح، وحروفه إلى طلقات تصيب صدور الأعداء.


س5/ ما سبب ضعف أداء الإعلام الرسمي وبقاء الرتابة في أداءه وتقديم البرامج بتلك الوسائل القديمة؟

ج4/ في البداية هذا سؤال مهم وملفت والكثير يتساءل هذا السؤال، أستطيع القول أن منظومة الأجهزة الإعلامية "تخيل في الفضائية اليمنية لا يوجد لدينا جهاز واحد يمكن أن يركب فيه USB " كلها أجهزة قديمة، لا زالت الآلات التي تعمل أحياناً بـ"الهندل"، يدوية، وبأشرطة الكاسيت الكبيرة حق التصوير، الكاميرات نفسها، لماذا؟ لأنه منظومة كبيرة ومنظومة متكاملة إذا أنت تريد أن تغيرها وترتقي بالأداء الفني بشكل أساسي، تحتاج إلى تغيير هذه المنظومة بالكامل لأنها منظومة قديمة جداً جداً، لكن تحتاج إلى مليارات الريالات، ونحن في وضعية الشعب اليمني يواجه عدوان يواجه حصار، لذلك هذا الأمر مؤجل لدينا حتى -إن شاء الله- يتسنى وينتهي العدوان فلدينا الخطة والتجهيز الكامل لتغيير كل هذه المنظومة بشكل كبير جداً، لذلك يأتي هذا الجانب، ولذلك يظهر نفس الرتابة، نفس الصيغة، نفس الدقة، أحياناً تجد قنوات بسيطة دقتها أفضل، والذوق الفني فيها، لأن لديه إمكانيات جديدة، لديه كاميرات متطورة، الديجتال والرقمي والفايف دي، ونحن لا زلنا على "أبو هندل" لذلك نحن نكافح بصعوبة جداً من أجل أن نرتقي بالإعلام؛ بالرغم أننا نهتم الآن بالمضمون وليس بالشكل بالرغم أن الشكل لابد منه، ونحرص بإذن الله تعالى على تطوير هذا الأداء.


س6/ يشكو إعلاميو الجانب الرسمي من عدم الاهتمام المطلوب من قبل وزارة الإعلام ، والهضم في الحقوق ، وعدم الإنصاف لا سيما لمن يتحركون في الميدان وينزلون للجبهات؟ ما تعليقكم على ذلك؟ وما هي الحلول المتاحة التي يمكن تقديمها لهم؟

ج6/ أستطيع القول بأن هنالك صعوبة، الصعوبة هي لو كان وزير الإعلام يستلم أكثر مما يستلمه الموظف البسيط لقلت هنا بأني ظالم، لكن إذا كانت أقل مستحقات يمكن أن تصرف هي لوزير الإعلام! وأبسط موظف يستلم أكثر من وزير الإعلام، بالرغم أني قادر على أن يكون لي النصيب الأكبر، ومن حقي وفي القانون وفي اللوائح وفي كل هذه الأمور، لكن لا أريد هذه، أنا أريد أن أكون كأصغر موظف، ولذلك تجد أنه شهرياً يستلم وزير الإعلام خمسين ألف ريال، منها كما يقال في اللائحة "بدل إيجار، بدل مواصلات، بدل سفر، بدل نت" كل هذه الأمور وكلها تتجمع خمسين ألف ريال، تعال عند أصغر موظف قد ربما يحصل على هذا المبلغ والبعض لديه أكثر من هذا المبلغ، لكن أستطيع القول إنها شيء فقط لكي يبقى الاسم ليس لها قيمة، فنحن نحرص، ميزانية الوزارة كما قلت، ولذلك الآن هم يعملون بإخلاص وبجد، ونحن قلنا لهم وعملنا وفي الفترة السابقة ذهبنا وبدأنا الآن على قضية الضغط، والحكومة والدولة تتوجه معنا بقضية أن يكون هنالك توجه لدعم قطاع الإعلام بشكل كبير جداً، أن يكون هنالك إسناد، وأن نرتقي بحال الموظف إلى الأفضل، نتيجة عمل وجهد، لذلك نحن نسعى في هذا الإطار من خلال العام 2021م إلى تطوير هذا الأداء، ولدينا وعود كبيرة من جهات، ومن مؤسسات بأن يكون هنالك رفد، أيضاً لدينا جانب أن هنالك اختلالات في البنية التابعة للحكومة، أصبحت المؤسسات نفسها تنفق على الإعلام خارج إطار وزارة الإعلام وتحمّل وزارة الإعلام الخطأ، مؤخراً حتى بالأمس نجد أنه كان هنالك لقاء وورشة تدريبية للإعلام في وزارة النقل والمؤسسة التابعة لها، بالرغم ليس لوزارة الإعلام دخل، ولم نعلم، ولم نشعر حتى بأن هنالك ندوة أو ورشة، تجد هنالك وزارات الآن تريد أن تؤسس قنوات، وزارات تريد أن تبني كذا، خارج إطار الإعلام، لأن البنية الأساسية كانوا يضعون وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية التابعة لها هي فقط واجهة تغني وتطبل للمسئول والموظف يستلم ميزانيته دون حساب ودون رقيب ودون أي شيء، لذلك نحن اليوم نواجه عدواناً، وكل إمكانياتنا نوجهها في مواجهة هذا العدوان، ومن يعمل في الميدان نحن نقدره ومستعدين أن نقدم له قوتنا ونربط على بطوننا وهو يتحرك في الميدان، وهذا شرف، ودون منَّة على أحد، ومن يشتكي فنحن جاهزون لإنصافه، وأنا جاهز لأن أكون في المحاكمة، في المحاسبة، إما عبر القنوات، أو في المحاكم، فمن له مظلمة لديَّ فليأتِ ليأخذ حقه من ظهري، وأنا مستعد أن أنصفه وأكون راضٍ بهذا الإنصاف.


س7/ ما هي المميزات التي ترونها من وجهة نظركم بين الرسالة الإعلامية التي كانت توجه في ظل حكم حكومة السبت وفي ظل حكومة ثورة ال 21 من سبتمبر؟

ج7/ أعتقد بأن الشاشة والصورة والصوت والصحيفة هي تنبئ عن هذه، الرسالة اليوم تختلف، كانت رسالة التطبيل، ورسالة الكذب، ورسالة الدجل هي التي تطغى على الوسائل الإعلامية، لذلك حتى أنني اليوم لا ألوم الكثير ممن أحياناً يشاهد أو يجد –كما ورد في سؤالكم السابق عن الرتابة والأسلوب- لأن البعض لا زالت الصورة الذهنية مرسومة في ذهنيته هي نفس الصورة السابقة، نفس الوجوه، أحياناً نفس الديكور، الأمور لم تتغير، حتى الألوان نفسها، ولذلك مرسوم في ذهنيتهم صورة مشوهة عن الإعلان، لكن نحن اليوم نقول نتحدث عن المضمون بعيداً عن الشكل، بالرغم بأننا في إطار تغيير الشكل، لذلك الرسالة الإعلامية في السابق لم يكن لها هدف، ولم يكن لها قضية، ولم يكن لها أي شيء، تخيّل أستاذي الكريم بأن وزارة الإعلام إلى اليوم منذ أن تأسست لا يوجد لها هيكل تنظيمي، ولا يوجد لديها قانون، ولا يوجد لديها لائحة داخلية، ولا يوجد لديها شيء يمكن أن تعتمد عليه، تعرف منصب الوزير منصب وزير إعلام، لكن المناصب الثانية لا يوجد فيها لوائح ولا يوجد شيء، وكان الأستاذ أحمد حامد عندما كان وزير إعلام في 2017م عمل مشروع لائحة وقدمه وعُورض هذا المشروع في مجلس النواب، ونحن اليوم ما زلنا نتابع بأن يقر هذا المشروع، بالرغم نحن نعمل به وفق هذه اللائحة ونبني عليها ونمضي عليها، نظمت العمل شيئاً فشيئاً بالرغم أنها لم تُقر ولا زالت تُرفض حتى من مجلس النواب ومن مجلس الوزراء، نحن أمام هيكل مهترئ، أمام دولة لم يكن هنالك شيء، وزارة التخطيط نفسها لا يوجد لديها خطة ولا يوجد لديها لائحة، وهي المسئولة عن التخطيط لكل البلد، كل الوزارات، كل المؤسسات كوارث كبيرة جداً، أتينا على تركة مليئة بالفساد من أطراف شعر رأسها إلى أخمس قدميها، لذلك نحن الآن نعمل على قضية انتشال هذا الواقع، سواءً في الواقع الإعلامي أو في غيره، لكن ما يهمنا مثلاً هو الواقع الإعلامي والرسالة الإعلامية، اليوم الصورة، البرنامج، الكتابة، الصحيفة تتحدث، لم يعد الآن خافياً على أحد أن أبسط خطأ يمكن أن يحصل في أي قناة أو في أي صحيفة يسمع به العالم، لذلك هل نجد اليوم أخطاء كما كانت في السابق من الإعلام الرسمي؟ في واقعه، في واقع المضمون، في واقع الرسالة، في واقع الأداء، أم أن هنالك تطور للأفضل؟ وهذا ما يمكن للمستمع وللمشاهد أن يقرأه وأن يسمعه عبر أثير الإذاعات وعبر الصوت والصورة، وعبر الصحف المقروءة كصحيفة الثورة.


س8/ لماذا كثرت الإذاعات المحلية لا سيما التي تخدم الأهداف والمشاريع الناعمة التي تستهدف زكاء النفوس وتقدم الأغاني والبرامج الهابطة ؟ وأين الرقابة عليها والقيود التي تضبط أداءها المنسجم مع الهوية الإيمانية للشعب اليمني؟

ج8/ هذا سؤال مهم جداً، ولذلك فنحن منذ أن تولينا منعنا فتح أي إذاعة جديدة، أتيت على الحاصل، حوالي 36 إذاعة تم فتحها وآخرها كان في فترة الوزير الذي سبقني، إذاعات بالدرزن، وإذاعات تبث الأغاني، الآن نحن عملنا خطوات؛ الخطوة الأولى: منعنا منعاً باتاً إخراج البث خارج إطار أمانة العاصمة، وأغلقنا عدد من الإذاعات، في إب كان هنالك "إذاعة يمن ميوزك" و"إذاعة ألوان" و"إذاعة سمارة" أغاني، وبعضها في الحديدة، وحتى إذاعات تابعة لأحزاب كان قد وصلت إلى الحديدة، منعنا منعاً باتاً، ومن رفض قلنا سنصادر، عملنا الحد الأول؛ أن نمنع خروج البث عن العاصمة صنعاء، إلا أن أي إذاعة تبث لدعم الجيش واللجان الشعبية ورفد الجبهات فمستعدون أن نفتح لها كل الأجواء وكل الأثير؛ لأنها ستعزز من معنويات المقاتلين في الجبهات، لكن أشياء أخرى ممنوع منعاً باتاً ومنعناهم، هذا أول إطار عملناه.

الإطار الثاني؛ جهزنا لائحة لضبط لائحة التراخيص ومنح التراخيص وفق عهود، وفق اتفاقيات، وبدأت الآن تتقدم بطلب تراخيص، ومن أجل أن تحصل على الترخيص لابد أن تلتزم بالضوابط التي أعددناها، والآن هنالك بدأنا عمل الضوابط، وبدأ العمل وفق ضوابط والتزامات.

ولم نستطع أن نحدّ منها من أول يوم، لكن بالتدريج، منعناهم الآن من استخدام بث أي أغاني خارجية كدرجة أولى، الأغاني الخارجية ممنوعة، على الأقل أغاني وطنية، ثانياً: خطوات مراحل، ثالثاً: نحن الآن نلزمهم ببرامج موحدة، مثلاً معك برنامج العدوان وحدنا يبث على كل القنوات في الأسبوع عدة أيام، لديك التزامات، أي تلتزم هذه الإذاعات بالموجهات الصادرة من وزارة الإعلام، أعمال تدريجية، ونحن في صدد أيضاً معالجة الموضوع حتى النهاية، أصبحوا اليوم يعانون، نحن الآن في خطة عمل تنظيم الإعلانات، باعتبار أن الجميع يعلن، وأهم شيء أن يمرر إعلاناً هنا أو هناك من أجل أن يحصل على أنه أعلن، والمسئول أعلن بشكل يحصل على المال، وهذا يضر بالإعلام، نحن الآن نريد أن ننظم هذا الجانب ونعمل.. لدينا لائحة ومشروع قانون، لكن يقف عقبة أمامنا مجلس النواب، ونافذون في مجلس النواب، دخلت إلى مجلس النواب عندما قالوا نريد أن تقف قناة من القنوات وأن تقف ضدها، قلت: أقروا القانون الذي لديكم وأنا أضبط الجميع، أما تريدوا أن أتدخل في شئون أي قناة أو شيء ثم تأتوا أنتم لتقولوا أنت خالفت القانون وخالفت اللوائح؛ أقرّوا القانون واللائحة، فقالوا بعظمة لسانهم: لا يمكن أن نعطيك قانوناً تحاصرنا به؛ لأنهم هم أصحاب إذاعات، وهم أصحاب محلات، وهم أصحاب شبكات، وهم أصحاب شركات، وأصحاب قنوات، وهم من يتكلموا، وهم من حتى يتعاملوا مع العدو أحياناً، يبث لك خطبة السديس من الحرم هنا في صنعاء بالرغم أن هذا منعناه منعاً باتاً، حتى قلنا التلاوة بصوت السديس ممنوع في صنعاء، بدأنا خطوات كبيرة جداً، لذلك تدريجياً نحن نعمل بإذن الله تعالى وفق لائحة، وفق خطة منظمة تدريجية لمعالجة كل هذه الإشكالات.


س9/ أخيراً كيف يمكن أن تتلاقى وتتكامل رسالة العلماء مع الرسالة الإعلامية؟

ج9/ رسالة العلماء هي رسالة مهمة جداً، ونحن نتمنى من الإخوة العلماء ومن رابطة علماء اليمن ومن جميع العلماء أن يكون لهم دور بارز في إيصال الرسالة إلى الجميع، ونحن فاتحون كل القنوات لبرامجهم، لحواراتهم، لندواتهم، أن يأتوا فالباب مفتوح على مصراعيه لهم، ونقول لهم: إذا كنتم تخاطبون مجموعة في مسجد، أو مجموعة في ورشة أو في دورة تعالوا وخاطبوا العالم عبر المنابر الإعلامية، فالقنوات مفتوحة لكم، نظموا أنفسكم ونظموا برامجكم ونحن جاهزون ومستعدون لفتح كل وسائل الإعلام أماكم.


س10/ إذاعة صنعاء يشكون أنهم مظلومون دائماً بالرغم نحن عشنا أيام العدوان ومن أول يوم في العدوان وهذه الإذاعة تبث الحماس وتبث فينا روح الإباء بشكل كبير، برامجها كانت ممتازة ولا زالت، ما الذي يمنع من إعطاء اهتمام خاص لإذاعة صنعاء؟

ج10/ في العام 2021م وضعتُ أمامي الفضائية اليمنية وإذاعة صنعاء؛ وبدأتُ الآن على أساس الاهتمام بإذاعة صنعاء وبالبرنامج العام، أنا الآن لدي مشروع شراء، إذاعة صنعاء دُمرت عليها 14 محطة إذاعية، عملنا إصلاح 4 محطات الآن ووزعناها، أصبح بث إذاعة صنعاء الآن يصل إلى معظم المحافظات اليمنية، اشتريت محطة جديدة بقرابة ثلاثين مليون، بحث لها عن دعم وتمويل وتسلفت أنا سلفة شخصية واشتريت محطة وركبّناها وأصبحت اليوم تبث لكل المحافظات الجنوبية وتصل حتى الساحل وتصل حتى جنوب أفريقيا، وأعدنا تشغيل الموجة المتوسطة WM وبحث العدو عنها في كل الاتجاهات حوالي شهرين، ضرب في كل المواقع وهو يبحث من أين تبث، ولا زالت تعمل بفضل الله سبحانه وتعالى، هنالك عمل؛ الآن لدي مشروع شراء محطتين أيضاً لتوسيع الأثير في إذاعة صنعاء، لديَّ مشروع أيضاً بالتعاون مع جهات لدعم إذاعة صنعاء للموظفين وللكادر الوظيفي في إذاعة صنعاء من أجل أن يعملوا على الارتقاء في عملهم بشكل كبير جداً، لكن ما نعانيه هو شحة الإمكانات، وأحياناً تجد أن الذين يعانوا في إذاعة صنعاء هم أكثر الناس عملاً، وأحياناً يأتي شغلهم في وقت ما هم المعنيين بالمتابعة، نحن في إطار تغيير حتى إداري، لأنه أحياناً يكون هناك معني بالمتابعة لإيجاد إعلانات لإيجاد كذا، فلا يهتموا، نحن الآن في إطار تعزيز النفقات لإذاعة صنعاء بإذن الله تعالى. 

الدلالات: