زكاة الفطرة ؟ ومقدارها ؟ ولمن تصرف ؟والغاية من تشريعها ؟

القسم: 
السؤال

على من تجب زكاة الفطرة ؟ وكم مقدارها بحساب اليوم؟ ولمن تصرف ؟وما هي الغاية من تشريعها ؟

 

الإجابة: 

الجواب وبالله التوفيق: أنَّ زكاة الفطرة واجبة على كل مسلم، سواء كان كبيراً أو صغيراً ، ذكراً أو أنثى.

فالواجب على المسلم إخراج هذه الزكاة عن نفسه، وعمن تجب عليه نفقته كالزوجة والأولاد والوالدين إذا كان ينفق عليهما وكانا مسلمين.

فإذا جاء يوم العيد وهو يملك غير الزكاة قوت عشرة أيام عيناً، أو يملك قيمة قوت العشرة الأيام لنفسه ولكل واحد ممن تجب عليه نفقته وجب عليه إخراج زكاة الفطر، لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن عيسى عليه السلام في أماليه:   «صدقةُ الفطرِ عَلَى كُلِّ صغيرٍ أو كبيرٍ، حُرٍّ أو عبدٍ ، وعَلَى مَن تَمُونُون».

أما مقدار زكاة الفطرة: فهي صاع عن كل شخص من القوت الذي يملكه مَن وجبت عليه، لقولِ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «صاع من شعير، أو صاع من تمر، أو صاح من دقيق».

وقد قدَّر العلماء الصاع بأربعة أمداد، وأُرَجِّحُ أن تكون هذه الأمداد بكفيِّ مَن وجبت عليه الزكاة، ويمكن تقديرها حالياً بكفي الرجل المتوسط اثنين كيلوا ونصف تقريباً .

وتتفاوت القيمة من شخص إلى آخر بحسب القوت الذي يجب إخراجه، فإن كان الواجب هو صاع من دقيق، فيجب إخراج قيمة ذلك الصاع([1]) (الدقيق) زماناً ومكاناً، وإن كان الواجب هو إخراج صاع من أرز، فيجب إخراج قيمة ذلك الصاع (الأرز) زماناً ومكاناً ، وهكذا .

وهذا هو من باب الأفضل والأحوط، وإن التزم مَن وجبت على الزكاة بإخراج المبلغ المحدد من الجهات الرسمية لهذه السنة فلا حرج في ذلك.

أما مصارف زكاة الفطرة: فهي المصارف الثمانية المذكورة في قول المولى سبحانه:﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة:60] فتصرف في هذه الثمانية الأصناف، والأولى صرفها في الفقراء والمساكين فقط لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ : «اغنوهم في هذا اليوم »وخصهم بالذكر ، وهذا هو الأحوط .

أما الغاية من تشريعها فهي تطهير للصائم، وإطعام للفقراء والمساكين، وإكفافهم عن السؤال يوم العيد، كما قال الحبيبُ المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ : «صَدَقَةُ الفِطْرِ طُهْرَةٌ لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ» وقال: «أغنُوهمْ في هذا اليومِ».. وذلك حتى لا يبقى الفقراء والمساكين محرومين يعانون البؤس والحرمان أو يبحثون عن لقمة العيش في هذا اليوم المبارك فلا يدركون فرحته وسعادته.

وهي أيضاً من أسباب قبول الصيام، لقول الحبيبِ المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: «صيامُ الرجلِ معلقٌ بينَ السماءِ والأرضِ حتى يُعطِي صدقةَ الفطر»..والله الموفق,


([1])  الصاع: 2 كيلو  و600 غرام، فيكون قيمة 2 كيلو  و 600غرام من الدقيق أو الأرز 350 ريال يمني بحساب اليوم.

الدلالات: