لقد سمَّى الله سبحانه وتعالى غزوة بدرٍ بـ(يوم الفرقان) وذلك في قوله تعالى جلَّ من قائلٍ حكيم: ﴿إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾.
ولهذه التسمية دلالتها الواضحة على الأهمية الكبرى لهذه الغزوة التي كانت بمثابة الفارق بين الحق والباطل؛ لأنَّ من معاني الفرقان ما يفرق به بين الحق والباطل وقد سمَّى الله كلامه بالفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ﴾ وقال أيضاً: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ﴾.
وقال جلَّ جلاله ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ وقال سبحانه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ لذلك على المسلمين اليوم وخاصَّة في ظل هذا الواقع المسأساوي الذي يعيشونه –أن يعيدوا النظر في تاريخهم الإسلامي وخاصة ما يتعلق برسول الله من غزوات ومعارك ليأخذوا منها دروس العزة والإباء والصبر الذي لا يلين في مواجهة طواغيت وفراعنة العصر الحديث. ولذلك قال الإمام السجَّاد زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليه وعلى آبائه الكرام »كُنَّا نُعَلَّمُ مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما نُعَلَّمُ السُّوّر من القرآن« فلزاماً على الأمة الإسلامية اليوم أن تسلِّط الضوء على تلك الصفحات التأريخية من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجهادية وعلى رأس ذلك معركة بدر التي كانت نقطة زمنية فارقة بين الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والباطل الذي تشبث به أولئك الطغاة الذين أرادوا للبشرية أن تعيش الانحطاط بكل مستوياته وذلك حرصاً منهم على ترجيح مصلحتهم الشخصية والذاتية وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لهم: »خلّوا بيني وبين الناس« حتى أنَّ عمَّ النبي العباس رضي الله عنه قال لقريش في غزوة بدر »يا معشر قريش خلوا بين الرجل وبين الناس فإن أبتِ العرب ارتحتم وإن انتصر فعزَّةٌ لكم« فرد عليه أبو جهل عليه لعنة الله قائلاً: »أجُنِنْتَ؟ وأموالُنا وتجارتنا؟« تأملوا هذا المنطق الفرعوني من أبي جهلٍ فقد وازن بين الحق الذي جاء به سيد المرسلين وبين مصلحته الشخصية الضيقة فآثر دنياه وشهوته ورجَّح مصلحته الشخصية فانبرى للنبيِّ عدواً لدوداً مؤلباً ومحرِّضاً، وهكذا هم دائماً أصحاب المصالح الشخصية يواجهون الحق وأصحابه بكلِّ صلف وبكل غلٍّ وحقد وحسد وبغضاء؛ لأنه لا همَّ لهم إلا ذواتهم ومناصبهم وحبهم للتسلط فليس بينهم وبين الحق أي انسجام أو وئام وليس أدلَّ على ذلك من موقف أبي جهل عليه لعنة الله عندما أرسل أبو سفيان إلى جيش قرش وهم بالجحفة فأخبرهم بنجاته؛ نجاة القافلة وطلب إليهم العودة إلى مكة وقد همَّتْ قريش بالعودة إلا أنَّ أبا جهل عليه لعنة الله أصرَّ على كبره وعناده ولؤمه وساق قريش من حيث لا يشعر إلى مناياها قائلاً: لجيش قريش: »والله لا نرجع حتى نرِدَ بدراً فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف لنا القيان وتعرف العرب بنا وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبداً« إنَّ منطقُ الغطرسة والكِبْرِ في أوضح صوره؛ إنّه مرض الفرعنة الذي يصيب أعداء الحق وأعداء الفضيلة وأعداء المبادئ وأعداء القيم في كل زمان وفي كلّ مكان، وهكذا أصرت قريش على مواجهة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وساروا حتى نزلوا قريباً من بدر وراء كثيب يقع بالعدوة القُصوى على حدودِ وادي بدرٍ وبلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الخبر فاستشار أصحابه فخشي فريق منهم المواجهة في وقت لم يستعدوا فيه لحرب كبيرة، وقد جاءوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليقنعوه بوجهة نظرهم، وقد نزل في ذلك قوله تعالى: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُون، يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُون﴾، لقد خرج المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على غير استعداد للقتال وإنَّما كان الغرض هو التعرض لقافلة قريش فلما نجت القافلة دعاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لقتال المشركين فقال بعضهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله لو أخبرتنا بأننا سننلقى الأعداء لتهيأنا وأخذنا عُدَّتَنا لحربهم، وجادلوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أمر القتال وقد صوَّر القرآن الكريم مدى خوف هؤلاء المجادلين بقوله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُون﴾ وهي عبارة تبين شدَّة فزعهم وشدة رعبهم من المواجهة وهذا الاهتزاز يحصل للنفس البشرية عند مواجهة الأخطار والشدائد ولكنَّ نفس المؤمن الصادق لا تلبث أن تقاوم هذا الخوف وهذا الاهتزاز بتذكر قوة الله وقدرته ومعيَّته لمن توكل عليه ووثق بنصره وتأييده.
ومما ينبغي التنبُّه له أيضاً أن الشدائد والمصاءب تُبرِزُ معادن الرجال وتكشفها على حقيقتها ففي حين أنه كان هناك من يحاول الوصول في قضية المواجهة والقتال وبتهيَّبُ القتال بُحجَّة عدم الاستعداد للمعركة كما ينبغي فقد وُجِدَ هناك من يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: »يا رسول الله امضِ لما أمرك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام ﴿فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون﴾ ولكن نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون« وكذلك قول بعضهم »فإنَّا قد آمنا بلك وصدقناك وشهدنا أنَّ ما جئت به حق فأعطيناك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا نبي الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما بقي منا رجل وصِل من شئت واقطع من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وما أخذت من أموالنا أحبُّ إلينا مما تركت.. وما نكره أن نلقى عدوَّنا غداً وإنا لصُبُرٌ عند الحرب صُدُقٌ عند اللقاء لعل الله يُريك منا ما تقرّ به عينُك« وبعد أن سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكلام الذي ينُمَّ عن صدق إيمان وثبات وإخلاص وتفانٍ في نصرة دين الله قال لمن خرج معه من الصحابة »سيروا على بركة الله فإنَّ الله وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم« وهو مصداق قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ﴾ ولكن النفس البشرية بطبيعتها تميل للأسهل الذي ليس فيه كلفة ولا مشقة ولا تعب، فقد تمنَّى الصحابة الذي خرجوا مع رسول الله أن يتحقق وعد الله في إصابتهم للقافلة التجارية التي رجعت من الشام بقيادة أبي سفيان بن حرب ولكنَّ الله سبحانه وتعالى أراد لهم ما هو أكرم وأعزّ وأفضل وهو الوقوف أمام أعداء الله وجهاً لوجهٍ لتُسْتَأصل شأفة الكافرين ويعلو شأن الإسلام وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وهذا ما أشار الله إليه في قوله تعالى: ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِين ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون﴾ وهكذا تمضي الإرادة الإلهية لتكشف الستار بوضوح وجلاء عن أعين المسلمين فيما أراده الله لهم من الخير في مواجهة أعدائه في حين كانوا يظنون أنَّ الأفضل لهم والأسلم لهم هو مواجهة القافلة المحمَّلة بالبضائع حيث لا يتجاوز الرجال المصاحبون لها العدد 40 ولكنَّ الخير الذي لم يخطر لهم ببال ولا بخيال كان في ذات الشوكة أي في القتال والقتال بطبيعته مستكره للنفس كما قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُو﴾ وهكذا يريد الله سبحانه وتعالى أن تكون معركة بدرٍ معركة نصرٍ حاسمٍ وفرقان بين الحق والباطل وأن تكون معركة بدرٍ مُعزِّزة لدستور النصر والهزيمة حيث انتصر الحق وهو في قلة من العدد، وضُعف في الزاد والراحلة على الباطل المزوَّد بالسلاح وبكل زادٍ على الباطل المتشنّج المتبختر على الباطل الذي يظن أنَّ زمام الأمور كلها بيده وأنه يستطيع أن يستحق الحق وأهله متى شاء، فأتت معركة بدرٍ لتقلب جميع موازين الباطل ولتقول للبشرية أن قضية النصر هي في اتصال القلوب بالله وثقتها به وتوكلها عليه واعتمادها على الله اعتماداً كُلِّيّاً ولتكون معركة بدرٍ كتاباً مفتوحاً تقرؤه الأجيال في كلِّ زمان وفي كل مكان فهي آية من آيات الله وسنة من سننه الجارية لا تتغير أو لا تتبدل ما دامت السماوات والأرض وصدق الله القائل: ﴿وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً ، أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾ فهل يفعل طغاة وفراعنة هذا العصر هذا القانون الإلهي وهذه السنة الإلهية؟! الويلُ كلُّ الويل لهم إن لم يعقلوا، وكذلك الويل كلُّ الويل لأهل الحق إن قصروا وفرَّطوا واستكانوا وخضعوا ولم يثقوا بوعود الله لعباده المستضعفين الذين لم يدخروا جهداً ولا طاقة في مواجهة الباطل، فهاهي معركة بدر أكبر شاهد على ذلك وأكبر دليل على ذلك، حيث يقول الله سبحان هوتعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين ، وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم﴾.
إنَّ على أهل الحق أن يعلموا علم اليقين أن النصر بيد الله فلا يستوحشوا لقلة عددهم وقلة عتاتدهم وعليهم أن يكونوا أكثر الناس يقيناً بما عند الله من الفرج والنصرة لعباده المستضعفين مهما تكالبت عليهم قوى الشر والطغيان فإنَّ الله غيور على دينه ولن نكون أغير من الله على دينه، علينا فقط أن نتوكل عليه وأن نمضي صادقين مخلصين غير هيَّابين ولا متراجعين ولا متخاذلين ولا مفرطين، وسنرى بأم أيعيننا النتائج المبهرة، سنرى وعود الله لعباده كيف تتحقق كما حققها الله لرسوله الأكرم وصحابته الأجلاء عندما تخلَّصوا من قيود الدنيا ومن شهوات الدنيا ومن التطلع إلى زخارف الدنيا وزينتها وآثروا دين الله على كلِّ شيءٍ في حياتهم فأمدَّهم بنصره وتأييده وملائكته وأعلى كلمته على أيديهم وجعل لهم العزَّة والكرامة.
وهاهو الله سبحانه وتعالى يحكي لنا في سورة الأنفال كيف أيدهم في معركة بدر حيث قول جلَّ من قائل حكيم: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَام، إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ، ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّار﴾ فكيف تهزم أمة وتنكسر وفي كتابها هذه الآيات البينات التي تملأ جوانح المؤمن ثقةً وطمأنينةً وسكينةً إذا ما وعاها وقرأها بقلبه ووجدانه قبل أن يقرأها بلسانه.
أيها المؤمنون في كل مكان اعلموا علم اليقين أنه لا نصر لكم ولا عز لكم إلا إذا سرتم على منهج نبيكم محمد واقتديتم به وتأسيتم به في جميع أموركم وجعلتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نصب أعينكم دائماً، وصدق الله القائل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ، وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾.