أمين عام رابطة علماء اليمن في حوار مع مرآة الحزيرة

نشر بتاريخ: أربعاء, 28/04/2021 - 2:46ص

أمين عام رابطة علماء اليمن السيد العلامة عبد السلام الوجيه لـ”مرآة الجزيرة”: ندعو علماء العالم الإسلامي إلى حملة دولية للإفراج عن الشيخ الراضي ورابطة العلماء في اليمن أول المشاركين بها

جاء في الحوار 

هي حالُ الأحرار في الجزيرة العربية.. يُتوّج جهادهم الطويل بشهادةٍ مباركة أو بالأسر كسماحة الشيخ المجاهد حسين الراضي، ابن بلدة العمران في الأحساء. اعتقل سماحته في 21 مارس/ آذار 2016، عقب مجموعة خطابات ألقاها في مسجد الرسول الأعظم بالأحساء، كان أبرزها التنديد بالعدوان السعودي المفروض على الشعب اليمني والدعوة إلى عودة الجيش السعودي من اليمن، بالإضافة إلى تأييد المقاومة الإسلامية في لبنان، ومناصرة الشعب البحريني. السلطات السعودية نفّذت الإعتقال بعد سلسلة خطوات تصعيدية استدعتها مواقف سماحته، بينها إغلاق مسجد الرسول وتهديد الشيخ الراضي لثنيه عن التدخل في “سياسة الدولة الداخلية والخارجية”. لكن رغم المضايقات المتواصلة التي تعرّض لها سماحة الشيخ، بقي ثابت الموقف وجريء الكلمة في وجه سياسات آل سعود. وفي خضم الحديث عن حياة سماحة الشيخ الراضي وأبرز مواقفه الثورية وتحديداً تجاه اليمن، حاورت مرآة الجزيرة الأمين العام لرابطة علماء اليمن الأستاذ عبد السلام الوجيه،،

اعتبر الشيخ الوجيه أنه ليس غريباً على النظام السعودي، البريطاني المنشأ، الأمريكي التبعية، الصهيوني الهوية، أن يحارب رجال الدين المعتدلين وأصحاب الرسالة الإنسانية أمثال الشيخ الراضي وأمثال الشيخ حسن بن فرحان المالكي، وعشرات رجال الدين من العلماء والوعاظ والمرشدين. فبحسب رأيه، هذا النظام قام أساساً لكي يحرِّف الرسالة السماوية وليشرعِن الكفر والفسق والقتل والتدمير، وأقدم دون تورّع على أذيّة الأحياء والأموات ومحى آثار ومساجد ومزارات ومقابر العلماء المسلمين من أهل بيت النبوة وغيرهم.

هذا النظام، يتابع الوجيه، أنشئ أساساً من قِبَل الإستعمار البريطاني متزامناً مع نشأة الكيان الصهيوني بهدف بريطاني ماكرٍ خبيثٍ يسعى للسيطرة على المقدسات الإسلامية وإفراغها من مضمونها. لذا ليس غريباً عليه أن يتجرّأ على علماء الدين المعتدلين وعلى كل الرساليين. وأضاف، صحيفته منذ مائة سنة على الأقل حافلة بدماء المسلمين من العلماء ومن العامة فهو لا يعرف مكانةً لرسول الله ولا لأصحابه ولا للتابعين ولا للعلماء العاملين في أي عصر، وما يحتجزه الآن في سجونه سواءً من علمائه السلفيين أو من علماء المذاهب الأخرى يسير في نفس السياق، وفي نفس السياسة الإجرامية الخبيثة.

خمسُ سنوات عجاف تمضي على اعتقال الشيخ الباحث المفكر الإسلامي حسين الراضي على خلفية المواقف الوطنية والخطب المتعلقة بحريَّة الرأي والتعبير، يقول المحقق اليمني، ويضيف، ولا يخفى على أحد سجون النظام السعودي سيئة السمعة المليئة بالحرمان والتهديد والتعذيب والإهمال المفرط، متسائلاً كيف تمر هذه الأوقات على شيخٍ كبير يشكو من مرض القلب ويحتاج إلى الرعاية الصحية والجسدية، وفي هذه الأيام التي تعرف بالجوائح والأمراض المعدية كالكورونا؟ ويرى أن إجرام النظام السعودي يعرّض الشيخ الراضي للمخاطر شأنه شأن غيره من المعتقلين في شتى سجون وزنازين آل سعود مؤكداً أنه ليس للشيخ الراضي أي ذنبٍ سوى ممارسة دوره المشروع وحقه في توعية الناس وفي التعبير عن رأيه حيال القضايا المحلية والإجرامية والإقليمية وتنديده بإعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. ولذلك، إن السلطات السعودية ترتكب أشدّ الإجرام ببقاء الشيخ الراضي في سجنه، ولا ينفع دعوتها إلى تغليب الجانب الإنساني وإلى الرحمة فهي منزوعة من كل إنسانية. 

الشيخ الراضي، بحسب الوجيه، سار على نهج سلفه الشيخ الشهيد نمر باقر بالنمر بالجهر بكلمة الحق ومقارعة طغيان آل سعود وعدم الخوف من أفكارهم الترهيبية والوهابية وواجه النظام في ظلمه. وذكر أن مسيرته الدعوية انطلقت من قلب قرية العمران ومسجد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وكان ولا زال ممن استنكروا العدوان على الشعب اليمني العظيم ودعا لوقف الحرب على اليمن واليمنيين، وموقفه هذا مبعث فخرٍ لكل اليمنيين الذين لم ولن ينسو دوره الرافض للحرب. وأورد، إننا إذ نحيي دوره ودور أبناء الإحساء والقطيف وسائر الأحرار في الحجاز، لندرك جيداً أن يوم الخلاص قريبٌ إن شاء الله تعالى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

رئيس رابطة علماء اليمن، شدّد على أن السجون هي مدارس الأحرار وهي التي ينطلق من خلالها كل أحرار العالم لتحرير أنفسهم ومجتمعاتهم، ولم تخلوا السجون المظلمة من ثوار أحرار تخرجوا منها ليخرجوا العالم من الظلمات إلى النور، مر بها حتى الأنبياء كما في قصة يوسف عليه السلام، وعبر كل العصور لم تثنِ السجون الأحرار والعلماء والدعاة والمرشدين والثوار من القيام بآداء دورهم، بل زادتهم إصراراً ومقاومة وعزيمة وإرادة في التغيير وانطلقوا أكثر عزماً وتصميماً على مقاومة الباطل والظلم والطغيان. وإن الشيخ الراضي وكافة المعتقلين الأحرار في “السعودية”، سينطلقون إن شاء الله لتحرير الحرمين الشريفين من ظلم آل سعود أتباع النصارى واليهود والعاقبة دوماً للمتقين. 

العلامة الوجيه دعا الإخوة في نجد والحجاز وفي المنطقة الشرقية وفي كافة المناطق الجنوبية لما يسمى بـ”السعودية” إلى النهوض والثورة للتغير، فبقاؤهم تحت سلطة آل سعود سيكلفهم أكثر بكثير مما ستكلفهم الثورة على هذا النظام من ضحايا ومن تضحيات. وخلص للقول، الشعب في الجزيرة العربية مدعوٌ إلى الثورة والتغيير وإلى طرد هذه الأسرة الخبيثة التي تحكمت مع النظام الصهيوني في مقدسات المسلمين وأفرغتها من محتواها ومن مضمونها الرسالي والإنساني. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالنصر والفرج وأن يفرج عن الشيخ الراضي وعن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون آل سعود.

وناشد أمين رابطة العلماء في اليمن ، الهيئات العلمائية في شتى أنحاء العالم الإسلامي لضرورة الوقوف مع الشيخ الراضي الذي يبلغ من العمر أكثر من سبعين عاماً ويعاني من أمراضٍ عديدة. وقال: “نرجو من العلماء إن كان لديهم إيماناً بالله وباليوم الآخر وإذا كان لديهم نصرةً للحق، أن لا يتهاونوا ويطلقوا النداء لآل سعود للإفراج عن الشيخ الراضي. كما ندعو إلى حملةٍ دوليةٍ يتبناها علماء العالم الإسلامي ونحن كرابطة علماء اليمن سنكون أول المشاركين في هذه الحملة، لإطلاق سراح معتقلي الرأي في السعودية الذين لم تستطع أية منظمات من منظمات حقوق الإنسان من مساعدتهم للخروج من سجون آل سعود”.

مرآة الجزيرة https://www.mirataljazeera.org/?p=43595