بيان مؤتمر علماء اليمن لدحض مزاعم العدوان حول استهداف مكة المكرمة حرسها الله

نشر بتاريخ: خميس, 03/11/2016 - 6:17م

بيان مؤتمر علماء اليمن لدحض مزاعم العدوان حول  استهداف مكة المكرمة حرسها الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين﴾، والقائل: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيل، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيم). والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل : «كفى بالمرء إثماً أن يُحَدِّث بكل ما سمع» وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين؛ وبعد:

فقد تابع علماء اليمن باستغرابٍ واستنكارٍ بالغين تلك الهجمةَ الإعلاميةَ المسعورةَ، وذلك الإفكَ المبينَ والزورَ الكبيرَ الذي تولى كِبرهُ إعلام دُولِ العدوانِ مُدَّعينَ زوراً وبهتاناً أنَّ شعبَ الحكمةِ والإيمانِ - الذي يشهدُ القرآنُ والسنةُ والتاريخُ على أخلاقهِ الراقيةِ في السلم والحرب- حاول استهدافَ قبلتهِ المشرفةِ وكعبتهِ الشريفةِ والمقدساتِ الإسلامية الكريمة.

إنَّ علماءَ اليمنِ يستهجنونَ هذه الأساليبَ القذرةَ والأكاذيبَ المأفوكةَ وشهاداتِ الزورِ الجريئةَ التي تستنجدُ بها دولُ العدوانِ للتغطيةِ على جرائمها الكبرى، والتي كان من أواخرها جريمةُ الصالةِ الكبرى، وجريمةُ إدارة أمنِ وسجنِ مدينة الزيدية، وغيرها من المجازر والجرائم التي راح ضحيتَهَا الآلافُ من الأبرياء، متجاهلين قولَ اللهِ تعالى:(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، وللتغطية على حصار شعب بأكمله، متجاهلينَ قولَ الرسولِ صلى الله عليه وآله وسلم: «دخلت امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ حبستها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خَشَاش الأرض» كما أنَّ دُولَ العدوانِ تهدفُ من خلالِ أساليبِ الكذب والخداعِ لتبريرِ المزيدِ من جرائمها بحق الشعبِ اليمني المسلم، ورداً على هذه الهجمةِ الإعلاميةِ المضللةِ، اجتمع علماءُ اليمن وأكدوا على التالي:

1. الرفض القاطع لادعاء النظام السعودي ومن معه حول استهداف مكة المكرمة، وأن هذا الادعاء باطل لا أساس له من الصحة، ومحض افتراءٍ من النظام السعودي المعروف بالكذب والافتراء والفاقد للمصداقية، وأن هذا الافتراء في حد ذاته يُعد جريمة كبيرةً تضاف إلى الملف الإجرامي الحافل بمسلسل الإجرام بحق الشعب اليمني من الحصار والتجويع والعدوان والمجازر المتتالية.

2. الرفض القاطع لاستغلال النظام السعودي ومن تحالف معه للحرمين الشريفين في خدمة الأغراض الاستعمارية الهادفة إلى تمزيق العالم الإسلامي، والسيطرة على ثروات المسلمين، ويؤكدون أن الدفاع عن مقدسات الأمة واجب المسلمين جميعاً؛ وفي طليعتهم الشعب اليمني، ومن هذه المقدسات المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؛ الذي يرزحُ تحتَ نَيرِ الاحتلال الصهيوني الغاصب حليف آل سعود.

3. يؤكد علماء اليمن لشعبنا اليمني المسلم، وللعالم الإسلامي على أنَّ هذه المحاولةَ البائسةَ والإفكَ المبينَ من دول العدوانِ لتشويه مقاومة الشعب اليمني للعدوان ستبوءُ بالفشلِ كما قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيم).

4.  يدعو علماءُ اليمنِ كُلَّ الأحرار في العالم من الشعوبِ الإسلامية والعالميةِ، وفي مقدمتهم العلماء وكلَّ وسائل الإعلام إلى الوقوف مع الشعب اليمني المظلوم والـمُعْتَدَى عليه والـمُحَاصَرِ وعدمِ الإنجرارِ وراء إعلامِ العدوانِ الكاذبِ الذي أثبتتِ الأحداثُ إفكَهُ وزورَهُ، كما يدعونهم إلى التحري والتَثَبُّتِ ونقل مظلوميةِ الشعبِ اليمني وفضح جرائم العدوان السعودي الأمريكي، وما حادثةُ الصالةِ الكبرى منهم ببعيد، حيث أنكروها أولاً  ثم اعترفوا بارتكابها ثم تنصلوا عنها ورموها على غيرهم.

5. يأسفُ علماءُ اليمن لتلك المواقف الـمُتَسَرِّعَةِ من بعضِ الشخصياتِ المعتبرةِ التي كان يُفترضُ أن ترفعَ صوتَها أمامَ جرائمِ الحربِ التي تُرتكبُ بحق الشعب اليمني أمام مرأى ومسمع العالم، وأن يُبْرِؤوا ذمتهم أمامَ الله سبحانه وتعالى من الدماءِ التي تُسْفَك والأعراضِ التي تُنْتَهَك، ويؤكدون أنَّ هذه المواقف المشبوهةَ والمتسرعةَ تُدَلِّـلُ على التسرع في الحكم، وكان حرياً بهم التورعُ والتَثَبُّتُ بمقتضى الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين) حتى لا يكونوا مشاركين في سفكِ دماءِ الشعب اليمني المسلم.

6. يدعو علماءُ اليمن علماء المسلمين كافةً وجميع مؤسساتهم وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي، والأزهر الشريف، ورابطة العالم الإسلامي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى عدم الإنجرار وراء دعوات التحريض لقتل الشعب اليمني، ويدعونهم إن كانوا حقاً حريصين على مقدسات المسلمين أن يكونوا حريصين على إيقاف سفك دم الشعب اليمني على أيدي آلة القتل والدمار السعودية الأمريكية، والتي استمرت ما يقارب السنتين ولا زالت حتى هذه اللحظة، وأن يقوموا بواجبهم الذي كلفهم الله به في قوله تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين) كما يدعونهم لزيارة اليمن للوقوف على جرائم العدوان والاطلاع عن كثب على مجازره بحق اليمنيين.

7.  يؤكد العلماء على أنَّ هذه الضجَّةَ الإعلاميةَ المفتعلةَ لن تستطيعَ التغطيةَ على جرائمِ العدوانِ من القتل والإبادةِ لشعبنا الذي يتحلى بالأخلاق الأصيلةِ والراقيةِ، وأنَّ الفرقَ كبيرٌ  بين جرائمِ طيرانِ العدوانِ السعودي الأمريكي وأهدافهِ غيرِ المشروعةِ، وبين أخلاقِ جَيْشِنا ولجانِنا الشعبية وأهدافهِ العسكرية المشروعة في الدفاعِ عن النفسِ والوطنِ، وهو حقٌ مكفولٌ في جميعِ الشرائعِ والقوانين الدولية، والتي كان آخِرُهَا استهداف قاعدة الملك عبدالله الجوية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، التي تنطلق منها الطائراتُ الحربيةُ لقتل وإبادة الشعبَ اليمني، في حين أنه لم يثبتْ أن الجيش اليمني واللجان الشعبية استهدفوا أماكنَ مدنيةِ سكنيةِ مع قدرتهم على ذلك، وهي في متناول اليد كما هو معروف.

8. يُثَمِّنُ علماءُ اليمن الجهودَ الجبَّارةَ للقوة الصاروخيةَ والإنجازات الهامةَ لها متمنينَ لهم المزيد من التفوقِ والتوفيقِ في مواصلةِ تطوير القدراتِ وتحقيقِ الإنجازاتِ، كما يُـحَيُّون ويُثمنونَ إقدامَ وشجاعةَ وتضحيةَ الجيشَ واللجانَ الشعبيةَ وأبناء القبائلِ اليمنيةِ في الدفاع عن الأرض والعرض وعزة اليمن وكرامته.

9. يدعو علماءُ اليمن شعبنا اليمني العظيمَ إلى المزيدِ من الصبرِ والصمودِ  والثباتِ في مواجهةِ العدوانِ الغاشم، ومدِّ يدِ الضراعة إلى الله تعالى في هذه الظروف التي يعيشونها امتثالاً لقوله تعالى:(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) والتكافل والتراحم ورفد الجبهاتِ بالمالِ والرجالِ، ويؤكدون بأنَّ النصرَ بإذن الله تعالى قريب، وأنَّ العاقبةَ للمتقين، وما النصرُ إلا من عند اللهِ العزيزِ الحكيم.

10.يثمن علماءُ اليمن توجيهات المجلس السياسي الأعلى ومجلس النواب ومجلس القضاء ومجلس الوزراء بصرف الرواتب، ويطالبون الجهات المعنية السرعة بتنفيذ تلك التوجيهات لتفريج كربة المحتاجين وإدخال السرور عليهم.

نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر والتمكين لشعبنا اليمني المجاهد الصامد الصابر

صادر عن مؤتمر علماء اليمن لدحض مزاعم العدوان حول استهداف مكة المكرمة حرسها الله

بتاريخ 3 صفر 1438هـ الموافق 3/11/2016م


تقرير بالصور

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

فيديو للمؤتمر العلمائي لدحض لدحض مزاعم العدوان حول استهداف مكة المكرمة حرسها الله

الدلالات: