رابطة علماء اليمن تقيم فعالية الهجرة النبوية بعنوان" الهجرة النبوية محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الاعداء"

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 11/09/2018 - 4:59م

أقامت رابطة علماء اليمن فعالية بمناسبة الهجرة النبوية بعنوان " الهجرة النبوية محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء" صباح يوم الثلاثاء 1/ محرم / 1440 هـ الموافق 11 / 9 / 2018م .. بالجامع الكبير المقدس .

ابتدأت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ يحيى القرعى ..

الكلمة الأولى للأستاذ العلامة / محمد أحمد مفتاح ، بعنوان " مقومات الدولة الإسلامية من خلال الهجرة النبوية"

تحدث في بدايتها إلى أن الهجرة النبوية تعتبر منعطفاً تأريخياً  في حياة البشرية ..

ثم أشار إلى أن أي دولة لابد في تأسيسها من أن يكون لها أسس ومقومات كما كان لدولة رسول الله صلى الله وآله وسلم ، ولذا فإن رسول الله بمجرد أن وصل إلى المدينة بدأ بتأسيس الدولة الإسلامية .

ثم تحدث عن أهم مقومات الدولة الإسلامية التي شيدها رسول الله والمتمثلة في بناء مسجد قباء والمسجد النبوي ، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار .

ثم قال : إن المسجد النبوي كان يعتبر النواة المؤسسية للدولة الإسلامية .

وأضاف أيضاً : إن رسول الله سعى لتكوين مجتمع واحد من خلال المعاهدة التي ربطت بين المجتمع باختلاف دياناتهم وجعلتهم مجتمعاً واحداً .

وأشار إلى أن من أهم أسس بناء الدولة الإسلامية هو وجود القيادة الراشدة ، ولم يكن يوجد في ذلك الزمان من هو أرشد ولا أعظم من محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم .

وأَضاف : إن الكيفية التي بنى بها رسول الله الدولة الإسلامية كانت رائعة ، وهي التي جعلت من المدينة الريفية الحاضرة الأولى التي أثرت في العالم في غضون عشر سنوات .

وقال : إن المدينة ازدهرت في غضون سنة واحدة ، وأصبحت تنافس مكة " المنطقة التجارية" في التجارة وغيرها من القيم الحضارية  ، بل وأصبح المجتمع المدني أصحاب دولة قوية أسقطت جبروت القرشيين ، وقارعت أهم إمبراطوريتين " الفارسية والرومية" ، ودعت العالم بأكمله إلى مشروعها .

ختم كلمته بالإشارة إلى إن رسول الله لم يبنِ الدولة الإسلامية في غضون ست سنوات إلا بتضحيات جسيمة ، ولا شك أن اليمنيين سيحققون النصر على تحالف قرن الشيطان ، وخصوصاً وأن المجتمع اليمني كله يقدم التضحيات ..

 

الكلمة الثانية للعلامة / الحسين بن أحمد السراجي بعنوان " الهجرة النبوية محطة للتغيير والتنوير" ..

تحدث في بداية كلمته إلى أن الهجرة النبوية لا تعتبر سرداً تأريخياً لأننا جميعاً نعرف أحداث الهجرة وتفاصيلها ، وإنما يجب  أن ننظر إلى أبعاد هذه المناسبة العظيمة .  

ثم قال : في السابق لم نكن نستطيع أن نقارن بيننا وبين رسول الله ، لأننا لم نقدم تضحيات ، أما اليوم فهناك وجه مقارنة ، وهو أننا نواجه العالم كله كما واجه رسول الله استكبار العالم .

ثم أشار إلى أن الهجرة درس خالد في الصبرعلى البلاء ، والثبات على الحق ، والصمود والصلابة .

وأضاف أيضاً: إن الشعب اليمني يرسم صورة رائعة في الإيثار والتراحم ، وخصوصاً في هذه المحنة الصعبة التي تمر بها البلاد جراء الحصار والسحق من تحالف العدوان .

ثم قال : هذه الدماء الزاكية التي يقدمها أبناء الشعب اليمني في مواجهة هذا العدوان هي الكفيلة بإسقاط المشروع التآمري على اليمن .

ختم كلمته مشيراً إلى أن الله سيعطينا بقدر ثقتنا به ، فلو امتلكنا الثقة الكاملة بالله فإنه لا شك سينصرنا كما وعد في قوله : ( وَكَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ ) ، وكذلك نحتاج أن نكون في تضحياتنا كأمير المؤمنين علي "ع" الذي ضحى بنفسه ليلة الهجرة من أجل الإسلام ورسول الإسلام .

الكلمة الختامية " كلمة رابطة علماء اليمن" ألقاها السيد العلامة / عبدالمجيد الحوثي " نائب رئيس رابطة علماء اليمن" ..

  تساءل في مستهل كلمته : لماذا هاجر رسول الله من مكة إلى المدينة .. مجيباً : أن الهجرة هي من أرقى سمات المؤمنين ، فعندما يرون دينهم وعقيدتهم في خطر ، فإنهم لاشك سيتركون اموالهم وبيوتهم وأولادهم ويهاجرون من اجل الحفاظ على دينهم .. وبالتالي فالهجرة أن نهجر كل ما يبعدنا عن الله سبحانه وتعالى . لأن الهجرة هي بداية للانطلاقة إلى الله .

ثم أشار إلى أن الهجرة الحقيقية تتمثل في أولئك المجاهدين المرابطين الذين تركوا أموالهم وتجارتهم ونساءهم وكل ملذات الدنيا وهاجروا إلى الجبهات مع الله سبحانه وتعالى .

وقال : يجب ان نكون على ثقة مطلقة أن مصيرنا إلى النصر والظفر على الأعداء بعد الصبر ، لأنها سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير . 

ثم أوضح إلى أن هناك قضيتان أساسيتان للنصر تتمثلان في وصية موسى لقومه ( استعينوا بالله واصبروا ) ، وبالتالي علينا أن نثق بالله وحده لا بأمم متحدة ولا بمجلس أمن ولا بدولة ولا بأحد من هذا العالم الصامت المنافق .

مضيفاً : أنه في الحقيقة نحن ننال الفضل من الله من خلال هذه المواجهة التي نواجه بها المستكبرين ، وقد كسر الشعب اليمني هيبة امريكا ومن دار في فلكهم .، ولذا فالنصر قريب لهذا الشعب الأبي الذي قدم دمه وروحه في سبيل الله .

ختم كلمته بقوله : كل من بذل الجهد في صد هذا العدوان سواء كان في الجبهة العسكرية أو الجبهة الاقتصادية او الجبهة التوعوية أو غيرها من الجبهات فهو مجاهد في سبيل الله .

 

ختمت الفعالية بقراءة البيان الختامي ، قرأه الأستاذ الفاضل / مهدي العطاني .. وهذا نصه :   

بيان فعالية
(الهجرة النبوية: محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء)

 

الحمد لله القائل: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ والقائل سبحانه وتعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ * والقائل جل وعلا: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾. والصلاة والسلام على رسول الخير ونبي الرحمة القائل: «الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ» صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين..وبعد

احتفالا وتبركا بذكرى الهجرة النبوية المباركة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام  وحرصا على استلهام الدروس العظيمة منها كونها محطة تاريخية فاصلة في تاريخ البشرية والوجود الإنساني ولما لهذه الذكرى من امتدادات وآثار إيجابية في بناء وعي الأمة والنهوض بها ونقلها من حالة التدجين والهيمنة والتبعية إلى حالة الريادة والقيادة والتنوير والتغيير والتحرر من طاغوت وهيمنة الأعداء  أقامت رابطة علماء اليمن هذه الفعالية بمناسبة الذكرى الإسلامية للهجرية النبوية تحت عنوان: (الهجرة النبوية محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء) وأمام ما تختزله هذه الذكرى من دروس عظيمة وعبر قيمة وما تشتمل عليه من دلالات مهمة ومعاني متجددة خرجت الفعالية بالبيان التالي:

تعتبر ذكرى الهجرة النبوية محطة تاريخية كبرى يمكن الاستفادة منها والتزود من دروسها في مواجهة التحديات وإسقاط المؤامرات والمكائد التي تحاك من قبل الأعداء وأدواتهم الرخيصة ضد الإسلام والمسلمين.
التأكيد على أهمية العناية القصوى بسيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما يسهم في ربط الأمة الارتباط الواعي والعملي بالرسول ورسالته.
تدعو الرابطة العلماء والدعاة والخطباء والمرشدين والتربويين والأكاديميين لتحمل مسؤوليتهم الدينية والقيام بواجباتهم التوعوية التنويرية فيما يتعلق بإحياء روحية الجهاد والكفاح والنضال ومقارعة المستكبرين ومواجهة الطواغيت وتحريض المؤمنين من أبناء اليمن على قتال المحتلين والغزاة وأدواتهم من المرتزقة والعملاء أسوة برسل الله عموما وبخاتمهم على وجوه الخصوص والسعي لإقامة دولة العدل والحق التي سعوا لإقامتها قال تعالى ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
تدعو الرابطة أيضا الشعب اليمني إلى المزيد من الصبر والصمود والثقة المطلقة بالله وبنصره على الأعداء و إلى تجسيد قيم الأخوة الإسلامية وإحياء مبدأ الإنفاق و الإيثار والتكافل الاجتماعي اقتداء بأجدادهم الأنصار الذين قال الله فيهم   ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾  لا سيما في ظل استمرار الحصار الخانق وتصعيد قوى العدوان اقتصاديا وعسكريا.
تثمن الرابطة الدور الجهادي العظيم المبارك والمثمر لأبطال الجيش واللجان الشعبية وما يسطرونه من بطولات نادرة وملاحم أسطورية ومواقف مشرفة يحبها الله ورسوله والمؤمنون وتؤكد على ضرورة الاقتداء والتأسي برسول الله فيما يتعلق بالأخذ بأسباب العون والفرج والخلاص و النصر الإلهي المعنوية منها والعملية على حد سواء في الميدان والإعداد المستمر والمتواصل الذي سيكون له أثره الكبير ودوره الفعال في ردع الأعداء وإرهاب المعتدين وكبتهم قال تعالى ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾.
تؤكد الرابطة ألا خيار لوقف العدوان الغاشم وفك الحصار الآثم إلا بمزيد من التحشيد والنفير ورفد الجبهات بالرجال والمال ودعم القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ليقوما بضرب دول العدوان ضربات موجعة ورادعة.
تدعو حكومة الإنقاذ لمضاعفة الجهود والتحرك الجاد والمسؤول في بناء دولة العدل والنزاهة وتفعيل مبدأ الرقابة والمسائلة والمحاسبة وضبط المتلاعبين بالاقتصاد اليمني وتأديب المحتكرين للسلع وحاجيات الناس وتقديم المتواطئين منهم مع دول العدوان للمحاكمة العادلة.
تدعو وزارة الأوقاف والإرشاد إلى إحياء دور المساجد الإرشادي التنويري وتسخير أوقافها فيما يخدم التحرك العلمي و التوعوي والتعبوي.
تدعو رابطة علماء اليمن الأمة العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية الأمة المصيرية قضية فلسطين باعتبارها البوصلة التي يجب أن تحدد اتجاه راية الجهاد في سبيل الله إليها وكذلك تدعوا الشعوب إلى دعم القضية الفلسطينية بكل أنواع الدعم وصوره وأشكاله.

نسأل الله تعالى أن يدخل علينا هذه السنة بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى، وأن يكتب لليمن وفلسطين ولكل المستضعفين النصر والتمكين والخلاص من هيمنة ووصاية الظالمين والمستكبرين.

صادر عن رابطة علماء اليمن
في فعالية (الهجرة النبوية: محطة للتغيير والتحرر من هيمنة الأعداء)

بتاريخ 1/ محرم1440هـــ  

الموافق 11/9/ 2018م


صور الفعالية

 

 

 

 

 

الدلالات: