أسئلة قبل شهر الصيام

نشر بتاريخ: جمعة, 03/06/2016 - 12:00ص

الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في الحديثِ القدسي الجليل:(كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصَّوْمُ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)[أمالي المرشد بالله والبخاري ومسلم].

والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمدٍ صلواتُ رَبِيْ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ الطاهرينَ، القائل:(إذا كانَ رمضانُ ، صُفدتِ الشياطين ، وغُلقتْ أبوابُ جهنم ، وفُتحت أبوابُ الجنة ، ونادى منادٍ كلَّ ليلةٍ يا باغيَ الخيرِ هَلُمَّ ، ويا باغيَ الشرِّ أقصرْ ، حتَّى ينقضيَ رمضان)[أمالي المرشد بالله].

وبعد:

فإنَّ شهرَ رمضان المبارك شهرُ أخلاقٍ وأحكام، يتجلَّى ذلك في النداءِ الربانيِّ الجليل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:183 - 185] إنها أحكامٌ إسلاميةٌ جليلةٌ ، كثيراً ما تتبادرُ إلى أذهانِنا في مثل هذه الأيامِ الفضيلة، وسنقفُ معها كأسئلةٍ لتقريبها وتسهيلها للقارئ الكريم، وهي كالتالي: كيفَ نستقبلُ شهرَ رمضان ؟ وعلى مَن يجبُ الصيام ؟ ومتى يجب ؟ وما هيَ فروضُه ومفسداتُه ؟ ومَن يجوزُ له الإفطار ؟

أيها القارئ الكريم: كيفَ نستقبلُ شهرَ رمضان ؟ القدوة في ذلك هو الحبيبُ المصطفى صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم فقد كانَ يقولُ إذا رأى الهلالَ:(اللهمَّ أهلُّه علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسلامةِ والإسلام والتوفيقِ لما تحبُّ وترضى ، ربُّنا وربُّكَ الله)[أمالي أبي طالب] وعن الإمامِ الأعظم ، زيدِ بنِ عليٍّ عن أبيه عن جدِّهِ عن الإمامِ عليٍّ عليهم السلام أنه قالَ:(لَمَّا كَانَ أَوْلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُّوَكُم مِّنَ الجِنِّ ، وَوَعَدَكُمُ الإِجَابَةَ ، وَقَالَ: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، أَلاَ وَقَدْ وَكَّلَ اللهُ عزَّ وجلَّ بِكُلِّ شَيْطَانٍ سَبْعَةَ أَمْلاَكٍ ، وَلَيْسَ بِمَحْلُولٍ حَتَّى يَنقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةٌ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْهُ إِلَى أَخِرِ لَيْلَةٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الدُّعَاءَ مُتَقَبَّلُ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ ، شَمَّرَ وَشَدَّ المِئْزَرَ ، وَبَرَزَ مِن بَيْتِهِ ، وَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأَوَاخِرَ ، وَأَحْيَا اللَّيْلَ كُلَّهُ ، وَكَانَ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم يَغْتَسِلُ بَيْنَ العِشَائَيْنِ)[مسند الإمام زيد عليه السلام].

أمَّا على مَن يجبُ الصيام ؟ فيَجِبُ عَلَى مَنْ تَوَفَّرَتْ فِيهِ خمسةُ شروط: الأولُ هو التكليفُ ، وَهُوَ البلوغُ والعقلُ ، فمَن كانَ بالغاً عاقلاً فيجبُ عليه الصيام ، أمَّا غيرُ البالغِ ، والمجنونِ فلا يجبُ الصيامُ عليهما ، وَذَلِكَ لقولِ الحبيبِ المصطفى صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم:(رُفِعَ القَلَمُ عَن ثَلاَثَةٍ: الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ ، وَالنَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَالمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيْقَ)[الشفاء وأبو داود والبيهقي].

الشرطُ الثاني هوَ الإسلامُ ، وَهُوَ شرطُ صحةٍ ، فَلا يصحُّ الصِّيَامُ مِنَ الكافرِ ، لأَنَّهُ قربةٌ ولا تصحُّ القربةُ مِن كافرٍ ، وذلكَ لقولِ اللهِ جلَّ جلاله:{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} [الفرقان:23].

الشرطُ الثالثُ هو الصَّحَةُ ، أمَّا إذا كانَ المسلمُ المكلفُ مريضاً ، أو خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ أَو عَلَى غَيْرِهِ تَلَفَاً أَو ضَرَرَاً مِنَ الصِّيَامِ ، فيجوزُ لَهُ الإفطارُ .

الشرطُ الرابعُ هو الإقامةُ ، أمَّا إذا كانَ الصائمُ مسافراً ، فيجوزُ لَهُ الإفطارُ ، وَذلكَ لقولِ اللهِ سبحانه:{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.

الشرطُ الخامسُ هو الطَّهَارَةُ مِنَ الحيضِ والنفاسِ بالنسبةِ للمرأةِ ، وَذَلِكَ لإِجْمَاعِ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ ، فقد أجمعوا عَلَى أَنَّ المرأةَ الحائضَ والنفساءَ ، فِي شهرِ رمضانَ مفطرتانِ أَكَلَتَا أَمْ لَمْ تَأْكُلا ، وَيجبُ عَلَيهِمَا القضاءُ .

وعليه: فإِذَا كَانَ الشَّخْصُ مُكَلَّفًا ، مُقِيمًا ، لاَ يَخْشَى عَلَى نَفْسِهِ أَو على غَيرِهِ تَلَفًا وَلاَ ضَرَرًا ، مَعَ طَهَارَةٍ مِن حَيضٍ وَنِفَاسٍ بالنسبةِ للمرأة ، فيجبُ عَلَيْهِ صَومُ شَهْرِ رَمَضَانَ .

أمَّا متى يجبُ الصيام ؟ فلاَ يجبُ صِيامُ شهرِ رمضانَ ، إِلاَّ إِذَا ثَبَتَتْ رُؤْيَةُ الهِلاَلِ ، وَتثبتُ رُّؤْيَتُه بِأشياءِ: منها: أن يرى الإنسانُ الهلالَ بنفسِهِ ، ومنها أن تتواترَ الأَخْبَارُ بِرُؤْيَتِهِ ، وذلكَ لِقَولِ الحبيبِ المصطفى صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم:(لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الهِلاَلَ ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ ، فَإِنَّ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاَثِيْنَ)[أمالي أبي طالب] ولِقَولِهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم:(صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِيْنَ يَومَاً)[الأحكام للإمام الهادي].

ومنها: خَبَرُ عَدْلَيْنِ أَو عَدلٍ وَعَدلَتَينِ فَأَكثَرَ ، وذلكَ لقولِ الإِمَامِ عَلِيٍّ عليه السلام:(إِذَا شَهِدَ رَجُلاَنِ ذَوَا عَدْلٍ عَلَى رُؤْيَةِ الهِلاَلِ فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا)[الأحكام والجامع الكافي] وإِذَا لمْ تَتَحَقَّقْ رُؤْيَةُ الهِلاَلِ ، فيجبُ إكَمَالُ العِدَّةِ بِمُضِيِّ ثَلاَثِيْنَ يَومَاً من شعبانَ ، وكذلكَ بمضيِّ ثلاثينَ يوماً من رمضانَ في الإفطار ، وذلكَ لِقَولِ الحبيبِ المصطفى صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم:(الشَّهْرُ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ ، وَالشَّهْرُ ثَلاَثُونَ ، صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاَثِيْنَ)[أمالي أبي طالب].

أمَّا ما هي فروضُ الصيامِ ؟ فهي اثنانِ ، لاَ يكونُ صحيحاً ومجزياً ومقبولاً إلاَّ بها: الأولُ: هو النِّيَّةُ  وَذلِكَ لِقَولِ اللهِ جلَّ جلاله:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}[البينة:5].

وَيَجِبُ تجديدُ النيةِ لِكُلِّ يومٍ مِنْ أيامِ رمضانَ ، فلا يكفي أن ينويَ مرةً واحدةً في أولِ الشهرِ لصيامِ الشهرِ كلِّهِ ، بلْ لا بُدَّ وأن ينويَ لصيامِ كلِّ يومٍ ، لأنَّ الصيامَ عبادةٌ متجددةٌ ، وكلُّ يومٍ مستقلٌ عن اليومِ الأخَر ، لأنَّ الليَالِي فاصلةٌ بينَ الأيامِ ، وهذا من بابِ الأفضلِ والأحوطِ .

الفرض الثاني: هو الإِمْسَاكُ عَنِ المُفَطِّرَاتِ ، مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ، وَذلِكَ لِقَولِ اللهِ سبحانه:{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}[البقرة: ١٨٧] وَالخَيْطُ الأَبْيَضُ هُوَ بَيَاضُ الصُّبْحِ ، والخَيْطُ الأَسْوَدِ هو سَوَادُ اللَّيْلِ .

وأمَّا ما هي مفسداتُ الصيامِ ؟ فهيَ ثلاثةُ أشياء ، الأولُ: كلُّ مَا دَخَلَ إِلَى الجَوفِ مِنَ الحلقِ عَمْدَاً أَو سَهْوَاً ، مَأْكُولاً أَو غيرَ مَأْكُولٍ وَذَلِكَ لقولِ اللهِ عز وجل:{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[البقرة: ١٨٥] ولاَ خِلاَفَ أَنَّ مَنْ أَكَلَ أَو شَرِبَ متعمداً فَسَدَ صَومُهُ ، أَمَّا مَن أكلَ أو شربَ ناسياً ، فالصحيحُ أنه قد أفطرَ وفَسَدَ صَومُهُ ، وذلكَ لأَنَّ الصَّومَ هُوَ الإمساكُ عن المفطراتِ مِن طلوعِ الفَجْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ، وَمن أفطر متعمداً أو ناسياً لَمْ يُمْسِكْ ، والفرقُ بينَ المتعمدِ والناسي ، هو أَنَّ النَّاسِيَ لاَ يَلْحَقُهُ إِثْمُ المتَعَمِّدِ .

الثاني: هو الجماعُ ، سواءً كانَ مَعَهُ إنزالٌ أَمْ لاَ ، عمداً أَمْ سهواً ، وَذلِكَ لِقَولِ اللهِ تَعَالَى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ}[البقرة: ١٨٧] فمفهومُ هذهِ الآيةِ الكريمةِ ، أَنَّهُ لاَ يَحلُّ الرفثُ إلى النساءِ في نهارِ يومِ الصيام ، لأنَّ ذلكَ يفسدُ الصيامَ .

الثالثُ: هوَ إنزالُ المنِيِّ فِي اليقظةِ لشهوةٍ ، سواءً كان بسبِ مداعبةٍ أَو تقبيلٍ أَو لمسٍ أَو نظرٍ أو نحوِه ، وذلكَ لأَنَّهُ أَمْنَى عَن سببٍ وَقَعَ باختيارِهِ .

كما يجبُ على الصائمِ أن يحذرَ من المفسداتِ المعنوية ، سواءً كانت أفعالاً أم أقوالاً ، كقولِ الزورِ ، والكذبِ والغيبةِ والنميمةِ والكلامِ الفاحشِ والبذيء ، فالحبيبُ المصطفى صلواتُ رَبِيْ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ يقولُ:(مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ ، والعمَلَ بِهِ ، فَليسَ للهِ حاجةٌ فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ)[أمالي المرشد بالله والبخاري والترمذي] ويقولُ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم:(فلَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشَّرْبِ فَقَطْ ، وإِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقَلْ إِنِّي صَائِمٌ)[ابن خزيمة وابن حبان والحاكم] ويقولُ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم:(رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الجُوعَ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ)[أمالي المرشد بالله ومسند شمس الأخبار].

أمَّا مَن يجوزُ له الإفطارُ ؟ فقد رَخَّصَ مولانا جلَّ جلاله فِي الإفطارِ لعدةِ أشخاصٍ: الأول: هو المسافرُ إِذَا وَجَبَ عليهِ قصرُ الصلاةِ ، والثاني: هو المريضُ وَذَلِكَ لقولِ المولى جلَّ جلاله:{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.

 والثالث: هي المرأة الحاملُ إِذَا خَافَتْ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا ، والرابع: هي المرأة المرضعُ إِذَا خَافَتْ عَلَى طِفْلِهَا ، والخامس: هو صاحبُ العَطَشِ وَهُوَ المصابُ بمرضِ السُّكَرِ أَو غيرِهِ ، إذا خَافَ عَلَى نفسهِ إِن صَامَ ، والسادس: هو الشيخُ الهرمُ ، وَهُوَ الذِي كَبُرَ فِي السِّنِّ حتَّى لاَ يُطِيقُ الصِّيامَ ، وَذَلِكَ لِمَا رُوِيَ عَنِ الإمامِ زيدِ بنِ عَلِيٍّ عَنْ أبيهِ عَن جدِّهِ عَنِ الإمامِ عَلِيٍّ عليهم السلام أنَّهُ قَالَ:(لَمَّا أنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ فريضةَ شهرِ رمضانَ أَتَتِ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم امرأةٌ حُبْلَى ، فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللهِ ، إِنِّي امرأةٌ حُبْلَى وَهَذَا شهرُ رمضانَ مفروضٌ ، وَهِيَ تخافُ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا إِن صَامَتْ ، فقالَ لَهَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم: انطلِقِي فَأَفْطِرِي فَإِذَا أَطَقْتِ فَصُومِي ، وَأَتَتْهُ امرأةٌ تُرْضِعُ ، فقالتْ: يَا رسولَ اللهِ هَذَا شهرُ رمضانَ مفروضٌ ، وَهِيَ تخافُ إِن صَامَتْ أَن ينقطعَ لَبَنُهَا فيهلكَ وَلَدُهَا ، فقالَ لَهَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم: انطَلِقِي فَأَفْطِرِي فَإِذَا أَطَقْتِ فَصُومِي ، وَأَتَاهُ صاحبُ العطشِ فقالَ: يَا رسولَ اللهِ ، إِنَّ هَذَا شهرَ رمضانَ مفروضٌ ، ولاَ أَصْبِرُ عَنِ الماءِ ساعةً ، ويخافُ عَلَى نَفْسِهِ إِن صَامَ ، فقالَ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم: انطَلِقْ فَأَفْطِرْ فَإِذَا أَطَقْتَ فَصُمْ ، وَأَتَاهُ شيخٌ كبيرٌ يَتَوَكَّأُ بينَ رَجُلَيْنِ ، فقالَ: يَا رسولَ اللهِ هَذَا شهرُ رمضانَ مفروضٌ وَلاَ أُطُيقُ الصِّيَامَ ، فقالَ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم اذْهَبْ فَأَطْعِمْ عَن كُلِّ يومٍ نصفَ صاعٍ للمساكينِ)[مسند الإمام زيد عليه السلام].

والحمد لله رب العالمين

الدلالات: