الجهاد هو بذل الجهد في سبيل الله سبحانه وجهد كل واحد يتحدد بحسب المجال الذي يمكن أن يخدم فيه وينفع فيه حيث لايقوم غيره مقامه..
والجهاد هو أعمال تكاملية يكمل بعضها بعضاً فالمجاهد الذي هو المقاتل في ساحة المعركة يحتاج إلى مجاهد في جانب الإعلام يبذل جهده لإيصال الرسالة إلى العالم وللوقوف في وجه الهجمة الإعلامية المضادة، كما يحتاج المجاهد المقاتل إلى المجاهد الطبيب الذي يقوم برعايته وعلاجه ولو اقتصر الجهاد على القتال في سبيل الله لوقعنا في مأزق بسقوط أول جريح ولذلك هناك عدة جبهات كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين كان يستخلف على المدينة في غزواته كلها لتأمين الجبهة الداخلية، فقد استخلف الإمام علياً عليه السلام على المدينة في غزوة تبوك ، فالجهاد يحتاج إلى تنظيم وإلى التسليم للمشرفين والقيادة الذين يحددون الشخص المناسب في المكان المناسب فإذا حددوا شخصاً ليكون ثقافياً للمقاتلين في الجبهة تحدد ما قالوا وإذا طلبوا منه أن يظل ثقافياً في المدينة والحارة فعل ما طلب منه.
وعلى العمود الجهاد هو بذل الجهد أي الطاقة وليس بذل الفائض والزائد وعلى الجميع أن يبذلوا كل ما في وسعهم من أجل نصر الحق والدين في وجه الباطل وصدق الله القائل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} ولا ينبغي للإنسان أن يجعل الجهاد على حسب الهوى والمزاج بل ينبغي أن يلتزم بما كلف به وأن يعامل ربه وألا يستقل بدوره الذي يقوم به إذا كان جاداً وصادقاً ومتفانياً ومخلصاً والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير..