رابطة علماء اليمن تقيم ندوة بعنوان (ثورة الإمام زيد عليه السلام بين علماء القرآن وعلماء العدوان)

نشر بتاريخ: سبت, 29/10/2016 - 6:54م

ندوة فكرية أقامتها رابطة علماء اليمن بعنوان (ثورة الإمام زيد عليه السلام بين علماء القرآن وعلماء العدوان) وذلك في القاعة الكبرى بجامعة إقرأ للعلوم والتكنولوجيا،يومنا هذا السبت28 محرم 1438، الموافق 29 أكتوبر2016م. بحضور علمائي كبير

 

افتتحت الندوة بتلاوة عاطرة من كتاب الله الحكيم، تلاها الشيخ الحافظ عبد السلام الرقيحي.


بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة.. بالورقة الأولى ، والتي كانت بعنوان (أهم المنطلقات الثورية في رسالة الإمام زيد عليه السلام إلى علماء الأمة) للقاضي العلامة محمد عبد الله الشرعي، عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن، أمين عام مجلس القضاء الأعلى.. قال فيها: إن هذه الثورة تستحضر لنا ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها.. وولا زالت حاضرة بتفاعل زمني إلى يومنا هذا.. و كل ما كان يحمله الإمام الشهيد من أفكار يعتبر منطلقاً ثورياً هاماً في حياة الأمة..

و تطرق إلى أهم العوامل والأسباب التي دفعته للثورة على الجائرين  إلى .. منها الوضع الفكري والثقافي المغلوط.. والوضع السياسي المتردي ونمط الحكم التوارثي الذي يرتكز على الغلبة والقوة والتسلط وظلم الأمة وسلب حقوقها .. والوضع الاقتصادي. وفساد النظام المالي الذي يتيح للحكام تبديد ثروات الأمة كما يشاؤون على أهوائهم وملذاتهم.. وانعدام الحرية العامة مثل حرية التعليم والخطابة والوعظ.. وانتشار الظلم.. وظلم الولاة وجورهم على الرعية.. وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ومن خالفهم او عارضهم  قتلوه أو شردوه.. أو صلبوه..واستشهد في ورقته بظلم والي صنعاء للرعية.. واستبداده وغطرسته وتكبره على  علماء صنعاء..  

وأشار إلى أدوات التغيير التي اتبعها الإمام زيد عليه السلام في ثورته.. منها الحوار والمناظرات.. وفصاحة اللسان وقوة الحجة.. واتصاله بأصحاب النفوذ من العلماء وهم الشريحة الأساس التي ركز عليها في ثورته.. حتى سميت بثورة العلماء والفقهاء.. كذلك اتصاله برؤساء العشائر.. ..

واختتم ورقته بذكر أوجه التشابه في الظلم والبغي والفساد بين بني أمية بالأمس وبني سعود اليوم


أما الأستاذ العلامة عبد الله الشاذلي عضو الهيئة العليا  لرابطة علماء اليمن في ورقته المعنونة بـ (ملامح من ثورة الإمام زيد عليه السلام الفكرية) فقد تعرض  للهمجية الأموية التي قامت ثورة الإمام زيد ضدها.. وهي امتداد للقرشية الجاهلية التي وقفت في وجه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. حتى عهد معاوية بن أبي سفيان الذي قاد ثقافة مضادة لثقافة الإسلام الصحيحة واستبدل كل جميل في الشريعة إلى قبائح الجاهلية وصولاً إلى يزيد وهشام بن عبد الملك... إلى وقتنا الحاضر

وأشار إلى ماتعانيه الأمة جراء ذلك لا سيما بعد وجود النفط الذي سخر لخدمة الأفكار المخالفة للإسلام.. وترويجها بما تحمله من شرور ومفاسد ، مما جعل العالم كله يعاني منها، ويتبرأ منها... وأن هذه الأفكار قد أوقعت الكثير  من الشباب في شر الإلحاد بسبب الصورة التي رسمتها هذه الأفكار لثقافة الإسلام..

كما أشار إلى نقطة هامة وهي سبب ضعف انتشار المذهب الزيدي وانحصاره في نطاق معين بعكس المذاهب الأخرى.. موضحاً أن السبب في ذلك السياسة ومحاربته من قبل الحكام والولاة دون غيره من المذاهب الأخرى في كل زمان ومكان.


وكانت آخر أوراق الندوة بعنوان (الإمام زيد عليه السلام وموقفه من علماء السوء)) للقاضي العلامة إبراهيم عبد الله المستكا، عضو رابطة علماء اليمن...ذكر فيها انحراف العلماء عن المسار الذي رسمه الله ورسوله، الذي يعد ضمانة للأمة من الضياع والضلال.. فكان نتاج هذا الانحراف أنهم أوكلوا أمرهم إلى أمراء السوء وتمسكهم ببلاط السلاطين والحكم الجائرين.. وقعودهم عن القيام بواجبهم المقدس، في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة الحق وأهله، ومنابذة الباطل وحزبه،، واتسع الخرق  والانحراف نتيجة تخليهم عن القادة الأعلام وأئمة الهدى من أئمة أهل البيت عليهم السلام.. وكيف أن الإمام زيدا عليه السلام قد تنبه لأصل سبب الانحراف الذي وقع لهذه الأمة.. فقام لتصحيح هذا الخلل والانحراف..

واختتم ورقته بالربط بين ما حصل في عهد الإمام زيد عليه السلام وما يتعرض له أبناء اليمن من عدوان سافر، وقتل للنساء والأطفال، والآمنين في بيوتهم ومساجدهم وأسواقهم.. وأماكن الأعراس والعزاء من قبل تحالف قوى الشيطان.. بغطاء ديني من علما السوء الذين يفتون بقتل اليمنيين وهدم منشئاتهم ويصرحون بذلك من منبر المسجد الحرام وعرفات ومنبر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله..


اختتمت الندوة بكلمة لرئيس رابطة علماء اليمن العلامة المجتهد شمس الدين شرف الدين.. شكر في البداية من حضر وتفاعل مع الندوة

وتطرق إلى محور مهم وهو أنه ليس هناك أي عنصرية  أو طائفية حينما نتكلم  ونوضح للناس ظلم بني أمية وجرمهم وجورهم على أهل البيت ورعيتهم.. والقصد من هذا ليس كل بني أمية وإنما الطغمة  الفاسدة منهم.. فمنهم من نكن له الاحترام والتقدير مثل عمر بن عبد العزيز..

وأضاف أن علماء السوء يشرعنون لأنفسهم ويحرمون على غيرهم،، مثل ما حصل في ما يسمى بالربيع العربي بالخروج على الولاة.. وحرموا خروج الإمام الحسين والإمام زيد عليهما السلام على الحاكم الظالم..

وتطرق أيضاً إلى الفهم المغلوط عند الناس لمصطلح الروافض  والرافضة.. وأنها ليس فيهم تعميم.. وإنما كان الروافض من رفض الخروج مع الإمام زيد في ثورته المباركة..

وأكد العلامة شمس الدين أنه في إزاء الحرب الظالمة على اليمن لنا كامل الحق الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.. لأن الحرب في أرضنا،، والدماء والبيوت المقصوفة في بلادنا .

ودعا علماء المسلمين وخاصة علماء الأزهر أن يتحروا في استقبال الأخبار التي تأتيهم عبر قنوات التضليل والإغراء وألا ينجروا وراء الأنباء والأخبار الكاذبة... خاصة الخبر الكاذب الذي مفاده أن اليمن أطلق صاروخ باليستي صوب مكة المكرمة.. وهذا كذب وتضليل الغرض منه إلهاء الرأي العام عن المجازر التي ترتكبها السعودية كل يوم بحق الشعب اليمني.. التي كان آخرها مجرزة الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء.

وأضاف في دعوته لعلماء المسلمين أنهم إذا كانوا جادين في إصدار بيان يدعو لحماية الحرمين فعليهم أن يكونوا جادين في اصدار بيان يحقن دماء اليمنيين يوقف النزيف الدموي الحاصل جراء العدوان الغاشم..

في ختام كلمته أكد رئيس الرابطة أن أهل اليمن حريصون كل الحرص على المقدسات الإسلامية، وأنه ليس من دأبهم ولا من أخلاقهم ولا سلوكهم الهجوم على  هذه المقدسات... وأن الخطر الحقيقي عليها هو من داخل السعودية المتمثل في آل سعود.. وعلماء الوهابية.. فهم يستغلون المقدسات الإسلامية لصالح إنماء ثرواتهم فقط.. وحينما لا يجدون فيها فائدة فسوف يكونون أول من يهدمها..


بعد ذلك تليت توصيات الندوة.. إليكم نصها

توصيات ندوة (ثورة الإمام زيد (ع) بين علماء القرآن وعلماء العدوان)

الحمد لله القائل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله القائل: (من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله) وبعد:

تأتي ذكرى ثورة حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام هذا العام والأمة الإسلامية تعاني من تسلط الظالمين والمجرمين عليها، ومعاونة علماء السوء لهم بتضليل الناس بالعقائد المنحرفة التي دجنتهم للظلمة، وسلبتهم الحرية والكرامة ومسخت فطرتهم وأبعدتهم عن القرآن؛ حتى اعتبروا الذل ديناً وطاعة الظلمة قضاء وقدراً والثورة عليهم فتنة وفساداً؛ كما فعل من برر العدوان على يمننا الحبيب واعتبره بأمر الله ورحمة منهم، فكانت ثورة الإمام زيد عليه السلام ولا زالت ثورة إسلامية تصحيحية لهذا لانحراف الفكري والعقائدي، وإصلاحية للواقع الذي أفرزته هذه العقائد المنحرفة عن خط الإسلام الأصيل، ومن هنا فالعالم الإسلامي اليوم بحاجة ماسة لاستذكار مثل هؤلاء العظماء المصلحين، الذين سعو لخلاص الأمة وجمع كلمتها وبذلوا مهجهم وأرواحهم في سبيل الله تعالى؛ بغية إقامة العدل والحفاظ على القيم الإسلامية والمبادئ الإيمانية السامية.

واستشعاراً للمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق علماء الدين، استلهاماً للدروس والعبر من سيرة الإمام زيد عليه السلام وثورته الحافلة بالمعاني القيمة والمبادئ السامية، والدعوة الصادقة إلى خلاص وهداية وتوحيد الأمة، والعودة بها إلى الفهم الصحيح والاتباع الصادق لكتاب الله تعالى والالتفاف حوله وتطبيق تعاليمه، واتخاذه مرجعاً للتمييز بين الحق والباطل للخروج بها من واقعها المزري الذي أوصلها إليه الطغاة والمتجبرون وعلماء السلاطين المنحرفون، واستنهاضاً لها للقيام بواجباتها وأداءً لمسؤولياتها وإحياءً لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى تتمكن من الإصلاح والتغيير والعودة إلى الهوية الإيمانية الجامعة، والحرية والعزة والكرامة، أقامت رابطة علماء اليمن ندوة بعنوان (ثورة الإمام زيد عليه السلام بين علماء القرآن وعلماء العدوان).

وقد خرجت الندوة بالتوصيات التالية:

أولاً: أهمية إحياء ذكرى ثورة الإمام زيد عليه السلام لما تتضمنه من معاني عظيمة وقيم نبيلة، وفكر إسلامي قرآني يحيي في الأمة الروحية الجهادية بوعي وبصيرة ومسؤولية.

ثانياً: اعتبار شخصية الإمام زيد عليه السلام شخصية جامعة ووحدوية، تلتقي عندها مذاهب الأمة وطوائفها ماضياً وحاضراً، كونه إمام عصره حيث أيده أئمة المذاهب والفرق وفقهاء الأمة، حتى سُميت ثورته بثورة العلماء والفقهاء والقراء.

ثالثاً: ضرورة العودة إلى كتاب الله الكريم والاحتكام إليه والاستهداء به واتباعه، لتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار الهدامة والعقائد المنحرفة، ومعرفة الحق من الباطل والعدو من الصديق والمؤمن من المنافق والعميل، ومواجهة كل التحديات والمؤامرات التي تواجه الأمة الإسلامية.

رابعاً: الإشادة بالعلماء الربانيين الذين صدعوا بكلمة الحق ووقفوا مواقف الصدق، وتحملوا مسؤوليتهم تجاه ما تعانيه الأمة عموماً واليمن خصوصاً من ظلم وبغي وعدوان، فكانوا حجة على جميع العلماء المحايدين والساكتين؛ الذين يتوجب عليهم النهوض بمسؤوليتهم وإبراء ذممهم أمام الله تعالى، والخروج من حالة الصمت والحياد إلى حالة الجهر والصدع بكلمة الحق.

خامساً: التحذير من علماء السوء والسلاطين الذين برروا للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وأصدروا الفتاوى المؤيدة له والداعمة لجرائمه البشعة بحق الأطفال والنساء، والمبررة لتجويع وحصار الشعب اليمني المسلم.

سادساً: الشرعية كما كانت للإمام زيد عليه السلام حين ثار في وجه الظلمة والطغاة في عصره؛ هي اليوم لمن يواجه العدوان السعودي الأمريكي، وليست للخونة والمرتزقة الذين يقاتلون تحت رايته.

سابعاً: جرائم العدوان السعودي الأمريكي الداعشي التي يرتكبها بحق الشعب اليمني وغيره، هي امتداد للإجرام الأموي بحق الأمة في زمانهم، وخطُّ المواجهة والجهاد في سبيل الله ضد المجرمين هو امتداد لخط الإسلام الأصيل؛ الذي جسده الإمام زيد ومن قبله الإمام الحسين عليهما السلام.

ثامناً: الإشادة بالجيش اليمني واللجان الشعبية بما يصدرونه من ملاحم بطولية والتزام بأخلاقيات الإسلام في المواجهة والحرب، وعلى رأسهم القوة الصاروخية التي تستهدف المواقع العسكرية للعدو في العمق، وآخرها استهداف مطار عبد العزيز آل سعود العسكري بجدة، والذي يبعد عشرات الكيلومترات عن مكة حرسها الله، وما يدعيه النظام السعودي من استهداف لمكة المكرمة لا يعدو كونه أكذوبة مفضوحة وافتراء محضاً، الهدف منه التغطية على جرائمه اليومية بحق الشعب اليمني المظلوم، وليس آخرها جريمة الصالة الكبرى بصنعاء، واستعطاف الشعوب الإسلامية واستدراجها للمشاركة معه في إجرامه، والخطر الحقيقي على الحرمين الشريفين هو وجود القواعد الأمريكية على أرض الحرمين، وداعش التي يمثلها النظام السعودي.

وختاماً نسأل الله العلي القدير أن يحفظ اليمن وأهله وأن ينصر الحق وأهله وأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم وأن يخذل الباطل وحزبه وأعوانه وأنصاره وأن يختم لنا جميعاً بالإيمان إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.

وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين.


تقرير مصور  والفيديو

الدلالات: