كلمة حقٍ لابد أن أقولها

نشر بتاريخ: أحد, 24/09/2017 - 10:53م

كلامي مع اليمنيين يجب أن ينصب إلى الذين صفت قلوبهم بالإيمان والذين قال الله فيهم: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون أما الذين قال الله فيهم ﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال فلا ينفع الخطاب معهم لأن الشيطان قد أضلهم وقد حذرهم الله وقال ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين﴾ ولم يهتدوا إلى ترك هذا الشيطان الذي يلعب بعقولهم منذ أن خلق الله آدم حتى يومنا هذا.

أنا أقول كلمة حق وإن أوجعت بعض من لا يعجبه الحق، أنا لا أعرف هذا القائد عبدالملك الحوثي، ولا يعرفني، ولا أتواصل معه برسائل أو بمشافهة إلا برسالة واحدة مني ومن الوالد المنصور يرحمه الله والوالد الزاهد حمود عباس المؤيد بغية أن نتوسط ونرسل برسائل إلى هذا القائد والحديث حول هذا الموضوع يطول، ولا أرى نشره في هذا الظرف الذي يستدعي توحيد الصف أمام الاعتداء البربري الظالم، هذا القائد أستطيع أن أقول عنه إلى الآن، أما المستقبل فهو بيد الله (إنه منحة من الله أهداها لليمن، وأقول لمن صفت قلوبهم من اليمنيين بالإيمان سجدوا لله شكراً أن وهب لكم قائداً صادقاً لا يكذب ولا يخادع ولا يراوغ ولا يتآمر ولا ينهب ويسرق خيرات البلاد ويحولها إلى أرصدة خاصة له، ولا يقرب الشياطين ويبعد الصالحين، ولا ينفق أموال الشعب في تلميع ابنه جبريل ليكون خليفة له، ولا يبيح أموال الشعب له ولأولاد أخيه، ولا يجعل من أموال هذا الشعب المسكين برامكة يطبلون ويسبحون بحمده والمساكين يذهبون إلى صناديق القمامة، ولا يشترط في إدارة البلاد إلا الإخلاص الولاء الشخصي له حتى ولو كان الموظف حماراً، كل ذلك وأكثر منه يبتعد عنه كل البعد إلى الآن، أما المستقبل كما ذكرت فلعلمه عند الله فلربما والكرسي يغير المفاهيم إلا أن الذي مسيرته القرآن وتعهد بالتمسك بهذه المسيرة لا يمكن أن يرجع إلى الورى، وأنا بحكم عمري الطويل ولا أحب أن أزكي نفسي ولا أن يزكيني أحد، ولا أخاف من أحد إلا ممن خلقني، وكيف أخاف الناس والله قابض على الناس والسبعون في راحة اليد.

بحكم عمري الطويل شاهدت ما تخجل منه الجبال من تعسفٍ وظلم على هذا الشعب المسكين، وشاهدت من الدراويش من يحول الظلام إلى نور والسواد إلى بياض، وقد عملت في حياتي ما أستطيع والله هو أحكم الحاكمين.

وخلصت برؤيتي وتجاربي إلى أن الذي يصلح لهذا الشعب المسكين هو الآتي:-

أولاً: في المقدمة الخروج إلى جبهات القتال، لقتال الكفار والمنافقين، والذين أمر الله نبيه وقال له: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير ويكون القتال تحت إشراف هيئة لتوزيع المقاتلين ولا يلتفت إلى أي حلٍ إلا بعد أن يتوقف العدوان وينتهي الحصار.

ثانياً: بعد أن تضع الحرب أوزارها تلتقي النخبة المؤمنة الصادقة التي ماضيها أصفى من السماء ولم تقع في هفوة من هفوات المصالح تجتمع وعندها من تجارب الماضي رصيد ضخم تسلخ كل سلبياته وتضع على رأسها إيجابياته وهي قليلة وقليلة إذا ما قورنت بالسلبيات، وترشح من قال الله فيهم على لسان ابنة نبي من الأنبياء ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِين﴾ ولابد أن يستحضر الذين يقولون بأفواههم ما ليس بقلوبهم، وقد حذر الله منهم في قوله: ﴿إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون وما أكثر الذين يقولون مالا يفعلون، ولا أحب أن أسترسل فيما يجب قبل أن تضع الحرب أوزارها والعدو لا يزال غارقاً في غيّه ولا يزال الخبث محيط باليمن من كل الجهات من الداخل والخارج، وإن كان في جعبتي الشيء الكثير من الإصلاح ويجب التمسك بآداب الحوار ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين﴾ والرجل والمرأة اللذان يتحملان الممسؤولية هما اللذان يقول الله عنهما(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ويقول سبحانه  ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَاب، وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار. وبعدهما لا يعول على أحدٍ من الغثاء والشياطين.