ما حكم من يقصر في أعماله بحجة الصيام؟؟

القسم: 
السؤال

يدخل شهر رمضان ويكون لدى بعضهم شهرَ خمول وكسل؛ المرأة تُقصِّر في عملها الأساسي في البيت بحجة التعبد والصيام «والشهر شهر عبادة» ، والرجل يقصر في عمله ويؤخر معاملات الناس يقول: «.. رمضان!! وأنا صايم .. ونوم الصايم عبادة» فما القول الوسط في هذا الشأن؟ أفتونا كفاكم الله مؤنة الدارين؟؟

 

الإجابة: 

الجواب وبالله التوفيق: ينبغي للمؤمن أن يكون أكثر نشاطاً في رمضان بطاعة الله سبحانه، وذلك لا يشكّل عائقاً ومانعاً من نشاط المرأة في بيتها، والقيام بواجبها نحو زوجها وأولادها، ولا مانعاً من قيام الموظف في مجال عمله بما يجب عليه القيام به ، لا سيّما إذا توقفت معاملاتُ الناس على مزاجه وراحة باله ، فهذا لا يجوز لما فيه من إلحاق الضرر بالآخرين، وهذا في حد ذاته ذنب قد يأتي على صيامه فيفسده .. وعلى الإنسان مراعاة الشهر الكريم، ومراعاة إخوانه من المسلمين، فلا يُلْحقِ  الضرر بهم ، ولا الأذية لاسيما وهو يتقاضى على عمله راتباً من الدولة..

ونوم الصائم عبادة لا شك في ذلك لأنه ما نام إلا بعد قيام الليل صلاةً وتلاوة واستغفاراً وذكراً لله تعالى ، وكل ذلك خير ، غير أن قضاء حوائج الناس - سيما المتوقف حصولها عليه كونه موظفاً في الدولة - واجبه ، ولا غنى بالنوافل إذا أضرت بالفرائض ، وكذلك حال الزوجة فيما يجب عليها نحو زوجها وأولادها ، وقد ذكر الطبري في الدر المنثور أن عبدالرزاق قد أخرج عن محمد بن واسع الأزدي قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: «من أعان أخاه يوماً كان خيراً له من اعتكاف شهر» ، وهذا في أمر مندوب فكيف لو كان واجباً وتكليفاً مناطاً به يتقاضى عليه راتباً شهرياً .

وذكر صاحب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل : أن رجلاً جاء إلى الحسين عليه السلام فاستعان به في حاجته فوجده معتكفاً فاعتذر إليه وقال : لولا الاعتكاف لخرجت معك فقضيت حاجتك ثم خرج من عنده ، فأتى الحسن عليه السلام فذكر حاجته فخرج معه لحاجته وكان معتكفاً وقال : لقضاء حاجة أخ لي في الله عز وجل أحب إلي من اعتكاف شهر .

فمن يظن أنه يحرز أجراً بالنوم وهو يحول دون قضاء حوائج الناس وتيسير معاملاتهم فهو مخطئ وليس ماجوراً بل مأزوراً مثبوراً .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .