ثالوث الشر في اليمن

نشر بتاريخ: اثنين, 06/04/2015 - 11:22ص
الكاتب: 

إن بعض الكتابات وتقارير بعض مراسلي (قنوات البترودولار) الخليجية وخاصة السعودية، وأحاديث عدد من الأتباع الذين يطلق عليهم أسيادهم وأولياء نعمتهم أوصافاً مثل (الناشطين الحقوقيين) و (المحللين السياسيين) والمراسلين وخاصة الذين يعيشون مرتهنين في حضن الخليج والعواصم الأمريكية والأوروبية، تلك الكتابات أقل ما توصف به أنها ليست سيئة وحسب، بل ودنيئة أيضاً، تدافع، باسم المفاهيم العظيمة كـ (الحرية) و (الجمهورية) و (الثورة) و (الوحدة) و (الشعب) و (الوطن) و (الدولة المدنية الحديثة)، والعبارات الطنانة الفارغة المعنى مثل (الخطوط الحمراء) و (الثوابت) عن مصالح الدول ذات المطامع التوسعية في اليمنومراكز القوى المشائخية العسكرية والدينية الطغيانية والكهنوتية التي سقط بعضها وما زال البعض الآخر يحاول جاهداً الحيلولة دون سقوطه الحتمي.

يغازل بعض الكَتَبَة بكتاباته والمتكلمين بأقواله قوى التخلف والطغيان والفساد ويسعون لجعلها مقبولة لدى المواطنين وأمام العالم تحت ذرائع شتى كاذبة وأهمها إظهار قوى الحرية والثورة بمظهر الغزاة والبرابرة والمحتلين لمدينتهم العاصمة (صنعاء) كما لا يتورع البعض الآخر عن الهبوط إلى أدنى درجات الانحطاط، فيطالب بنقل العاصمة التي أطعمته من جوع وآمنته من خوف إلى مدينة أخرى (سُنِّية)، ليس ذلك وحسب، بل ويتجرد هذا النفر من السياسيين المرتزقة والأفاقين من وطنيته فيستعدي الخارج، وخاصة مجلس التعاون الخليجي وبالذات (السعودية)، ضد قوى الثورة والعدالة في اليمن بقوله أن هناك خطر داهم على الدول العربية المجاورة والملاحة العالمية بسبب الحضور التاريخي لقوى الثورة في المدن اليمنية، كما يحذر من استمرار الثورة وامتدادها إلى بقية المناطق اليمنية وخاصة الساحلية ويدعم ذلك بإعطاء تقارير كاذبة ومعلومات مغلوطة وزائفة للعرب والعالم عما يدور في الواقع وحقيقة القوى الفاعلة فيه، إنها كتابات مبتذلة وأقوال زائفة تتضمن دعوة إلى احتلال اليمن وتمجيداً لمراكز القوى الطغيانية الفاسدة الحاكمة والمناطقية والآراء المذهبية الرجعية السائدة، وهذا النوع من الكَتَبَة والمتقولين لا يختلف كثيراً عن أولئك الذين يغرفون من مستنقع جماعات التخلف (السلفي والوهابي والإخواني)، مبررات لجرائمها الإرهابية ومسوغات لهمجيتها وتحبيذاً لوجودها. أليس ذلك هو التناقض وقد تجسد إعلامياً؟!.

أثبتت التجارب عبر التاريخ أنه لا يمكن أن يُفْصَل الدَّجَل في ميدان الثقافة والإعلام والانتهازية في بحر السياسة عن مثل هذه الكتابات والأقوال، وبجانب دوافع أخرى منها المناطقية والعنصرية والتعصب المذهبي والارتزاق والخوف الذي يدفع البعض إلى مهادنة قوى التخلف والاستبداد والإرهاب خشية بطشها، هناك دافع هام، هو غرور البعض, الذي لا همّ له، ككل المغرورين، إلا التأثير الوقتي والنجاح اليومي.

الثائرون في اليمن على الطغيان والتخلف والفساد وفي مقدمتهم الزعماء الأبطال التاريخيون أمثال القائد الثوري الشهيد (حسين بدر الدين الحوثي) وأخيه القائد الثائر السيد (عبدالملك بدر الدين الحوثي) والبطل الميداني (أبو علي الحاكم) وغيرهم من قادة وأنصار الثورة والحرية والتقدم، والشهيد (أ. د. أحمد شرف الدين) و (أ. د. عبدالكريم جدبان) والأستاذ الدكتور (محمد عبدالملك المتوكل) والمحامي (حسن الدولة) وغيرهم من الأحياء والشهداء الأبطال ضباط وجنود القوات المسلحة وكل المدافعين عن استقلال الوطن ومصالح الشعب وأمنه واستقراره وتقدمه من الثوار الحقيقيين وفي مقدمتهم جماهير (أنصار الله) وحلفائهم، كانوا وما زالوا عرضة يومية للإبادة الجسدية بالاغتيال أو التهميش والتشويه، ولكن دون أن تتمكن، ولن تفلح، قوى التخلف والطغيان والفساد من (اجتثاثهم) أو الحد من انتشار فكرهم الثوري والحيلولة دون تحوله إلى قوة مادية تحرك الجماهير اليمنية نحو الحرية وبناء الدولة المدنية الحديثة. إن قوى الأنصار وحلفائهم لن تهلك أو تتراجع، لأنها تمثل عقل الشعب اليمني الثائر ومصالحه ووجدانه. وستبلغ دائماً من العدد والقوة ما يمكنها من بلوغ أهدافها الوطنية والثورية وبناء اليمن الحديث. إن جماهير (أنصار الله) أو (الحوثيون) التي أسقطت عدداً من أخطر مراكز القوى الطغيانية وفضحتها أمام العالم، هذه الجماهير وقاداتها من (الحوثيون) أنصار الله أثبتت أنها القلب والدماغ في منظومة الثورة والتقدم وغيرها ليس سوى عائقاً لهما، وما الشعبية الكاسحة التي يتمتعون بها وتزداد يوماً بعد يوم إلا دليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً بأن الجماهير اليمنية وجدت فيهم المنقذ لهم من عصابات الطغيان والفساد والارتهان للخارج والتي يمكن أن نطلق عليها (ثالوث الشر في اليمن).

 

 

 

الدكتور

حسـن علـي مجلـي

أستاذ علوم القانون الجنائي - جامعة صنعاء

فيس بوك: http://www.facebook.com/drhasan.megalli

بريد إلكتروني: drhasan.megalli@yahoo.com

الموقع الإلكتروني: http://hasanmegalli.com//ar/index.php