بيان رابطة علماء اليمن حول الاتفاق السياسي اليمني

نشر بتاريخ: اثنين, 01/08/2016 - 7:55م

بيان رابطة علماء اليمن حول الاتفاق السياسي اليمني

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) والقائل: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) والقائل: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) والصلاة والسلام على رسوله الأكرم ونبيه الأعظم سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين القائل: (لاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً) وبعد:
فإن رابطة علماء اليمن تبارك الاتفاق السياسي بين أبناء اليمن الواحد الذي يأتي في ظروف بالغة الخطورة وشديدة التعقيد، وإذا كانت الظروف الراهنة تستدعي ذلك فإن الشريعة الإسلامية تدعو إلى جمع الكلمة ووحدة الصف وائتلاف القلوب على الدوام وتلك دعوة الله لسائر عباده المؤمنين لتكون الأمة قوية وعصية في مواجهة الأخطار وإفشال كل المؤامرات ومن تلك الأخطار والمؤامرات العدوان السعودي الأمريكي على الوطن الحبيب يمن الإيمان والحكمة.
ورابطة علماء اليمن إذ تبارك هذا الاتفاق السياسي وتهنئ شعبنا اليمني عليه وتعتبره خطوة هامة ومطلوبة في مواجهة العدوان على الشعب اليمني ومقارعة كل التحديات فإنها تؤكد على التالي: 
1- تدعو الشعب اليمني عامة إلى الالتفاف حول هذا الاتفاق المهم ومباركته والحفاظ عليه كمنجز مهم في سبيل مواجهة العدوان والحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.
2- تدعو بقية القوى السياسية على وجه الخصوص إلى المسارعة في المشاركة في هذا الاتفاق كونه لا يلغي أحدًا ولا يقصي أي مكون من مكونات الساحة اليمنية لا سيما وقد ترك الباب مفتوحًا والمجال متاحًا لكل من يريد إن يلحق بركب هذا الاتفاق حتى القوى والشخصيات المنخرطة مع العدوان والمغرر بهم والمخدوعون بوعود دول العدوان
كما تدعو الرابطة كل المكونات السياسية والشخصيات الاجتماعية والعسكرية إلى تغليب صوت الحكمة ومنطق العقل وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الذاتية والأنانية والسعي الحثيث لإيقاف آلة الحرب والدمار الوحشية التي نالت وطالت اليمن أرضاً وإنسانًا وأن من يسعى إلى إطالة أمد الحرب وإفشال كل جهود المصالحة الوطنية ويسعى إلى التحريش بين الناس فإنه شريك في كل قطرة دم تراق على تراب هذا الوطن الطيب ومساهم في كل الجرائم التي ترتكب بحق هذا الشعب المؤمن الأبي العزيز سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اعلاميًا أو بأي شكل كان، فخير الناس من جمع بين كل مختلف وشر الناس من فرق بين كل مؤتلف والله تعالى يقول: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) ويقول سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) والوطن بإذن الله يتسع لجميع العقلاء الحكماء المتحابين فيما بينهم المتعاونين على البر والتقوى.
وعلى الجميع أن يكونوا على قدر عالٍ من المسؤولية ويكفي الشعب اليمني ما ناله من قتل وخراب ودمار على مدى ما يقارب العام ونصف العام وحرب طاحنة على امتداد الساحة اليمنية.
فالله الله في حرمة الدماء والأعراض والأموال والله الله في هذا الشعب الطيب المظلوم المكلوم.
وأخيرًا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجمع كلمة المؤمنين عامة والشعب اليمني خاصة على الحق والتقوى وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يصلح الشأن كله ويرد عنه وعن سائر بلاد المسلمين شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار وأن يختم لنا جميعًا بالإيمان إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.

 

صادر عن رابطة علماء اليمن
بتاريخ 27 شوال 1437هـ

الموافق1/8/2016م