بعد تأجيل إعلانها مرتين .. «صفقة ترامب» إلى أين؟؟

نشر بتاريخ: أربعاء, 17/10/2018 - 7:13م

بالتوازي مع التحركات السياسية الماراثونية لإدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الهادفة إلى التمهيد لإعلان ما أسماها «الصفقة النهائية » التي باتت تعرف في التداول الإعلامي بـ«صفقة القرن»، تتصاعد الحملات الإعلامية الممنهجة والمنظمة من جانب قنوات ووسائل إعلام بعض الأنظمة الخليجية ومرتزقتها وأبواقها الدعائية الرخيصة وبشكل خاص أنظمة، مملكة قرن الشيطان السعودي ودويلة الإمارات ومشيخة البحرين الهادفة إلى تمهيد الطريق لإعلان الصفقة المشئومة وتطبيع العلاقات بين هذه الأنظمة وبين كيان العدو الصهيوني رسمياً من خلال افتتاح السفارات وتبادل السفراء.

وبعد فتح بعض وسائل الإعلام السعودية المرئية والمقرؤة أبوابها لعدد من المسئولين الصهاينة السياسيين والعسكريين عبر إجراء المقابلات معهم وكذا استضافة بعض القنوات الفضائية الصهيونية لبعض الصحفيين والكتاب السعوديين للحديث في نشراتها وبرامجها السياسية.

وكذا بعد أن وظف النظام السعودي جيشاً إلكترونياً في مواقع التواصل الاجتماعي وكتاب وصحفيين كبار مقربين منه لكتابة التغريدات والمنشورات والمقالات التي تتمحور حول تشويه الشعب الفلسطيني واتهامه ببيع أرضه من ناحية، وحول ما يسمونه بـ«حق اليهود» في إقامة دولتهم في «أرضهم» أي أرض فلسطين في تشويه مكشوف ومتعمد ومفضوح للتاريخ من ناحية أخرى.

بعد كل هذا انتقلت وسائل إعلام النظام السعودي إلى مرحلة جديدة في حملاتها الإعلامية التضليلية الممنهجة والمنظمة تمثلت في بث الأفلام الصهيونية التي تتضمن قلب الحقائق رأساً على عقب وتتحدث وقائعها عن الصهاينة باعتبارهم ضحايا، وعن الفلسطينيين باعتبارهم جلادين وعصابات إرهابية احتلت أرض اليهود الذين جاءوا لتحريرها واستعادتها منهم، كالفيلم الذي بثته قناة «العربية» السعودية مؤخراً وقوبل باستنكار واستهجان العديد من المفكرين والكتاب والصحفيين في عدد من البلدان العربية والإسلامية.

وظهر بوضوح أن هذه الحملات الإعلامية المتصاعدة التي تنطوي على الكذب والتضليل وتزييف الوعي تسير جنباً إلى جنب مع التحركات السياسية تمهيداً لإعلان «صفقة القرن» التي كانت إدارة الرئيس «ترامب» تعد العدة وتمهد الطريق لإعلانها يوم إفتتاح السفارة الأمريكية في القدس في الـ14 من شهر مايو الماضي إلا أن مسيرات العودة الكبرى التي بدأت بالمسيرة الكبرى التي خرجت في قطاع غزة يوم الجمعة الـ 30 من شهر مارس الماضي وتواصل خروجها يوم الجمعة من كل أسبوع وحتى الآن هي التي أجبرت إدارة «ترامب» على التراجع عن إعلان صفقته بالتزامن مع إفتتاح السفارة وتأجيل إعلانها إلى وقت لاحق لم يتم تحديده.

لكن ووفقاً لما نشره موقع «ديبكا» الصهيوني في الـ 21 من شهر مايو الماضي أي بعد أسبوع من إفتتاح السفارة فقد كان من المقرر أن يتم إعلان الصفقة منتصف شهر يونيو الماضي.

وكان واضحاً أمام كل متابع لتطورات الأحداث والتحركات السياسية المرتبطة بـ«صفقة ترامب» أن الإدارة الأمريكية كانت تراهن على أنظمة العمالة والخيانة والتبعية في المنطقة السعودي وعلى رأسه محمد بن سلمان والإماراتي وعلى رأسه محمد بن زايد في ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني وقيادات فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل إيقاف مسيرات العودة الكبرى والقبول بالصفقة وبالتالي إعلانها في منتصف يونيو وفقاً لما جاء في التقرير الذي نشره موقع «ديبكا الصهيوني» إلا أن إدارة «ترامب» أجبرت للمرة الثانية على تأجيل الموعد إلى أجل غير مسمى بعد أن فشل عملائها وأذنابها في تنفيذ المهام التي أوكلتها إليهم وبصفة خاصة فشلهم في إيقاف مسيرات العودة الكبرى الأسبوعية.

وفي الـ 4 من شهر يوليو الجاري وفي إطار التسريبات التي دأبت الصحف الصيهونية على نشرها حول «صفقة القرن» نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» الصهيونية عن مصادر وصفتها بالمطلعة على مضامين المحادثات واللقاءات الماراثونية التي أجراها الفريق الأمريكي المتمثل بكبير مستشاري ترامب «جاريد كوشنر» ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط «جايسون غرينبلات» خلال جولته في المنطقة «قبل أسبوع» -أي قبل اسبوع من نشر الخبر- أن فرص نجاح «صفقة القرن» منخفضة جداً .. وأرجعت المصادر سبب انخفاض سقف التوقعات – بحسب الصحيفة- إلى مقاطعة السلطة الفلسطينية للإدارة الأمريكية وتمنعها عن اللقاءات مع الفريق الأمريكي منذ إعلان واشنطن اعترافها بالقدس «عاصمة لإسرائيل» ونقل سفارتها من تل أبيب إليها .. وقالت الصحيفة الصهيونية إنه على ضوء انخفاض سقف التوقعات «تساءل الفريق الأمريكي عن جدوى إعلان بنود الصفقة في ظل الوضع الراهن».

ونقلت المصادر –وفقاً للصحيفة- عن «كوشنر» وغرينبلات أنهما سيدخلان بعض التعديلات  على الصفقة في ضوء ما سمعاه خلال اللقاءات والمباحثات التي أجرياها في المنطقة .. وبحسب الصحيفة الصهيونية فقد كررت المصادر ما قاله «كوشنر» في مقابلة أجرتها معه صحيفة القدس الفلسطينية حول «التسهيلات الإقتصادية وفرص العمل والتركيز على الجوانب الاقتصادية في الصفقة لا السياسيىة فحسب».. وعلى ذات الصعيد قالت الصحيفة أن «اللافت أنه خلال لقاء «كوشنر» و«غرينبلات» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» ناقش الطرفان الأزمة الإنسانية في غزة، وتحسين الظروف المعيشية في الضفة الغربية، أما بالنسبة للجوانب السياسية فقد حظيت بمناقشات خُصص لها وقت قليل جداً، وذكرت الصحيفة «أن العقبة الثانية التي تعترض طريق الصفقة هي رفض بعض رؤساء الدول العربية الذين قابلهم أن تمر الصفقة من فوق رؤوس الفلسطينيين» أي من دون موافقتهم.

ومما يلفت الإنتباه في ما نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» عدم إشارتها ومصادرها من قريب أو بعيد إلى مسيرات العودة الكبرى باعتبارها إحدى العقبات التي تعترض إعلان «صفقة ترامب» وذلك على الرغم من أنه يبدو واضحاً من خلال التطورات المرتبطة بالصفقة أن المسيرات تمثل أهم العقبات إن لم تكن العقبة الأولى والكبرى .. ولا شك أن عدم الإشارة إلى هذه الحقيقة هو تجاهل متعمد من جانب الصهاينة والأمريكان وذلك من قبيل المكابرة وعدم الظهور بمظهر المهزوم أمام الشعب الفلسطيني الذي كان ولا يزال وسيظل الرقم الصعب في معادلة الصراع العربي – الصهيوني .. والرقم الذي لم تفلح في تجاوزه جميع محاولات تجاهله ابتداءً من وعد بلفور الذي تضمن عبارته الشهيرة «أرض بلا شعب شعب بلا أرض» قبل أكثر من مائة عام وحتى اليوم.

ومما يشير ويؤكد أن مسيرات العودة الكبرى هي العقبة الكبرى التي أجبرت إدارة «ترامب» على تأجيل إعلان صفقته مرتين إلى حد الآن بعد أن وصل أذنابه وعملائه إلى طريق مسدود وفشلوا في إيقافها، ومما يشير إلى هذا يؤكد أن جميع التسريبات حول الصفقة في الآونة الأخيرة صارت تركز على الحديث عن معاناة أهل قطاع غزة وعلى ضرورة جمع الأموال من أجل تنمية القطاع في حين أن بنود الصفقة التي نشرها موقع «ديبكا» الصهيوني في الـ21 من مايو الماضي ضمن التقرير الذي تحدث فيه عن أن إعلان الصفقة سيتم منتصف يونيو تتضمن تسعة بنود لم تتضمن من قريب أو بعيد أية إشارة إلى الجوانب التنموية أو الاقتصادية أو إلى الأزمة الإنسانية في قطاع غزة أو تحسين الظروف المعيشية في الضفة الغربية وإنما صبت جميعها في خانة تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل حيث جاءت بنود الصفقة وفقاً لما نشره الموقع الصهيوني كما يلي:-

1- ستقام دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة عبر نصف الضفة الغربية وكل قطاع غزة.

2- ستحتفظ إسرائيل بالمسئولية الأمنية لمعظم الضفة الغربية ومعابر الحدود.

3- سيبقى وادي الأردن تحت السيادة الإسرائيلية وستتولى مهام السيطرة العسكرية عليه

4- ستذهب كافة الأحياء العربية في القدس الشرقية إلى الدولة الفلسطينية باستثناء المدينة القديمة التي ستكون جزءاً من القدس الإسرائيلي.

5- أبو ديس شرق القدس هي العاصمة المقترحة لدولة فلسطين

6- ستشارك فلسطين والأردن الرعاية الدينية على مساجد المدينة القديمة

7- سيتم دمج غزة في الدولة الفلسطينية الجديدة بشرط موافقة حماس على نزع السلاح

8- لا يوجد في الخطة بند حول حق العودة للاجئين الفلسطينية لكن سيتم إنشاء آلية تعويض وإدارة من قبل المجتمع الدولي

9- الاعتراف بإسرائيل كوطن للشعب اليهودي وفلسطين بسيادة محدودة كوصي للفلسطينيين.. وغلى جانب أن هذه البنود لم تتضمن أية إشارة من قريب أو بعيد إلى الجوانب التنموية والاقتصادية فإنها تنطوي على التضليل والخداع والمكر في ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية بدءاً من بندها الأول الذي ينص بشكل واضح وصريح على أن الدولة الفلسطينية التي «ستقام» ذات سيادة محدودة أي أنها من الناحية العملية ليست دولة لأنه لا معنى لوجود دولة منزوعة السيادة أو «ذات سيادة محدودة».

كما ينص نفس البند على أن هذه الدولة «ستقام» عبر نصف الضفة الغربية وكل قطاع غزة وليس في نصف أي أن استخدام كلمة «عبر» بدلاً من «في» قد تم بعناية بهدف إفراغ هذا البند من أي مضمون خاصة وأن البند السابع ينص على أنه «سيتم دمج غزة في الدولة الفلسطينية الجديدة بشرط موافقة حماس على نزع السلاح» ومعنى السلاح كما هو واضح ليس سلاح حماس وإنما سلاح حركات وفصائل المقاومة في غزة وإلا لكان قد نص على «نزع سلاحها » وليس على «نزع السلاح».

وباستثناء البند التاسع والأخير الذي ينص صراحة على «الاعتراف بإسرائيل كوطن للشعب اليهودي وفلسطين بسيادة محدودة كوطن للفلسطينيين» وليس للشعب الفلسطيني.. باستثناء هذا البند فإن باقي البنود كما هو واضح لا تعدو عن كونها شكلاً من أشكال التضليل والخداع والمكر الذي لا ينطلي على عاقل، والذي يراد من خلاله الإيحاء بأن إدارة «ترامب» قد تراجعت عن رفضها لما يسمى بـ«حل الدولتين» الذي يحظى بالإجماع الدولي ويتوافق مع القرارات الأممية ذات الصلة بالصراع العربي – الصهيوني وذلك عبر تضمين بنود صفقته الحديث عن دولة فلسطين بالصيغ التي وردت بها في هذه البنود التي أقل ما يقال عنها إنها استخفاف بالعقول والضحك على الدقون .. وذلك لأنها تلبي مطالب الصهاينة وعلى رأسها الاعتراف بكيان الاحتلال الصهيوني كوطن لما يسمى بـ«الشعب اليهودي»، وتعترف بالقدس كعاصمة لهذا الكيان، وتصادر حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه وتتحدث عن ما سمي بإنشاء آلية تعويض تدار من قبل ما يسمى بالمجتمع الدولي، وفوق هذا وذاك فإنها لا تعترف بوجود الشعب الفلسطيني حيث لم يتضمن أي بند من بنودها عبارة «الشعب الفلسطيني» وبدلاً منها تم استخدام عبارة «الفلسطينيين» بشكل متعمد ..

وهذا هو جوهر «صفقة ترامب» والهدف الذي يتم من خلالها السعي إلى تحقيقه وهو تصفية القضية الفلسطينية.

وهذا ما بات معروفاً لدى أبناء الشعب العربي الفلسطيني بكل فئاته وشرائحه ومكوناته السياسية بشكل خاص، وأبناء الأمة العربية والإسلامية بشكل عام .. كما بات معروفاً أن «ترامب» يراهن على أنظمة الخيانة والعمالة والتبعية في تمرير صفقته المشئومة دون أن يدرك تحت تأثير صلفه وعنجهيته وغروره أنه يراهن على الوهم والسراب، وهو ما تشير إليه حالة التخبط التي يعيشها فريقه المتمثل في صهره –زوج ابنته- وكبير مستشاريه «جاريد كوشنر» ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط «جايسون غرينبلات» وهي الحالة التي تبدو بوضوح في ما نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» الصهيونية بعد جولة المحادثات واللقاءات التي أجرياها في  تل أبيب، والرياض، والقاهرة، وعمان.

ومما يشير أيضاً إلى أن مسيرات العودة الكبرى تمثل العقبة الكبرى أمام إعلان «صفقة ترامب» المساعي الأمريكية والصهيونية المحمومة الهادفة إلى إيقافها بأي ثمن ومن ذلك على سبيل المثال إيعاز واشنطن إلى كل من السعودية والأردن ومصر بممارسة أكبر قدر من الضغط على السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» من أجل إيقاف مسيرات العودة.

وفي هذا الإطار فقد تم توجيه الدعوة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لزيارة القاهرة، وقام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإرسال طائرة خاصة لنقل هنية من العريش إلى القاهرة حيث أجرى فيها محادثات تركزت –بحسب ما ذكرته المصادر الإخبارية- حول إيقاف مسيرات العودة مقابل فتح معبر رفح بصورة دائمة وعقب الزيارة قامت مصر بفتح المعبر طوال شهر رمضان بدون إعلاقه لكنها فشلت في إيقاف المسيرات.

وعلى ذات الصعيد قام رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بزيارة للأردن التقى خلالها مع الملك الأردني عبدالله الثاني.. كما التقى سراً –وفقاً لما ذكر الكاتب والمحرر السياسي للشئون العربية في إذاعة جيش الاحتلال جاكي حوجي- مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .. وبحسب ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام حول الزيارة ولقاء «نتنياهو» بالملك الأردني وولي العهد السعودي فقد تركزت الزيارة حول جهود «نتنياهو» الهادفة إلى «تفعيل الإجراءات الوقائية لتخفيض التوتر في الضفة الغربية ونقل جزء من العبئ إلى الأردن مستفيداً من احتياجاته، وهو مسار مماثل للمسار الأمريكي الداعي لبناء ميناء بحري في سيناء يخدم قطاع غزة بتمويل إماراتي – سعودي يسهم في احتواء التصعيد في قطاع غزة ».

إن هذه وغيرها من التطورات والمعطيات والشواهد الحية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مسيرات العودة هي العقبة الكبرى التي تقف في وجه «صفقة ترامب» وأن الشعب العربي الفلسطيني المجاهد الصابر كان ولا يزال وسيظل الجدار الصلب والصخرة التي تحطمت وستتحطم عليها جميع المؤامرات والمخططات الإجرامية الهادفة إلى مصادرة حقوقه المشروعة وتكريس الاحتلال الصهيوني لوطنه وتصفية قضيته العادلة .. وآخر هذه المؤامرات والمخططات ما يسمى بـ«صفقة القرن» التي ترتكز على قاعدة التضليل والخداع والمكر .

وهاهي التطورات والمعطيات والشواهد الحية تؤكد أن الوعد الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني عام 1917م قد ارتكز على الكذب المتمثل في مقولته الشهيرة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» .. ويأتي على رأس هذه التطورات والمعطيات والشواهد الحية وفي مقدمتها أن الشعب الذي تجاهل بلفور وجوده على أرض فلسطين هو شعب حي مجاهد صابر وصامد ومقاوم ومتمسك بأرضه وبحقه في الوجود بعد أكثر من مائة عام من ذلك الوعد المشئوم.

كما تؤكد أيضاً أن مقولة «سيموت الكبار وينسى الصغار» التي أطلقها القادة الصهاينة وظلت ترددها رئيسة وزراء كيان الاحتلال المقبورة «جولد مائير» هي مقولات أيضاً ارتكزت على الكذب والتضليل والوهم .

وبعد سبعين عاماً من تلك المقولات ومن الاحتلال والإجرام والقتل والتشريد والتهجير القسري لا يزال هذا الشعب الحي المجاهد الصابر متمسكاً بأرضه وبحقه في الوجود .. وعندما يموت الكبار  فإنهم يسلمون الراية ومعها مفاتيح مساكنهم التي احتلها الصهاينة إلى الصغار جيلاً بعد جيل، وذلك على العكس تماماً من الوهم الذي عاشه قادة الاحتلال الصهيوني والمقولات التي أطلقوها.

وفي هذه وغيرها من التطورات والمعطيات والشواهد الحية الأخرى التي لا يتسع المجال لسردها والحديث عنها جميعاً ما يؤكد أن «صفقة ترامب» ترتكز هي الأخرى على نفس المرتكزات أي على الكذب والوهم والتضليل والخداع والمكر وهو ما يجعل مصيرها المحتوم الفشل.