صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية .. العوامل والأسباب

نشر بتاريخ: جمعة, 22/01/2016 - 8:46م

توطئـــة:

ما من شك أن آل البيت (عليهم السلام) الذين أثنى عليهم الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم، وأوجب مودتهم والصلاة عليهم، وأوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأمة باتباعهم والتمسك بهم، إنما نالوا ما نالوا من الفضل والمكانة والمنزلة، ليس لقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب، وإنما اختصهم الله بذلك الفضل والمكانة لأنهم تمثلوا الإسلام قولاً وعملاً، وكانت حركتهم في الحياة وفق ما يحبه الله ويرضاه، ومن هنا فإنه مهما اختلفت طريقة وأسلوب حياتهم فقد كانت حياتهم تمثل التطبيق العملي للقرآن الكريم في كل أوامره وتوجيهاته، يستوي في ذلك القائم منهم والقاعد، ومن غير المنطقي أن نفكر مثلاً بأن الإمام الحسين (ع) كان صاحب نزعة تميل إلى العنف، وأن الإمام الحسن (ع) كان ذا نزعة تميل إلى اللين، باعتبار أن الإمام الحسين عليه السلام خرج بثورة على يزيد، في حين أن الإمام الحسن عليه السلام صالح معاوية الصلح المعروف الذي بموجبه تسلم معاوية الخلافة وصار أميرا للمؤمنين، فهذه النظرة لا شك قاصرة، إذ أن ما فعله الإمام الحسن في زمنه وفي الظروف التي عاشها هو ما كان سيفعله الإمام الحسين لو عاش تلك الظروف والأحداث، والعكس بالعكس، فلو أن الإمام الحسن عليه السلام عاش إلى أيام يزيد لكان موقفه هو نفس موقف الإمام الحسين (ع).

 

أهـــم العوامـــل:

إن المتأمل لحياة الإمام الحسن (ع) سيجد أنّه كان ثوريًّا، ويظهر ذلك جليًّا من خلال التأمل في خطابه السياسي، وفي كتبه التي كان يبعث بها إلى معاوية، وما من شك أن وضعه للسلاح وقبوله بالمصالحة إنما كان لظروف وأسباب موضوعية ألجأته إلى ذلك، من أهمها أن الإمام الحسن (ع) كان قد وصل إلى الحكم والأمة تعيش حالة انهيار شامل، فلم يكن يمتلك القوة العسكرية التي تحفظ كيان الدولة إن وجدت من هجمات التمرّد وغارات العدوّ، ولم يكن يمتلك شعباً متماسكاً يسند الدولة في الظروف الصعبة بل كان المسلمون موزعي الهوى والهوية، والكثير منهم قد انسلخوا من قيمهم وغلبت عليهم شهوة المال وحب الراحة، في الوقت الذي كانت الحروب التي دارت رحاها في خلافة الإمام علي (ع) قد أتعبت المسلمين وأنهكتهم، ولم يكن لدى أصحاب الإمام الحسن طاقة للقتال والتضحية، وكان الإمام الحسن عليه السلام قد أدرك أنه إن استمر في القتال بمن معه من الرجال فسيناله منهم ما نال أباه وأعظم، فقد أتعبوا أباه عليّاً (ع)، حتى ضج منهم وجهر باستيائه من أسلوبهم في السير معه ومخالفتهم له في الحرب والسلم، ومن ذلك قوله عليه السلام: (أَلا وإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لَيْلاً ونَهَاراً، وسِرّاً وإِعْلاناً، وقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلا ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وتَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ ومُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الأوْطَانُ) ..... إلى أن قال عليه السلام: (فَيَا عَجَباً واللَّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ ويَجْلِبُ الْهَمَّ!! مِنَ اجْتِمَاعِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ، وتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، فَقُبْحاً لَكُمْ وتَرَحاً؛ حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى، يُغَارُ عَلَيْكُمْ ولا تُغِيرُونَ، وتُغْزَوْنَ ولا تَغْزُونَ، ويُعْصَى اللَّهُ وتَرْضَوْنَ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ، وإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ، كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ، فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ واللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ. يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ ولا رِجَالَ! حُلُومُ الأطْفَالِ وعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ ولَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً واللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وأَعْقَبَتْ سَدَماً، قَاتَلَكُمُ اللَّهُ! لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً، وشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً، وجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً، وأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ والْخِذْلانِ، حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ ولَكِنْ لا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ، لِلَّهِ أَبُوهُمْ! وهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي؟ لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا ومَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ، وهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ ولَكِنْ لا رَأْيَ لِمَنْ لا يُطَاعُ). [نهج البلاغة، الخطبة27]

فلم يكن من الحكمة أن يستمر الإمام الحسن عليه السلام في قتال معاوية وخوض الحرب ضد جيش الشام بمن بقي معه من أهل العراق، وغير بعيد أن يخذلوا الإمام الحسن نفسه كما خذلوا أباه من قبل، وهو ما حصل بالفعل.

 

في مواجهة جبهة الشام:

بعد أن استشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام بايع الناس الإمام الحسن (ع) بالخلافة بعد أبيه، وقام الإمام (ع) بدوره في إدارة الدولة الإسلامية، فاختار العمال والولاة على المناطق الإسلامية، ورسم مخطط تنظيم شؤون الدولة، وإعداد مستلزمات إدارة النظام السياسي في الأمة، في حين بقيت جبهة الشام التي يحكمها معاوية ثغرة في جدار الدولة الإسلامية، ولذلك سارع الإمام الحسن (ع) إلى بعث الكتب والرسائل إلى معاوية يدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه الناس، وكان رد معاوية على تلك الرسائل بالمماطلة وبالكثير من المغالطات والأكاذيب المفضوحة، ولما لم يجد الإمام الحسن (ع) نفعاً من تلك المكاتبات قام بالتعبئة العسكرية العامة استعداداً لخوض الحرب ضد معاوية ومعسكر الشام.

وخطب الإمام الحسن (ع) في الناس خطبة يحث الناس فيها على الجهاد ويبعث فيهم الروح الثورية ويستنهضهم لحرب معاوية فكانت الصدمة الأولى التي وقعت في بدء مرحلة الإعداد والتعبئة أن حصل إحجام من جماهير الأمة عن تلبية نداء قيادتها ورغبتها في الخنوع والراحة فلم ينبسوا ببنت شفة، ولم يستجب له غير عدد قليل، منهم: عدي بن حاتم، و قيس بن سعد، وقيس بن عبادة الأنصاري، ومعقل بن قيس الرياحي، وزياد بن صعصعة التميمي، وقد أبدوا استعدادهم للقتال معه هم ومن تبعهم من قومهم إلى أن يفنوا عن آخرهم.

وبالرغم من هذا الموقف السلبي لجماهير الأمة إلاّ أنه لم يمنع الإمام الحسن (ع) من أن يبادر في حشد وتجنيد ما أمكنه ممن استجاب لدعوته لحرب جيش الشام، وكانت أول فرقة عسكرية بعث بها الإمام (ع) هي فرقة عبيد الله بن العباس والتي بلغ تعدادها اثني عشر ألف مقاتل، كما بعث حجر بن عدي إلى العمال والولاة لكي يأمرهم باستنفار الناس والمسير بهم نحو معسكرات الإمام الحسن (ع)، وتمكن حجر بن عدي أن يجند مجموعة من الناس للحرب مع الإمام (ع) ضد معاوية قيل أنهم بلغوا ثمانية آلاف رجل.

 

شراء مواقف القادة والوجاهات:

بعد أن تحرك الإمام الحسن بالناس ووصل بهم معسكر المدائن بدأ يعدّ الفرق ويجهز الصفوف لخوض الحرب، وفي هذه الأثناء بلغه أن عبيد الله بن العباس قد انضم إلى معسكر معاوية، وذلك أن معاوية بعث إليه بكتاب ووعده بمائة ألف دينار، وأن يمنحه أحد كور الشام، فانسلّ في الليل إلى معسكر معاوية في خاصته، ولم يصمد من فرقة عبيد الله بن العباس إلا مجموعة قليلة يبلغ عددها أربعة آلاف رجل، وقد تسلم قيادتها قيس بن سعد.

وبعد أن وصل خبر عبيد الله بن العباس إلى الإمام الحسن (ع) وجّه رجلاً آخر من كندة إلى الأنبار على رأس أربعة آلاف مقاتل، وطلب منه الإمام (ع) أن لا يحدث شيئاً حتى تأتيه الأوامر من الإمام (ع). وسرعان ما وصلت إلى الكندي إغراءات معاوية بنحو ما فعل مع عبيد الله بن العباس، فانسلّ هو الآخر ومعه مائتا رجل باتجاه معسكر الشام.

وما إن علم الإمام الحسن (ع) بخبر الكندي حتى أرسل رجلاً آخر من مراد بأربعة آلاف رجل، وحلّفه على مرأى ومسمع من الناس بالأيمان المغلظة التي لا تقوم لها الجبال بأنه لن يفعل ما فعله من كان قبله، لكنه ما إن وصل الأنبار حتى جاءته إغراءات معاوية بمثل ما أغرى به صاحبيه، فرفض قبول تلك الإغراءات، فعاود معاوية الكرّة عليه ثانية وثالثة ضاعف له العطاء، وما زال يغريه بالمال والولاية حتى سلك هو الآخر الطريق إلى معاوية تاركاً وراءه العهود والمواثيق والأيمان التي اقتطعها على نفسه للإمام الحسن (ع).

 

محاولة الاغتيال الآثمة:

بينما كان الإمام (ع) يستحث الناس للنهوض والانخراط في صفوف الجيش لحرب معاوية، كان معاوية يغرق الكوفة برسائله إلى رؤساء العشائر وزعماء القبائل، وكانت هذه الرسائل تحتوي على فكرة مشتركة واحدة وهي: (إنك إن قتلت الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي)، وهو الأمر الذي شجّع بعضهم على التفكير في قتل الإمام الحسن عليه السلام لنيل الجائزة التي أعلن عنها معاوية، وكان الإمام الحسن (ع) قد بلغه ذلك، فارتدى درعاً واقياً فكان لا يتقدم الإمام (ع) للصلاة دونه، وبينما كان الإمام الحسن (ع) يصلي في مسجد الكوفة، قام أحدهم بإطلاق سهم مسموم نحو الإمام (ع)، فوقع السهم في منطقة الدرع الذي كان يلبسه الإمام (ع)، فحال ذلك دون نجاح مخطط الاغتيال وبالتالي فشلت مؤامرة معاوية، وقام الإمام الحسن (ع) بعد أن انتهى من صلاته مخاطباً الناس فقال: (يا قوم ويلكم! والله إن معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي، وإني إن وضعت يدي في يده فأسالمه لم يتركني أدين بدين جدي، وإني أقدر أن أعبد الله عز وجل وحدي ولكن كأني أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم ممّا جعل الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون، فبُعداً وسحقاً لما كسبته أيديهم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

 

الاعتداء الآثم:

حاول الإمام الحسن (ع) بعد ذلك استعادة قوة الجيش، بعد ظهور الخيانات من قبل القادة العسكريين، وتسلم بعدها الإمام (ع) قيادة الجيش بنفسه، وعزم على أن يتحرك نحو النخيلة وكان معه أربعة آلاف رجل، وأراد الإمام الحسن أن يمتحن إرادة الجيش ويختبر طاعتهم بهدف فرز الموالين من الخائنين ويكون على بصيرة من لقاء معاوية وأهل الشام، فأمر (ع) أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمعوا، فصعد المنبر فخطبهم فقال: (الحمد لله كلّما حمده حامد، وأشهد أن لا إله إلا الله كلّما شهد له شاهد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق وائتمنه على الوحي ، أما بعد: فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنّه وأنا أنصح خلق الله لخلقه، وما أصبحت محتملاً على مسلم ضغينة، ولا مريداً له سوءاً ولا غائلة، ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم ممّا تحبون في الفرقة، ألا وإني ناظر لكم خيراً من نظركم لأنفسكم، فلا تخالفوا أمري، ولا تردوا عليّ رأيي، غفر الله لي ولكم، وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا).

وبعد أن انتهى الإمام (ع) من خطبته، جعل الناس ينظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: ما ترونه يريد بما قاله؟ قالوا: نظنه والله أن يصالح معاوية ويسلّم الأمر إليه، فقالوا: (كفر والله الرجل)، فهجموا على الإمام (ع) وانتهبوا متاعه وفسطاسه، ثم كمن له رجل خارجي يدعى (الجراح ابن السنان) في الساباط ليقوم بتنفيذ عملية الاغتيال، فعندما مرّ الإمام (ع) على الساباط، صرخ الخارجي قائلاً: (الله اكبر أشركت كما أشرك أبوك من قبل) ثم طعن الإمام (ع) برمح في فخذه حتى وصل العظم، فسقط الإمام (ع) إلى الأرض وقد نزف دمه الشريف من فخذه.

 

خيانة زعماء الكوفة:

في الوقت الذي كان الإمام الحسن (ع) يعاني من آلام طعنة الخارجي الملعونة راح قطاعٌ من أهل الكوفة يبعثون الرسائل إلى معاوية يخبروه فيها: (إنا معك، وإن شئت أخذنا الحسن أسيراً وبعثناه إليك)، وهكذا فعل الزعماء ورؤساء القبائل في الكوفة من أمثال عمرو بن سعد بن أبي وقاص، وحجر بن عمرو، وعمرو بن حريث، وأبو موسى الأشعري، وعمارة ابن الوليد بن عقبة، والأشعث بن قيس وغيرهم، وهؤلاء جميعاً كانوا قد بايعوا الإمام الحسن (ع) في أول الأمر، قبل أن تتم المواجهة مع معاوية على السمع والطاعة.

وقد كتب هؤلاء رسائل عديدة يطلبون فيها من معاوية التحرك والمسير إلى الكوفة، كما وأعلنوا له عن استعدادهم التام للوقوف بجانبه ضد الإمام الحسن (ع)، ووعدوا معاوية بتسليم الإمام (ع) له عند وصوله إلى الكوفة، في حين بقي الإمام الحسن (ع) عشرة أيام ينتظر قدوم الناس للانضمام إلى جيشه، ولكن لم يحدث ذلك، بل توسعت رقعة التواطؤ الداخلي مع جبهة الشام، ولذلك أقفل الإمام الحسن (ع) راجعاً إلى الكوفة، ودخل المسجد، ثم خطب في الناس قائلاً: (أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلةٌ ولا قلة، ولكن كنّا نقاتلهم بالسلامة والصبر)..... إلى أن قال: (وإن معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الحياة قبلنا منه وأغضينا على القذى، وإن أردتم الموت بذلناه في ذات الله، وحاكمناه إلى الله بظبا السيوف). فنادى القوم بأجمعهم: البقية البقية، أمضِ الصلح.

فقال الإمام (ع): (يا عجباً من قوم لا حياء لهم ولا دين، ولو سلمت الأمر فأيم الله لا ترون فرجاً أبداً مع بني أمية، والله ليسومونكم سوء العذاب حتى تتمنوا أنّ عليكم جيشاً ولو وجدت أعواناً ما سلمت له الأمر، لأنّه محرّم على بني أمية فأف وترحاً يا عبيد الدنيا).

ومن هنا فقد اجتمعت تلك الأسباب التي كانت بمثابة عوامل ضغط دفعت بالإمام الحسن (ع) للوقوف أمام الخيار الصعب والذي اختاره مرغماً وهو خيار الصلح مع معاوية الذي لم يكن منه بدّ بعد كل تلك التصرفات الرعناء والخيانة والتخاذل الذي كان من قاداته وجنوده وأصحابه وجماهير الأمة من حوله.

الدلالات: