بيان فعالية (في رحاب رسالة الإمام زيد (ع) إلى علماء الأمة)

نشر بتاريخ: أحد, 08/11/2015 - 12:03ص

الحمد لله القائل (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم) والقائل: (لا قدست أمةٌ لا تأمر بمعروفٍ، ولا تنهى عن منكرٍ، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته) صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحابته المنتجبين، وبعد:

فنظراً لما تعيشه الأمة من وضع مأساوي لا تحسد عليه وانطلاقاً من الواجب الشرعي الملقى على عاتق العلماء فإن رابطة علماء اليمن تدعو سائر علماء اليمن وعلماء البلاد العربية والإسلامية إلى وحدة الصف وجمع الكلمة ودعوة الناس إلى أخذ الحيطة والحذر من الدسائس والمؤامرات التي يحيكها أعداء الإسلام والمسلمين وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل، الذين حذر الله منهم بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مخاطباً المسلمين: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض). فالأمة اليوم تخوض حرباً دامية دماؤها وأشلاؤها وساحتها ومالها إسلامي، حرباً لا فائدة منها ولا طائل من وراءها إلا ما يصب في مصلحة أعداء الإسلام والمسلمين حين أطاعوا اليهود والنصارى وأصغوا بآذانهم إلى مشورتهم ونصائحهم واتخذوهم أولياء وبطانة من دون المؤمنين مما أدى إلى هذه الحروب الفاجرة والظالمة التي أتت على كل مقدرات الأمة رجالاً ونساء وأطفالاً وعتاداً وعدة وكل خيرات هذه الأمة. 

وإن من الواجب على العلماء أن يبينوا للناس ما نزل إليهم من الكتاب ولا يكتموا شيئاً مما كلفوا بتبليغه وبيانه للناس، وأن يؤكدوا للناس على حرمة الدماء والأعراض والأموال والمقدسات ووجوب وحدة الصف وجمع الكلمة ونبذ الفرقة والطائفية المقيتة والبغيضة، حتى يكونوا يداً واحدة وصفاً واحداً في مواجهة العدو الحقيقي الذي ذكره الله سبحانه في كتابه بقوله عزوجل: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) وفي قوله سبحانه: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) وفي قوله: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) وفي قوله تعالى: ( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وعلى العلماء أن يحذروا من أن يكونوا آلة في يد العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين أو لساناً له وعوناً على الإسلام والمسلمين من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وألا يزيدوا الطين بلة والفرقة فرقة والشتات شتاتاً من خلال محاضراتهم وفتاواهم وأشعارهم ومقالاتهم، فقد حذر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من زلة العالِم إذ بها يُضلّ كثير من الناس، والعلماء هم ورثة الأنبياء وقدوة هذه الأمة والطريق الموصل إلى الله، فعليهم ان يتقوا الله في هذا المنصب الذي منحهم رب العزة جل وعلا وان يرعوه حق رعايته، وألّا يكونوا أتباعاً لأهواء السلاطين والملوك جرياً وراء المال وطمعاً في الحصول على متاع الدنيا، فقد جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله أنه قال: (خُذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ عَطَاءً، فِإذَا كَانَ رِشْوَةً عَنْ دِينِكُمْ , فَلَا تَأْخُذُوهُ). إن كل قطرة دم تسفك وكل عرض يهتك وكل بيت يُهدّم وكل روعة يصاب بها أبناء المسلمين فإن العلماء الساكتين والراضين بهذه الأشياء عليهم القسط الأكبر من الإثم والتبعة والمسؤولية، وقد هالنا وراعنا ما سمعناه من بعض العلماء الذين يؤيدون العدوان السافر على اليمن وأهله وأباحوا ما حرم الله وهم يعلمون فإنا لله وإنا إليه راجعون. وإننا من خلال مناسبة ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام نؤكد على التالي:

1- ندعو جميع علماء اليمن وعلماء البلاد العربية والإسلامية إلى قراءة رسالة الإمام زيد عليه السلام إلى علماء الأمة والاستفادة منها كونها تبين دور العلماء ومسؤولياتهم وواجباتهم ومكانتهم والدور السلبي لعلماء السوء. 

2- وجوب الوقوف - بالمال والنفس والقول والفعل – ضد هذا العدوان الصلف على الشعب اليمني خاصة وعلى سائر بلاد المسلمين عامة ومحاربة كل أشكال التدخل الخارجي الإقليمي والدولي ويتأكد وجوب المواجهة والصمود في ظل تجييش دول العدوان لمرتزقتها من عدة دول أخرى. 

3- نؤكد على وجوب وحدة الصف وجمع الكلمة وتحريم التحريش بين المسلمين والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن.

4- يبرؤ العلماء إلى الله من كل فكر متطرف يستبيح دماء المخالفين له بغير وجه حقٍ، ويدعون حملته ومعتنقيه إلى مراجعة أنفسهم وتقوى الله، كما يدعون الأمة الإسلامية إلى التنبه إلى خطر هؤلاء ومنبعهم الفكري الذي ينتمون إليه وخطرهم الذي لم يقتصر على فصيل أو حزب أو مذهب أو تيار معين، بل شملت جرائمهم الجميع بلا استثناء. 

5- يؤكد علماء اليمن أنه لا يوجد مبرر شرعي ولا قانوني ولا عرفي لشن هذا العدوان الظالم على اليمن وأهله مهما أضفوا عليه من عناوين كاذبة ومزيفة.

6- يؤكد العلماء على حرمة التعامل مع أي عدو داخلي أو خارجي يريد المساس بأمن واستقرار ووحدة اليمن والأمة الإسلامية قاطبة ونهب خيراتها وثرواتها وأن تعاملاً كهذا يُعدُّ من الخيانة العظمى التي نهى الله عنها وعِلم تحريمها من الدين بالضرورة.

7- يُحمّل علماء اليمن كل دول العدوان وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وأمريكا المسؤولية الكاملة في كل ما لحق بالشعب اليمني من قتل ودمار وخراب وإهلاك للحرث والنسل وإن من حق الشعب اليمني أن يقاضيهم في كل المحاكم المعتبرة.

8- يدعو علماء اليمن كل الشعوب العربية والإسلامية إلى الاهتمام بالقضية الفلسطينية واعتبارها القضية الأولى والمركزية، ويحذرون من الانجرار وراء سياسة التطبيع والقبول بالمبادرات المذلة والمهينة ويؤكدون على وجوب نصرة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة والممكنة أمام ما يتعرض له على أيدي الصهاينة ويؤيدون انتفاضته ويباركونها ويدعون جميع المسلمين إلى دعمها.

وفق الله الجميع ونصر يمننا الحبيب وأمتنا لعربية والإسلامية ورحم الشهداء وحفظ المجاهدين. صادر عن رابطة علماء اليمن فعالية "في رحاب رسالة الإمام زيد (ع) إلى علماء الأمة" بتأريخ 25 محرم 1437هـ  الموافق 7/11/2015م

الدلالات: