العيد بين العبادة والطقوس

نشر بتاريخ: جمعة, 01/09/2017 - 7:52م

يقتصر البعض في تحديد مفهوم العيد على تلك الشكليات المعتادة لدى المجتمعات .. والتي بدورها تقلص مفهوم الفرح والسرور على مظهر اللبس الجديد والترفيه على النفس وتبادل المعايدة بين الأقرباء والأصدقاء ، ويغفلون ما وراء ذلك ..

ولو ضربنا عمق المفهوم للعيد لوجدنا أولاً أن مفهومه العام يرتبط بطقوس مخصوصة وممارسات معينة تجسد الفرح والسرور ، ولابد أن يكون ذلك مرتبطاً بمعنى عظيمٍ مرتبطٍ بحياة الناس ومصائرهم .. ولذا استحق أن تكون له ذكرى تعاد سنوياً ، يمارس فيها طقوس معينة تتناسب والحدثَ المرتبط به حتى لا يغفل الناس عن المعنى الكامن فيه ، وتظل ذكرى خالدة على مستوى الأجيال المتلاحقة .. وعلى غرار ذلك أنشئت الأعياد الوطنية والشخصية وغيرها على مستوى كافة الشعوب وعلى مر التاريخ ..

ومن هنا .. فلو نظرنا إلى العيد ( الفرح والسرور) والطقوس المرتبطة به من الناحية الإسلامية لوجدنا أنها لا تخلو من تربية تهتم بضبط المعنى الروحي والشكلي (السلوكي) لدى هذا الإنسان الأسير بقيود الأرض وجواذب المادة ..

أما من ناحية ضبط المعنى الروحي ( النفسي ) .. فلأن العيدين الرسميين في الإسلام ( الفطر، والأضحى ) جاءا عقيب أهم فريضتين جعلهما الله بغرض تربية النفس وتقويمها .. وهما " صيام شهر رمضان ، والحج الأكبر" .. وهاتان الفريضتان فَرَضَتَا على الإنسان ترك المألوف المعتاد في حياته اليومية .. وهذا يتطلب من الإنسان إرادة تجعله قادراً على ضبط النفس والتحكم بها على وفق مراد الله وحده .. وهنا لب العبودية لله أن يطوع الإنسان نفسه لله من خلال التدريب العملي والممارسة التطبيقية  التي تتجلى في هاتين الفريضتين .. كما أخبر تعالى في شأن الصيام بقوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .. وكما بين في شان الحج بقوله تعالى : {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .. وبقوله تعالى : {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} .. والتقوى الغائية في هاتين العبادتين : هي السيطرة على هوى النفس وتعبيدها لله وحده .. والتي تفضي بدورها إلى الجنة .. كما قال تعالى : {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } ..

وأما من الناحية السلوكية .. فلأن ضبط النفس وتعبيدها لله وحده تتحول إلى سلوك رباني نتيجة الانقياد المطلق لله .. وقد تحدث الله عن السلوكيات الراقية لعباده في أكثر من آية .. منها قوله تعالى : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً  وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً  وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً  إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً .......... } إلخ .

وبالتالي .. فمن نجح في هذا المضمار الإلهي والسباق الرباني في هاتين الفريضتين (الصيام والحج ) استحق من الله الجائزة .. كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أفواه الطرق تنادي، يا معشر المسلمين: اغدوا إلى رب رحيم، يأمر بالخير ويثيب عليه الجزيل، أمركم بالصيام فصمتم وأطعمتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا العيد نادى مناد من السماء: ارجعوا إلى منازلكم راشدين فقد غفرت لكم ذنوبكم كلها، وسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة " .. وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم " من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه " ..

ونجاح الإنسان في هذا المضمار معناه : الاستمرار على توطين النفس والتحكم في السلوك على نسق التمرين الذي فرضه الله عليه في هاتين الفريضتين .. كما قال تعالى : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }  {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ  وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ..

يقول أمير المؤمنين عليه السلام مشيراً إلى هذا المعنى في إحدى خطبه بعيد الفطر: "وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَدْنَى مَا لِلصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ أَنْ يُنَادِيَهُمْ مَلَكٌ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَبْشِرُوا عِبَادَ اللَّهِ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَكُونُونَ فِيمَا تَسْتَأْنِفُون"‏ ..

  • يوم العيد أم يوم الزينة ..

ومما سبق يتضح أن الله جعل العيد مساحة للفرح والسرور لمن فازوا برضوان الله ونالوا رحمته .. وهي المساحة المسموحة  لهم  دون سواهم .. {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } .. وكما أخبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن ذلك بقوله : "إن العيد هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد" ..

والتعبير القرآني يوحي بذلك .. فهو يطلق لفظ " العيد" للملتزمين بطاعته المحتفلين برضوانه .. كما أخبر في سورة المائدة على لسان عيسى ابن مريم عندما طلب منه الحواريون أن يسأل ربه ان ينزل عليهم مائدة من السماء .. فقال صلوات الله عليه : {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } .. فًعبر عيسى بن مريم عليه السلام بكلمة "العيد" بمعنى أنه سيجعل منه يوم فرح يجسد فيه مظهر الشكر لله بما أظهر لهم من الآيات ، وانعم به عليهم من الرزق والقبول .. وكان الحواريون قد وعدوه بذلك عقيب السؤال { قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ } ..

وهنا توعدهم الله بالعذاب إن هم كفروا بعد ذلك ولم يجسدوا الفرح بمظهر الشكر لله .. { قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ } ..

وبالمقابل نلاحظ أن نبيء الله موسى عليه السلام لم يطلق كلمة "عيد" على مجمع المصريين وفرحهم السنوي في ظل حكومة فرعون ، لأنه لم يكن مرتبطاً بفضل الله ورحمته ، بل مرتبطاً بآلهتهم الصماء .. ولذا عبر عنه عند مواعدته لفرعون " بيوم الزينة " ..  كما أخبر الله تعالى على لسانه : {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } ..

ومن هنا يتقابل اللفظان ( يوم العيد ويوم الزينة ) .. "فيوم العيد" لمن قبل الله منه طاعاته .. فهي فرحة  حقيقية بكل مقاييسها وأبعادها وإلا فهو "يوم الزينة" لأن المظهر الخارجي الشكلي من اللبس الجديد والمنزل النظيف والاناقة والاجتماع ونحوها  يكون هو المسيطر على المشهد مع غياب المعنى النفسي الحقيقي للفرحة والسرور وهو الرضا عن النفس بفضل الله ورحمته .. كما قال الإمام الحسين عليه السلام في بعض الاعياد : (ان الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون ( ..

 

 

  • يوم العيد للعبادة ام للطقوس ..

بما أن الله جعل يوم العيد مساحة لإظهار الفرح والسرور نتيجة قبوله طاعة عباده المؤمنين فقد ندب لهم في هذا اليوم أن يعملوا كل ما يمكن أن يُدخلَ السرور إلى القلب من الاغتسال ولبس الجديد من الثياب والتطيب وزيارة الارحام والاجتماع مع الاهل والاصدقاء والترفيه على الأبناء بالفسحة والأكل ...... إلخ

وإن كان من ظاهرها الإباحة .. لكنها في الحقيقة نوع من العبادة مالم يتخللها محرم.

لأن فيها إظهار النعمة البالغة والتحدث بها بشكل حيوي .. كصورة حية عن الحياة الطيبة التي ينعم فيها الناس .. {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .. ولذلك فقد أزال الله  الحواجز التي قد تحول دون إظهار النعمة وإبداء السرور فحرم صيام العيدين وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك بقوله : (إنها أيام أكل وشرب وذكر الله ) .. وأوجب زكاة الفطرة للفقراء حتى لا يقتصر الأمر على الأغنياء دونهم .. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" أغنوهم في هذا اليوم " ..

 وبالتالي .. فإن إظهار النعمة بصورة فرح جماعي أدعى إلى شكر المنعم والازدياد من التقرب إليه .. كما قال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : " أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه ... " والإمام علي عليه السلام يقول : " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ...... " ..

ولذلك يجب  أن يُتخذ ذلك اليوم للعبادة شكراً لله على نعمه  حتى يضمن الإنسان استمرارها .. {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } ..

ابتداءً من حضور صلاة العيدين .. والتي فرضت كركعتي شكر لله ، إلى ملازمة الذكر بما فيها التكبير .. { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .. قال الإمام الحسن بن علي عليه السلام : أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نلبس أجود ما نجد، وأن نضحي بأسمن ما نجد، والبقرة عن سبعة والجزور عن عشرة، وأن نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار .. إلى غيرها من الطاعات والقربات ..

لكن إذا نظرنا إلى واقعنا اليوم سنجد أنا حولنا العيد من عبادة إلى طقوس لا غير ، وحولناها عن معناها الحقيقي .. ولذا يظهر في مجتمعنا بعض الاخطاء التي لابد أن نتبه لها .. منها :  

  • النوم صباح العيد وترك زيارة الأرحام والتواصل مع الاقرباء والترفيه على الأولاد بحجة عدم امتلاكه للمال ( العسب ) او بذريعة السهر أو غيرها من المعاذير .. وبذلك يقتل حيوية العيد ، ويميت سعادة الروح فيه وفي أهله ، ويُحرمُ الأجر العظيم والفضل الجسيم في ذلك اليوم الفضيل ..

مع العلم أن الأرحام لا تنتظر للمال بقدر ما تتشوق للقاء الأقارب .. والذين ربما تغيبوا عن زيارتهن طيلة السنة ، ويكملون جفاءهم بحرمانهن فرحة اللقاء في هذا اليوم .. والتي تعتبر من أجمل اللحظات ..

ولذا .. فإدخال السرور على الأرحام  من أعظم القربات إلى الله .. وهي مقدمة على النوافل من العبادات فضلاً عن المعاذير والتكاسل .. وفي رواية سلمان ما يدل على ذلك ، إذ روي أَنَّ سَلْمَانَ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَوْماً فَدَعَاهُ إِلَى الطَّعَامِ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: ((يَا سَلْمَانُ، يَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ وَلَكَ حَسَنَةٌ بِإِدْخَالِكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ)).

  • إخراج البنات في يوم العيد بلباس لا يليق بهن .. فقد يخرجن بلباس ضاغط أو مكشوف ولو جزئياً .. وقد يُحتجُ على ذلك بأنهن مازلن صغيرات على الحشمة .. ويتغافل كلٌّ من الأب والأم أن التربية العملية أجدى للصغيرة من النصح الفارغ .. ويوم العيد فرصة لتعليم البنات الصغيرات التزام الحشمة حتى تألف هذا النوع من الحياء ، ولابد أن يصاحبه نوع من النصح اللطيف الذي يرفع في نظر الصغيرة شأن التستر ويقلل من شان التهتك والتكشف .. حتى يرسخ ذلك في أذهانهن شيئاً فشيئاً فلا يطالبن بتقليد الأخريات من البنات ..

ولابد أن نبالغ بالاهتمام بهذا الشأن ولا نتغافل عنه .. إذ من الملاحظ أن ظاهرة اختطاف الصغيرات واغتصابهن ناتجٌ في الغالب من لباسهن المغري وشكلهن المثير لشهوة المنحرف الذي لا يفرق بين الصغيرة والكبيرة في إشباع شهوته الشيطانية .. 

  • ترك تلك العادات الحسنة التي ألتزمت في شهر رمضان أو في العشر من ذي الحجة من تلاوة القرآن والمواظبة على الصلوات في المساجد ، وأداء النوافل والأذكار .... الخ .. وابتداء من يوم العيد .. والذي يظهر انه جاء فرجاً على بعض الغافلين فيتحرر في ذلك اليوم الفضيل ويطلق لنفسه العنان لهجر القرآن والتقصير في الصلوات ، والإسراف في اللهو والغيبة والنميمة والنظر إلى ما حرم الله .. وغيرها من القبائح .. ولا يعلم أمثال هؤلاء أن يوم العيدين من أحب الأيام إلى الله وأن العمل فيهما من أزكى القربات إلى الله تعالى ..

روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ عَرَفَةَ، قَالَ: فَفَطِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُلَاحِظُ النِّسَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ يَعْنِي غَطَّاهُمَا، وَقَالَ: «هَذَا يَوْمٌ مَنْ حَفِظَ فِيهِ لِسَانَهُ وَبَصَرَهُ غُفِرَ لَهُ» ..

وكم هي العادات السيئة التي نعمل بها  .. والتي نحول العيد من خلالها  إلى طقوس مفرغة لا معنى لها إلا السعي وراء غضب الله ، بدل أن تكون عبادة ربانية .. ونخشى إن لم نتدارك وضعنا بالرجوع إلى الله أن لا نشاهد لا عيداً ولا طقوساً .. كما قال تعالى : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ..

والحمد لله رب العالمين ..