رابطة علماء اليمن تقيم ندوة ثقافية بعنوان (جمعة رجب وهوية اليمن الإيمانية)

نشر بتاريخ: سبت, 09/03/2019 - 5:29م

أقامت رابطة علماء اليمن ندوة ثقافية بعنوان (جمعة رجب وهوية اليمن الإيمانية) صباح السبت بتاريخ 3 رجب 1440هـ الموافق 9/3/2019م بالجامع الكبير المقدس بمناسبة عيد جمعة رجب الذي يحتفل به اليمنيون بمناسبة دخولهم الإسلام.

وقد ابتدأت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ الحافظ هلال الكليبي.


تلاها الورقة الأولى للأستاذ العلامة حمود عبدالله الأهنومي بعنوان (فضائل أهل اليمن الشواهد والأبعاد الإيمانية والتأريخية).

وقد طرح سؤالاً في بداية ورقته مفاده: لماذا بقي الجم الغفير من أحرار هذا البلد يدافعون عن بلدهم في مواجهة العدوان وأدواته ومرتزقته؟

مجيباً: أن المدافعين عن هذا البلد هم المحافظون على هويتهم وكيانهم، بينما المرتزقة انسلخوا عن هذه الهوية اليمانية الإيمانية؛ ليهرولوا للاصطفاف ضد وطنهم ومجتمعاتهم.

ثم تطرق إلى معنى الهوية التي حافظ عليها اليمانيون من خلال ارتباطهم المباشر بالنبع الصافي، والمصادر الأصلية في الإسلام، والتزامهم بالتمسك بالثقلين.

مضيفاً أن الهوية الإيمانية تشكل هوية استئنافية من بين الهوية الوطنية العالمية؛ كونها إسلامية، وجاءت مباشرة من رسول الله صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ.

ثم أشار إلى أن احتفال اليمنيين بعيد إسلامهم يعبر عن أصالة هويتهم الإيمانية.

ثم تحدث عن فضائل أهل اليمن في القرآن الكريم والسنة النبوية، وذكر شواهد تأريخية تدل على هوية اليمنيين الإيمانية؛ كأسرة آل ياسر اليمانية وزيد بن حارثة اليمني الصعدي.


تلاها الورقة الثانية للأستاذ العلامة عدنان الجنيد رئيس ملتقي التصوف الإسلامي، بعنوان (الهوية اليمنية في مرسى الاستهداف الصهيو-وهابي) ذكر في بدايتها أن الهوية اليمنية منذ بزوغ شمس الإسلام هوية إيمانية محمدية علوية أصيلة بعد أن أرسل رسول الله سفراءه كالإمام علي إلى همدان، ومعاذ بن جبل إلى الجند (محافظة تعز) وأبو موسى الأشعري إلى تهامة وبالتحديد إلى (زبيد).

ثم تطرق إلى أن اليمن ضمت عدة مذاهب إسلامية كالزيدية والشافعية والحنفية، ولم يحصل أن حدث بينهم أي صراع أو حرب مذهبي كما كان يحدث في غيرها من الأمصار.

وعزا ذلك إلى التقارب المذهبي فيما بينهم، خصوصاً في كثير من المسائل الفقهية، إلى جانب محبتهم لأهل البيت، وانفتاح الفقهاء والمذاهب على بعضها، ووحدة دور العبادة، ووحدة الزي الشعبي والاندماج الاجتماعي.

ثم تحدث عن سبب استهداف الهوية الإيمانية والخطوات المرافقة لذلك، من خلال إنشاء المعاهد والجامعات والجمعيات والمساجد الوهابية في جميع مناطق اليمن.

خاتماً ورقته بذكر أهم الآثار والنتائج المرافقة للاستهداف الوهابي لليمن؛ منها تمزيق النسيج الاجتماعي، وتدمير ونسف القباب والأضرحة، وفصل اليمنيين عن تراثهم الفكري والإيماني.


تلاها الورقة الثالثة للأستاذ العلامة عمار أحمد محيي الدين .. بعنوان (الهوية اليمنية في مواجهة الحرب الناعمة).

بدأها بذكر مفهوم الهوية اليمنية، ومصدرها .. والتي تتمثل من الحديث النبوي (الإيمان يمان والحكمة يمانية).

ثم تطرق إلى أن الحرب الناعمة بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بعدة مسميات من خلال محاولة أمريكا للاستيلاء على العالم؛ مستشهداً بما قاله منظر الحرب الناعمة جوزيف ناي.

ثم تساءل: لماذا اختفى الاحتفال بعيد رجب في واقع اليمنيين بعد أن كان الاحتفال به كالعيدين رمضان والأضحى.

عازياً ذلك إلى أن هناك محاولة لأبعاد اليمنيين عن هويتهم وإيمانهم وليس السبب كما يُصوَّرُ هي الظروف المعيشية والحروب المتوالية عليهم.

ثم تحدث عن مفهوم الحرب الناعمة وخطورتها على المجتمع الإسلامي ككل وعلى اليمنيين بوجه الخصوص، وأدواتها المتبعة في ذلك.

قائلاً: إن من تلك الأدوات هو تشويه الدين والعلماء والمقدسات، وتغيير المصطلحات ونشر الدعارة والإباحية في القنوات الفضائية وشبكة التواصل الاجتماعي، والتسهيل لانتشار المنظمات والمعاهد والجامعات الممولة أمريكياً.

خاتماً كلمته بالحديث عن المرأة والتي صارت سلعة بائرة في مختلف الوسائل الإعلامية.


تلت الأوراق كلمة للسيد العلامة شمس الدين شرف الدين مفتي الديار اليمنية ورئيس رابطة علماء اليمن.

ذكر في بداية كلمته أن اليمن وقعت بين فخين؛ بين الإفراط والتفريط.. بين المتطرفين المتشددين القائلين ببدعة كثير من الشعائر الإسلامية كالاحتفال بعيد جمعة رجب، وبين التاركين المتساهلين في الالتزام بالشريعة.

متسائلاً؛ لماذا يقول البعض إن الاحتفال بعيد جمعة رجب بدعة.. ماذا يعمله اليمنيون في أمثال هذه الاحتفالات غير الحديث عن هويتهم الإيمانية.

ثم تطرق إلى أن الأحاديث المروية عن رسول الله في أهل اليمن تدل على طبيعة أهل اليمن وإيمانهم وارتباطهم بالرسول والرسالة.

مشيراً إلى أن هذا العطاء الذي يقدمه اليمنيون اليوم في جبهات القتال والتصدي للعدوان لم يكن وليد اللحظة، بل هو عطاء قديم منذ فجر الإسلام، واليمنيون يقدمون التضحيات من أجل الإسلام.

ثم تحدث عن فضائل أهل اليمن الواردة في كتاب الله، وكذلك أورد بعض الروايات النبوية والشواهد التاريخية الدالة على فضلهم.. مشيراً إلى أن فضلهم يعود إلى أخلاقهم والتزامهم بالشريعة الإسلامية.

خاتماً كلمته بقوله: القائلون ببدعية الاحتفال بجمعة رجب، هم الآن في حضن اليهود أعداء الإسلام.. كما دعا الشعب اليمني إلى الحفاظ على اليمن فكرياً ودينياً وأرضاً .. وكذلك التصدي لهذا العدوان الظالم المتمثل في أمريكا وإسرائيل.


تلا ذلك كلمة للشيخ منصور واصل عضو مجلس النواب.

تحدث فيها إلى أن دخول اليمنيين في الإسلام لم يكن عشوائياً، بل هو عن يقين ومعرفة تامة بصدق الرسول الكريم صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ .. ولذلك فالدين مؤصل في اليمن، والبركة حالة فيه.

ثم تطرق إلى بعض المواقف اليمنية المشرفة في عهد رسول الله صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ ، وكذلك بعض الأحاديث الدالة على فضلهم ومكانتهم.

خاتماً كلمته بقوله: معظم العظماء؛ إما أن تكون أصولهم من اليمن، وإما أنهم نهلوا العلم من اليمن، من أهل بيت النبي صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ، ذاكراً مثالاً على ذلك؛ أبو حنيفة الذي قرأ لدى الإمام زيد بن علي عليه السلام.


اختتمت الندوة بقراءة التوصيات .. تلاها الأستاذ العلامة حسين المعافا

وهذا نصها: -

            توصيات ندوة (جمعة رجب وهوية اليمن الإيمانية)

الحمد لله القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.

والصلاة والسلام على رسول الله ومصطفاه القائل: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) صلى الله وسلم عليه وعلى  آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار الراشدين .. وبعد

بمناسبة جمعة رجب العزيزة على قلوب اليمنيين جمعة الهوية الإيمانية وذكرى دخولهم في الإسلام طواعية, وتخليدا لهذه المناسبة والمحطة التاريخية أقامت رابطة علماء اليمن ندوة بعنوان: (جمعة رجب وهُوية اليمن الإيمانية) التي أقيمت يومنا هذا السبت بتاريخ
 3 رجب1440هجرية الموافق 9/3/2019م في الجامع الكبير بصنعاء وقدمت فيها ثلاث أوراق عمل وحضرها كوكبة من العلماء وطلاب العلم وجمع من الناس وخرجت الندوة بالتوصيات التالية:

  1. تمثل جمعة رجب يوما فارقا في تاريخ الشعب اليمني حيث أسلم طواعية واستجاب لرسول الله استجابة شعبية واسعة.
  2.  الهوية الإيمانية هي الهوية الأصيلة للشعب اليمني  التي تعبر عن ارتباطه الوثيق بالإيمان وانتماءه العملي للإسلام  وتوليه الصادق للإمام علي عليه السلام بشكل خاص ولآل البيت بشكل عام.
  3.  أثبت الشعب اليمني ماضيا وحاضرا وخلال أربع سنوات من الصمود في وجه العدوان أنه عند شهادة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان).
  4.  العناية بالمساجد التي بنيت بأمر من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اليمن الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند بتعز والذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل وإحياء دورها التنويري.
  5.  ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي وقيم الإيثار والإحسان كما كان أجدادنا الأنصار الذين قال الله عنهم ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
  6.   أهمية إقامة المزيد من الندوات والدراسات والأبحاث حول الهُوِيَّة، وأن تجعل الهُوِيَّة الإيمانية هي الهُوِيَّة الجامعة لكل اليمنيين، والتي جاءتنا عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
  7.  تضمين هذه الهُوِيَّة في مناهجنا الدراسية وإقامة برامج وثقافية وإعلامية دعوية واجتماعية لتثبيتها في عقول ناشئتنا وأولادنا.
  8.  ضرورة التحرك لمواجهة التهديد الذي يستهدف الهوية الإيمانية للشعب اليمني من المحرفين والمنحرفين.
  9.  الدعوة إلى تفعيل دور المساجد وقيام العلماء بدورهم في تربية النشئ والشباب وتحصينهم من الحرب الناعمة.
  10. التحرك التوعوي المستمر للشباب لا سيما المستخدم للتكنولوجيا وترشيد الاستخدام والسعي الجاد والعاجل بكل الوسائل الممكنة والمتاحة لحظر المواقع الا أخلاقية (الإباحية) وتفعيل الأمن الإلكتروني.
  11. أهمية الاستفادة من الهوية الإيمانية ومضامينها لرفع مستوى الوعي وتعزيز عوامل الصمود بالمزيد من التحرك إلى جبهات القتال لدحر الغزاة والمحتلين وتحرير الأرض من المستعمرين الجدد وأدواتهم الخبيثة.

نسأل الله تعالى أن يحفظ لنا دين الإسلام وأن يجعلنا من المتأسين بسيد الأنام
صلى الله عليه وآله وسلم.

 


تقرير بالصور للندوة

 

 

 

 

 

الدلالات: