توصيات ندوة: أسس الإدارة والرقابة للدولة في فكر الإمام علي عليه السلام

نشر بتاريخ: سبت, 24/08/2019 - 2:47م

بسم الله الرحمن الرحيم
توصيات ندوة: أسس الإدارة والرقابة للدولة في فكر الإمام علي عليه السلام المنعقدة في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالعاصمة صنعاء بمناسبة ذكرى الولاية بتاريخ 23-ذو الحجة-1440هــ الموافق 24-8-2019م
الحمد لله القائل: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) والقائل سبحانه: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ) والقائل عز جل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)  والصلاة والسلام على رسول الله القائل(من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً) صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار الراشدين وبعد:
فنظرا للتراكمات المهولة والإرث الثقيل للفساد المالي والإداري والانحراف السياسي في مفهوم الولاية و بناء الدولة العادلة وغياب مفهوم الإدارة والرقابة وتقييم الأداء ومبدأ النزاهة في مؤسسات الدولة وضياع الكثير من الأموال والطاقات على مستوى اليمن والعالم العربي والإسلامي تقام هذه الندوة تزامنا مع الذكرى التاريخية والإسلامية ليوم الولاية لتكون هذه المناسبة محطة وعي وبوابة تصحيح من خلال تجربة الإمام علي الرائدة والفريدة في بناء الدولة العادلة القائمة على الكفاءة و الرقابة والإدارة والنزاهة والشفافية النادرة والاستثنائية في مرحلة استثنائية ووضعية حرجة من تاريخ الأمة الإسلامية استطاع الإمام علي عليه السلام فيها تصحيح الكثير من النظريات الخاطئة وتقديم المعالجات والحلول وتفعيل المضادات الحيوية القوية والمفيدة لتصحيح تراكمات الفساد السياسي و المالي والإداري وأمام ما تركه الإمام علي عليه السلام من إرث إنساني وإسلامي أقيمت هذه الندوة بعنوان (أسس الإدارة والرقابة للدولة في فكر الإمام علي عليه السلام) وخرجت بالتوصيات التالية:
1-  يمثل الإمام علي عليه السلام مشتركا إنسانيا وإسلاميا ونموذجا فريدا ومتميزا وشاملا في بناء الدولة العادلة ومواجهة الظلم و الفساد بكل صوره وأشكاله.
2-  تعتبر ذكرى الولاية محطة إسلامية جامعة لتقييم الحكم وتقويم الحكام والوزراء وأصحاب الولاية بجميع مراتبها العليا والسفلى.
3-  إذا كانت الأمم المتحدة قد اعتبرت عهد الإمام علي لمالك الأشتر أحد مصادر القانون الدولي فالأمة ونحن منها أحق بأن نجعله من أصول التأسيس لبناء الدولة والحكم الصالح.
4-  ندعوا الجامعات والكليات والمعاهد والتعليم العالي وجميع المؤسسات العلمية والتعليمية للقراءة العلمية والموضوعية لفكر الإمام علي السياسي والتربوي والإداري والرقابي والاستفادة منه في مواجهة الانحرافات السياسية و الاختلالات الإدارية والنهوض بالعمل الرقابي والإداري وعدم التعامل مع إرث وفكر الإمام علي تعاملا مذهبيا وحشره في زاوية ضيقة كما هي رؤية بعض القاصرين.
5-  من الأهمية بمكان مع وجود القيادة الثورية الحكيمة والإرداة الشعبية التواقة للتغيير اغتنام الفرص المتاحة لتفعيل مضامين عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر والقيام بأداء رسالة التوعية والتبليغ بالعودة إلى ذلك النهج المنير لأنه كفيل بإقامة الدولة الصالحة والحديثة والمتحضرة.
6-  ندعوا إلى تبني إقامة مؤتمر عالمي يشترك فيه العلماء والخبراء من عدد من الدول على المستوى المؤسسي والفردي، ويفتح باب المشاركة للأمم المتحدة وتذكيرها باهتماماتها بعهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر ومرتكزات الحكم الصالح.
7-  يجب أن تخضع كافة أعمال وتصرفات الولاة ومسؤولي وموظفي الدولة للرقابة والتقييم والمساءلة حتى تتعزز ثقة الشعب بالدولة ومؤسساتها الحكومية.
8-  يجب أن تنتقل الدولة والحكومة من مجرد الحديث عن عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر وعن العدل والإنصاف والحكم الرشيد إلى ترجمة ذلك بشكل عملي وممارسة في الواقع حتى يشعر بها المواطنون ويلمسوا الفرق بين الوضع السابق والوضع الحالي خصوصا والشعب يقدم التضحيات والشهداء وعانى وصمد وصبر ضد العدوان السعودي الأمريكي من أجل حياة عزيزة وكريمة. 
9-  ندعو السلطة القضائية للقيام بدورها الجاد وتحمل المسؤولية الدينية والتاريخية والوطنية في متابعة قضايا الفساد ومحاسبة الفاسدين. 
10-  تعتبر الموالاة لمن نهانا الله عن موالاتهم والخيانة لله وللشعب والاستغلال للوظيفة العامة من الموجبات المباشرة لإسقاط الولاية والشرعية عن أي موظف في الدولة من أعلى هرم فيها إلى أصغر موظف 
11-  ندعوا جميع مؤسسات الدولة للتعاون الجاد والمسؤول مع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد وعدم الحساسية أو التهرب أو التحايل ووضع العراقيل أمام مهامها النبيلة.

12-  تضمين أجزاء مهمة من ورقة الاستاذ عبد الرحمن المحبشي في المدونة الأخلاقية والمهنية للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
13-  الاستفادة من أوراق عمل الندوة في صياغة المدونة الأخلاقية في الوظيفة العامة والتي تُحمّل وزارة الخدمة المدنية إعدادها في إطار الرؤية الوطنية.
14-  ندعو الدولة إلى اعتماد نظام عقوبات حازم وصارم يعالج التجاوزات والجرائم بمسبباتها وآثارها ويمنع تكرارها معتمداً على الأبعاد الثلاثية للعقوبة البدنية والمالية والمعنوية من خلال تطبيق القانون واسترجاع المال وإصلاح الاختلال الإداري.  
والحمد لله رب العالمين ومنه نستمد العون والسداد والرشاد والتوفيق
صادر عن ندوة: أسس الإدارة والرقابة للدولة في فكر الإمام علي عليه السلام المنعقدة في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالتعاون مع رابطة علماء اليمن
بتاريخ 23-ذو الحجة-1440هــ الموافق 24-8-2019م