دور العلماء.. المفقود يتجدد

نشر بتاريخ: أحد, 03/07/2016 - 1:34ص

يعلم العدو الأمريكي الصهيوني الدور البارز والرئيسي لعلماء الأمة الإسلامية في مختلف بلدان العالم الإسلامي وغير الاسلامي في بناء الإنسان روحيا وعمليا بما يتوافق مع المبادئ الإسلامية القائمة على الأخلاق ومواجهة أعداء الأمة كواجب ديني ووطني.

ولذلك عملت الاستخبارات الأمريكية والصهيونية على تقزيم مكانة العلماء والحد من دورهم في تقوية المجتمع.. وذلك من خلال تبني نظرية "فصل الدين عن الدولة".. فظهر المحلل السياسي والمحلل العسكري والحقوقي والقانوني.. بالمقابل اختفى صوت العلماء وحصروهم في زاوية ضيقة كعلماء دين لا دخل لهم بالقضايا الوطنية والسياسية.

عندما تم تغييب صوت العلماء ظهرت كثير من أصوات النشاز المرتبطة بأجندات خارجية وأغلبهم ارتبطوا بأجندات أمريكية، كما ظهرت موجات من الانحدار الأخلاقي تمثلت في"الفوضى الخلاقة" والتي تبنتها الاستخبارات الأمريكية في المنطقة الإسلامية وخصوصا المنطقة العربية بهدف تفكيك الدول العربية وفق خارطة الطريق التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001م.

ما كان "للفوضى الخلاقة" أن تحقق أهداف أمريكا والصهاينة، إلا لأنهم نجحوا في تحجيم دور العلماء وتبنوا أصوات تساندهم من الداخل الإسلامي تحت يافطة "حرية الرأي والتعبير".

نعم.. إن الشريعة الإسلامية كفلت حق حرية الرأي والتعبير.. لكن وفق معايير تكفل التماسك الاجتماعي وبما لا يضر الصالح العام.. وليس كما روجت له أمريكا عبر إعلامها "الهوليودي" الذي عمل على غسل عقول الشباب العربي والإسلامي وجعلهم أدوات تنفذ ما يريده أعداء الأمة وهم يحسبون أنهم يحسون صنعا.

توسع الخطر الأمريكي وتمكن عندما رضخت الأنظمة العربية والإسلامية للإدارة الأمريكية.. ورغم ما يعلمه القادة العرب حول جرائم النظام الأمريكي منذ نشأته حتى احتلال أفغانستان ثم العراق؛ إلا أنهم كانوا يدسون رؤوسهم في التراب كالنعامة.. وللأسف سرعان ما يأتي الدور على كل من رضخ للإملاءات الأمريكية.. فأمريكا تعرف المال والثروة.. فأين ما وجدا تراهم يسعون إليه.

وكما قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بأن أمريكا سعت إلى إبعاد الشباب عن القرآن الكريم وصنعت لهم قدوة من الفنانين والعازفين والممثلين، فصلتهم عن علماء الدين وجعلت منهم شباب يفكرون في أنفسهم، يصارعون الحياة لتوفير احتياجاتهم ويشبعن رغباتهم.

اليمن لم تكن بمنأى عن مخطط أمريكا وإسرائيل.. وهذا ما تنبه له الشهيد القائد حسين بدر الدين.. حين حذر من خطر المشروع الأمريكي الإسرائيلي على العرب والمسلمين وخصوصا على الشعب اليمني.. ما جعله يتبنى مناهضة المشروع التدميري بشتى الوسائل الممكنه.. ومنها وأبرزها تحريك دور العلماء في سبيل توجيه بوصلة العداء للعدو الحقيقي للأمة الإسلامية والمتمثل في اللوبي الإسرائيلي والنظام الأمريكي.. وهذا ما أثار حفيظة العدو؛ مما جعلهم يحاولون وأد "المسيرة القرآنية" بداية نشأتها، من خلال توجيه عملاءه في النظام اليمني آنذاك بشن ستة حروب ظالمة، كان مصيرها الفشل، بالمقابل توسع المشروع القرآني إلى أن وصل صنعاء ومحافظات يمنية أخرى.. فجن جنون النظام الأمريكي واللوبي الصهيوني فحرك عميله الآخر والمتمثل في النظام السعودي بمعية أغلب الدول الخليجية والعربية لشن عدوان مفاجئ على الشعب اليمني بهدف كسر شوكة الثورة اليمنية وإيقاف المسيرة القرآنية التي يقودها السيد القائد عبدالملك بدر الدين.

وبفضل الله سبحانه وتعالى ودور العلماء الذين ارتبطوا ارتباطا كاملا بالقرآن الكريم تمكن الشعب اليمني من تعرية المشروع الأمريكي الصهيوني التدميري الذي يستهدف اليمن.. وانكسرت أطماع اليهود والنظام السعودي تحت أقدام الجيش واللجان الشعبية.. فعندما يعطى للعلماء دورهم الحقيقي في بناء العقول تتحطم أمامها جميع الأطماع والرغبات الشريرة.

الدلالات: