بيان رابطة علماء اليمن بشأن مرور عام على العدوان السعودي الأمريكي على اليمن

نشر بتاريخ: اثنين, 28/03/2016 - 3:04م

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان رابطة علماء اليمن : بشأن مرور عام على العدوان السعودي الأمريكي على اليمن

الحمد لله القائل: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) والقائل سبحانه وتعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) والقائل جل وعلا: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) والقائل سبحانه: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَأَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ).وبعد :

مضى عام كامل من العدوان الظالم والحصار الآثم وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني والتي أعلنها نظام قرن الشيطان بالتحالف والتآمر مع الأمريكيين والإسرائيليين الذين أعلنوا ترحيبهم ومباركتهم للعدوان على اليمن بل وكانوا مشاركين فيه وداعمين له استخباراتيا وتسليحا بأفتك وأخطر الأسلحة المحرمة التي تحرمها كل الأديان والقوانين الدولية .

 لقد أثبت النظام السعودي أنه أداة طيعة بيد الإدارة الأمريكية التي يعتبر التحالف معها وتوليها محرما تحريما قطعيا لقوله تعالى: (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

ولقد تجلى بوضوح أن العدوان يصب في صالح المشروع الأمريكي في المنطقة وبالخصوص ما يتعلق بأمن الكيان الصهيوني  كما انكشفت الحقائق وأسقطت والأقنعة التي تستر النظام السعودي خلفها دهرا طويلا وظهر على حقيقته وبرز مدى ارتباطه وعلاقته مع الكيان الصهيوني مما يدلل على صوابية بل وجوب التحرك الجهادي والدفاع المقدس وحكمة قرار قيادة الثورة بإعلان التعبئة العامة للحفاظ على سيادة واستقلال الجمهورية اليمنية ونسيجها الاجتماعي وهويتها الدينية  والعربية الأصيلة .

إن رابطة علماء اليمن بعد عام من العدوان تؤكد على الآتي

  1.  تجدد الدعوة لكل أبناء اليمن بالتحرك الجاد في كل الجبهات الجهادية بكل إخلاص لله وثقة به وتوكل عليه والأخذ بكل الأسباب المتاحة والممكنة والمستطاعة يقول تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

كما تؤكد على ضرورة وأهمية المرابطة والمصابرة والجهوزية العالية امتثالا لقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ).

  1. تثمن عاليا الدور التاريخي العظيم والمشرف للجيش اليمني واللجان الشعبية الذين أثبتوا أنهم أطهر وأنبل وأشرف الرجال وأنهم الأبطال والأوفياء الذين أبلو بلاء حسنا أمام ما يمتلكه العدو من أسلحة فتاكة وعتاد كبير وحشود كثيرة ل فكانت ضربات جيشنا ولجاننا أفتك وأنكى بفضل الله تعالى وتأييده.
  2. تشكر كل علماء اليمن على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الذين وقفوا في وجه العدوان وعملوا بما يمليه عليهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .كما تشكر الدور الرائد لكل الإعلاميين والثقافيين الذين كان لهم الدور الفعال والمشرف في الجبهتين الإعلامية والثقافية.
  3. تشيد ابدور القبائل اليمنية التي برهنت على ولاءها لله وحبها لوطنها بوقوفها سندا وعونا للجيش واللجان وإسهامها بالقوافل ورفد الجبهات بالرجال المجاهدين وتحيي كل المواقف النبيلة والشجاعة التي تعبر عن أصالة وعراقة وشيمة ومروءة وشهامة قبائل اليمن عبر التاريخ داعية لهم إلى المزيد من التلاحم والجهوزية.
  4. كما تشيد بالشرفاء الأحرار من التجار ورجال الأعمال ورجال الدولة في المؤسسات الحكومية المختلفة الذين كان لهم الدور البارز في الحفاظ على اقتصاد البلد وتدعوا الجميع إلى مضاعفة الجهود التي تسهم في تخفيف معاناة الوطن والمواطن. وتحافظ على أموال وموارد الدولة.
  5. تحمل الرابطة الجميع المسؤولية الدينية والوطنية والتاريخية في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ومواجهة كل الخلايا والجيوب الداخلية المخلة بالأمن والتصدي للمؤامرات الخارجية والجيوش الأجنبية الغازية التي تسعى لإذلال هذا الشعب الكريم والالتفاف على قراره ونهب ثرواته وسلب حريته فلا عذر للجميع عن التحرك في مواجهة العدوان إلا من نص عليهم القرآن.
  6. تنصح الرابطة المغرر بهم للتوبة والإنابة ومراجعة أنفسهم ومواقفهم والحذر كل الحذر من الإصرار على الباطل والتمادي في الغي والارتزاق كما تدعوا إلى محاكمة كل من ثبتت خيانته للوطن وجرائمه في حق الشعب اليمني العظيم وتحمل الجهات المعنية والجهاز القضائي المسؤولية الكاملة.
  7. تدعو الرابطة اللجنة الثورية إلى التحري في اختيار أصحاب الكفاءة والنزاهة وتجريد وعزل الفاسدين من مناصبهم وتؤكد أن مفهوم الشراكة والتوافق لا يتجاوز معايير الكفاءة والنزاهة ولا تعني إبقاء الفاسدين وشرعنة فسادهم وغض الطرف عنهم على حساب معاناة وآلام وآهات الشعب اليمني المظلوم فتصحيح الفساد المالي والإداري ضرورة واجب شرعي ووطني. وعليهم أن يتقوا الله تعالى في أموال الشعب وأن يقدروا كل التضحيات الجسام التي بذلها الشهداء والجرحى من الجيش واللجان الشعبية في سبيل عزة وكرامة الشعب اليمني وتحقيق العدالة الاجتماعية فهم مسؤولون أمام الله تعالى في كل تقصير يخل بذلك.
  8. تنادي رابطة علماء اليمن كل المؤسسات والهيئات والتجمعات العلمائية وكل علماء العالم الإسلامي وتدعوهم إلى القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى في نصرة المستضعفين والوقوف ضد الطغاة والمتجبرين والصدع بكلمة الحق ومطالبة المعتدين بوقف عدوانهم الغاشم وحصارهم الآثم على الشعب اليمني والاهتمام بقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية
  9. تحيي رابطة علماء اليمن سيد الوفاء والمقاومة السيد المجاهد حسن نصر الله على مواقفه الإسلامية الأصيلة وتجدد الشكر والعرفان لرجال حزب الله ولكل الشرفاء الأحرار المقاومين للهيمنة ومشاريع الوصاية في المنطقة.
  10. أخيرا: تدعو الرابطة الشعب اليمني إلى الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين وتؤكد على ضرورة أن تقوم الجهات المختصة بسرعة اعتماد المرتبات لكل الشهداء والجرحى.

كما تدعو كل المكونات السياسية الوطنية للتوحد والتماسك حتى لا يدعوا فرصة للعدو ينفذ من خلالها لتفتيت وتمزيق اللحمة الداخلية والعمل على خدمة أبناء الوطن بعيداً عن المكايدات والانتماءات الضيقة.

نسأل الله الرحمة الواسعة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والنصر القريب للمجاهدين والعز والكرامة للشعب اليمني المظلوم والهزيمة والخزي والنكال للمعتدين ومرتزقتهم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة قدير

صادر عن رابطة علماء اليمن

بتاريخ 19-جمادا الآخرة- 1437هــ

الموافق 28-03-2016م

 

 

الدلالات: