ترجمة الشهيد العلامة الحبيب عيدروس بن عبدالله بن سميط

نشر بتاريخ: اثنين, 16/04/2018 - 6:29م

ترجمة الشهيد السعيد العلامة الحبيب عيدروس بن عبدالله بن سميط

نسبه:

هو السيد الشريف عيدروس بن عبدالله بن علي بن محمد بن سميط باعلوي وينتهي نسب أسرة آل سميط للسيد محمد (سميط) المتوفى بتريم سنة 977هـ بن علي الشنهزي بن عبدالرحمن بن أحمد بن علوي بن الفقيه أحمد بن عبدالرحمن بن الإمام علوي (عم الفقيه) بن الإمام محمد صاحب مرباط بن الإمام علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن الإمام المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى النقيب بن محمد جمال الدين بن علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام أمير المؤمنين علي وابن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

أسرته:

تعد أسرة السادة آل سميط من أسر العلم والدعوة والفضل ليس في اليمن أو حضرموت فقط فلها دور كبير في العلم والتعليم والدعوة إلى الله في أصقاع بعيدة ودول عديدة سواء في إندونيسيا أو مليزيا أو شرق أفريقيا(تنزانيا ، جزر القمر ، كينيا ، الصومال) .

ومن أعلام هذه الأسرة المباركة  الحبيب العارف بالله الإمام أحمد بن عمر بن سميط المتوفى بشبام سنة 1257هـ والذي قام بأدوار تاريخية عظيمة منها تأسيسه أول بنك إسلامي في اليمن ويعده الحبيب عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف أول بنك في للمسلمين على الإطلاق فيقوم بحركات المضاربة والإتجار والتحويلات بعيداً عن المعاملات الربوية أو المشبوهة وقام لهذا المصرف فروعاً على ممر القوافل ابتداء من مدينة شبام التي هي المركز السوقي للتجارة في وادي حضرموت حتى ميناء الشحر على بحر العرب الذي كان ميناء حضرموت الرئيسي في حينها وكان همه الدعوة في البوادي وهو أول من أنشأ مدارس لتعليم الفتيات على مستوى الجزيرة العربية لإعداد المرأة المسلمة العالمة الواعية المربية .

ومنهم الحبيبين الإمامين الحبيب أحمد بن أبي بكر بن سميط ونجله الحبيب عمر بن أحمد بن سميط مفتي زنجبار وقضاتها ويعد الحبيب عمر بن أحمد المذكور من أعلام شرق أفريقيا على الإطلاق في العصر الحديث وتضع دولة جزر القمر صورته على عملتها .

ولسنا بصدد ذكر أعلامهم فهم كثر ولهم أدوار ومهام  عديدة في القضاء والإفتاء والتعليم والدعوة والإرشاد يحتاج كتب لبسطهم وذكرهم.

 

ميلاده ونشأته:

ولد بمدينة تريم سنة 1355هـ في حوطة الإمام عمر المحضار بن عبدالرحمن السقاف وفي بيت العلم والورع والتقى والزهد فكان والده إماماً لمسجد الإمام عمر المحضار الشهير بمئذنته الشامخة والتي تعد أطول مئذنة طينية في العالم وبيتهم لصيق هذا المسجد  المبارك يتوارث المتأهل منهم إمامة الصلاة فيه .

فنشأ رضوان الله عليه في تلك الرحاب وتلقى تعليمه الأولي في كتاب التعليم شأن بني جيله  فحفظ كتاب الله تعالى في سن مبكرة.

تلقيه وأخذه العلمي:

كانت مدينة تريم في حين نشأة الفقيد رضوان الله عليه زاخرة بالعلم والعلماء والعرفاء والصلحاء وكان العصر الذهبي لرباط تريم الذي كان يعد بحق ( أزهر حضرموت) ويتزعم الدرس فيه الإمام الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري فأخذ عن أكابر شيوخ تريم وعلمائها كالحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب الدين وابنه الحبيب محمد والعلامة النحوي الحبيب عمر بن علوي الكاف والعلامة المحقق الأستاذ محمد بن أحمد الشاطري والحبيب محمد بن سالم بن حفيظ والشيخ سالم سعيد بكير باغيثان والشيخ فضل بن عبدالرحمن بافضل وغيرهم من علماء تريم وصلحائها.

فارتبط بكتاب الله منذ نعومة أظفاره كما هي حال تريم ومساجدها وأهلها فكان ملازماً بشكل يومي للحزب( وهو مجلس قراءة القرآن) ويختم في كل أسبوع ويقرأ في مسجد المحضار بحضرة الإمام الحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب الدين فكان حليف القرآن وحليف المسجد.

وتلقى علوم العربية من نحو وصرف وبيان ومعاني وبديع وعلم الفقه الشافعي بمتونه المعروفة في الدرس عند كبار لعلماء في رباط تريم ومجالسها العلمية التي خرجت أساطين العلوم.

وتلقى عن والده علوم الطب العربي والفلك وهم أسرة تشتهر بالرقية الشرعية والعلاج الشعبي منذ أكثر من ثلاثة قرون مع ورع حاجز وعلم راسخ خدمة ونفعاً وحسبة للمسلمين وكما قال العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في تأبينه: ( إن لم يكن رقية الحبيب عيدروس بن سميط هي الرقية الشرعية فلا رقية شرعية على وجه الأرض).

حالته الإجتماعية :

تزوج عند أسرة السادة آل الكاف ابنة  المربي والأديب والشاعر جمل الليل بن أحمد الكاف   وله من الأبناء ثلاثة ذكور هم أبوبكر ومحمد وعلي .

صفاته :

فيه صفات أهل القرآن حقاً التواضع ولين الجانب مع الصغير والكبير والخشوع  في العبادة وحسن الخلق على مسلك نبوي وأدب إيماني عالي لا ينشغل إلا بنفع الناس أو خدمتهم وجبر خواطرهم وبمجالس العلم والتعليم ومجالس القرآن والذكر لا يعرف في حياته سوى هذه الأمور من الميلاد إلى الاستشهاد.

استشهاده:

في يوم الجمعة الموافق الرابع عشر من جمادى الآخر سنة1439هجرية صلى الصبح إماماً للجماعة في مسجد المحضار ثم صعد إلى منزله المجاور للمسجد المبارك وفي الساعة السابعة صباحاً وهو جالس على سجادة صلاته ذاكراً لله تعالى يتهيأ لصلاة الضحى يقرع باب منزله برجل وآخر متنكر بزي نسائي بدعوى القراءة عليهم من قبل الحبيب فرحبوا بهم للدخول واستأذنهم الحبيب عيدروس لأداء صلاة الضحى ووقت سجوده بين يدي الله تعالى استخرجوا أسلحتهم النارية فاطلقوا الرصاص عليه من الخلف فسقط رضوان الله عليه متشحطا بدمه الطاهر مسبحاً  تسبيح السجود فائزاً  بلقاء الله نفساً طاهرة زكية شهيداً مظلوماً محتسباً له في سلفه وجده أمير المؤمنين ويعسوب الدين أسوة في ضربة أشقى الآخرين له وهو ساجد.

وقد شيعت جنازته من منزله بساحة المحضار المباركة نحو جبانة تريم حيث صلي عليه مصحوباً بالذكر الشريف والتقديس والتمجيد بجمع جنائزي مهيب وحاشد غص بالجموع قاع بشار ثم وري الثرى نقيا طاهرا إلى جوار أبائه وأسلافه في مقبرة زنبل عصر السبت 15/جمادى الاخرة/1439هـ .

وقد اهتزت اليمن كلها لفجيعة مصابه بعلمائها وقادتها وإعلامها ووصل صدى استشهاده كل أصقاع المعمورة ورثي ونعي بكل اللغات .

فهنيئاً لك لقيا جدك أمير المؤمنين ووالدك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وشفاعته يا سيدي عيدروس وإلى جوار أمك الزهراء وجدك سيد الشهداء الحسين صلوات الله وسلامه عليكم وعلى أرواحكم  وأبدانكم و دمائكم وعلى قتلتكم وظالميكم لعائن الله والملائكة والناس أجمعين ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ وقال تعالى : ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾.