العُزلة َ عن المجتمع

السؤال

ماحكم العزلة عن المجتمع خصوصا أيامنا هذه؟

الإجابة: 

بسم الله..
العزلة عن الناس الأشرار وعدماء الأخلاق أمر محمود لسلامة الدين، لكن ليس ذلك على إطلاقه، فمن كان عنده القدرة على التغيير والصبر على أذى الناس فهذا خير من العزلة عنهم،
ولو كانت العزلة أمراً محموداً لاعتزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناسَ في وقته وَلَمَا أمر بالمعروف ولا نهى عن المنكر وَلَمَا وصلنا من هذا الدين ولا حرف واحد لكنه جالسهم وخالطهم وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر مما أدى إلى صلاح المجتمع،
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» أو كما قال. 
وورد أيضاً كما رواه الترمذي وغيره مرفوعاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه مرّ رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشِعب فيه عين ماء عذبة فأعجبته فقال:لو اعتزلتُ الناس فأقمتُ في هذا الشعب ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة أُغزُوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة» أو كما قال. 
نعم اعتزل الناس عندما يكون حضورك عندهم تقريراً لهم على فسادهم أما إذا كان لصلاحهم وإرشادهم فلا. والله تعالى أعلم. 
أجاب عليه العلامة: شمس الدين شرف الدين