رابطة علماء اليمن تقيم ندوة بعنوان: "الزكاة المقاصد الشرعية والواجبات العملية"

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 30/04/2019 - 5:03م

أقامت رابطة علماء اليمن صباح اليوم الثلاثاء 25 شعبان 1440هـ الموافق 30 /4 /2019م في جامعة القرآن الكريم والعلوم الأكاديمية ندوة بعنوان: "الزكاة المقاصد الشرعية والواجبات العملية" وقد استهلت الندوة بتلاوة القرآن الكريم تلاها الأستاذ عبدالمجيد السويدي..

بعدها قدمت ورقتا عمل في الندوة كانت الأولى بعنوان "مسؤولية الهيئة العامة للزكاة في تحقيق مقاصد الزكاة وتحري مصارفها" ألقاها القاضي العلامة محمد بن عبدالله الشرعي.. وقد بدأ ورقته بمباركة فصل إدارة الزكاة وتحصيلها وصرفها في مصارفها بصورة مستقلة عن قانون الإدارة المحلية ، حيث ظهر أثرها الملموس والواقعي وأصبح له دور إيجابي ونتائج عظيمة في سد حاجات الفقراء والمساكين..

وتساءل القاضي الشرعي عماذا يعني هذا النجاح العظيم في فترة وجيزة ، مجيباً على ذلك بأنا عندما ننفذ ما أمرنا الله به في إطار جماعي فإن النجاح سيكون مكتوباً لنا، موضحاً الأثر الكبير والمصلحة العظيمة التي تعود على الأمة عندما تؤدى الأوامر الإلهية من الفرد المسلم في إطار الجماعة، ثم تكلم عن مسؤولية الهيئة الدينية والشرعية ومسؤولية رئاستها في اختيار الموظفين العاملين في الهيئة وفروعها والتحري في شروط التوظيف أو التعيين فيها ، وتقنين ذلك في القانون أو اللائحة التنظيمية بما يناسب التخصص من مؤهلات عملية أو بما تتعلق بمسلكهم وأخلاقهم لاسيما فيمن يراد تعيينه فيعمل مالي أو مخزني..

كما ذكّر القاضي الشرعي رئاسة الهيئة بأن تتضمن لوائح الهيئة العقوبات المتعلقة بإخلال الموظف أو العامل بواجباته بالإضافة إلى إنشاء إدارات رقابية تابعة للهيئة وفروعها وتكون مصاحبة للعمل.

مبيّناً أن مسؤولية الهيئة في تحقيق مقاصد الزكاة والتي في أولها امتثال أوامر الله وسد حاجات الفقراء والمساكين وبقية المصارف ومسؤوليتهم في تحري مصارف الزكاة والبحث عن توافر الشروط في من يدعي الفقر والمسكنة.


ثم ألقى الأستاذ العلامة خالد موسى ورقة عمله والتي كانت بعنوان : "وصايا الإمام علي للعاملين في الزكاة" والتي أوضح فيها مدى اهتمام الإمام علي بعمال وموظفي الدولة على مستوى الحقوق والواجبات وعلى مستوى المسؤوليات والالتزامات والبناء التربوي والإيماني، منّوهاً بأن الظرف الاستثنائي يستدعي من كل الجهات الحكومية والهيئات الرسمية وغير الرسمية الوعي والاستفادة من التجارب التاريخية الناجحة في إدارة الدولة وتطبيق مبدأ الرقابة والتوعية، لاسيما تجربة الإمام علي التي كانت فريدة ورائدة مسرداً عدد من كلماته التي سعت إلى ترويض موظفي الدولة وعمال الزكاة بالتقوى وتربيتهم عليها.

داعياً إلى تكرر نموذج الشهيد الرئيس الصماد في مرافق الدولة كنموذج معبر عن التوجه الثوري العادل والحد من البرجوازية السياسية والمالية والتي كانت سبباً في نهب ثروات اليمنيين..

كما أوضح العلامة موسى أبرز ما صاغه الإمام علي من أخلاقيات تربوية لمسؤولي الدولة الإسلامية وخطابه التربوي معهم ، والذي بدأ الاتجاه الحديث بالاهتمام بهذه الأخلاقيات والتي من أبرزها التقوى والصدق والشفافية والأمانة والتحلي بالخلق الحسن والبعد عن الأخلاق المنفر والحذر من استغلال المنصب والوظيفة ، وعدم تجاوز الحق المعلوم والأجر المحدد والوعي بخطورة خيانة الأمة.


بعدها ألقى رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان كلمة أكد فيها حرص الهيئة بأن يكون العلماء موجهين للهيئة في كل مراحلها وقد أشرفوا على عمل لائحة دقيقة للمصارف شملت تعريفها وتحديد نسب كل مصرف ، موضحاً العبء الملقى على عواتقهم من التراكم العبثي في عمل الزكاة في الماضي مبيّنا دور أعداء الأمة في تغييب دور هذه الفريضة..

مؤكداً بأن إخراج الهيئة إلى النور كان قراراً حكيماً من القيادة الثورية والقيادة السياسية رغم المعوقات التي لا قوها في المجال العملي لاسيما ممن كان يقلل من دور الزكاة وأهميتها ، مبيّناً بأن الهيئة قد حققت بعض الإنجازات والتي كان آخرها تدشين مشروع السلة الغذائية لخمسمائة ألف أسرة ، وتسعى عبر إدارة التمكين الاقتصادي إلى جعل الفقير والمسكين عنصراً منتجاً ومزكياً..


بعدها اختتمت الندوة بكلمة مفتي الديارة اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن السيد العلامة شمس الدين شرف الدين والتي كان لها أثر بالغ على نفوس السامعين بين فيها دور الزكاة وأهميته وكونها عماداً مالياً للإسلام ووجوبها على الأمم الماضية ، حاثّا الجميع علماء وخطباء ومجتمعاً أن يقوموا بالدعوة إلى هذه الفريضة التي قلل الكثير من شأنها ، محذراً من مغبة منع الزكاة الذي وصفهم الله في القرآن بالمشركين..

مؤكداً في كلمته على وجوب تحصين الزكاة من جهة المزكي والمحصل والآخذ، مستشهداً بالآيات القرآن والأحاديث النبوية المحذرة من إخفاء الزكاة والتحيل عليها، ناصحاً المحصلين على الأمانة وعدم الخيانة والأكل من السحت والمال الحرام ذاكراً وعيد الله سبحانه وتعالى فيمن أخذ مالاً من غير حلّه..

كما حذّر مفتي الديار الآخذين للزكاة وهم لا يستحقونها فإنهم يأكلون سحتاً ، مؤكداً مفتي الديار على أن الناس معنيون بتولية خيارهم العارفين بشرع الله ومقاصد الشريعة الذين جعلهم الله أولياء على الزكاة وإخراجها إليهم.. منوّهاً بأن الزكاة ليست محصورة على الفقراء والمساكين بل من الواجب أن تشمل كل المصارف موضحاً معنى آية الزكاة ودلالاتها ومعانيها ، مشدداً على أهمية إخراج الناس من حالة الفقر وتمكينهم من العمل ليكونوا منفقين على أنفسهم غير عالة على أحد..

هذا وقد حضر الندوة عدد كبير من العلماء والخطباء والعاملين في مكاتب تحصيل الواجبات، كما حضرها الأستاذ علي السقاف وكيل الهيئة العامة للزكاة وعدد من وكلاء ومدراء العموم في الهيئة العامة للزكاة.


تقرير بالصور للندوة

 


فيديو الندوة