مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين في حوار لـ»صحيفة المسيرة«
بتاريخ الثلاثاء 22 ربيع الثاني 1439هـ .. 9 يناير 2018م
دعا مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، كافةَ أبناء الشعب اليمني إلى رفد الجبهات بالشباب المقاتلين الأشداء؛ باعتباره يخوض معركةً مقدسةً لنُصرة دين الله والمستضعفين تستدعي كُلّ فرد في هذا الشعب ولا تستثني أيَّ فرد أَوْ حزب أَوْ طائفة، وعلى الشعب أن يأخذَ بأسباب النصر.
وقال العلامة شمس الدين: إن الشعبَ اليمنيَّ يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى التي تدور حولها كُلّ القضايا، ولا يمكن أن يتنازل عنها، باعتبارها قضية دينية بحتة، ولقدسيتها وما تمثله في نفوس المسلمين، داعياً إلى بذل الغالي والنفيس من أجل استعادتها من أيادي الغاصبين.
وأشاد فضيلةُ العلامة شمس الدين بالموقف المشرِّف لاتحاد علماء المقاومة في لبنان والمواقف المشرِّفة من علماء المسلمين الذين ساندوا الحق ولم يخشَو لومة لائم.
كما انتقد شمس الدين مفتي الديار السعودية واعتبر موقفُه مخزياً وعاراً عليه وعلى من اتبعه إلى يوم قيام الساعة.
وفي حوار خاص مع صحيفة المسيرة ناقشنا مع فضيلة المفتي مختلف القضايا.
حوار/ نوح جلاس:
ما هو موقفكم وموقف علماء اليمن من الأحداث الأخيرة المتمثلة في قرار ترامب وما تلاها من انتهاكات يقوم بها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين بشكل يومي؟
ما من شك في أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للأُمَّة العربية والإسْلَامية، وموقفُنا نحن كعلماء وسياسيين وعسكريين موقفُ سائر الشرفاء من أبناء الأُمَّة تجاه القضية الفلسطينية؛ لأن القضيةَ الفلسطينيةَ قضيةٌ واضحة للعيان، فقد جاء شُذّاذُ الآفاق من كُلّ بقاع الأَرْض وكوّنوا لهم كياناً على حساب شعب بأكمله، وهذا يشكّلُ خطورةَ كبيرة في نهج الإنْسَانية، إذَا كانت على هذا النحو؛ لأنها عاملت الفلسطينيين بأبشع وأفضح الأفعال، واغتصبت كُلّ حق للفلسطينيين قهراً وقسراً، وبالتالي نحن في اليمن نعتبر هذه القضية قضية دينيةً بحتة ولا يجوز التنازل عنها؛ وذلك لقدسيتها وما تمثله من رمزية في نفوس المسلمين، ويجب بذل الغالي والنفيس من أجل استعادتها من أيادي الغاصبين.
كيف ترَون الموقفَ العربي والإسْلاَمي تجاه هذه القضية وبالذات موقف العلماء منهم؟
بطبيعة الحال كانت مواقفُ العلماء متباينةً، كما تباينت مواقف السياسيين والزعماء وبعض الأنظمة في العالم العربي والإسْلَامي، الناس دَائماً عندما يبتلون بالشدائد، منهم من يثبت ويبذل ويضحّي ويعطي ويعمل ما يعمل في سبيل الحق ولو على حساب نفسه وروحه، ومنهم من يلزمُ الحيادَ؛ خوفاً من هذا أَوْ ذاك، ولا يدري أن وعيدَ الله أعظمُ مِن كُلّ وعيد، ونعيمَه أعظم من كُلّ نعيم، ومنهم مَن يرتمون في حُضن الأعداء؛ ظناً منهم أن هذا سيخلصهم وينقذهم ويسعدهم في الدنيا.
وبالتالي نرى موقف مفتي الديار السعودية موقفاً مخزياً وعاراً عليه وهو طامة كبرى ويلحق عارها كُلّ أولئك القوم الذين يتبعون هؤلاء العلماء إلى قيام الساعة، ونرى مواقفَ مشرفةً مثل مواقف اتحاد علماء المقاومة في لبنان وغيرها من المواقف المشرّفة من علماء المسلمين الذين ساندوا الحق ولو كلفهم ذلك ما كلفهم؛ لأنهم يؤمنون بالله ويرضون بكل ما يأتي من الله ولا يخشَون لومة لائم.
في هذه القضية ما هو الدور الذي يلعبُه العلماءُ إما في تثبيط الشعوب أوْ في تحريكها؟ وما هي رسالتكم إلى علماء العرب والمسلمين؟
العلماء إنْ تحرروا من قيود التبعية للحكام سيقومون بعمل كبير، وما من شك أن لهم دوراً كبيراً في توعية المجتمع، وكما ورد في الحديث الشريف عنه صلوات الله عليه وآله: »صِنفانِ إذَا صَلُحَا صَلُحَت الأُمَّة، العلماء والأمراء«.
وبالتالي على العلماء أن يقوموا بواجبهم تجاه هذه القضية وغيرها من القضايا العالقة في الساحة مثل مظلومية الشعب اليمني وما يحدُثُ في سوريا والعراق وليبيا، وأن لا يقوموا بخدمة أنظمتهم وتوجيه أقلامهم وأدبياتهم فيما يخدم اليهود، من باب »أطع الأمير ولو أخذ مالك وجلد ظهرك« وما شابه ذلك، وهذا خطأ كبير وقع فيه العلماء، وعليهم أن يتحرروا؛ لأنه لا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾، وكان حرياً بالعلماء أن يُحِرّكوا الشارع والمجتمع في مواجهة الطغيان الأمريكي، فبعد قرار ترامب هناك جهود حثيثة في تهويد القدس، وهناك انتهاكاتٌ كبيرةٌ جراء هذا القرار؛ ولهذا يجب عليهم أن يتحَرّكوا ويحركوا الشارع العربي والإسْلَامي لنُصرة الشعب الفلسطيني.
العلماء هم المحرك الأساسي للشعوب في أية قضية تهم الأُمَّة ككل، فما هي رسالتُكم إلى العلماء الذين يتنصلون عن القضايا المركزية للأُمَّة؟ وما هي دعوتكم إليهم؟
ما من شك أن المرحلة التي نعيشها هي مرحلة فتنة وابتلاء إلهي، كما قال ﴿مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾، والعلماء الذين لم يعرفوا الحق من الباطل حتى هذه اللحظة ليسوا بعلماء، وهؤلاء قد تملك الشيطان أنفسهم وقلوبهم، وحَرَفَهم عن الطريق الصحيح الذي كان يجب عليهم أن يسلكوها، فعندما يعرفون أن اليهود والنصارى هم أصحاب قرار هذه الحرب وهم من يمولها وَيدعمها وَيغذّيها وينصُرُها، فإن الإنْسَان العادي يعرف أن هذا صراعٌ إسْلَامي يهودي نصراني، فضلاً عن أن يكون عالماً، والواجب عليه أن يضع قدمه في الموضع الصحيح، وبالتالي على الجميع أن يتقوا الله.
اليوم ما عاد هناك حجة لمحتج ولا عذر لمعتذر، فالأقنعة قد تكشفت وما عاد الأمر يخفى على أحد إطلاقاً، مثلاً: بعد قرار ترامب عرفنا الصديقَ من العدو ومَن مع المسلمين ومن ضدهم، وعندما تسمع أن بن سلمان استدعى محمود عباس أبو مازن ليضغط عليه بأن يقبل أبو ديس عاصمةً لفلسطين، بماذا يفسر العلماء هذا الموقف؟
عندما يشتري بن سلمان لوحةً لما يسمى بالسيد المخلِّص في عقيدة اليهود والنصارى المخالفة لعقيدة المسلمين بمبلغ 450 مليون دولار، ويشتري يختاً بمبلغ 500 مليون دولار وقصراً في فرسنا بـ300 مليون دولار، ماذا يفسر العلماء هذا الموقف ومعظم أبناء الأُمَّة يرزحون تحت خط الفقر ويأكلون من براميل القمامة؟ هل أَصْبَح هذا الأمر خافياً على أحد؟
وبعد أن يقول بن سلمان بأنه وبعد 30 سنة لن يسمح بأن تحكمَه هذه العقلية المتحجرة والراديكالية والمتخلفة والمقصود بها الإسْلَام والمسلمين ويقرر إنشاء مدينة »نيوم« التي ستحتضن السياحة المفرطة والرقص والغناء وغيرها، وهذا قرار ليس من أجل شيء إلّا لأجل ضرب الدين من أقدس مكان وهي أرض الحرمين الشريفين.
فهل بقي عذرٌ لمعتذر وحُجّةٌ لمحتج؟ هذا واضح لعامة الناس فما بالك بالعلماء؟!، ولكن كما قال القائل: »لهوى النفوس سريرة لا تُعلمُ«، وهؤلاء العلماء هم جعلوا طاعة الله مشروطة بطاعة الأمير ولم يجعلوا طاعةَ الأمير مشروطةً بطاعة الله.
وزلةُ العالَم ليست كزلة أي إنْسَان على الإطلاق؛ ولذا يجب عليهم أن يتفادوا أنفسهم وأن يتداركوها ولا يكونوا كالذي انسلخ عن آيات الله بعد أن أنزلت إليه.
وعلى العلماء أن يكونوا في صدارة المواجهين لهذا العدو الصهيوني الغاصب.
أنتم علماءَ اليمن ما هي رسالتكم إلى الكيان الصهيوني ومعاونيه؟
نحن حملنا على عَاتقنا مسألةَ مواجهة الظالمين، أياً كان، الظالمون، وبالدرجة الأخص اليهود الذين أفسدوا في الأَرْض، ودينُنا وقرآنُنا يحتمُّ علينا محارَبةَ اليهود، فقد نُبِّئنا أنهم أشد وألدُّ أعدائنا، وحُرِّم علينا أن نواليَهم، فهم أعداء الله، وقد قالوا: ﴿يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ﴾، وقالوا: ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ﴾، وقالوا: ﴿إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء﴾، وهم الذين يعملون ما يشاؤون ويقولون ﴿لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾ وهم من يقتل الفلسطينيين ويغتصبون أملاكهم، ويرتكبون أبشع الأعمال، وهم من يُحيك لنا المكائد والفتن.
وبالتالي نحن قد حملنا على عاتقنا محاربتهم، وهي بالنسبة لنا حربٌ مقدسة يجبُ على الجميع أن يتحَرّكَ فيها، ولا يجوز السكوت ونحن لن نسكُتَ حتى وإن سكت الفلسطينيون أنفسهم.
وعلى الكيان الصهيوني إدراك أنْ ليس له قرارٌ في الشرق الأوسط، ولن يستمر طويلاً، وهي حالة مثل سحاب الصيف، وعما قريب سحابةُ الصيف تقشع، وهو عبارة عن مرض وهذا المرض سيزول وستعود العاقبة إلى هذه الأُمَّة، وأنه حتى وإن وجد له أنظمة عميلةً في الشرق الأوسط، إلا أن الشعوبَ ما زالت على موقفها وستتخذ اليهود أعداء مهما بقيت الدنيا.
أبدى السيد القائد عبدالملك الحوثي استعدادَ شعبنا لإرسال المقاتلين لمساندة المقاومة في لبنان وفلسطين؟ كيف يرى علماءُ اليمن هذا الموقف سيما ونحن نتعرّضُ لعدوان عالمي؟
نحن من اللحظة، ما يعانيه شعبنا اليمني وما يتعرَّضُ له من عدوان إنما هو ضريبة لمواقفه المشرفة تجاه قضايا الأُمَّة، وعندما رفع اليمنيون شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، لم يرفعوه عدواناً واعتباطاً ولا فجوراً، وإنما رفعوه لما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني والعراقي وباقي الشعوب العربية والإسْلَامية من بطش "أمريكا وإسرائيل" وكيدهم تحت مبدأ قول الله سبحانه وتعالى: ﴿لاَّ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ﴾، والأمة قد ظُلمت ومن حق المظلومين أن يُعبِّروا عن امتعاضهم وعن ألمهم وعن موقفهم تجاه الظلَمَة وقالوا الموت لهؤلاء، كما قال تعالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُون﴾، وقال: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُود﴾ وقال: ﴿قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَه﴾، أي الموت لهؤلاء الظالمين والموت لهؤلاء الفجرة.
وما رفع الناسُ هذا الشعار إلا لأن إسرائيل عبثت بالأمة وبمقدراتها وسفكت الدماء وقتلت الأطفال والنساء ودمّرت البيوت واغتصبت الأراضي ونهبت الأموال وفعلت الأفاعيل، وهذا موقفٌ طبيعيٌّ تجاه إسرائيل والصهيونية العالمية.
وما قاله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله يأتي في إطار الدفاع عن الأُمَّة ومقدساتها والدفاع عن المظلومين، وهو صادقٌ في قوله وليس مثل أولئك الذين يمتصّون الغضبَ الشعبي عندما تأتي أحداثٌ تُثيرُ مشاعرهَم، فمثلاً هناك كان عندنا في السابق مكتبٌ في شارع حدة لتسجيل أسماء المتطوعين المستعدين للذهاب إلى فلسطين للجهاد، وهذا فقط لامتصاص الغضب الشعبي، وحدث هكذا في بقية الدول العربية والإسْلَامية.
أما السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فهو ليس مثلَهم وهو صادقٌ في ما يقول، وأمريكا وإسرائيل لم تتحَرّكا لأجل هادي أَوْ غيره وإنما تحَرّكت لأجل موقفنا الصلب الذي لا يمكن أن يتزحزح.
وفي الداخل اليمني هناك حملاتٌ لرفد الجبهات بالرجال المقاتلين، هل المرحلة تستدعي التحَرُّك في هذا الإطار أَكْثَرَ من أي وقت سابق؟ وما هي رسالة العلماء إلى الشعب اليمني في هذه المسألة؟
ما من شك في هذا الموضوع، فكلما صعّد العدوُّ وجب علينا التصعيدُ أَكْثَر، وكلما حفر حفرةً لنقعَ فيها وجب علينا أن نتيقظَ أَكْثَر وأن نستعد أَكْثَرَ، وعلى الشعب اليمني أن يشعرَ بالخطورة وأن يدركَ تأييدَ الله لنا، فبعد ثلاثة أعوام من القتل والدمار والعدوان بآلة القتل العسكرية التي يمتلكها العدو، ما زال شعبنا صامداً ومتحدياً، وعليه أن يأخذَ بأسباب النصر وكما قال تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾.
والشعبُ اليمني موقفه واضح للعقلاء، فما كان معتدياً ولا ظالماً ولا باغياً ولا مفسداً، وإنما في حالة دفاع عن نفسه، ويجبُ على الجميع التحَرّكُ في هذا الاتجاه والدفعُ بالشباب الأقوياء لرفد الجبهات، وهذه معركةٌ تستدعي كُلَّ فرد في هذا الشعب ولا تستثني أي فرد أَوْ حزب أَوْ طائفة، وهي معركة مقدسة لنصرة دين الله والمستضعفين، وكما قال تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ﴾، فبشائر النصر بدأت تلوح في الأفق، وجبهات الأعداء تتفكك وتتناثر وتتناحر فيما بينها، وسيأتي النصرُ بإذن الله وتقرُّ أعينُ أمهات الشهداء، وكل مَن ضحَّى وبذل وعانى في هذه المعركة المقدسة.
حملة انفروا خفافاً وثقالاً، ما هو دور العلماء في تنشيطها وتحريك غيرها من حملات؟
على العلماء أن يتحَرّكوا، وعلى الخطباء أن يخطبوا وأن لا يخشَوا في الله لومة لائم، فالعدو متربص بنا ولو تمكَّنَ لَفعل الأفاعيل، ونحن في حالة مواجَهة، ونصرُ الله قريب، ولكن اللهَ يُريدُ أن يمتحنَنا ويبتليَنا؛ ولذا يجب علينا أن نضحِّي وأن نبذل وأن نتحَرّكَ، ونصرُ الله سيأتي للمتحَرّكين، وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه »لم يَسْتَنْصِرْكُمْ مِنْ ذُلٍّ وَلَمْ يَسْتَقْرِضْكُمْ مِنْ قُلٍّ اسْتَنْصَرَكُمْ وَلَهُ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَاسْتَقْرَضَكُمْ وَلَهُ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فَبَادِرُوا بِأَعْمَالِكُمْ تَكُونُوا مَعَ جِيرَانِ اللهِ فِي دَارِهِ رَافَقَ بِهِمْ رُسُلَهُ وَأَزَارَهُمْ مَلَائِكَتَهُ«.
ما هي المسؤوليةُ المناطةُ بالقيادة السياسية في الفترة الراهنة للتخفيف من معاناة الشعب؟ وما هي رسالتكم إليهم؟
دائماً ما نتحدَّثُ للقيادة السياسية ممثلةَ بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وكل المعنيين في هذا المجال، أن يتقوا اللهَ سبحانَه وتعالى في المسؤولية التي أنيطت بهم، وكما قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله »إنكم ستحرصون على الإمارة وإنها يوم القيامة حسرةُ وندامة إلّا مَن قام لله بحقها وأدى الذي عليه فيها«، وفي رواية »الإمارة أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزيٌ يوم القيامة«.
عليهم أن يحققوا القدرَ المتاحَ والممكنَ في ما يخص صرْفَ المرتبات للموظفين، وأن يوجهوا جل اهتماماتهم حول الأشياء الضرورية كالمستشفيات ومعالجة الجرحى وأسر الشهداء وأسر المرابطين في الجبهات على وجه الخصوص بأن تكون لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام بشأنهم؛ لأنه بِسَبَب هؤلاء عرف اليمنيون وذاقوا طعمَ العزة والكرامة، وعلينا أن نثمِّنَ تضحياتِهم وجهودَهم من أجلنا وعلينا أن نقابلَ الوفاءَ بالوفاء، وعلى المعنيين أن يتقوا الله فليس اليوم الموقف مسألة محاصصة ولا مناصبَ بقدر ما هو موقف جهادي على كُلّ الاصعدة وكُلٌّ في موقعه، وعلينا أن نكونَ كالجسد الواحد إذَا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى، ويجب علينا أن نكون يداً واحدة في مواجهة، الأعداء، وعلى الحكومة أن تبذُلَ قصارَى جهدها في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار وتثبيت الحالة الاقتصادية على القدر المتاح؛ لأنهم مسؤولون يوم القيامة عن هذه المسألة.
هل ترَون أن هناك نوعاً من التباطؤ في تنفيذ النقاط الاثنتي عشرة التي حَثَّ عليها السيدُ القائد؟ وما هي دعوتُكم للقيادة السياسية في هذه المسألة؟
كانت هناك معارَضةٌ كبيرةٌ جداً، وكانت هناك دسائسُ ومعارضاتٌ من المتآمرين على المجاهدين وعلى أبناء هذا البلد، وهذا معروفٌ، لكن لما خمدت الفتنة في الثاني من ديسمبر والحمدُ لله، صارت المسألة مُلقاة على عواتقهم بشكل أَكْبَر، وعليهم أن ينفذوا هذه النقاط الاثنتي عشرة بكل حذافيرها بصدق وأمانة وجد، والذي لا يتحَرَّكُ في هذا المجال سيعرفُ أنه خائنٌ من ضمن الخائنين السابقين، ويجبُ على الدولة أن تتخذَ إجراءاتِها إزاءَ ذلك.