بيان لقاء علماء اليمن الموسع تحت شعار(مسئولية العلماء في مواجهة مجازر العدوان واستمرار الحصار)

نشر بتاريخ: أحد, 19/08/2018 - 6:21م

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

البيان الختامي للقاء علماء اليمن الموسع حول (مسئولية العلماء في مواجهة مجازر العدوان واستمرار الحصار)

الحمدلله القائل ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران:187] والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين القائل «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم » والقائل «ما من امرئ يخذل امرءاً مسلم في موطن ينتقص فيه من عرضه, وينتهك فيه من حرمته, إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه, وينتهك فيه من حرمته, إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته » أمَّا بعد .. فنزولًا عند أمر الله القائل ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾[آل عمران:104] والقائل ﴿وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر﴾[العصر:3] ونظراً لما يشهده الشعب اليمني من تصعيد كبير ومجازر مروعة في حق الأبرياء والطفولة ابتداءً بمجزرة بني حوات جوار مطار صنعاء في أول يوم من العدوان ومروراً بمجازر المخا وسنبان ومستبا والزيدية والقاعة الكبرى وبني قيس و غيرها الكثير من المجازر وصولًا إلى مجزرة سوق السمك ومستشفى الثورة في الحديدة والمجزرة البشعة والمروعة بحق الطفولة في ضحيان في محافظة صعدة التي راح ضحيتها أكثر من 130 بين شهيد وجريح جلّهم من الأطفال، وكذلك مجزرة الدريهمي بالحديدة وحيران بحجة ولعلها لن تكون الأخيرة في ظل غطرسة العدوان والصمت الدولي وبيع القيم والأخلاق والتخلي عن شريعة الإسلام والمبادئ الإنسانية والهروب من الواقع والتنصل عن المسؤولية من كثير ممن يدعي الإسلام والحرية وينادي ظاهرا بالعدالة وحقوق الإنسان بدأ بأهل العلم الساكتين ومروراً بالمنظمات الحقوقية والإنسانية وانتهاء بمجلس الأمن والأمم المتحدة، والعالمُ أجمع إلا من رحم الله يتفرج مكتوف الايدي على كل هذه المجازر البشعة التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني السعودي الإمارتي ومن تحالف معهم ضد أبناء الشعب اليمني والحصار المطبق جواً وبراً وبحراً مما أدى إلى التضييق على الشعب اليمني في معيشته وأسهم إسهاما مباشراً في ارتفاع سعر الصرف وغلاء المعيشة وانقطاع المرتبات وموت كثير من الحالات المرضية المزمنة وغير المزمنة نتيجة الحصار وقلة الدواء وعدم التمكن من السفر بها للعلاج في الخارج , كل هذه الجرائم والمجازر والحصار والتضييق والعدوان بغية تركيع الشعب اليمني لغير الله واحتلال ارضه ونهب خيراته وثرواته واستعباد شعبه لهذا كله ولغيره من الاسباب اجتمع علماء اليمن تحت شعار (مسؤولية العلماء أمام مجازر العدوان وتضييق الحصار ) وخرجوا بالآتي:
أولًا: يدين علماء اليمن بأشد العبارات كل المجازر البشعة والمروعة التي ارتكبها ويرتكبها تحالف العدوان المتمثل بأمريكا و السعودية والامارات وحلفائهم بحق الشعب اليمني لاكثر من ثلاث سنوات والتي كان من آخرها مجزرة الطفولة بضحيان ومستشفى الثورة وسوق السمك بالحديدة .
ثانيًا: يدين علماء اليمن ويرفضون استمرار العدوان في فرض الحصار على الشعب اليمني وإمعانه في زيادة معانات الشعب والتسبب المباشر بغلاء المعيشة وارتفاع سعر الصرف.
ثالثًا: يستنكر علماء اليمن الصمت الدولي سيما منظمات حقوق الانسان والمؤسسات العلمائية وعدم قيام مجلس الامن والأمم المتحدة بإدانة العدوان واصدار قرار بإيقاف الحرب ويحملونهم مسؤولية الصمت إزاء هذه الجرائم الفضيعة
رابعًا: يدعو علماء اليمن كل الأحرار في العالم و في مقدمتهم قادة وعلماء المسلمين والمؤسسات العلمائية لرفع أصواتهم والقيام بواجبهم الديني والإنساني إزاء هذه الجرائم والمطالبة الصادقة بإيقاف العدوان على الشعب اليمني المظلوم ويؤكدون أن السكوت على هذه الجرائم واستمرار هذا العدوان مشاركة في الجريمة ويذكرونهم بقول الحق سبحانه وتعالى
﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين﴾
[الحُجُرات:9] و بقول الله تعالى ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[النساء:114].
خامسًا : يدعو علماء اليمن الشعب اليمني إلى الاستمرار في الصمود والمزيد من التلاحم والوحدة والتحرك الجاد والفاعل والصادق لمواجهة العدوان ورفد الجبهات بالرجال والمال سيما جبهة الساحل الغربي إذ لا رهان بعد الله سبحانه وتعالى إلا على ذلك نزولًا عند قول الحق سبحانه وتعالى :
﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين﴾
[البقرة:190] وقوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُون﴾[الشورى:39] وقوله جل شأنه: ﴿وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيل﴾[الشورى:41] .
سادسًا: يدعو علماء اليمن كل العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين إلى الاستمرار في التحرك الفاعل والجاد في ارشاد الناس وتحريك ضمائرهم وتحريضهم على الجهاد في سبيله ودفع الصائل المعتدي وتوضيح مايجب عليهم إزاء هذا العدوان الغاشم وغيرها من القضايا نزولا عند قول الله تعالى:
﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾
[الأحزاب:39] وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم﴾[البقرة: 159، 160] وقوله تعالى: ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُون﴾[آل عمران:187] وقول النبي صل الله عليه واله وسلم «لتامرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم ».
سابعًا: يدعو علماء اليمن السلطة القضائية والنائب العام والجهات ذات العلاقة إلى سرعة إنجاز القضايا المتعلقة بجرائم العدوان ومحاكمة المجرمين وتطبيق شرع الله فيهم والقيام بواجبها إزاء كل المستجدات والأحداث بشأن العدوان وغيره.
ثامنًا: يدعو علماء اليمن جميع علماء المسلمين بما فيهم علماء الأزهر وعلماء الحرمين الشريفين إلى أن يقولوا كلمة الحق ويدينوا جرائم العدوان بحق الشعب اليمني وانتهاكه للأشهر الحرم والتي كانت معظمة حتى قبل الإسلام ويدعو العلماء خطيب عرفة إلى أن يعتذر للشعب اليمني الذي استباح دمائهم، ويحذر علماء اليمن جميع علماء الحرمين من خطورة السكوت فالنظام السعودي لن يستثني أحداً وقد بدأ باستهداف رجال الدين في المملكة.

 

صادر عن اللقاء الموسع لعلماء اليمن
بتاريخ 8 / ذي الحجة سنة 1439هـ -
الموافق 19/8/2018م 

الدلالات: