لعيد المولد النبوي الشريف في تريم نكهة خاصة ومذاق روحي فريد حيث تتعدد وتتنوع مظاهر الحب والفرح برسول المحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم سواء على المستوى الفردي أوالأسري أوالاجتماعي.
ومن أشهر تلكم المظاهر
1- المطلع السنوي والذي تخرج فيه الفرق الشعبية من كل حارات تريم متجهةً نحو مدخل تريم حيث تتوقف هناك لاستقبال الفرق القادمة من بقية مناطق حضرموت والتي تفد إلى المدينة بصحبة بعض الشعراء للمشاركة في هذا المهرجان السنوي الذي يُقام احتفالاً بهذه المناسبة.
وما أن يكتمل وصول الوفود حتى تعود تلكم الفرق الشعبية بصحبة الوافدين إلى ساحة العروض بالمدينة والتي يتم تزيينها بالأعلام واللافتات المنسجمة مع المناسبة.
وهناك تؤدي الفرق الشعبية رقصاتها الشعبية المعبرة عن الفرح بهذه المناسبة العطرة و من أهمها رقصة الشبواني والتي يرافقها ترديد بعض الأهازيج والموشحات المتضمنة للمديح النبوي.
2- موكب الطيالة
ويقام في أخر اثنين من شهر ربيع الأول كل عام وينطلق من منزل الحبيب عمر بن حفيظ بمنطقة مولى عيديد حيث يجتمع أعيان تريم وعلمائها مع طلاب دار المصطفى يقرؤن. بعض سور القران الكريم وبالأخص سورة يس. ثم يختتمون الجلسة بالدعاء بعدها ينطلق الموكب صوب ساحة دار المصطفى للدراسات الإسلامية ماراً ببعض شوارع وحارات تريم
حيث تتقدم الموكب الرايات الخضراء والطبول التي تترافق مع أصواتها أصوات السائرين في ذلكم الموكب المحمدي وهم يرددون قصائد من التراث الحضرمي مثل قصائد الإمام الحداد والحبيب أبي بكر العيدروس.
4- قراءة الموالد في مساجد تريم
و تنعقد من أول أيام شهر ربيع الأول حيث تُقرأ أنواع كثيرة من الموالد التي ألفها كثير من الأئمة، في المساجد والبيوت والزوايا وغيرها.
ومن أشهرها ذلك الاجتماع الذي يُقام في عصر يوم الحادي عشر من ربيع الأول بمسجد شكره بحافة المسمر بالخليف, حيث يبدأ تجمع الناس بالمسجد المذكور، ويُقرأ مولد الإمام جعفر البرزنجي .
وفي ليلة الثاني عشر من الشهر يعقد اجتماع كبير في مسجد آل باعلوي حيث يتم قراءة مولد الحبشى.
وفي فجر يوم الثاني عشر من الشهر نفسه تعقد بعد صلاة الصبح عدة جلسات لقراءة المولد في بعض المساجد، ففي مسجد الشيخ عمر المحضار يقرأ مولد شرف الأنام , ويقوم بقراءة المولد المشائخ من آل باحرمى ، ويُقرأ مولد شرف الأنام بمسجد الشهيد أحمد بن الفقيه المقدم بحافة السحيل , ويقرأ ذلك المولد المشايخ من آل باغريب ، ويُقرأ مولد الديبعى بمسجد الحبيب شيخ بن عبد الرحمن مولى عيديد بحافة النويدرة، وهكذا تقرأ قصة المولد في الكثير من المساجد بأحياء المدينة احتفاءً بميلاد الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي بداية النصف الأخير من الشهر يقرأ المولد بزاوية الشيخ على بن أبى بكر السكران في أحد يومي الاثنين أو الخميس بين الظهر والعصر ..
وفي الأسبوع الأخير من الشهر ينادى المنادى في مسجد الجامع بعد صلاة الجمعة بإقامة المولد في عدد من المساجد الكبيرة في أنحاء تريم بالتناوب إلى أن يجيء صباح يوم الأربعاء حيث يقرأ المولد في رباط تريم.
وبعد صلاة الظهر يقرأ مولد الحبيب على بن محمد الحبشي في الرباط.
وفي آخر خميس من الشهر تعقد جلسة المولد بسيئون بالموقع المعروف بالساقية المنسوب للحبيب على بن محمد الحبشي بقرب بئره المسماة أنيسة، ويقرأ المولد بعد صلاة المغرب وينتهى بصلاة العشاء في وقت الصيف، وفي فصل الشتاء يبدأ بعد صلاة العصر وينتهى بصلاة المغرب، ويحضره جموع غفيرة من مدن وقرى الوادي الميمون.
ومن تلكم المظاهر أيضاً الكرنفال الشعبي الذي يُقام في ساحة دار المصطفى بتريم والذي تُقدم فيه حارات تريم رقاصاتها الشعبية المعبرة عن الفرح بهذه المناسبة كما تقدم الفرق الانشادية بعض عروضها الإنشادية
ويحضر هذا المهرجان العديد من علماء تريم وعلى رئسهم الحبيب عمر بن حفيظ وعدد كبير من سكان المدينة الشغوفين بمحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
هذا وتشهد مدينة تريم خلال شهر ربيع الأول العديد من المسامرات الشعرية والفنية ابتهاجاً بهذه المناسبة من أهمها مهرجان المحبة والنصرة الذي ينظمه منتدى حي في قلوبنا والذي تحضره الكثير من الفرق الإنشادية من داخل اليمن وخارجه.