ما هوية الانتحاري؟

نشر بتاريخ: خميس, 30/10/2014 - 12:00ص

كثر حساد الثورة الشعبية لأنها ثورة نظيفة وخالية من أصحاب العيون الحمر والأذقان الحمر والأسر الحمر والجنرالات الحمر لذا لجئوا إلى الأعمال القذرة واستخدموا سلاح الجبناء بعد أن تركوا ميادين القتال وفروا منها كالجرذان والسؤال الذي يدور في أذهان الناس ما هوية الانتحاري؟

هل يسمى مسلما؟
المسلم يعلم أن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)البقرة (208) ويعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. البخاري. إذن لا يسمى الانتحاري مسلما وقد ألحق الضرر والفتك بنفسه وبالمسلمين.

فهل يدعى مؤمنا؟
المؤمن لا يكون قاتلا لنفسه ولا لغيره بل ولا يكون سارقا أو زانيا أو شارب خمر وهو يعلم أن الله تعالى يقول: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) النساء(92) إلى قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)النساء (93) ما ينبغي ولا يليق ولا يمكن لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا إذا حصل القتل عن طريق الخطأ، والانتحاري لم يكن مخطأ بل قصد القتل متعمدا وقتل نفسه أولا والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) النساء (30)
والمؤمن يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا » صحيح مسلم.
فلا يدعى مؤمنا ولو كانت أعماله دون ذلك كالسرقة والزنى وشرب الخمر ونحوها لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. صحيح البخاري.
فلا يدعى مؤمنا من ارتكب هذه الأعمال فكيف بالانتحاري الذي يقتل نفسه ويقتل معه العشرات؟

وهل يكون سلفيا؟
قد نظلم السلف الصالح إن نسبنا الانتحاري إليهم فما ثبت على مدى التاريخ أن أحدهم قام بعمل كهذا، ولا ثبت عن الصحابة وآل بيت رسول الله رضي الله عنهم هكذا عمل لا في سلمهم ولا في حروبهم وليس الغدر من شيمهم ولم يثبت أن الصحابة والآل والسلف الصالح كانوا يفرون من ميادين القتال إلا لإعادة ترتيب صفوفهم أو متحيزين إلى فئة، والانتحاريون يفرون من المواجهة ويلجئون إلى الغدر.
إذن هل هو عربي؟
العرب منذ القدم يترفعون عن الغدر وليس من أخلاقهم ولا من شيمهم لا في الجاهلية ولا في الإسلام على حد سوى، تأمل حصار المشركين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيته بمكة لم يجهزوا عليه وهو نائم على فراشه لأن ذلك في نظرهم غدر وعيب كبير تلومهم عليه سائر العرب، بل اتفقوا على الانتظار ومحاصرة البيت حتى يخرج إليهم والقصة معروفة مشهوره ...وبينهم ما بينهم مع رسول الله من اختلاف الدين وعداوتهم الشديدة له صلى الله عليه وآله وسلم.

هل عمل الانتحاري سنة أم بدعة؟
في مجمع الزوائد لابن الهيثمي روى عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة:
"يا عائشة {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً} هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة أنا منهم بريء وهم مني براء". رواه الطبراني في الصغير وإسناده جيد.
هم شرار المبتدعين لأن عملهم ليس له دليل على الإطلاق، والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة لم تكن موجودة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولو وجدت ما استخدمها النبي ولا أصحابه لأنها تقتل مستخدميها، وإنما استخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السهام يقابله اليوم السلاح طويل المدى من الصواريخ والطائرات ونحوه، واستخدم الحراب والتي يقابلها اليوم السلاح قصير المدى، واستخدم السيف الذي يقابله السلاح الأبيض.
والانتحاريون مبتدعون أصحاب أهواء يقاتلون لمصالح لا من أجل الدين الإسلامي وهم يقتلون مسلمين ويوالون أعداء الدين، وكما في الحديث السابق لا توبة لهم لأنهم يقتلون غيرهم ويقتلون أنفسهم في نفس الوقت ويموتون وهم مصرون على المعصية فمتى يتوبون؟ ولا توبة بعد الموت بل عند حضور الموت التوبة غير مقبولة قال تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) النساء (18)
وإذا ثبت أن الانتحاري ليس مسلما ولا مؤمنا ولا ينتمي إلى العروبة والسلف الصالح ولا يعمل بالكتاب والسنة فلا يكون إلا خارجي الملة يحمل عداوة اليهود للمؤمنين وثقافة الغرب نحو المسلمين وينفذ ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون من التدمير لممتلكات الأمة والفتك بالمسلمين وسفك دماء المؤمنين وصدق الحق سبحانه وتعالى وهو يتحدث عن اليهود: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران (75) إلا أن الانتحاري مخالف لهم في الانتحار فهم لا يقدمون عليه.
- See more at: http://www.yemenscholars.com/old/?q=articles/949#sthash.84WsXSX5.dpuf