ما حكم إفطار من يعتاد السفر في شهر رمضان؟؟

القسم: 
السؤال
ما رأي الشرع الشريف فيمن يعتاد السفر في شهر رمضان لكونه  ، سائق حافلة أو سائق بيجو تابعة لأحدى الشركات ، أو كابتن طائرة ، ونحوهم .. هل يفطر أم يصوم ..؟ 
الإجابة: 

الجواب وبالله التوفيق:إنه لا خلاف في جواز الإفطار للمسافر في شهر رمضان عند وجوب القصر عليه بسفره بريداً فصاعداً ، لقوله : ( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ..
وقد روي في كتابي الشفاء للأمير الحسين وشرح التجريد للمؤيد بالله الهاروني عليهما السلام وغيرهمامن كتب السنة المطهرة : عن ابن مسعود قال : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم في السفر ويفطر . أهـ 
وروي في شرح التجريد وفي أصول الأحكام للإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا رسول الله ، أصوم في السفر ؟ وكان كثير الصيام ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " إن شئت فصم وإن شئت فافطر والفطر لمن شاء ذلك " أهـ 
فظهر بذلك أن هدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر في رمضان أن يفطر أحياناً ويصوم أحياناً ، وخيَّر أصحابه بين الفطر والصيام ، وأجمع أهل العلم على جواز الفطر للمسافر للآية الكريمة . 
غير أن الصوم في السفر هو الأفضل لقوله تعالى :
{ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } .. 
فالمذكور في السؤال إذا كان الصوم لا يضر به ولا مشقة عليه فيه كان الصوم في حقه أفضل ، قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين في كتابه الجامع المسمى الأحكام ما لفظه : حدثني أبي عن أبيه أنه سئل عن الصوم في السفر فقال : نحن نقول إن الصوم في السفر أفضل ، فقيل له : فحديث رسول الله الذي روي عنه أنه قال : " ليس من البر الصيام في السفر " ، فقال : يعني بذلك التطوع وليس بالفريضة . 
قال يحيى بن الحسين عليه السلام : هذا الحديث إن صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنما أراد به ما قال جدي رحمة الله عليه من صيام التطوع لا الفريضة ، وكيف يقول ذلك رسول الله في الفريضة وهو يسمع قول الله سبحانه :
{ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } .. هذا مالا يقول به عاقل فيه ، ولا يثبته ذو علم عليه أهـ 
وأما كون المذكور في السؤال ممن يعتاد السفر يومياً في رمضان ،فإن اتصافه بكونه مسافراً كافٍ في جواز افطاره شرعاً ، ومجرد اسم السفر مبيح لا فطاره ولو لم يكن في سفره مشقة ولا مضرة عملاً بظاهر الآية الكريمة ، مع التأكيد بأن صومه في السفر هو الأفضل لقوله تعالى :
{ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } .. خاصة في هذا الزمان الذي توفرت فيه جميع وسائل الراحة سفراً وحضراً .