رابطة علماء اليمن تقيم ندوة بعنوان ( الإمام علي فاتح خيبر وشهيد المحراب )

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 20/06/2017 - 10:25م

أقامت رابطة علماء اليمن عصر يوم الثلاثاء بتاريخ 25 رمضان 1438هـ الموافق 20/ 6 /2017م بجامعة اقرأ ندوة ثقافية بعنوان (الإمام علي فاتح خيبر وشهيد المحراب ) ..
 وقد اشتملت الندوة على ورقتين وكلمتين، بالإضافة إلى ورقة ثالثة وزعت على الحضور. . والتي كانت من إعداد الأستاذ محمد قاسم المتوكل ، تحت عنوان : ( الإمام علي بين خوارج الأمس وتكفيري اليوم ) .. واختتمت الندوة بالتوصيات المطلوبة من رابطة علماء اليمن ..


كانت الورقة الأولى للأستاذ العلامة / عبدالله عامر ..عنوانها :( الإمام علي قدوة الشهداء ) .. 

 وقد ابتدأ ورقته بالتأكيد على أن الإنسان لا يمكن أن يوفي الإمام علياً حقه مهما تكلم لأن الإمام علياً حاز أخلاق رسول الله ، بل كاد أن يكون نسخة طبق الأصل لرسول الله إلا النبوة ..
ثم تطرق إلى الجانب الجهادي للإمام علي "ع" .. والذي يتمثل في ثلاث مراحل : 
 - المرحلة الأولى : جهاده بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حين وفاته صلى الله عليه وآله وسلم .. وقد أشار فيها إلى مواقف الإمام علي البطولية ، وجهاده المشهور.. والتي صارت أشهر من نار على علم ، إذ نقلها المؤرخون نقلاً متواتراً .. حتى أن المؤرخين ذكروا موقفاً فدائياً حدث لعلي في طفولته فداء لرسول الإسلام .. وذلك ما رواه الإمام أبو طالب : كان ينام رسول الله في مكانه المخصص لمبيته / وينام علي أيضاً في مكانه .. فيأتي أبو طالب وينقل مكان رسول الله إلى المكان المخصص لعلي وينقل علياً إلى مكان رسول الله حفاظاً على رسول الله .. فقال علي لأبيه أبي طالب : يا أبتي إني مقتول ذات ليلة .. فرد عليه أبو طالب : 
اصطبر يا علي فالصبر أحجى .. كل حي مصيره لشعوب 
بلوناه والبلاء شديد .. لفداء النجيب وابن النجيب 
 ثم ذكر موقفاً آخر للإمام علي حدث له في بداية الإسلام: وذلك في اليوم المعروف في كتب أهل البيت : "بالجار يوم الإنذار" عندما نزل قول الله تعالى : ( وانذر عشيرتك الأقربين ) .. 
 وقد دعا رسول الله فيه عشيرته إلى الإسلام، وجعل لهم مقابل ذلك قوله: أيكم يكون وزيري على أمري هذا على أن يكون أخي ووليي ..فأحجم القوم ولم يردوا عليه .. فقال علي : وإني لأحدثهم سناً وأحمشهم ساقاً وأعظمهم بطناً وأصغرهم سناً وأحمصهم عيناً : أنا يارسول الله .. فقال رسول الله : إن هذا اخي وزيري فاسمعوا له وأطيعوا .. 
 كما ذكر موقفاً آخر يدل على شجاعته : وذلك حينما بات في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الليلة التي هاجر فيها رسول الله إلى المدينة .. وقد بات علي في فراش رسول الله وهو لايدري : أيعيش أم يموت شهيداً في تلك الليلة .. 
ثم تطرق إلى المواقف البطولية للإمام علي  في غزوات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مثل بدر وأحد ، والذي كان له دور بارز فيهما ساعد في نصرة الإسلام .. بالإضافة إلى غزوة الأحزاب .. والذي أخذ الإمام علي بزمام الموقف كله .. وذلك حين برز لعمرو بن ود حين أحجم الصحابة كلهم عن مواجهته .. وكان رسول الله يقول في ذلك : من لعمر وأنا ظمين له بالجنة ، فكان علي يقول : أنا يا رسول الله .. فقال رسول الله في موقف علي هذا عندما برز لعمرو : ( برز الإيمان كله للشرك كله ) .
 ثم ذكر موقفاً آخرا للإمام علي .. وذلك عندما عجز المسلمون أن يفتحوا خيبر رغم كثرتهم .. فقال رسول الله حديثه المشهور : ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله / كرارٌ غيرُ فرار ) .
 ثم تطرق عامر إلى المرحلة الثانية من مراحل جهاد الإمام علي : وهي من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن آلت إليه الخلافة .. وقد أشار: أن هذه المرحلة لابد وأن تكون محط اهتمام الباحثين والدارسين لأنها مرحلة أطول من المرحلة التي كانت مع رسول الله ، إذ بلغت 25سنة .. وقد كانت مرحلة جهادية .. لكنها بطريقة مختلفة عن سابقتها .. 
 ثم تطرق إلى المرحلة الثالثة : وهي من فترة توليه الخلافة إلى أن استشهد .. وقد امتطى الإمام علي صهوة جواده بعد أن تركه لمدة 25 سنة .. وقد كان جهاده في هذه المرحلة لا تقل شأناً عن المرحلة الأولى .. وقد واجه الإمام علي فيها الذين بغوا ونافقوا من طوائف الإسلام .. وذلك لتصحيح المسار الإسلامي المختل من فترة وفاة رسول الله إلى فترة خلافته .. 
 وقد ختم ورقته بالإشارة إلى أن المجاهدين اليوم الذين يقفون في وجه العدوان قد أشربوا ثقافة الإمام علي .. ولذا فهم يقفون بشجاعة وصلابة أمام ذلك العدوان المتغطرس .

 


ثم تأتي الورقة الثانية للأستاذ العلامة / طه الحاضري .. والتي كانت بعنوان : ( فاتح خيبر شهيد محرابه) . 

وقد اشتملت ورقته على ثلاث محاور : 
 - المحور الأول : النظرة المتوازنة إلى الإمام علي "ع" .. وقد أشار في هذا المحور إلى حديث رسول الله : ( هلك فيك اثنان : محب غال ومبغض قال ) .. 
 وقد تأسف أن هناك من يركز على المبغض القال ولا يتعرض لذكر المحب الغال ،وكأن العدو يريد أن يجرنا إلى ذلك المربع حتى لا يعرف الناس ولاية الإمام علي 
 "ع" .. ثم أشار إلى الحديث السابق : من أن رسول الله بدأ "بالمحب الغال" .. وذلك لأن الحقيقة أن هناك غلو في الإمام علي في بعض الطوائف الإسلامية كمن يقول : بالولاية التكوينية : من أنه يعلم الغيب ، ويتحكم في ذرات الكون ويحيي الموتى .. وماشاكلها من الأقوال .. كما يتكلمون عن بطولاته ومواقفه بنوع من الخرافات والأساطير .. حتى ضيعوا المطلوب وحجزوا الناس عن الإنتماء إلى الإمام علي "ع" .. وفي نفس الوقت : هناك من يقلل من شان الإمام علي وينكر فضائله ، وينزعج من ذكره ، ويتهم من يحبه بالمجوسية والرفض والكفر وغيرها .. وبالتالي فهاذان الصنفان يستويان في الهلاك لأن رسول الله ساوى بينهما في حديثه .. 
 ثم تطرق إلى علامة الحب الصادق والحقيقي للإمام علي .. والذي وضحها رسول الله بقوله : ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) .. فالإيمان هو الذي يولد حب الإمام علي .. فليست القضية مرتبطة بالإنتماء المذهبي من كونك زيدياً أو شيعياً ، وكذلك الفاسق المدعي لحب الإمام علي : لا يكفي مجرد قوله : إنه يحب الإمام علياً مع تقصيره وعدم التزامه .. وبالمقابل فإن الملتزم بالصلاة والزكاة ونحوها لا يسمى مؤمناً مع بغضه للإمام علي لأن علامة الإيمان وهو حب علي منتفية منه .. وبالتالي فإن حب الإمام علي : سلوك عملي وحركه عملية .. 
 وقد أشار إلى أنه لابد علينا أن لانفهم الحديث فهماً طائفياً : فمن يحب الإمام علياً فهو مؤمن وإن قدم الخلفاء الثلاثة عليه وبالتالي لا يصح أن نصفه بالنصب ، وكذلك من يقدم الإمام علياً على الخلفاء الثلاثة فإنه مؤمن ولا يصح أن نصفه بالرفض .. 
ثم تساءل بعد ذلك بقوله: هل نتعصب للإمام علي بمجرد ذكره.. 
 وقد أجاب بقوله : في الحقيقة كان فضل الإمام علي عبارة عن مواقف ، وقد علق عنها القران وكذلك النبي من باب الإخبار بالواقع وليس من قبيل المجاملة .. ويكفي مثالاً على ذلك : موقفه يوم الأحزاب ، ورجوع الصحابة إليه إذا أشكل عليهم أمر .. وبالتالي فنحن مقصرون في ذكره لا متعصبون.. 
 ثم أشار إلى أن ذكرنا لعلي ليس تنقيصاً للصحابة كما يتوهم البعض .. ووضح ذلك بقوله : إن قولنا : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين لايعني الإساءة إلى بقية الأنبياء لأنهم جميعاً فضلاء ، لكن رسول الله أفضل ، وبالمثل فإن قولنا : الإمام علي "ع" أفضل الصحابة لايعني الإساءة إلى الصحابة ، لأنهم فضلاء ، لكن الإمام علياً أفضل بمواقفه التي تميز بها عليهم جميعاً .

وبعد ذلك تطرق العلامة الحاظري إلى المحور الثاني : ضرورة إحياء استشهاد الإمام علي "ع" على مستوى الأمة ..
وقد نوه إلى أن قائلاً سيقول  : حمزة بن عبدالمطلب استشهد ، وكذلك سبعون من صحابة رسول الله .. فلماذا لا تحيون ذكرى استشهادهم ..
وقد أجاب بقوله : هنا المسألة مختلفة .. وذلك لاعتبارات: 
1- أن رسول الله أخبر باستشهاد الإمام علي في حياته ، وأخبر بما سيحدث لعلي .. 
2- حمزة قتل في معركة  .. وهذا شيء طبيعي ليس مستغرباً بالنسبة لمن يقتل في مسجد بعبوة ناسفة مثلاً ..
3- الإمام علي له علاقة بواقعنا .. وذلك أن الإمام علياً قتل من شخص يدعي الإسلام ، كما أنه قتل بتهمة الكفر .. وهذه القضايا موجودة في واقعنا اليوم .. كما يفعل داعش والتكفيريون اليوم ..
 وبالتالي فمن المفترض أن تحيي الأمة بمختلف طوائفها ذكرى استشهاد الإمام علي .. وذلك لأن التكفير لا يفرق بين أحد ، بدليل أن أكثر ضحايا التكفير هم من أهل السنة كما تشير الإحصائيات .. 
ثم أشاربعد ذلك إلى أسئلة ملفتة تتعلق باستشهاد الإمام علي .. ومنها : 
- أين استشهد : في المحراب .. وهو في حالة سجود أثناء الصلاة .. 
- متى حدثت الجريمة : في رمضان ، وفي بداية العشرالأواخر منه .. 
- كيف حدثت الجريمة : بالغدر .. 
 - دوافع الجريمة : الإعتقاد إن الإمام علياً كافر – رغبة الزواج من قطام – حرص معاوية على التخلص من علي ..
 - من قاتله : عبدالرحمن بن ملجم .. من يدعي الإسلام ..

ثم تطرق بشكل سريع إلى المحور الثالث : الإمام علي وتوحيد الجبهة الداخلية في العالم الإسلامي .. وأشار من خلال ذلك إلى عدة عناوين لابد من دراستها : 
- الإشكال الذي حصل في الخلافة بعد رسول الله ..
 - دراسة موقف الإمام علي لمن تقدمه في الخلافة .. باعتبار أن الأعداء يضربون على وتر الدفاع عن الصحابة .. وذلك من خلال : 
 - كيف تعامل الإمام علي مع من تقدموه ، وكيف حاججهم ، وكيف شرح مظلوميته من دون أن يعاديهم ولم يسبهم أو يتبرأ منهم ، بل نصحهم وأشار عليهم .. 
- حضور الإمام علي الجمع والجماعات في عهدهم .. 
 ومن خلال ذلك : علينا أن نلتزم بموقف الإمام علي .. لأن فعله هو الفصل .. ولا يصح أن نقفز عليه .. 
 وقد ختم ورقته بأهمية دراسة موقفين : موقف الإمام عبدالله بن حمزة ، وموقف المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله من الصحابة .. وبالتالي ستتوحد الجبهة الداخلية ، فيكون يوم القدس يوماً عالمياً ليس محسوباً على طائفة كما يريده العدو .


• ثم تأتي كلمة القاضي العلامة / محمد عبدالله الشرعي .. وقد اقتصرت كلمته على فهم حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خيبر ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) .. 
 ثم بدأ شرحه للحديث من خلال التنويه إلى أن قائل الحديث : هو أفضل الخلق ، وأفصح العرب .. بالإضافة إلى تعلقه بالوحي .. كما قال الله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ..
 ثم وضع تسائلاً : هل محبة الإمام علي لله المذكورة في بداية الحديث بوابة النصر أم أن هناك ترقٍ إيماني آخر ؟ 
 وقد أجاب بقوله : عندما تكتمل المحبة عند الإمام علي فهذا يدل على أن الإيمان العملي والأخلاقي والسلوكي قد اكمل لديه .. وبالتالي يكون الإمام علي قد تجاوز كل درجات الإيمان من الإخلاص في إسلامه ، والإيمان والولاء لله ولرسوله ، وفي كل جزئيات الأخلاق وتزكية النفس ، وكذلك الفهم والعلم والعمل به ، والفقه والحكمة والإنفاق ، وكذلك الجهاد بكل أنواعه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحب في الله والبغض لله في جميع أحواله وظروفه .. وبالتالي يكون الإمام علي قد وصل إلى الإيمان بعد أن تجاوز هذه الأشياء .. ولا يمكن لأحد أن يصل إلى الدرجة التي وصلها الإمام علي .. 
 وهنا لما علم الله ثباته على هذه المحبة أخبر النبي بها في خيبر تعبيراً عن المستوى الذي وصل إليه الإمام علي "ع" .. 
 وقد أشار إلى أن كل أخلاقيات الحياة ستجدها عند الإمام علي من العلم والعمل والتعاون مع الآخرين في الإيثار ، في الترقي الإيماني ، في العقل .. وغيرها من أخلاقيات الحياة .. 
 ثم تطرق إلى أن الله ورسوله لا يمكن أن يحبا إلا من كان مستحقاً ومؤهلاً لهذه المحبة التي ليس فيها خطيئة ولاحبٌ للنفس ولا للغريزة الشهوانية بقدر ما يحب الله سبحانه ولا يؤثر عليه أحدا .. 
ثم لفت القاضي الشرعي إلى أن الأحاديث الواردة في الإمام علي"ع" لا تخلو من ثلاث مسائل : 
4- القضية الإيمانية 
5- حكم تشريعي 
6- رسم منهج وهداية 
 ثم قال بعد ذلك : إننا اليوم لا يمكن أن ننتصر على اليهود إلا إذا كنا على منهج الإمام علي في النية والإعتقاد ، وفي المحبة لله ورسوله .. وبالتالي عندما ابتعدت الأمة عن منهج الإمام علي بقيت في صراع مع أهل الكتاب سواء كانوا من الداخل أو الخارج .. 
 وقد ختم كلمته بقوله : إن حب الإمام علي واجب على كل مسلم يحب الله ورسوله .. وبالتالي يجب أن لا نقصر في نشر فضائل الإمام علي"ع" ، لأن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تنهض إلا عند نشر فضائل وأحكام ومناهج عظمائها .


• ثم تأتي كلمة مسك الختام للسيد العلامة شمس الدين شرف الدين رئيس رابطة علماء اليمن ومفتي الديار اليمنية .. 

 وقد استهل كلمته بإلقاء الشكر للقائمين على هذه الندوة والمنظمين لها لأن هذه المناسبة تعتبر من إحياء شعائر الله وربط الناس برموزهم ..
 ثم أكد بعد ذلك : أن الإنسان لا يمكن أن يفي بحق الإمام علي مهما بالغ في إطراءه .. ويكفي الإمام علياً ما قاله أبن عباس : ما نزلت آية فيها "يا أيها الذين آمنوا" إلا كان الإمام علي على رأسها ، ويكفيه أنه مِن رسول الله بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده ، ويكفيه أنه ورد في حقه مالم يرد في غيره .. حتى قال القائل : 
جمعت فيه وفيهم فرقت .. فلهذا فوقهم كان عليا 
 ثم أشار إلى أن من يحب الإمام علياً لا يحبه لشخصه لأنه لحم وشحم ، ولكن لما يحمله من المعالي والمُثُل التي جاء بها النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. 
 ثم قال : محبتنا للإمام علي تأتي في إطار محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتأتي في إطار المحبة لله والولاية لله .. وفي الحقيقة هذا عين التوحيد عندما لا يحب المرء إلا لله ..
 ثم تطرق إلى يوم القدس العالمي .. وذلك لأن المتكلمين لم يتطرقوا إلى هذا الموضوع .. ثم وضع تسائلاً : ما هو الرابط بين يوم القدس العالمي واستشهاد الإمام علي ؟ 
 وقد أجاب بقوله : قد يكون من الصعب الربط بينهما ، لكن عند التأمل يجد الإنسان رابطاً جلياً وواضحاً بينهما من حيث أنه لا يمكن أن يسترد المسجد الأقصى والأراضي المغتصبة من أيدي اليهود والصهاينة المغتصبين إلا إذا سلك الناس ذلك المنهج الذي سلكه الأحرار وفي مقدمتهم الإمام علي بن أبي طالب .. حتى وإن بقي الصراع آلاف السنين .. 
 ثم قال : وها نحن نرى اليوم حركات التطبيع الخفية منها والظاهرة مع الكيان الصهيوني الغاصب .. وآخرها انعقاد ما يسمى بمؤتمر الرياض الذي حضره أكثر من خمسين زعيماً عربياً وإسلامياً .. وبقيادة من ؟ بقيادة ترامب رأس الكفر والنفاق .. وكيف حَرَفوا بوصلة العداء .. والذي كانت لابد أن تتوجه إلى الكيان الصهيوني الغاصب ، لكنهم وجوها إلى إخوانهم الشرفاء الأحرار المقاومين كحزب الله وحركة حماس والدولة الإسلامية في إيران وكل حركات المقاومة .. وهذا من المفارقات والعجائب .. 
 ثم زاد إيضاحاً على ذلك : أن النبي ذكر علامات النفاق .. منها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ، وإذا خاصم فجر .. وهذا الحديث لو طبقناه على واقع اليوم لوجدناه فيمن يحمل هذا المشروع .. يعني أن المنافقين اليوم ينحدرون من منافقي الأمس في عهد الإمام علي ولم يحيدوا عنهم قيد أنملة ، وقد سار بنفس المنهج ونفس الأسلوب في المكر والدهاء والخبث ، وكذلك في موالاة اليهود والنصارى ..
 ثم أشار بقوله : عندما نتحدث عن الإمام علي نتحدث كعامل مهم في معرفة المؤمن من المنافق .. وذلك لحديث رسول الله : ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) وقد ورد الحديث بصيغة الحصر والقصر .. 
 ثم ذكر العلامة شمس الدين : أننا لو تتبعنا علامات النفاق لما وجدناها إلا في هؤلاء وإن ادعوا حبه رضوان الله عليه .. منها قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض .. ) إلى قوله تعالى ( فترى الذين يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ) .. ولو طبقنا هذه الآية لوجدناها تتمثل في أولئك الذين ذهبوا إلى أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا من أجل أن يحافظوا على كراسي ملكهم .. ومن هنا لو أضفنا العلامة الثانية المتمثلة في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " .. للاحظنا أن الذين يسارعون في موالاة اليهود يبغضون الإمام علياً .. فبالتالي: العلامتان متلازمتان جليتان على مر الزمان .. 
 وقد لفت إلى أن الأحداث تتكشف ، والأقنعة تتكشف يوماً فيوماً بما يزيدنا يقيناً ونعرف الحق من الباطل والصحيح من السقيم .. وبالتالي نعرف من نوالي ومن نعادي ، ومن نقاتل ومن نسالم .. 
 ثم أشار إلى : أن اختيار آخر جمعة من رمضان يوماً عالمياً للقدس كان اختياراً موفقاً ، لأنها تلفت الأنظار إلى مظلومية الشعب الفلسطيني .. ومن هنا دعا الذين يحاربون اليمن بدعوى الشريعة أن يتوجهوا لإعادة الشرعية للقدس المغتصبة ، وللملايين الذين هجروا من أراضيهم .. كما وجه ذات الدعوة إلى أصحاب السمو الذين يدعون حماية البيت الحرام .. كما نوه أن قادة الخليجيين مازالوا يثقون بالبيت الأبيض ويعقدون معه الصفقات المختلفة مع علمهم بعداوة ترامب لهم ، ولو كانوا يحبون الحق لأحبوا أهله ..
 وقد ختم كلمته بقوله : إن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تسترد الحقوق المغصوبة ، وتخلص نفسها من هذا الذل ، وتعيد لها مكانتها حتى تسير على منهج الإمام علي "ع" ، وتحمل نفسيته ، بعد أن تواليه الولاء المطلق .. كما أوصى بجمع الكلمة ، وتوجيه بوصلة العداء إلى جهتها الحقيقة ، والبعد عن الحزبية والمناطقية بأن يكون الولاء لله ورسوله ..

• وقد تعقب كلمة السيد العلامة شمس الدين شرف الدين خمسُ مداخلات ..


وبعدها اختتمت الندوة بالتوصيات المطلوبة .. هذا نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى القائل: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لايرجع حتى يفتح الله على يديه. صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار ورضي الله عن الصحابة الأخيار من المهاجرين والأنصار وبعد.. 

فقد أقامت رابطة علماء اليمن ندوة بمناسبتي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام أمير المؤمنين وإمام المتقين الذي قتل بسيف الغدر والخيانة المحسوب على الإسلام وليس من الإسلام في شيئ كان قاصمة الظهر وفاجعة الدهر وبداية لبزوغ نجم الفكر التكفيري الذي أهلك الحرث والنسل واستباح الحرمات وحرف الآيات وخدم سلاطين الجور وملوك الطغيان في التخلص من القادة المصلحين والأعلام الصادقين والهداة الناصحين عبر مئات السنين و وكذلك بمناسبةيوم القدس العالمي الذي يطل علينا يوم الجمعة القادمة آخر جمعة من رمضان ليذكرنا بأن مقدساتنا في أيدي اليهود وأيدي أتباع اليهود وأن واجب الشعوب هو النهوض لتحرير المقدسات وحماية الأنفس والأعراض والثروات من عبث العابثين من الغزاة والمحتلين وأتباعهم من رموز العمالة المرتهنين عبيد العبيد وبعد عرض أوراق العمل خرج المجتمعون بالتوصيات التالية:-

1- تعتبر الرابطة مناسبة استشهاد الإمام علي عليه السلام محطة هامة لأخذ الدروس والعبر ومعرفة خطورة الخطاب التكفيري الهدام الذي ورثه خوارج اليوم من خوارج الأمس الذين أورثوا الأمة الخبال والهوان وشوهوا صورة الدين الحنيف وأساؤو إلى رمزه وأسوته الأولى النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 

2- تدعوا الرابطة وزراة التعليم العالي والبحث العلمي والجهات الأخرى ذات العلاقة إلى إنشاء مراكز دراسات وأبحاث علمية تتحمل مسؤولية مواجهة ومعالجة خطاب التكفير والتضليل ومحاصرته والحد منه.

3- تدعو الرابطة وزارة الأوقاف والإرشاد إلى مراقبة ومحاسبة الدعاة والخطباء والمرشدين والمرشدات المتبنين لخطاب الكراهية والفرقة وتدجين الناس لا سيما الشباب وتدعوها إلى القيام بتأهيل خطباء ودعاة يحملون هم الإسلام الجامع والوطن المظلوم والمعتدى عليه والمحاصر من قبل النظام السعو صهيوني .

4- تعتبر الرابطة إحياء ذكرى استشهاد الإمام فرصة لقراءة التاريخ من جديد بكل تجرد وعدم الانحياز لأي طائفة إلا للحق لإحقاق الحق وإزهاق الباطل.

5- تؤكد الرابطة على أن المسجد الأقصى المبارك معلم إسلامي ورمز ديني لا يجوز التنازل عنه ولا عن شبر من الآراضي الفلسطينية المحتلة. 

6- تدعوا الرابطة الشعب اليمني وجميع الشعوب العربية والإسلامية إلى الخروج الكبير والمشرف في يوم القدس العالمي للتعبير عن الرفض المطلق لما تتعرض له القضية الفلسطينة من مؤامرة التصفية من بوابة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب. 

7- تعتبر الرابطة التقارب السعودي الخليجي مع الكيان الصهيوني الغاصب خيانة عظمى وتولي صريح يحرمه القرآن تحريما قطعيا قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين).

8- تدين الرابطة المجازر البشعة التي أرتكبها العدوان السعودي الصهيو أمريكي في أقدس الأيام العشر الأواخر من رمضان في سوق شدا وفي غيره من مناطق محافظة صعدة وسائر المناطق اليمنية وتحث جيشنا الباسل ولجاننا الشعبية المناضلة وقوتنا الصاروخية على الرد المزلزل الذي يكفل ردع المعتدين عن الاستمرار في عدوانهم

9- تؤكد الرابطة على حق الشعب اليمني المعتدى عليه في الدفاع عن نفسه ووقوفه في وجه العدوان الغاشم الذي تقوده قوات التحالف بقيادة السعودية تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس أمنها الفاجر الغادر المستهتر والمتاجر بكل القيم الإنسانية وتدعو الشعب اليمني إلى جمع الكلمة ووحدة الصف والقيام بواجب الدفاع المقدس عن عزة وكرامة الشعب اليمني.

أخيرا: تدعوا الرابطة الشعب اليمني إلى التراحم والتكافل الاجتماعي لا سيما في هذه الأيام المباركة كما تدعوهم إلى اغتنامها بذكر الله وتلاوة القرآن والدعاء للمجاهدين بالنصر والتمكين نسأل الله أن يرحم الشهداء شهداء وأن يشفي الجرحى ويفرج عن الأسرى ويرد المفقودين ونسأله النصر العاجل والتمكين للإسلام والمسلمين وأن يخلص مقدساتنا من آيادي المستعمرين وعملاءهم المفسدين.

{صادر عن رابطة علماء اليمن}

{الثلاثاء 25رمضان – 1438هــــ الموافق 21- 6-2-2017م}


تقرير بالصور